يتعرض الجسم خلال فترة الحمل والولادة لكثير من التغيرات، ويستغرق الأمر بعض الوقت لعودة الجسم لطبيعته، فمتى يعود التبويض؟ متى تأتي الدورة بعد الولادة ؟ ومتى تعود لطبيعيتها؟، تابعي المقال التالي لمعرفة تغيرات الدورة الشهرية بعد الولادة وتأثيرها على الرضاعة.
متى تأتي الدورة بعد الولادة ؟
هل أنت حامل في شهورك الأخيرة، ويدور بعقلك العديد من التساؤلات المتعلقة بالولادة؟ وواحد من التساؤلات التي تدور بعقلك هو متى تأتي الدورة بعد الولادة ؟، إليك الإجابة عزيزتي القارئة. عادةً ما تعود الدورة الشهرية بعد ستة إلى ثمانية أسابيع من الولادة، إذا لم تكوني ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، أما إذا قمت بالرضاعة الطبيعية فقد يختلف توقيت فترة العودة، النساء اللاتي يمارسون الرضاعة الطبيعية الحصرية قد لا يكون لديهم دورة شهرية طوال فترة الرضاعة الطبيعية، ولكن بالنسبة للآخرين قد تعود بعد شهرين سواء كن يرضعن أو لا.
وإذا عادت الدورة الشهرية بسرعة بعد الولادة وكنت قد حصلت على ولادة مهبلية طبيعية، فقد يوصي طبيبك بتجنب استخدام السدادات القطنية خلال أول مرحلة ما بعد الحيض، وهذا لأن جسمك لا يزال يلتئم، ويمكن أن تسبب السدادات المهبلية لك الأذى، اسألي طبيبك إذا كان بإمكانك العودة إلى استخدام السدادات قطنية في فحص ما بعد الولادة بستة أسابيع.
لما لا تعود الدورة بعد الولادة للنساء المرضعات بسرعة؟
عادة لا تعود الدورة الشهرية بعد الولادة للنساء المرضعات بسرعة بسبب هرمونات الجسم، فـ البرولاكتين وهو الهرمون اللازم لإنتاج حليب الثدي يمكن أن يثبط الهرمونات التناسلية، ونتيجة لذلك لا تحدث الإباضة ولا تحدث الدورة الشهرية.
هل ستؤثر الدورة الشهرية على حليب الثدي؟
عندما تعود الدورة الشهرية، قد تلاحظين بعض التغييرات في اللبن أو رد فعل طفلك تجاه حليب الثدي، فالتغيرات الهرمونية التي تسبب الدورة الشهرية قد تؤثر أيضًا على حليب الثدي.
على سبيل المثال؛ قد تلاحظين انخفاضًا في كمية الحليب أو تغيير في عدد المرات التي يرغب فيها طفلك في الرضاعة، كما قد تؤثر تغيرات الهرمون أيضًا على تركيبة حليب الثدي ومذاقه على طفلك، وهذه التغييرات عادة ما تكون بسيطة للغاية، وينبغي ألا تؤثر على قدرتك على إرضاع طفلك.
هل ستؤثر الدورة الشهرية على وسائل منع الحمل؟
يستخدم البعض الرضاعة الطبيعية الحصرية كطريقة طبيعية لتحديد النسل، ولكن وعلى الرغم من أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خصوبتك، إلا أنها ليست ضمانة مطلقة بأنك لن تحملي مرة أخرى.
وإذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية وقد عادت الدورة الشهرية، فإنك لم تعودي محمية من الحمل، من المهم أيضًا ملاحظة أنه قد يكون من الصعب التنبؤ بعودة الخصوبة، حيث تحدث الإباضة قبل أن تبدأ الدورة الشهرية، لذا من الممكن تمامًا حدوث الحمل مرة أخرى قبل أن تعود الدورة الشهرية.
وتتوفر طرق منع الحمل آمنة وفعالة لأولئك الذين يرضعون، وتعتبر الخيارات غير الهرمونية مثل الجهاز الرحمي النحاسي (IUD) والواقيات الذكرية دائمًا آمنة مع الإرضاع من الثدي.
وهناك أيضًا بعض خيارات تحديد النسل الهرمونية التي تعتبر آمنة أثناء الرضاعة الطبيعية، ويمكن أن يقدم طبيبك آخر التحديثات على أنواع محددة من وسائل تحديد النسل، وبشكل عام تعتبر الأقراص التي تحتوي على جرعات منخفضة من الإستروجين والبروجستين آمنة بعد شفاءك من الولادة، كما أن حبوب منع الحمل التي تحتوي فقط على البروجستين هي أيضاً آمنة للاستخدام أثناء الرضاعة الطبيعية.
كيف يمكن أن تكون الدورة الشهرية بعد الولادة مختلفة؟
عندما تبدأ الدورة الشهرية مرة أخرى بعد الولادة، فقد تواجهين بعض الاختلافات التالية:
- التشنج الذي قد يكون أقوى أو أخف من المعتاد.
- جلطات دم صغيرة.
- غزارة الطمث.
- عدم انتظام نزف الحيض.
- زيادة الألم.
وقد تكون الدورة الشهرية الأولى بعد الحمل أثقل مما اعتدت عليه، وقد تكون مصحوبة أيضًا بتشنّج أكثر حدة بسبب زيادة كمية بطانة الرحم التي يجب التخلص منها، وأثناء تكرار الدورات الشهرية من المحتمل انخفاض هذه التغييرات، وفي حالات نادرة يمكن أن تؤدي المضاعفات، مثل مشاكل الغدة الدرقية أو العضال الغدي الرحمي إلى نزيف حاد بعد الحمل.
وقد يكون لدى النساء اللواتي يعانين من التهاب بطانة الرحم قبل الحمل دورات شهرية أخف بعد الولادة، ويمكن أيضًا أن يكون سبب ذلك حالتين نادرة هما:
- متلازمة أشرمان؛ التي تؤدي إلى تندب أنسجة الرحم.
- متلازمة شيهان؛ التي تحدث بسبب تلف في الغدة النخامية، والتي قد تكون نتيجة لفقد الدم الشديد.
أسباب ألم الدورة الشهرية بعد الولادة
يمكن أن يكون سبب الألم المعتدل في الدورة الشهرية بعد الولادة مزيج من عدة عوامل، وتشمل:
- زيادة شدة التشنج الرحمي.
- هرمونات الرضاعة الطبيعية.
- كبر تجويف الرحم بعد الحمل، مما يعني وجود المزيد من بطانة الرحم أثناء الحيض.
ماذا أتوقع من الدورة الشهرية بعد الولادة الأولى؟
يمكنك توقع بعض النزيف والتفريغ المهبلي بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية، حيث سيقوم جسمك بالتخلص من الدم والأنسجة التي تتكون في الرحم أثناء الحمل، ويمكن أن تستمر إفرازات فترة النفاس لنحو ستة أسابيع، وهو الوقت الذي قد تعود إليه الدورة الشهرية إذا لم تكوني ترضعين طفلك رضاعة طبيعية.
وإذا توقفت إفرازات النفاس لبعض الوقت ومن ثم واجهتي عودة النزيف، فمن المرجح أن تكون هذه الدورة الشهرية، وإذا لم تكوني متأكدة مما إذا كان النزيف الذي تعاني منه مرتبطًا بالحمل أو الدورة الشهرية، فهناك عدة طرق للتأكد وتشمل:
- لا تكون إفرازات النفاس عادةً حمراء زاهية اللون بعد الأسبوع الأول من الولادة، وعادةً ما تكون أخف ويمكن أن تكون بيضاء أو مائية.
- النزيف الأحمر الفاتح الذي يحدث بعد ستة أسابيع أو أكثر بعد الولادة من المرجح أن يكون دورتك الشهرية.
- يمكن أن يزداد النزف المرتبط بالحمل بزيادة الجهد أو النشاط، فإذا زاد إفرازك مع المجهود وقل عند الراحة، فمن الأرجح أن تكون إفرازات النفاس.
- إفرازات النفاس لديها رائحة مميزة، لأنها مختلطة مع الأنسجة المتبقية من الحمل.
وخلال السنة الأولى من الولادة، قد يكون من الطبيعي أن تتذبذب الدورة الزمنية والوقت بين الدورات الشهرية وشدة النزيف، ويكون بشكل أكبر إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية.
أعراض الدورة الشهرية غير الطبيعية بعد الولادة الأولى
من المهم أن تتصلي بالطبيب إذا واجهت أيًا من الأعراض التالية:
- تغيير أكثر من فوطة صحية واحدة كل ساعة.
- نزيف مصحوب بألم مفاجئ وشديد.
- حمى مفاجئة.
- نزيف مستمر لأكثر من سبعة أيام.
- جلطات دموية كبيرة.
- إفرازات كريهة الرائحة.
- صداع حاد.
- صعوبة في التنفس.
- ألم أثناء التبول.
اتصلي بطبيبك إذا واجهت هذه الأعراض أو أي شيء آخر يثير قلقك يتعلق بفترة الدورة الشهرية، فبعض من هذه الأعراض قد تشير إلى وجود عدوى.
وفي النهاية وبعد معرفتك تغيرات الدورة الشهرية بعد الولادة وتأثيرها على الرضاعة، إذا كان لديك المزيد من التساؤلات أو الاستفسارات يمكنك استشارة أحد اطبائنا من هنا.