تم وصف الولادة على مر العصور على أنها من أصعب الآلام التي يتعرض لها البشر، ومن الطبيعي أن تشعر كل حامل بالخوف من لحظة الولادة وكل ما يصاحبها من آلام ومن مخاوف على الجنين، تابعي المقال التالي للتعرف على أسباب الخوف من الولادة وكيف يمكن التغلب عليها.
أسباب الخوف من الولادة وكيفية التعامل معها
كثير من النساء يشعرن بالقلق مع اقتراب الولادة، ومن الطبيعي أن تكون لديك أسئلة ومخاوف خاصة إذا كانت هذه هي المرة الأولى لك، وفي التالي أهم أسباب الخوف من الولادة وكيفية التعامل معها.
1- الخوف من الألم
نعم؛ سيكون الأمر مؤلماً ولكنه ألم ستتمكّنين من التعامل معه، ويكون الخوف الأكبر بين الحوامل هو ألم الولادة وخاصة إذا كنتِ أمّ للمرة الأولى، فأنت لا تعرفين مقدار الألم الذي ستواجهينه، وما إذا كنت ستتمكنين من التعامل معه.
ولكن يجب أن تعلمي أن الولادة يمكن أن تكون مؤلمة ولكنه ألم يأتي بطفلك للحياة، في الغالب يكون ألم المخاض أشبه بتقلّصات الدورة الشهرية، ولكن في نهاية الأمر يزداد الألم، ولا تُنصح الحوامل بالاستماع إلى تجارب الأمهات الأخريات، لأن هذا لن يساعد، لأن تجربتك لن تكون نفس تجربة أي شخص آخر.
كيفية التعامل مع الخوف من الألم
يجب النظر في جميع أشكال وسائل تخفيف الألم المتاحة مثل إبرة التخدير النصفي في الظهر التي يمكن أن تزيل الألم أو معظمه، كما يمكن أن يساعد التحكم في التنفس، ودروس اليوجا، ودروس التنويم المغناطيسي، أو التأمل في تخفيف آلام المخاض، وتقليل الخوف من الولادة.
2- الخوف من إصابات الولادة
تمزق المهبل شائع في الولادات المهبلية، وهو أكثر شيوعا في الأمهات لأول مرة، حيث تقدر بعض الإحصائيات حدوث تمزق في 90 ٪ من الولادات، ولكن الغالبية العظمى تكون تمزقات طفيفة من الدرجة الأولى والثانية التي تلتئم بسرعة مع عدم وجود آثار على المدى الطويل إلا القليل من الألم.
أما التمزقات أو الإصابات الأكثر خطرًا تكون من الدرجة الثالثة والرابعة هي أكثر ندرة، وتحدث بسبب حجم الطفل الكبير، أو الحاجة إلى تحفيز الولادة أو الاضطرار إلى استخدام الملقط الجراحي، أما تمزيق، أما عملية بضع المهبلepisiotomy، هي عملية قطع جراحي في المنطقة العضلية بين المهبل والشرج، والمعروفة باسم العجان، لجعل فتحة المهبل أكبر لتمرير الطفل أثناء الولادة.
كيفية التعامل مع الخوف من إصابات الولادة
عملية الولادة عملية طبيعية وغريزية، ولا يتم إجراء بضع المهبل إلا إذا كان الطفل بحاجة إلى إخراجه بسرعة، وهو أمر نادر جدًا في هذه الأيام، كما قد يساعد تدليك منطقة العجان في المراحل المتأخرة من الحمل على إعداد المنطقة للتمدد والحد من خطر تمزق المهبل عند الولادة لأول مرة.
3- الخوف من عدم الذهاب للمستشفى في الموعد
تخشى الكثير من الحوامل أن تبدأ في المخاض في السوبر ماركت أو في سيارة الأجرة، وألا يكون لديها الوقت للوصول إلى المستشفى، ولكن هذا نادر للغاية حيث أن متوسط وقت الولادة للمرة الأولى يدوم من 6 إلى 20 ساعة، لذا فإن فرصة ولادة طفلك في الطريق إلى المستشفى ضئيلة للغاية، إلا أن ذلك يحدث أحيانًا، وإذا كنت قد أنجبتي طفلاً من قبل، فعادًة ما يكون المخاض أقصر.
كيفية التعامل مع الخوف من عدم الذهاب للمستشفى في الموعد
من الطبيعي أن تشعري بالقلق إزاء توقيت الولادة والمخاض، لذلك من الضروري معرفة علامات الولادة والمخاض، والمتابعة المستمرة مع الطبيب في أواخر الحمل مع إقتراب موعد الولادة، كما أن هناك الكثير من العلامات التحذيرية التي تخبرك بأن الوقت قد حان للبدء في التوجه إلى المستشفى، بما في ذلك التشنج الشديد، وآلام الظهر والتقلصات القوية على فترات قصيرة.
4- الخوف من التبرز أثناء الولادة
تخشى بعض الأمهات من فقدان السيطرة أثناء الولادة والتبرز، الأمر الذي يجعلهم يشعرون بالحرج والخجل، والحقيقة هي أن هناك الكثير من الأمور تحدث أثناء الولادة، والقليل من البراز سيكون أقل ما يقلقك، كما أن ؤأس الطفل عندما ينخفض إلى أسفل فذلك يمنع وغلق فتحة الشرج، وبالتالي لن يسمح بمرور البراز.
