فقدان الثبات الانفعالي أو التقلقل العاطفي هو حالة تتميز بنوبات مفاجئة لا يمكن التحكم بها وغير مناسبة من الضحك أو البكاء. وعادة ما يحدث فقدان الثبات الانفعالي لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات عصبية، أو إصابات قد تؤثر على طريقة سيطرة المخ على المشاعر.
وإذا كنت تعاني من فقدان الثبات الانفعالي، سوف تواجه الانفعالات بشكل طبيعي، ولكنك سوف تعبر عنها في بعض الأحيان بطريقة مبالغ فيها أو غير مناسبة، وكنتيجة لذلك يمكن أن تكون الإصابة بهذه الحالة أمر محرج، ويؤثر على الحياة اليومية.
أعراض فقدان الثبات الانفعالي
تعتبر العلامة الأولى للإصابة بفقدان الثبات الانفعالي هي حدوث نوبات متكررة وغير إرادية، وخارجة عن السيطرة من البكاء أو الضحك، وتكون هذه النوبات مبالغ بها أو غير مرتبطة بحالتك الانفعالية، وغالباً ما يتحول الضحك إلى دموع. وسوف تبدو حالتك المزاجية طبيعية بين النوبات التي يمكن أن تحدث في أي وقت. ويُعتبر البكاء علامة مميزة لحالة فقدان الثبات الانفعالي، أكثر من الضحك.
وغالباً ما تكون درجة الاستجابة الانفعالية الناتجة عن هذه الحالة ملفتة للنظر، حيث يستمر البكاء أو الضحك لعدة دقائق، فقد تضحك بشكل هستيري رداً على تعليق مضحك إلى حد ما، أو قد تضحك أو تبكي في مواقف لا يرى الآخرون أنها مُضحكة أو مُحزنة.
وكثيراً ما يتم الخلط بشكل خاطئ بين هذه الحالة، وبين الاكتئاب، وذلك لأن فقدان الثبات الانفعالي يتضمن البكاء، ولكن نوبات فقدان الثبات الانفعالي تكون مدتها قصيرة، بينما يُسبب الاكتئاب شعور دائم بالحزن. وغالباً ما يفتقر الأشخاص المصابين بفقدان الثبات الانفعالي إلى ميزات خاصة بالاكتئاب، مثل اضطرابات النوم، أو فقدان الشهية، ولكن يعتبر الاكتئاب شائعاً بين أولئك الذين يعانون من فقدان الثبات الانفعالي.
ضرورة استشارة الطبيب
يجب أن تتحدث مع طبيبك إذا كنت تعتقد أنك تعاني من فقدان الثبات الانفعالي. وإذا كنت تعاني من حالة عصبية، فقد تتم معالجتك من قِبل الطبيب الذي يمكنه تشخيص فقدان الثبات الانفعالي، ويشمل الأخصائيون الذين يمكنهم المساعدة الأطباء النفسيين، وأخصائيين الأمراض العصبية. ويُعتقد أن العديد من حالات فقدان الثبات الانفعالي لا يتم الإبلاغ عنها أو تشخيصها؛ بسبب نقص الوعي بشأن هذه الحالة.
أسباب فقدان الثبات الانفعالي
عادة ما يحدث فقدان الثبات الانفعالي لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات عصبية أو إصابات، وتتضمن ما يلي:
- السكتة الدماغية.
- التصلب الجانبي الضموري.
- تصلب الأعصاب المتعدد.
- إصابة دماغية رضية.
- داء ألزهايمر.
- مرض باركنسون (الشلل الرعاش).
وعلى الرغم من الحاجة للمزيد من الأبحاث، إلا أنه يُعتقد أن سبب فقدان الثبات الانفعالي ينطوي على إصابة في المسارات العصبية التي تنظم التعبير الخارجي للمشاعر.
مضاعفات فقدان الثبات الانفعالي
يمكن أن تؤدي الأعراض الشديدة لفقدان الثبات الانفعالي إلى الإحراج والعزلة الاجتماعية والقلق، والاكتئاب. وقد تتداخل الحالة مع قدرتك على العمل وأداء المهام اليومية، خاصة وأنت تحاول التكيف مع حالة عصبية أخرى.
تشخيص فقدان الثبات الانفعالي
عادة ما يتم تشخيص فقدان الثبات الانفعالي أثناء التشخيص العصبي. ومن ضمن الأخصائين الذين يمكنهم تشخيص هذه الحالة، الأطباء النفسيين وأطباء الأعصاب.
