يعاني البعض من ارتفاع ضغط الدم فهو مرض العصر، ولكن هل تخيلت أن ارتفاعه قد يؤدي إلى جلطة الدماغ؟ .. بالطبع عدم السيطرة على مستوى ضغط الدم، أو عدم الالتزام بالجرعات الدوائية لعلاج ارتفاعه يعرضك لمخاطر صحية عديدة ومنها السكتة الدماغية، لذا تابع معنا المقال التالي لمعرفة اسباب جلطة الدماغ الأخرى وأعراضها، وكيفية الوقاية والعلاج.
ما هي جلطة الدماغ ؟
جلطة الدماغ أو السكتة الدماغية Stroke هي حالة طبية طارئة خطيرة، وتحدث في حالة نقص أو توقف وصول الدم والأكسجين إلى الدماغ، وبالتالي تتعرض خلايا المخ للتلف خلال عدة دقائق من حدوثها، ولذلك فكلما كان العلاج مبكراً كلما قلت المضاعفات.
أنواع جلطة الدماغ
السكتة الدماغية الإفقارية
هذا النوع هو أكثر أنواع جلطات المخ انتشاراً، ويحدث في حالة ضيق أو انسداد الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ، وهذا يحدث بسبب تراكم الدهون داخل الأوعية الدموية مما يسبب نقص تدفق الدم إلى الدماغ فيما يعرف بنقص التروية.
السكتة الدماغية النزفية
يحدث هذا النوع من السكتة الدماغية في حالة حدوث انفجار أو تمزق في أحد الأوعية الدموية في الدماغ، ويمكن أن يحدث نزيف الدماغ بسبب ارتفاع ضغط الدم. من أنواع السكتة الدماغية النزفية نزيف المخ، والنوبة الإفقارية العابرة، ونزف تحت العنكبوتية وهو نزيف يحدث بين الدماغ والغشاء المحيط بها (منطقة النزف تحت العنكبوتية).
أعراض جلطة الدماغ
انتبه عند حدوث جلطة الدماغ، فالوقت هنا يصنع فرقاً كبيراً في ارتفاع معدلات الشفاء، وتشمل أعراض الجلطة الدماغية قبل حدوثها ظهور أحد أعراض التالية على المصاب، كما تشمل أعراض جلطة المخ الخفيف أو أعراض الجلطة الدماغية الصغرى بداية ظهور بعض الأعراض، ولكنها تتطلب الذهاب للطبيب أيضاً، لذا فعند ظهور أحد الأعراض التالية، يجب الذهاب إلى المستشفى فوراً، وتشمل أعراض السكتة الدماغية ما يلي:
الأعراض الأولية
- صعوبة في القدرة على الكلام.
- الرؤية المشوشة مع وجود مشاكل في الرؤية سواء في عين واحدة أو العينين معاً.
- صعوبة في المشي وفقدان التوازن.
- الشعور بالدوخة والدوار.
- صعوبة في فهم كلام الآخرين.
- الشعور بخدر أو شلل في الوجه أو الساق أو الذراع وفي معظم الحالات يكون هذا الشعور في جانب واحد فقط من الجسم.
- الإحساس بصداع شديد ومفاجئ.
- الغثيان والقيء.
عادة ما تدوم أعراض الجلطة الدماغية العابرة لعدة دقائق ثم تختفي خلال ساعة، ونادراً ما تستمر بعض الأعراض السابقة لمدة 24 ساعة.
الأعراض المتأخرة
جدير بالذكر أنه في حالة ملاحظة أحد الأعراض السابقة على أحد أفراد عائلتك أو أقاربك، يجب أن تتبع ما يلي:
- اطلب منه أن يبتسم وملاحظة إذا تدلى جانب واحد من الوجه.
- اطلب منه أن يتحدث ولو بجملة بسيطة وملاحظة هل سيكون الكلام واضح ومفهوم أم لا.
- اطلب منه أن يرفع ذراعيه، هل سيتمكن من فعل ذلك أم لا.
فإذا لم يستطع الابتسام أو الكلام بشكل طبيعي، أو رفع أحد الذراعين لأعلى، فيجب طلب الطوارئ فوراً لإسعاف المصاب وإنقاذ حياته.