كيفية التعامل مع الخوف من التبرز أثناء الولادة
التبرز هو أمر طبيعي للغاية، ولكن إذا كان الأمر لا يزال يزعجك، فحاولي عدم تناول الكثير من الطعام قرب موعد الولادة، حتى يكون هناك احتمال أقل للتبرز، كما قد تأخذ بعض النساء حقنة شرجية لإزالة البراز من القناة الهضمية قبل الولادة.
5- الخوف على سلامة الطفل
ولادة طفل سليم هي ما يريده جميع الآباء، وستحدد عمليات الفحص السابقة للولادة بعض المشاكل الطبية أو الظروف الصحية قبل الولادة، وأثناء الولادة نفسها قد تقلق الأمهات من أن الحبل السري قد يعلق حول عنق الطفل أو أنه في وضع خاطئ، وتكون هذه أبرز أسباب الخوف من الولادة .
كيفية التعامل مع الخوف على سلامة الطفل
تأكدي من الذهاب إلى الطبيب بانتظام بحيث إذا كان هناك أي شيء خاطئ في وقت مبكر سيكون الطبيب على دراية به، وكوني مطمئنة أن طبيبك سيركز تمامًا على صحة وسلامة طفلك، وسيتتبع نبضات قلب طفلك باستمرار إذا استدعى الأمر.
6- الخوف بعد تجربة ولادة سيئة
إذا كنت قد عانيت من تجربة ولادة مؤلمة أو سيئة في السابق، فمن المفهوم أن تكوني خائفة من الولادة مرة أخرى، ويتمثل الحل في التحدث إلى الطبيب في وقت مبكر من الحمل، حتى يتمكن من التأكد من عدم حصولك على نفس المشاكل مرة أخرى، كما يمكن اللجوء لمتخصص نفسي للمساعدة على تجاوز هذا الخوف.
7- الخوف من التدخل الطبي
بعض النساء يكن خائفات من أنهن سيحتجن إلى تدخل طبي مثل إجراء عملية قيصرية غير مخطط لها، أو استخدام بعض الأدوات الجراحية لتوليد الطفل، ولكن يجب أن تدرك النساء أن التدخل قد يحدث إذا كانت صحتها أو صحة الطفل معرضة للخطر، وأن الطبيب لن يتدخل بأي إجراء إلا إذا كان بحاجه إليه.
8- الخوف من الموت أثناء الولادة
يعد الموت أثناء الولادة أمر نادر الحدوث، وتشمل الأسباب الشائعة: النزيف بعد الولادة، والإجهاض غير المأمون، واضطرابات ارتفاع ضغط الدم من الحمل، والعدوى، والولادة المتعسرة، والظرف الصحية الموجودة من قبل.
كيفية التعامل مع الخوف من الموت أثناء الولادة
يجب أن تدرك جميع النساء أن فرصة الموت الفعلية في المخاض نادرة للغاية، والذي قد يكون بسبب النزيف أو بعض الحالات الطبية الأخرى، ولكن يجب التأكد من الحصول على جميع الفحوصات الضرورية طوال فترة الحمل، وإذا كنت تعاني من حالات صحية سابقة، فتأكدي من أن هذه الحالات تخضع للمراقبة والعلاج بشكل صحيح.
9- الخوف من عدم عودة المهبل لطبيعته مرة أخرى
الولادة المهبلية تمدد المهبل حتى يخرج الطفل، ولكن الخبر السار هو أنه سيصبح قريبا أصغر مرة أخرى، ففي غضون بضعة أشهر يعود المهبل لكامل قوته أو طبيعته.
كيفية التعامل مع الخوف من عدم عودة المهبل لطبيعته مرة أخرى
الحل هو تمارين قاع الحوض أثناء الحمل، لأن الوزن الزائد يمكن أن يسبب الإجهاد وفقدان عضلات المهبل لقوتها، ومن الهام أيضٌا ممارسة تمارين قاع الحوض بعد الولادة، والجدير بالذكر أن الولادة الطبيعية لا تؤثر بالضرورة على حياتك الجنسية، وإذا كنت تمارسين تمرينات قاع الحوض، فسوف تتحسن السيطرة على عضلات المهبل.
10-الخوف المرضي من الولادة
بعض النساء يعانين من خوف مرضي من الولادة، وهي حالة نفسية تسمى “tokophobia” الذي ينقسم للخوف من الولادة قبل إنجاب طفل، أو الخوف الذي يتبع صدمة الولادة أو اكتئاب ما بعد الولادة، ويجب في هذه الحالة اللجوء إلى التحدث مع متخصص نفسي أو طبيب التوليد للحصول على الدعم العاطفي والنفسي الضروري كما يمكن اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي.
واخيرًا مهما كان سبب الخوف من الولادة لديك، يجب عليك إدراك السبب والحصول على مساعدة مبكرة في فترة الحمل، وإذا كان لديك المزيد من التساؤلات أو الاستفسارات، يمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا.