“الأمومة مش بالساهل” دائما ماتتردد تلك العبارة لتعبير عن رحلة الأمومة الشاقة بدايًة من الحمل، حتى لحظة الولادة الصعبة ومايليها أيضًا، ويُوصف ألم الولادة بأشد انواع الآلام التي يختبرها البشر، تابعي المقال التالي لمعرفة المزيد عن الام الولادة وأسبابها.
الام الولادة المبكرة وأسبابها
انفجار الكيس الأمنيوسي
الكيس الأمنيوسي هو الغشاء المملوء بالسائل الذي يحيط بالجنين، وينفجر هذا الكيس دائمًا قبل ولادة الطفل، على الرغم من أنه في بعض الحالات يبقى سليماً حتى الولادة، وعندما يتمزق هذا الكيس يوصف الأمر بنزول ماء الجنين، ويحدث هذا قبل المخاض أو في بداية المخاض، ويجب أن يكون السائل شفافًا وعديم الرائحة، وإذا كان أصفرًا أو أخضرًا أو بنيًا، فاتصلي بطبيبك على الفور.
تقلصات الرحم
تقلصات أو انقباضات الرحم هي التي تساعد طفلك في النهاية على دفع عنق الرحم، وتكون هذه التقلصات مثل التشنج أو الضغط الذي يبدأ في الظهر وينتقل إلى الأمام، ولكن التقلصات ليست مؤشرًا موثوقًا للولادة، فقد تكون تقلصات براكستون هيكس أو الطلق الكاذب، والقاعدة العامة هي أنه عندما يكون لديك انقباضات تدوم لدقيقة واحدة، تفصلها خمس دقائق، وتستمر لمدة ساعة، فأنت في المخاض الحقيقي.
تمدد عنق الرحم
عنق الرحم هو الجزء الأدنى من الرحم الذي يفتح في المهبل، وعنق الرحم هو هيكل أنبوبي يتراوح طوله من 3 إلى 4 سنتيمترات تقريبًا مع ممر يربط تجويف الرحم بالمهبل، وأثناء المخاض يتغير دور عنق الرحم من الحفاظ على الحمل عن طريق الحفاظ على الرحم مغلق، لتسهيل عملية ولادة الطفل عن طريق التوسع والتمدد بما يكفي للسماح للطفل بالمرور، والتغييرات الأساسية التي تحدث قرب نهاية الحمل تؤدي إلى تليين نسيج عنق الرحم وترقيق عنق الرحم، وكلاهما يساعد على تحضير عنق الرحم للولادة.
الام الولادة ولحظة خروج الجنين
في نهاية المطاف تُفتح قناة عنق الرحم حتى يصل قطر فتحة عنق الرحم نفسها إلى 10 سنتيمترات ويمكن للطفل من خلالها المرور إلى قناة الولادة، وعندما يدخل الطفل إلى المهبل، يمتد الجلد والعضلات المحيطة بفتحة المهبل إلى أقصى حد حتى تصل إلى منطقة العجان وهي المنطقة الواقعة بين المهبل والمستقيم وعند هذه النقطة، قد يبدو الجلد وكأنه يحترق.
يصف بعض اختصاصي الولادة ألم خروج الطفل في الولادة الطبيعية بحلقة النار بسبب الإحساس بالحرقان، حيث تمتد أنسجة الأم حول رأس الطفل، وفي هذا الوقت قد يقرر الطبيب إجراء بضع المهبل episiotomy، وقد تشعر أو لا تشعر الأم بهذا الإجراء، لأن الجلد والعضلات يمكن أن تفقد الإحساس بسبب شدة تمددها.
لحظة الولادة
مع ظهور رأس الطفل تشعر الأم براحة كبيرة من الضغط، على الرغم من استمرار الشعور ببعض الانزعاج، وستطلب الممرضة أو الطبيب من الأم التوقف عن الدفع لحظياً بينما يتم شفط فم الطفل وأنفه لإزالة السائل الأمنيوسي والمخاط، فمن المهم القيام بذلك قبل أن يبدأ الطفل في التنفس والبكاء، وعادةً ما يقوم الطبيب بتدوير رأس الطفل بربع دورة ليتماشى مع جسم الطفل الذي لا يزال بداخل الرحم، ثم يُطلب من الأم البدء في الدفع مرة أخرى لإخراج باقي جسم الطفل.
دفع المشيمة
تظل المشيمة والكيس الأمنيوسي الذي قام بحماية الطفل لمدة تسعة أشهر في الرحم بعد الولادة، ويجب طرد المشيمة من الجسم، وهذا يمكن أن يحدث بشكل عفوي أو قد يستغرق ما يصل إلى نصف ساعة، وقد تقوم ممرضة التوليد أو الطبيب بفرك بطنك أسفل السرة للمساعدة في انقباض الرحم وطرد المشيمة، قد تشعر الأم ببعض الضغط عند طرد المشيمة ولكن ليس بنفس القدر من الضغط الذي يحدث عند ولادة الطفل.
سيقوم الطبيب بفحص المشيمة التي تم طردها للتأكد من أنه قد تم تسليمها بالكامل، حيث أنه في حالات نادرة تظل بعض أجزاء من المشيمة في الرحم، وقد تبقى ملتصقة بجدار الرحم، وإذا حدث ذلك يزيل الطبيب هذه الأجزاء المتبقية من الرحم لمنع النزيف الشديد الذي يمكن أن ينتج عن المشيمة الممزقة.
كيفية التعامل مع آلام الولادة
الولادة الطبيعية
إذا قررتِ الولادة الطبيعية بدون علاج الألم، فستشعرين بعملية الولادة ومايصاحبها من آلام، والأحاسيس التي ستواجهينها أكثر من غيرها هما الألم والضغط، ولكن عند بدأ الدفع، سيتم تخفيف بعض الضغط.
التخدير النصفي أو إبرة الظهر
في حالة أخد التخدير النصفي أو إبرة الظهر، فإن ما تشعر به الأم أثناء المخاض يعتمد على فعالية التخدير، فقد لا تشعر بأي شيء إذا كانت حقنة التخدير فعالة، أما إذا كانت معتدلة التأثير فقد تشعر الأم ببعض الضغط.
إصابات الولادة
على الرغم من أن الإصابات الكبيرة ليست شائعة أثناء عملية التمدد للولادة، ولكن قد يتمزق عنق الرحم ويحتاج في النهاية إلى الإصلاح، حيث تكون الأنسجة المهبلية ناعمة ومرنة، ولكن إذا حدثت الولادة بسرعة أو بقوة مفرطة يمكن لهذه الأنسجة أن تتمزق، وفي معظم الحالات، تكون التمزقات طفيفة ويمكن إصلاحها بسهولة، ولكن في بعض الأحيان، قد تكون أكثر خطورة وتؤدي إلى مشاكل أطول أجلاً.
عادة ما ينتج عن المخاض الطبيعي والولادة إصابة في المهبل أو عنق الرحم، وما يصل إلى 70% من النساء في ولادتهن الأولى يُجرى لهن بضع المهبل أو بعض الأنواع من التمزقات المهبلية التي تتطلب الإصلاح، ولحسن الحظ يحتوي المهبل وعنق الرحم على إمدادات دم غنية، وهذا هو السبب في أن الإصابات في هذه المناطق تلتئم بسرعة وتترك القليل من الندبات التي لا يمكن أن تؤدي إلى مشاكل طويلة المدى.
وفي النهاية وبعد معرفتك المزيد عن الام الولادة وأسبابها، إذا كان لديك المزيد من التساؤلات أو الاستفسارات، يمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا.