ليس هناك شك أن حليب الأم الطبيعي هو أفضل تغذية يحصل عليها الإنسان طوال حياته، وكثيراً ما نرى العديد من المشكلات الصحية التي قد تواجه الطفل في حالة عدم تلقيه الحليب الطبيعي، فلماذا يعتبر حليب الرضاعة أهم مصدر لتغذية الطفل؟ وما هي مكونات حليب الام ؟ وما هي الفوائد التي يقدمها للطفل؟ سنجيب على هذه التساؤلات في هذا المقال، فتابعي معنا عزيزتي القارئة.
أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل والأم
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بشدة بـ الرضاعة الطبيعية الحصرية (أي اقتصار تغذية الطفل على لبن الأم فقط)، خلال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل، وتستمر الرضاعة لمدة لا تقل عن 12 شهر، بالنسبة للرضع تساعد الرضاعة الطبيعية على الحماية من العدوى، والحد من معدلات المشاكل الصحية بعد ذلك، بما فيها السمنة، والسكري، والربو.
أما بالنسبة للأمهات، فالرضاعة الطبيعية تساعد الرحم على الانقباض وتوقف النزيف بسرعة أكبر بعد الولادة، يمكن أن تقلل الرضاعة الطبيعية أيضاً من خطر الإصابة بـ سرطان الثدي والمبيض، كما أنها توفر وسيلة وطاقة رائعة للأمهات للتواصل مع أطفالهن.
مكونات حليب الام
في ما يلي مجرد لمحة مختصرة عن مكونات حليب الام والعناصر الغذائية الهامة التي يقدمها لطفلكِ:
البروتينات
يحتوي لبن الأم على نوعين من البروتينات، وهما مصل اللبن والكازين بنسبة 60% و40%، هذا التوازن البروتيني يسمح بسهولة وسرعة الهضم، عادة ما يحتوي الحليب الصناعي على نسبة أكبر من الكازين، لذلك فقد يكون من الصعب على الطفل أن يهضمه، ما يقرب من 60-80% من البروتينات في لبن الأم هي بروتين مصل اللبن، والذي لديه خصائص مضادة للعدوى.
وفي ما يلي بروتينات محددة موجودة في حليب الثدي وفائدة كل منها:
- يمنع اللاكتوفيين نمو البكتيريا التي تعتمد على الحديد في الجهاز الهضمي، هذا يمنع نمو بعض الكائنات الحية مثل القولونيات والخميرة التي تتطلب الحديد.
- يعمل بروتين igA على حماية الرضيع من الفيروسات والبكتيريا، وتحديداً تلك التي يتعرض لها الطفل والأم والعائلة، كما يساعد على الحماية ضد الحساسية.
- تساعد الجلوبيولينات المناعية الأخرى على الوقاية من العدوى البكتيرية والفيروسية.
- يساعد إنزيم الليسوزيم على حماية الرضيع من السالمونيلا، كما أنه يعزز نمو نباتات معوية صحية لها وظائف مضادة للالتهابات.
الدهون
يحتوي حليب الأم أيضًا على الدهون الضرورية لصحة طفلكِ، فهي ضرورية لنمو الدماغ، وامتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون، وهي مصدر السعرات الحرارية الأساسي، إن هناك حاجة للأحماض الدهنية طويلة السلسلة من أجل الدماغ والشبكية والجهاز العصبي للطفل، وهي تترسب في الدماغ خلال الثلث الثالث من الحمل، كما أنها توجد في حليب الثدي.
الفيتامينات
ترتبط كمية الفيتامينات وأنواعها في لبن الثدي ارتباطاً مباشراً بفيتامينات الأم، وهذا هو السبب في أنه من الضروري أن تحصل الأم على التغذية الكافية، بما في ذلك الفيتامينات التي تذوب في الدهون مثل فيتامين A، وفيتامين D، وفيتامين E، و فيتامين K.
كما أن الفيتامينات التي تذوب في الماء مثل فيتامين ج، والريبوفلافين، والنياسين، وحامض البانتوثينيك ضرورية أيضًا، وبسبب الحاجة إلى هذه الفيتامينات، فإن العديد من مقدمي الرعاية الصحية واستشاري الرضاعة يستمرون في إمداد الأمهات المرضعات بالفيتامينات السابقة للولادة.
الكربوهيدرات
اللاكتوز هو الكربوهيدرات الأساسية الموجودة في حليب الأم، ويمثل حوالي 40 ٪ من إجمالي السعرات الحرارية المقدمة منه، يساعد اللاكتوز على تقليل عدد كبير من البكتيريا غير الصحية في المعدة، مما يحسن امتصاص الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم، فهو يساعد على مكافحة المرض ويعزز نمو البكتيريا السليمة في المعدة.
حليب الأم هو الأفضل للطفل
يحتوي حليب الثدي على مزيج مثالي من البروتينات والدهون والفيتامينات والكربوهيدرات، لا يوجد شيء أفضل من ذلك لصحة طفلكِ، كما أن الكريات البيضاء هي خلايا حية موجودة فقط في حليب الثدي، وهي تساعد في مكافحة العدوى، إن الأجسام المضادة، والخلايا الحية، والإنزيمات، والهرمونات، هي ما يجعل حليب الثدي غذاءً مثاليًا.
والآن عزيزتي القارئة، بعد أن تعرفتِ على مكونات حليب الام وفوائده الرائعة لتغذية الطفل وقيمته الغذائية، إذا كان لديكِ أي استفسار، يمكنكِ استشارة أحد أطبائنا من هنا.