وغالباً ما يتم تشخيص هذه الحالة بشكل خاطئ على أنها اكتئاب، أو اضطراب ثنائي القطب، أو اضطراب القلق العام، أو مرض الفصام، أو اضطراب الشخصية، أو الصرع. ويجب عليك مشاركة تفاصيل محددة بشأن نوباتك مع الطبيب، ليساعدك في تحديد إذا ما كنت مُصاباً بحالة فقدان الثبات الانفعالي أم لا.
علاج فقدان الثبات الانفعالي
الهدف من علاج هذه الحالة هو تقليل حدة ومعدل تكرار النوبات الانفعالية، وتتضمن خيارات الأدوية ما يلي:
مضادات الاكتئاب
يمكن أن تساعد مضادات الاكتئاب في تقليل حدة ومعدل وتكرار نوبات فقدان الثبات الانفعالي، مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، ومثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية. وعادة ما يتم وصف مضادات الاكتئاب لعلاج هذه الحالة بجرعات أقل من تلك المستخدمة في علاج الاكتئاب.
هيدروبروميد ديكستروميثورفان وكبريتات الكينيدين
تعتبر أدوية هيدروبروميد ديكستروميثورفان، وكبريتات الكينيدين هي الأدوية الوحيدة التي تمت الموافقة عليها من قِبل إدارة الغذاء والدواء لعلاج فقدان الثبات الانفعالي. وأظهرت الدراسات التي أُجريت على الأشخاص الذين يعانون من تصلب الأعصاب المتعدد، والتصلب الجانبي الضموري أن تناول هذا الدواء، جعلهم يتعرضون لنصف عدد نوبات الضحك والبكاءـ مقارنة بأولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي.
وسوف يساعدك طبيبك على اختيار أفضل علاج لك، مع اعتبار الآثار الجانبية المحتملة للدواء وأي حالات أخرى تعاني منها، والأدوية التي تستخدمها، وكذلك يمكن أن يساعدك الطبيب على تطوير طرق لإكمال مهامك اليومية بالرغم من حالتك.
التكيف مع المرض والمساندة
يمكن أن تكون الحياة مع الإصابة بهذه الحالة محرجة، ومرهقة، ويمكن أن يساعدك أن تشرح لعائلتك وأصدقائك، وزملاء العمل كيفية تأثير هذه الحالة عليك، لكي لا يتفاجئون، أو يرتبكون بسبب سلوكك.
ويمكن أن يجعلك التحدث مع آخرين يعانون من هذه الحالة، تشعر أنك لست بمفردك، ويُتيح لك الفرصة لمناقشة ومعرفة النصائح اللازمة للتعامل مع هذه الحالة. ويمكنك اتباع ما يلي للتعامل مع هذه النوبات:
- اصرف انتباهك لشئ آخر.
- تنفس ببطء، وبعمق.
- قُم بإرخاء جسدك.
- قُم بتغيير وضعية الجسم.
الاستعداد لموعد الطبيب
ماذا يجب أن تفعل؟
- احتفظ بمذكرات عن الأعراض، واستخدم مفكرة لتدوين تفاصيل نوباتك، وإذا ما كانت النوبة إرادية ومستمرة وغير مناسبة، أو إذا كان هناك سبب لحدوثها، وإذا ما كانت نوبانك تعكس مشاعرك، أو تُسبب لك مشاكل اجتماعية.
- قُم بإعداد المعلومات الشخصية الرئيسية، وكُن مستعداً لمناقشة الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها، أو تغييرات الحياة الجديدة. وكذلك قُم بكتابة قائمة بجميع الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية، والأعشاب التي تتناولها. واحضر معك أي تشخيصات أو نتائج فحوصات سابقة إن وُجدت.
ماذا تتوقع من طبيبك؟
كُن مستعداً للإجابة عن عدد من الأسئلة التي قد يطرحها طبيبك، والتي تتضمن ما يلي:
- هل تبكي بسهولة؟
- هل تشعر بالاستمتاع بسهولة، أو تضحك على أشياء ليست مضحكة بالفعل؟
- هل يتحول الضحك غالباً إلى بكاء؟
- هل تتمكن من السيطرة على البكاء أو الضحك؟ هل تعاني من صعوبة في التحكم في ردود الفعل الانفعالية؟
- هل تعاني من استجابات انفعالية مبالغ بها، أو غير مناسبة في بعض الأحيان؟
- هل تعكس نوباتك الانفعالية ما تشعر به في ذلك الوقت؟
- هل تتجنب قضاء الوقت مع الآخرين بسبب قلقك من أن تواجه نوبة انفعالية؟
- هل تعاني من علامات أو أعراض للاكتئاب، أو اضطرابات مزاجية أخرى؟