جلطة الدماغ والغيبوبة
الغيبوبة Coma هي عبارة عن فقدان الوعي لفترة، ويمكن أن تحدث بسبب جلطة الدماغ، وهي حالة خطيرة تتطلب الذهاب للطبيب على الفور لإجراء عدة فحوصات طبية، وإسعاف المصاب بالعلاج المناسب، لأن فقدان الوعي لمدة طويلة يمكن أن يسبب العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة على الدماغ والجسم بأكمله.
اسباب وعوامل خطر الإصابة بجلطة الدماغ
تحدث جلطة الدماغ نتيجة انسداد أو انفجار أحد الأوعية الدموية في المخ أو أحد الشرايين في المخ، وبالتالي يحدث اضطراب في تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ، وتشمل عوامل خطر الإصابة بجلطة الدماغ ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة الوزن والسمنة.
- التدخين أو التعرض للتدخين السلبي.
- الإصابة بمرض السكري.
- قلة نشاط الجسم.
- إدمان المخدرات مثل الكوكايين.
- الإصابة بأمراض القلب أو الأوعية الدموية مثل قصور القلب.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الدم.
- أخذ حبوب منع الحمل أو بعض أنواع العلاج الهرموني الذي يحتوي على هرمون الإستروجين.
- تزداد فرص التعرض للسكتة الدماغية عند التقدم في العمر وعند بلوغ 55 عام أو أكثر.
- توقف التنفس أثناء النوم.
مضاعفات السكتة الدماغية
هل جلطة الدماغ خطيرة ؟ للإجابة على هذا السؤال يجب معرفة أن السكتة الدماغية تسبب العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة، وبعض هذه المضاعفات قد يكون مؤقتاً، والبعض الآخر قد يكون دائماً، ومنها ما يلي:
- صعوبة التحدث بشكل واضح.
- عدم القدرة على البلع أو تناول الطعام.
- فقدان الذاكرة.
- فقدان القدرة على التحكم في عضلات جانب واحد من الوجه، أو أحد الذراعين.
- عدم القدرة على التحكم في المشاعر، وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.
- صعوبة التفكير.
- الشعور بألم أو خدر في الجزء المصاب من الجسم.
تشخيص جلطة الدماغ
بعد معرفة اسباب جلطة الدماغ يجب معرفة كيفية تشخيص الإصابة، حيث يتخذ الطبيب العديد من الإجراءات التي تساعد على تشخيص جلطة الدماغ، وأول إجراء يقوم به على الفور هو الأشعة المقطعية على المخ، وذلك لتحديد نوع السكتة الدماغية، ووصف العلاج المناسب لكل نوع، ومن طرق التشخيص ما يلي:
الفحص الجسدي
سيقوم الطبيب بإجراء العديد من الفحوصات الجسدية، مثل فحص ضربات القلب وقياس ضغط الدم، وفحص العديد من أعضاء الجسم الأخرى، للتأكد إلى أي مدى تضررت أعضاء الجسم من السكتة الدماغية.
تحاليل الدم
يطلب الطبيب إجراء العديد من اختبارات الدم، وذلك للتأكد من سرعة تجلط الدم، ومعرفة نسبة السكر في الدم.
التصوير المقطعي المحوسب CT
هو عبارة عن استخدام الأشعة السينية لإظهار صورة مفصلة للدماغ، وذلك للكشف عن وجود نزيف في الدماغ، أو وجود أورام في المخ، أو جلطة الدماغ.
التصوير بالرنين المغناطيسي MRI
يقوم الطبيب بحقن المصاب بصبغة معينة في الأوعية الدموية، لإظهار حالة الشرايين والأوردة، ويكشف هذا الفحص عن أنسجة المخ التالفة، والتي حدثت سواء بسبب وجود نزيف في الدماغ، أو السكتة الدماغية.
فحص الموجات فوق الصوتية السباتية
تستخدم الموجات الصوتية لإظهار صور داخلية واضحة للشرايين السباتية الموجودة في الرقبة، ويظهر هذا الفحص تدفق الدم من خلال الشرايين السباتية.
