تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة: أهدافه وأنواعه ومعلومات أخرى

تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة
تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة

تشير الإحصائيات إلى وجود ما يزيد عن مليار شخص في العالم يعانون من مشكلة عضوية أو ذهنية أثّرت في جودة حياتهم بالكامل، سواء أكانت مشكلة في الحركة أو تأخر عقلي أو العمى أو الصمم، ومن ثم يلعب تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة دورًا كبيرًا في تحسين الجودة المعيشية لهؤلاء وتمكينهم من المشاركة بصورة أكبر في المجتمع. في هذا المقال، سنتعرف على أهمية ذلك بالتفصيل.

ADVERTISEMENT

الحاجة العالمية لإعادة التأهيل

بالإضافة إلى الإحصائية المذكورة، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالي 2.4 مليار شخص تقريبًا يعيشون بمشكلات صحية أو إصابات قد يساهم إعادة التأهيل في التعايش معها (وهذه هي الأرقام المرصودة فقط، وربما يزداد الرقم عن ذلك)، وهذا ما يجعل تقديم الخدمات اللازمة لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة أمرًا ضروريًا وملحًا.

ووفقًا لموقع منظمة الصحة العالمية الإلكتروني، تتزايد الحاجة إلى التأهيل نظرًا للتغيرات الكبيرة في صحة البشر، فعلى سبيل المثال لا الحصر، ربما يعيش الشخص الآن فترات أطول من الأجيال السابقة، ولكن ترتفع فرص الإصابة بالأمراض المزمنة وأمراض الشيخوخة، أو الإعاقات الجسدية.

ADVERTISEMENT

ومع الأسف، يواجه العديد من الأشخاص متوسطي ومحدودي الدخل نقصًا كبيرًا في الخدمات التأهيلية المطلوبة، خاصة عند حدوث كوارث طبيعية أو أوبئة أو نزاعات.

ما هو تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة؟

تعرف كلمة التأهيل على أنها تدخلات صممت لتحسين أداء الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، والحد من تأثير المشكلة الجسدية (أو الذهنية) التي تسبب قلة تفاعلهم مع البيئة المحيطة، ونوضح لك مثالًا عن ذلك؛ فمثلًا يتم إعادة تأهيل رجل طاعن في السن أو طفل يعاني من مشكلة جسدية أو عقلية للاعتماد على نفسه قدر المُستطاع في القيام بأنشطته اليومية العادية بدون الحاجة إلى شخص آخر لمساعدته.

ADVERTISEMENT

فهم احتياجات ذوي الهمم

يجب على الفريق الطبي المسئول فهم احتياجات هؤلاء الأشخاص فهمًا عميقًا، إذ إن لكل حالة احتياجاتها الخاصة، فتتنوع المشكلات الصحية إلى حد كبير، مثل المشكلات الجسدية كانعدام الحركة، والمشكلات البصرية، والمشكلات السمعية، والإعاقات الذهنية كالتأخر العقلي. لذا، يجب على برامج التأهيل تقديم حلول مخصصة تلبي احتياجات كل فرد بناءً على نوع مشكلته وعمره وأهدافه الشخصية.

ويتم التأهيل عن طريق توضيح أبعاد المرض أو المشكلة الصحية للمريض وذويه، والأعراض المحتملة وكيفية التعامل معها، وإعادة تنظيم نمط الحياة للتعايش مع المرض، وتعليمه كيفية إجراء المهام اليومية بأمان واستقلالية، ما يعزز من قدرته في التغلب على صعوبات التفكير أو الرؤية أو السمع أو التواصل أو الحركة، وبالطبع يتطلب ذلك فريقًا طبيًا متخصصًا لتقديم الرعاية والدعم اللازم.

أهداف تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة

يمكنك تلخيص الأهداف الرئيسية لإعادة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة فيما يلي:

ADVERTISEMENT
  • تعزيز الوظائف الحيوية مثل الحركة والتوازن والتنفس والقوة البدنية.
  • تحسين أعراض الأمراض المزمنة أو الحادة أو الإصابات.
  • مساعدة إضافية للتدخلات الطبية والجراحة لتحسين صحة المريض.
  • يساعد المريض في استخدام الأجهزة والأدوات المساعدة دون الحاجة إلى مساعدة أشخاص آخرين.
  • تعزيز الاستقلالية، ومن ثم تعزيز المشاركة الاجتماعية ما يجعلهم أفراد منتجين في المجتمع.
  • تحسين الصحة العامة والوقاية من المضاعفات المحتملة للمرض.
  • تحسين الصحة النفسية للمريض، وتعزيز ثقته بنفسه.

أنواع تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة

تختلف أنواع التأهيل المقدمة لذوي الاحتياجات بناء على حالاتهم الفردية، إذ لكل شخص احتياجاته الخاصة به، وقد تتضمن التأهيل الطبي لتحسين القدرات الجسدية والحركية، والتأهيل النفسي والعاطفي، والتأهيل التعليمي والمهني، وفيما يلي بعض الأمثلة لبرامج التأهيل المختلفة:

  • التدريب على الكلام واللغة لتعزيز التواصل لدى المريض بعد إصابات الدماغ.
  • التدريب على التمارين البدنية لتحسين قوة العضلات والحركات الإرادية والتوازن لدى الأشخاص الذين يعانون من السكتة الدماغية أو مرض باركنسون.
  • توضيح كيفية ممارسة الرياضة لمرضى القلب بأمان وفعالية.
  • تعديل البيئة المنزلية لكبار السن لضمان سلامتهم واستقلاليتهم في المنزل وتقليل خطر سقوطهم أرضًا.
  • تدريب مرضى المشكلات النفسية والعقلية من الفصام وثنائي القطب والتوحد واضطرابات الذكاء على المهارات الاجتماعية وإعادة الانخراط في المجتمع.
  • التأهيل النفسي للمرضى بعد عمليات البتر وكيفية التعايش مع الأطراف الصناعية أو بدونها وأداء المهام اليومية.
  • تدريب الأشخاص الذين فقدوا نعمة البصر على استخدام العصا للحركة، وطريقة برايل للقراءة، وتطبيقات الهواتف المحمولة والذكاء الاصطناعي لحل العديد من المشكلات اليومية مثل التعرف على قيمة الورقة المالية.
  • تأهيل مرضى العناية المركزة لتحسين التنفس والتعافي بعد المرض.

الفريق الطبي المسئول عن التأهيل

يضم تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة فريقًا طبيًا متعدد الاختصاصات وفقًا لطبيعة حالة المريض، ويعمل هذا الفريق بالتنسيق مع بعضه البعض لتلبية احتياج المريض، ويتضمن:

  • الأطباء والممرضين لتقييم حالة المريض وتقديم العلاج الطبي المناسب.
  • أخصائيي العلاج الطبيعي لتحسين الوظائف الحركية والعضلية.
  • الأطباء والأخصائيين النفسيين للدعم النفسي والعاطفي والاجتماعي للأفراد وعائلاتهم.
  • أخصائيي التعليم الخاص مثل التخاطب لتعليم المرضى ما يحتاجونه.

التحديات التي تواجه إعادة التأهيل

تواجه مجالات إعادة التأهيل تحديات متنوعة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية منها:

ADVERTISEMENT
  • الافتقار إلى الأولويات والتمويل والسياسات والخطط.
  • الافتقار إلى الموارد بما فيها المعدات والتكنولوجيا المساعدة.
  • نقص في مراكز التأهيل خارج المناطق الحضرية وطول فترة الانتظار.
  • نقص في الكوادر الطبية المسئولة عن إعادة التأهيل.
  • الحاجة إلى المزيد من الأبحاث والبيانات.
  • التوعية المجتمعية بأهمية التأهيل لتعزيز المشاركة الاجتماعية وتقديم الدعم.

وختامًا، يلعب تأهيل لذوي الاحتياجات الخاصة دورًا حاسمًا في تحسين حياتهم ومساهمة بناءة في تحسين الجودة المعيشية على الصعيدين العالمي والمحلي، ومن ثم ينبغي تقديم الدعم المناسب والاستثمار في هذا المجال لتعزيز انخراطهم ومشاركتهم في المجتمع.

هل كان هذا المحتوى مفيدا؟

جار التحميل...
كتب بواسطة د.كريم محمود - المراجعة والتدقيق: طاقم ديلي ميديكال انفو
تاريخ النشر: تاريخ التحديث:
قد يعجبك أيضا
هذا الموقع يستخدم الكوكيز لتقديم أفضل تجربة تصفح اعرف المزيد