هل يختلف سرطان الثدي المتكرر أو الذي يعود مرة أخرى عن سرطان الثدي الذي تم تشخيصه في البداية؟ تعرفوا من خلال الفقرات التالية بشكل مفصل على سرطان الثدي المتكرر Recurrent Breast Cancer وعلامات ظهوره ونسبة عودة سرطان الثدي مرة أخرى، بالإضافة لطرق تشخيصه ومعلومات أخرى هامة وضرورية.
ما هو سرطان الثدي المتكرر؟
سرطان الثدي المتكرر أو سرطان الثدي الانتكاسي هو سرطان الثدي الذي يعود مرة أخرى بعد العلاج الأولي. وعلى الرغم من أن العلاج الأولى يهدف إلى القضاء على كل الخلايا السرطانية، إلا أن القليل منها قد ينجو من العلاج ويظل داخل الجسم. وتلك الخلايا السرطانية غير المعروفة تتكاثر، مكونة سرطان الثدي الذي يعود مرة أخرى.
ويمكن أن يحدث سرطان الثدي المتكرر بعد أشهر أو سنين من العلاج الأولي، وقد يعاود الورم السرطاني الظهور في نفس مكان الإصابة الأصلي أو ينتشر لمناطق أخرى بالجسم.
والتعامل مع تشخيص السرطان الانتكاسي أو الذي يعود مرة أخرى أكثر صعوبة من التعامل مع التشخيص الأولي، ولكن يمكن للعلاج أن يقضي على سرطان الثدي المتكرر سواء كان موضعيًا، أو بعيدًا عن المكان الأصلي، وحتى لو لم يكن العلاج هو الحل الأمثل للقضاء عليه، فإنه يعمل على السيطرة على المرض لفترات أطول.
أعراض سرطان الثدي المتكرر
تختلف درجة خطورة أعراض وعلامات سرطان الثدي المتكرر بحسب الموضع الذي يعود فيه الورم. وقد تتضمن اعراض عودة سرطان الثدي بنفس المكان ما يلي:
- كتلة أو ورم جديد بالثدي، أو منطقة صلبة غير معتادة.
- تغيرات بالجلد في منطقة الثدي.
- التهابات جلدية أو احمرار لمنطقة معينة.
- إفرازات بحلمة الثدي.
وتشتمل أعراض وعلامات الإصابة المتكررة بمنطقة الصدر بعد استئصال الثدي ما يلي:
- ظهور عقيدة أو كتلة غير مؤلمة فوق جلد الصدر أو تحته.
- ظهور منطقة سميكة جديدة على امتداد ندبة استئصال الثدي، أو بالقرب منها.
وفي حالة عودة السرطان مرة أخرى، ولكن في أماكن أخرى غير منطقة الإصابة الأولى، قد تظهر الأعراض التالية:
- ألم شديد ودائم كألم العظام، أو الصدر.
- كحة مستمرة.
- صعوبة في التنفس.
- فقدان للشهية.
- فقدان في الوزن.
- صداع حاد.
- نوبات من التشنج.
أسباب سرطان الثدي المتكرر
تحدث الإصابة بسرطان الثدي المتكرر عندما تنفصل الخلايا السرطانية التي كانت تشكل جزءاً من الإصابة الأصلية التي أصبت بها أول مرة، وتختبئ بالقرب من الثدي، أو بمنطقة أخرى من الجسم. وفي وقت لاحق تبدأ تلك الخلايا في النمو مرة أخرى.
وسواء كان العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو العلاج بالهرمونات، أو أي علاج آخر تتلقاه بعد تشخيصك بالسرطان، فإن الهدف منه هو القضاء على الخلايا السرطانية التي قد تظل موجودة بعد الجراحة. ولكن أحيانًا قد يكون هذا العلاج غير قادر على قتل كل الخلايا السرطانية.
وفي بعض الأحيان قد تصبح تلك الخلايا خاملة لسنوات طويلة دون أن تسبب أي ضرر، ثم يحدث أن تنشط تلك الخلايا، فتنمو وتنتشر لمناطق أخرى بالجسم. ولا يوجد سبب واضح يفسر حدوث هذا.
عوامل خطر سرطان الثدي المتكرر
تتضمن العوامل التي تؤدي لعودة سرطان الثدي مرة أخرى ما يلي:
- وجود الورم السرطاني بالقرب من العقد الليمفاوية في نفس وقت التشخيص، حيث يزيد هذا من خطر عودة السرطان مرة أخرى.
- وجود ورم كبير الحجم، فترتفع نسبة عودة السرطان مرة أخرى لدى النساء اللاتي تعانين من كتل سرطانية كبيرة الحجم.
- عدم الخضوع للعلاج الإشعاعي بعد استئصال الورم، فإجراء العلاج الإشعاعي بعد اسئتصال السرطان يقلل من عودة السرطان مرة أخرى.
- صغر السن، حيث تواجه النساء صغيرات العمر، وخاصة النساء تحت سن 35 في وقت تشخصيهم بالإصابة الأولى، خطر أكبر من غيرهم في الإصابة بسرطان الثدي مرة أخرى.
- الإصابة بمرض سرطان الثدي الالتهابي. حيث تواجه النساء المصابة بهذا المرض خطرًا أكبر لمعاودة الإصابة الموضعية.
- وجود خلايا سرطانية ذات خصائص معينة، فإذا كان نوع سرطان الثدي الذي تعانين منه لا يستجيب للعلاج الهرموني، أو العلاجات المخصصة لجين HER2 (سرطان الثدي الثلاثي السلبي)، فسوف تعانين من خطرًا متزايدًا لحدوث تكرار للإصابة.
تشخيص سرطان الثدي المتكرر
إذا شك الطبيب في وجود احتمال لعودة سرطان الثدي مرة أخرى، وفقاً لتصوير شعاعي للثدي أو فحص بدني، أو عن طريق الأعراض والعلامات، فسوف يقوم بطلب بعض الإجراءات الأخرى الإضافية للتأكد من التشخيص. وتتضمن:
اختبارات التصوير
يتضمن نوع الاختبار الذي يتم اختياره على الوضع الصحي بشكل عام، وقد تتضمن تلك الاختبارات ما يلي:
- تصوير الرنين المغناطيسي (MRI).
- التصوير المقطعي (CT).
- تصوير بالأشعة السينية.
- فحص العظام.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتيروني (PET).
وعادة يحدد لك طبيبك الاختبارات المناسبة للوضع الخاص بك والمفيدة لحالتك وليس من الضروري إجراء كل الاختبارات.
إزالة عينة من الأنسجة
يتم ذلك عن طريق أخذ عينة من الخلايا المشتبه بها وإجراء الفحوصات اللازمة، ويتم ذلك الفحص في المختبر بواسطة أخصائي علم الأمراض الذي يقوم بتحديد أنواع الخلايا المتضمنة.
ثم يتم تحديد إذا كان السرطان قد عاود الظهور مرة أخرى، أم أنه نوع جديد من السرطان. كما يمكن عن طريق الاختبارات تحديد إذا كان المرض سيتم علاجه بالهرمونات أو بالعلاج الموجه.
علاج سرطان الثدي المتكرر
توجد عوامل عديدة يتم على أساسها تحديد نوع العلاج المستخدم لسرطان الثدي في حالة عودته مرة أخرى أبرزها:
- مدة تقدم المرض وحدته.
- حالة مستقبل الهرمون.
- نوع العلاج الذي تم استخدماه في حالة سرطان الثدي الأولى.
- الصحة العامة للمريض.
وتتضمن أبرز خيارات العلاج لسرطان الثدي المتكرر أو الذي عةد مرة أخرى ما يلي:
علاج الانتكاس الموضعي
عادة ما تكون بداية علاج الانتكاس الموضعي عن طريق إجراء عملية جراحية، وقد يكون بالعلاج الإشعاعي إذا لم تتعرض له قبل ذلك، وقد ينصح بالعلاج الكيميائي أو العلاج بالهرمونات أو العلاج الموجه بالأدوية.
علاج عودة السرطان في نفس المنطقة
تشمل علاجات الإصابات المتكررة بسرطان الثدي في نفس المنطقة ما يلي:
- الجراحة، حيث يوصي الطبيب بالجراحة، إذا كان ذلك ممكنًا، كأفضل الحلول لعلاج التكرار المنطقي للسرطان، وفي حالة أن العقد الليمفاوية ما زالت موجودة، فإن الجراح قد يقوم بإزالتها من تحت ذراعك.
- العلاج الإشعاعي.
- العلاج بالأدوية، فقد يوصى بالعلاج الكيميائي، أو العلاج الموجه، أو العلاج بالهرمونات كعلاج رئيسي أو يتم إتباع الجراحة والإشعاع.
علاج سرطان الثدي المتنقل
تتعدد علاجات الانتكاس المتنقل، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على المكان الذي انتشر فيه السرطان لديك. وإذا لم تنجح إحدى العلاجات، فقد تتمكن المريضة من تجربة علاجات أخرى.
وجدير بالذكر أن علاج الانتكاس (عودة السرطان مرة أخرى) المتنقل لا يهدف للقضاء التام على المرض، لكنه يزيد من معدل البقاء على قيد الحياة ويساعد في تخفيف الأعراض التي يسببها السرطان.
والعلاجات تتضمن ما يلي:
- العلاج بالهرمونات.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الموجه.
- عقاقير بناء العظام.
- علاجات أخرى، كالعلاج الإشعاعي والجراحة.
العلاج البديل
لم يتم حتى الآن إيجاد علاج بديل فعال لسرطان الثدي، ولكن تُشير الليانات المتوفرة إلى أن علاجات الطب البديل والتكميلي يمكن أن تخفف من حدوث الأعراض الجانبية الناتجة عن حدوث السرطان. وتتضمن العلاجات البديلة الشائعة ما يلي:
- العلاج بالأعشاب.
- التمارين الرياضية.
- التأمل.
- العلاج بالموسيقى.
- تمارين الاسترخاء.
- جلسات اليوجا.
نسبة عودة سرطان الثدي
يعود سرطان الثدي مرة أخرى في أغلب الحالات خلال 5 سنوات من الخضوع لعملية استئصال الكتلة السرطانية Lumpectomy، ويمكن خفض نسبة عودته مرة أخرى في حالة الخضوع للعلاج الإشعاعي بعد عملية الاستئصال، حيث تصل نسبة عودة سرطان الثدي مرة أخرى من 3 إلى 10% خلال 10 سنوات في حالة الخضوع لهذا العلاج المجمع، ويمكن تقليل النسبة أكثر في حالة الخضوع لأنواع أخرى من العلاج، يحددها الطبيب.
وفي حالة استئصال الثدي، تختلف نسب عودة السرطان مرة أخرى، وتتراوح عادة ما بين التالي:
- توجد نسبة 6% لعودة السرطان مرة أخرى بعد استئصال الثدي، في حالة عدم وجود السرطان في الغدد الليمفاوية الموجودة تحت الإبطين أثناء العملية الجراحية الأولى.
- يوجد احتمال واحد من كل 4 لعودة سرطان الثدي مرة أخرى في حالة كانت الغدد الليمفاوية في الإبطين سرطانية، وينخفض الخطر بنسبة 6% في حالة الخضوع للعلاج الإشعاعي بعد استئصال الثدي.
كيفية التكيف مع المرض
قد تكون معرفتك بأمر عودة السرطان مرة أخرى أكثر صعوبة من معرفة التشخيص في المرة الأولى. وقد تختلف طريقة التعامل مع عودة المرض مرة أخرى من امرأة لأخرى، ولكن توجد بعض الاقتراحات والنصائح التي يمكن أن تساعد، منها ما يلي:
- معرفة المعلومات الكافية عن سرطان الثدي المتكرر لاتخاذ قرارت الرعاية والعلاج بشكل صحيح.
- التقرب من العائلة والأصدقاء، ليساعدوك على التكيف مع معاودة الإصابة بسرطان الثدي مرة أخرى.
- البحث عن شخص ما للتحدث معه. ويمكن أن يكون طبيب نفسي، للتحدث بحرية عن كل المخاوف والقلق الموجودين.
- يمكن سؤال الطبيب عن مجموعات تقديم الدعم المتوافرة في منطقتك، أو البحث عنها على الإنترنت.