مخطط صدى القلب
هذا الفحص يتم عن طريق الموجات الصوتية لتصوير القلب، والكشف عن مصدر الجلطة في القلب، والتي يمكن أن تنتقل فيما بعد من القلب إلى الدماغ، وبالتالي حدوث السكتة الدماغية.
تصوير الأوعية الدماغية
هذا الفحص غير منتشر، ويقوم فيه الطبيب بإدخال أنبوب رفيع مرن من خلال فتحة صغيرة في الفخذ فيما يعرف بـ القسطرة، ويمر عبر الشريان السباتي Carotid artery الموجود في الرقبة، ثم الشريان الفقري Vertebral artery الموجود في الدماغ، ثم يقوم الطبيب بحقن المريض بالصبغة، حتى تصبح الشرايين الموجودة في الدماغ والرقبة واضحة عند تصويرها بالأشعة السينية.
علاج جلطة الدماغ
بعد معرفة اسباب جلطة الدماغ يتساءل البعض ماذا بعد جلطة الدماغ ؟ فبعد الإصابة بها تأتي مرحلة معرفة نوع الجلطة لتلقي العلاج المناسب لكل نوع، ولكن في كل الأحوال تتطلب الإصابة التدخل السريع. تتضمن طرق العلاج ما يلي:
علاج السكتة الدماغية الإفقارية
في حالة الإصابة بهذا النوع فيجب أخذ بعض الأدوية التي تساعد على إذابة الجلطات، والتي يجب أخذها خلال 4 إلى 5 ساعات من بداية ظهور الأعراض، ويمكن إعطاء الأدوية عن طريق الوريد، فكلما كان التدخل الطبي أسرع كلما قلت المضاعفات الناتجة عنها.
يتم العلاج أيضاً عن طريق تسليك الشريان المسدود للمساعدة على سريان الدم بشكل طبيعي، ولقد أظهر هذا النوع من العلاج تحسن ملحوظ في حالة العديد من المرضى، كما يوجد نوع آخر للعلاج يتم عن طريق إزالة الجلطة من الدماغ باستخدام القسطرة، وهذا الإجراء مفيد في العديد من الحالات التي لم تستجيب للعلاج بالأدوية.
توجد طريقة علاج أخرى عن طريق استئصال باطنة الشريان السباتي، ويعتمد على إزالة اللويحات (الرواسب الدهنية) التي تؤدي إلى انسداد الشريان السباتي، للمساعدة على تدفق الدم في الشريان السباتي وتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
علاج السكتة الدماغية النزفية
أما في حالة الإصابة بهذا النوع، فيقوم الطبيب بإعطاء المريض بعض الأدوية التي تساعد على إيقاف النزيف، وتقليل الضغط في الدماغ، وخفض ضغط الدم المرتفع، وفي بعض الحالات الأخرى يتطلب الأمر قيام الطبيب بإجراء جراحة للسيطرة على النزيف، والتخلص من الدم الزائد في الدماغ، وتخفيف الضغط على الجمجمة.
كيفية الوقاية من جلطة الدماغ
إذا كان أحد أفراد أسرتك يعاني من ضغط الدم المرتفع وتشعر بالقلق والخوف عليه من الإصابة بجلطة الدماغ، فيمكنك رغم خطورتها أن تساعده على تجنب اسباب جلطة الدماغ وتشجعه على اتباع العديد من النصائح التالية للوقاية منها، وتشمل ما يلي:
- الحرص على الحفاظ على معدل ضغط الدم الطبيعي فهذا يساعد على تقليل خطر الإصابة بجلطة الدماغ.
- الإقلاع عن التدخين، وتجنب الجلوس في أماكن بها مدخنين لتجنب أضرار التدخين السلبي.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
- الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- ضبط نسبة السكر في الدم.
- تجنب تعاطي المخدرات.
- الحرص على خسارة الوزن الزائد، والحفاظ على الوزن الصحي.
وفي نهاية المقال وبعد أن تعرفت على اسباب جلطة الدماغ والأعراض التي تظهر على المصاب بها، يجب أن تطمئن فبالرغم من خطورة السكتة الدماغية، إلا أن اتباع طرق الوقاية التي ذكرناها سابقاً، تساعد على تقليل فرص التعرض لها، مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية.