ارتفاع ضغط الدم الرئوي هو واحد من أمراض ارتفاع ضغط الدم، الذي يؤثر على الشرايين الموجودة في الرئتين وعلى الجانب الأيمن من القلب.
وفي إحدى أنواع ارتفاع ضغط الدم الرئوي، يحدث تضيق أو انسداد أو تلف للشرايين الصغيرة والمسماة بالشرايين الرئوية، ويحدث نفس الأمر للأنابيب الموجودة بالرئتين، ولهذا يصبح من الصعب على الدم المرور خلال الرئئتين، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية.
ويتسبب ارتفاع ضغط الدم في الرئتين في أن يقوم البطين الأيمن بعمل أكبر، وذلك حتى يستطيع أن يضخ الدم إلى الرئتين، ونتيجة لهذا يحدث ضعف لعضلة القلب وفشلها.
وهناك بعض الأنواع الخطيرة من ارتفاع ضغط الدم الرئوي، والتي قد تكون مميتة أحياناً، وعلى الرغم من أنه لا يمكن علاج هذا النوع، إلا أن العلاج قد يساعد في تخفيف الأعراض، وكذلك تحسين حالة الشخص المصاب.
أعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي
قد لا يتم ملاحظة أعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي في مراحله المتقدمة، وقد لا يمكن ملاحظة الأعراض لشهور ولسنوات، وكلما تقدم المرض كلما ازدادت أعراضه سوءاً. ومن أعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي:
- ضيق النفس، وقد يتم الشعور به عند ممارسة التمارين، ويستمر الأمر فيبدأ الشخص بالشعور به حتى في أوقات الراحة.
- الإرهاق.
- الدوخة أو التعرض لحالات الإغماء.
- التورم في الكالحلين (استسقاء)، ومن ثم الرجلين، وأخيراً في البطن (استسقاء البطن).
- زرقة الشفتين والجلد.
- ازدياد معدل ضربات القلب.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم الرئوي
قد يتسبب ارتفاع ضغط الدم الرئوي في حدوث عدد من المضاعفات من بينها:
تضخم الجانب الأيمن من القلب وفشل عضلة القلب
في حالة الإصابة بـ مرض القلب الرئوي، يحدث تضخم للبطين الموجود بالجانب الأيمن، وبالتالي يجب عليه أن يقوم بضخ الدم بصورة أقوى من المعتاد خلال الشرايين الضيقة أو المسدودة.
وفي البداية سيحاول القلب أن يساير الأمر عن طريق القيام بعدد من التغيرات، منها زيادة سمك جدار القلب و اتساع البطين الأيمن، وذلك لزيادة كمية الدم الموجودة به، ولكن يكون لهذه التغيرات تأثيرها المؤقت فقط، وفي النهاية يفشل البطين الأيمن نتيجة لهذا الإجهاد المضاعف.
الجلطات الدموية
تساعد الجلطات على وقف النزيف بعد التعرض للإصابة، لكن في بعض الأحيان قد تتكون الجلطات في وقت لا يحتاج الجسم إليها، وقد ينتقل عدد من تلك الجلطات الصغيرة أو القليل من الجلطات الكبيرة من الأوردة إلى الرئتين، وبالتالي حدوث شكل من أشكال ارتفاع ضغط الدم الرئوي، والذي يمكن علاجه مع الوقت.
وقد يتسبب ارتفاع ضغط الدم الرئوي في تكون الجلطات في الشرايين الصغيرة في الرئتين، والتي قد تمثل خطراً كبيراً في حالة ضيق الأوعية الدموية أو انسداداها.
اضطراب نبضات القلب
يُعتبر اضطراب نبضات القلب في الجزء العلوي من القلب أو الجزء السفلي من القلب إحدى مضاعفات ارتفاع ضغط الدم الرئوي، ويمكن أن يتسبب في حدوث خفقان القلب والدوخة، والإغماء، ويمكن أن تكون قاتلة أحياناً.
النزيف
يمكن أن يتسبب ارتفاع ضغط الدم الرئوي في حدوث نزيف داخل الرئتين، أو السعال الدموي، وهو يُعتبر واحداً من المضاعفات الخطيرة جداً.
أسباب ارتفاع ضغط الدم الرئوي
يتكون القلب من غرفتين علويتين، وهما الأذينان و وغرفتين سفليتين هما البطينان، وفي كل مرة يمر فيها الدم خلال القلب، يقوم البطين الأيمن بضخ الدم إلى الرئتين من خلال الشريان الرئوي.
وفي الرئتين تتم عملية تبادل الغازات، حيث يقوم الدم بإستبدل ثاني أكسيد الكربون بالأكسجين، ويسري الدم المحمل بالأكسجين خلال الأوعية الدموية للرئتين (الشرايين الرئوية، والشعيرات الدموية، والأوردة) ومنها إلى الجزء الأيسر من القلب.
وعادة ما يسري الدم بسهولة في الأوردة الموجودة داخل الرئتين، لذا عادة ما يكون ضغط الدم منخفض في الرئتين، وفي حالة ارتفاع ضغط الدم الرئوي، يحدث تغير في الخلايا المبطنة للشريان الرئوي، حيث يتسبب هذا التغير في حدوث زيادة سمك هذه الشرايين وتصلبها، وقد تتكون بعض الأنسجة الجديدة، وقد يحدث التهاب وضيق للأوعية الدموية.
وقد تتسبب هذه التغيرات في حدوث انسداد لمجرى الدم في الأوعية الدموية، وبالتالي يكون من الصعب على الدم السريان من مكان لآخر، وبالتالي يرتفع ضغط الدم في الشريان الرئوي. ويتم تصنيف ارتفاع ضغط الدم الرئوي إلى خمسة أنواع اعتماداً على سبب حدوثها:
أنواع ارتفاع ضغط الدم الرئوي
1- ارتفاع ضغط الشريان الرئوي
- السبب غير معروف، كما يعرف بإسم ارتفاع ضغط الشريان الرئوي مجهول السبب.
- يحدث ارتفاع ضغط الشريان الرئوي نتيجة لوجود خلل في أحد الجينات، ولذا يتم تسميته بارتفاع ضغط الشريان الرئوي الموروث.
- قد يحدث نتيجة لتناول بعض العقاقير الغذائية، أو نتيجة لتعاطي المخدرات مثل الميثاميفتامين، بعض السموم.
- تشوهات القلب الخلقية.
- بعض الأمراض الأخرى مثل أمراض الأنسجة الضامة مثل الذئبة وتصلب الجلد، وقد يحدث نتيجة للإصابة بـ فيروس العوز المناعي، أو نتيجة لأمراض الكبد المزمنة (تشمع الكبد).
2- ارتفاع ضغط الدم الرئوي الناتج عن أمراض الجهة اليسرى من القلب
- أمراض الصمامات الموجودة على الجانب الأيسر، مثل أمراض الصمام المترالي وأمراض الأبهر.
- حدوث فشل في البطين الأيسر.
3- ارتفاع ضغط الدم الرئوي الناتج عن أمراض الرئة
- أمراض الانسداد الرئوي المزمن مثل انتفاخ الرئة.
- أمراض الرئة مثل التليف الرئوي، وهي حالة تتسبب في حدوث ندوب بين الأكياس الهوائية للرئة.
- توقف التنفس أثناء النوم، وبعض مشكلات النوم الأخرى.
- الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المرتفعة لفترات طويلة، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي.
4- ارتفاع ضغط الدم الرئوي بسبب الجلطات الدموية
حدوث جلطات دموية في الرئتين ( الانصمام الرئوي).
5- ارتفاع ضغط الدم الرئوي المرتبط بأمراض أخرى
- أمراض الدم.
- بعض الأمراض التي تؤثر على عدد من أعضاء الجسم مثل الساركويد.
- مشكلات التمثيل الغذائي مثل مرض تخزين الجليكوجين.
- الأورام التي تقوم بالضغط على الشرايين الرئوية.
متلازمة آيزينمينغر وارتفاع ضغط الدم الرئوي
متلازمة آيزينمينغر هي إحدى عيوب القلب الخلقية، والتي تسبب ارتفاع ضغط الدم الرئوي، والتي تحدث نتيجة لوجود ثقب كبير في القلب بين البطينين، ويسمى عيب الحاجز البطيني.
ونتيجة لهذا الثقب لا يستطيع الدم أن يمر بطريقة طبيعية خلال القلب، حيث يختلط الدم المحمل بالأكسجين (الدم الأحمر) مع الدم قليل الأكسجين (الدم الأزرق)، لذا يعود الدم إلى الرئتين مرة أخرى، بدلاً من التوجه إلى باقي أجزاء الجسم، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي، والذي يُسبب ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
عوامل خطر ارتفاع ضغط الدم الرئوي
هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم الرئوي ومنها:
- لو كنت شاباً يافعاً، حيث ينتشر ارتفاع ضغط الشريانى الرئوي مجهول السبب بين الشباب.
- الوزن الزائد.
- إصابة أحد أفراد العائلة بالمرض.
- وجود عامل أو أكثر من العوامل التي قد تسبب ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
- تعاطي المخدرات مثل الكوكايين.
- تناول بعض أدوية سد الشهية.
- العيش في الأماكن المرتفعة.
تشخيص ارتفاع ضغط الدم الرئوي
من الصعب تشخيص ارتفاع ضغط الدم الرئوي في المراحل المبكرة، وذلك لأنه لا يمكن الكشف عنه في حالة القيام بفحص جسدي معتاد، حتى في الحالات المتقدمة منه، فإن أعراضه تكون مشابهة لأعراض أمراض القلب والرئتين.
وليتم تشخيص الحالة سيقوم الطبيب، بالبحث في تاريخ العائلة الصحي، وسيقوم بمناقشتك في الأعراض والعلامات، وكذلك سيطلب منك القيام بالعديد من الفحوصات، وسيقوم بتحديد مدى حدة الحالة، وبالتالي العثور على سببها، ومن الفحوصات التي قد يجريها الطيب:
فحص الإيكو لتشخيص ارتفاع ضغط الدم الرئوي
فحص الإيكو هو عبارة عن موجات صوتية تستطيع خلق صورة متحركة لنبضات القلب، وتساعد الطبيب على معرفة حجم ووظيفة البطين الأيمن، كما تساعد على التعرف على زيادة السمك في جدار البطين الأيمن. ويمكن أن يساعد فحص الإيكو في التعرف على قدرة حجرات القلب وصماماته على العمل، وقد يستخدم الأطباء هذا الفحص للكشف عن الضغط الموجود في الشريان الرئوي.
وقد ينصح الأطباء في بعض الحالات بالقيام بتمرين ثم القيام بعمل مخطط الإيكو لمشاهدة قدرة القلب والرئتين على العمل عند التعرض للإجهاد، حيث سيتم عمل فحص الإيكو قبل التمرين على إحدى العجلات الثابتة، ومن ثم القيام بفحص آخر بعد التمرين مباشرة، وقد يتم القيام به أثناء ارتداء قناع للأكسجين، وذلك لكي يستطيع القلب التعامل مع الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.
وقد يتم القيام ببعض الاختبارات الأخرى أثناء التمرين، وقد تساعد بعض الاختبارات على تحديد حدة وسبب الحالة، وقد يتم القيام بهذه الفحوصات أثناء الفحوصات الدورية لمتابعة فاعلية العلاج.
الأشعة السينية على الصدر لتشخيص ارتفاع ضغط الدم الرئوي
تستطيع الأشعة السينية عمل صورة للقلب، والرئتين والصدر، حيث يمكن لهذا الاختبار الكشف عن التضخم الموجود في البطين الأيمن أو التخضم الموجود في الشريان الرئوي. والذي يمكن أن يحدث بسبب ارتفاع ضغط الدم الرئوي، ويمكن لهذا الاختبار المساعدة في الكشف عن التعرف على الحالات الأخرى، والتي قد تسبب ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
رسم القلب لتشخيص ارتفاع ضغط الدم الرئوي
يستطيع اختبار رسم القلب عمل مخطط كهربائي للقلب، ويستطيع التعرف على اضطراب نبضات القلب، وقد يساعد هذا الفحص في التعرف على تضخم البطين الأيمن والضغط الحادث له.
قسطرة في الجهة اليمنى من القلب لتشخيص ارتفاع ضغط الدم الرئوي
بعد القيام بفحص الإيكو، إن شك الطبيب في إصابتك بارتفاع ضغط الدم الرئوي، فسيقوم بعمل قسطرة في الجهة اليمنى من القلب، وهذا الاختبار يساعد في التأكد من الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي، كما يساعد في تحديد حدة الحالة.
وفي هذا الاختبار يقوم الطبيب بوضع أنبوب رفيع مرن (القسطرة) في الوريد الموجود في العنق أو الفخذ، ومن ثم يتم تمريرها إلى البطين الأيمن والشريان الرئوي.
وتساعد هذه القسطرة الأطباء على قياس ضغط الدم في الشريان الرئوي الرئيسي وفي البطين الأيمن، وقد تستخدم أيضاً لرؤية التأثير المختلف للأدوية على ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
فحص الدم لتشخيص ارتفاع ضغط الدم الرئوي
قد يطلب الطبيب القيام بفحص الدم، وذلك للبحث عن بعض العناصر المحددة، والتي قد تكون إشارة على الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي أو أحد مضاعفاته، وقد يساعد فحص الدم في التعرف على بعض الأمراض التي قد تسبب حالتك. وقد يطلب الطبيب القيام ببعض الفحوصات الإضافية و التي تساعد في التعرف على وضع الرئتين والشرايين الرئوية، ومن هذه الفحوصات:
الأشعة المقطعية لتشخيص ارتفاع ضغط الدم الرئوي
عند القيام بفحص الأشعة المقطعية، تقوم بالاستلقاء على طاولة بداخل آلة، تقوم هذه الآلة بتوليد الأشعة السينية، التي تقوم بعمل صورة للجسم، وربما يقوم الطبيب بحقن الدم بصبغة، تساعد هذه الصبغة على إبراز الشرايين خلال فحص الأشعة المقطعية. وقد يستخدم الأطباء هذا الاختبار لمشاهدة حجم القلب، وقدرته على أداء وظيفته، وكذلك يستخدم الاختبار للكشف عن التجلطات الدموية داخل الشرايين الرئوية.
الرنين المغناطيسي لتشخيص ارتفاع ضغط الدم الرئوي
يُستخدم الرنين المغناطيسي في التأكد من وظيفة البطين الأيمن، وسريان الدم خلال الشرايين الرئوية، في هذا الفحص ستقوم بالاستلقاء على طاولة متحركة، والتي يتم إدخالها إلى جهاز يشبه النفق، ويستخدم الرنين المغناطيسي المجال المغناطيسي وموجات الراديو لعمل صورة للجسم.
اختبار
وظيفة الرئة لتشخيص ارتفاع ضغط الدم الرئوي
يتم القيام بهذا الاختبار لمعرفة مدى قدرة الرئة على الاحتفاظ بالهواء، ومعرفة تيار الهواء الداخل والخارج من الرئة، وفي هذا الاختبار ستقوم بالنفخ في جهاز صغير يسمى مقياس التنفس.
تخطيط النوم
يقوم اختبار تخطيط النوم بالكشف عن نشاط المخ، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستويات الأكسجين، وبعض العوامل الأخرى أثناء النوم، وقد يساعد في التعرف على بعض أمراض النوم مثل انقطاع النفس النومي.
اختبار التهوية/ اختبار التروية الدموية
في هذا الاختبار يتم زرع أداة تتبع في وريد اليد، وتقوم هذه الأداة برسم خريطة لمجرى الدم والهواء المتجه للرئتين، وقد يُستخدم هذا الاختبار لتحديد إذا ما كانت الجلطات الدموية سبباً في حدوث ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
خزعة الرئة المفتوحة
نادراً ما ينصح الطبيب بهذه العملية، حيث يتم أخذ عينة من الرئة تحت التخدير العام، وذلك للبحث عن سبب ثانوي لحدوث ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
الاختبارات الجينية
إن أصيب أحد أفراد العائلة بارتفاع ضغط الدم الرئوي، فربما يقوم الطبيب بالبحث عن الجينات التي قد ترتبط بارتفاع ضغط الدم الرئوي، ولو كانت نتيجة الفحص إيجابية، ربما ينصح الطبيب بخضوع باقي أفراد الأسرة للفحص، وذلك للبحث عن أي خلل جيني.
تصنيف ارتفاع ضغط الدم الرئوي
بمجرد أن يتم تشخيصك بارتفاع ضغط الدم الرئوي، ربما يقوم الطبيب بتشخيص حدة المرض على أساس واحدة من هذه التصنيفات:
- النوع الأول: على الرغم من تشخيص الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي، إلا إنه لا تظهر أي أعراض عند القيام بالنشاط المعتاد.
- النوع الثاني: لا تظهر أية أعراض أثناء الراحة، ولكن قد تشعر بالارهاق، وضيق النفس، وألم الصدر عند القيام بالأنشطة المعتادة.
- النوع الثالث: قد تشعر بالراحة في وقت الراحة، ولكن قد تظهر بعض الأعراض أثناء النشاط الجسدي.
- النوع الرابع: في هذا النوع تظهر أعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي أثناء القيام بأي نشاط جسدي وأثناء الراحة.
علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي
لا يمكن علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي، ولكن قد يساعد الأطباء في التعامل مع حالتك، فقد يساعد العلاج في تحسين الأعراض، وإبطاء تقدم المرض، وعادة ما يستغرق الأمر بعض الوقت لإيجاد العلاج المناسب لارتفاع ضغط الدم الرئوي.
وعادة ما يكون العلاج معقداً ويحتاج إلى المتابعة المستمرة، وقد يحتاج الطبيب إلى تغيير طريقة العلاج إن لم تصبح فعالة، وعندما يكون ارتفاع ضغط الدم الرئوي نتيجة للإصابة بمرض آخر، سيقوم الطبيب بعلاجه ما دام الأمر ممكناً.
الأدوية
موسعات الأوردة
تساعد موسعات الأوردة على فتح الأوعية الضيقة، وواحد من أشهر الموسعات المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي هو إيبوبروستينول (epoprostenol)، ويُعتبر عيب هذا الدواء أن تأثيره يستمر لدقائق قليلة.
ويتم ضخ هذا الدواء باستمرار من خلال قسطرة وريدية، وذلك عن طريق مضخة صغيرة ترتديها على شكل حزمة على الكتف أو الحزام، ومن الآثار الجانبية لهذا الدواء ألم الفك، والغثيان، والإسهال، وألم مكان وجود القسطرة الوريدية.
وواحد من الأدوية المستخدمة إيلوبروست، ويمكن استنشاقه من 6 إلى 9 مرات يومياً، ويتم استخدام بخاخة، وهى عبارة عن آلة تقوم ببخ الدواء، ولأن الدواء يتم استنشاقه فسيتجه مباشرة إلى الرئتين، ومن آثار هذا الدواء الجانبية ألم الصدر المصحوب بالصداع والغثيان، وكذلك الشعور بضيق النفس.
وتريبروستينيل واحد من الأدوية التي يمكن أخذها أربع مرات يومياً، ويمكن استنشاقها أو أخذها عن طريق الفم، أو عن طريق الحقن. ويمكن أن يتسبب هذا الدواء في ظهور بعض الأعراض الجانبية مثل الصداع، والغثيان، والإسهال.
مضادات مستقبلات الأندوثيلين
تقوم هذه الأدوية بعكس تأثير الأندوثيلين، وهو مادة موجودة في جدران الأوعية الدموية، حيث تُسبب هذه المادة ضيق الأوعية الدموية، لذا قد تساعد هذه الأدوية في تحسن مستوى الطاقة بالجسم، وكذلك تحسين الأعراض، ولكن لا يجب تناول هذه الأدوية في حالات الحمل، كما أنها قد تتسبب في تلف الكبد، قد يتم القيام بفحص شهري للكبد.
ومن هذه الأدوية بوسنتان، ماسيتينتان، أمبريسينتان.
سيلدينافيل وتادالافيل
يتم استخدام سيلدينافيل وتادالافيل في علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي، حيث تقوم هذه الأدوية بفتح الأوعية الدموية في الرئتين، وبالتالي تسمح بسريان الدم بصورة أسهل، ومن الآثار الجانبية هياج المعدة، الصداع، مشكلات الرؤية.
جرعات عالية من حاصرات قنوات الكالسيوم
تساعد حاصرات قنوات الكالسيوم على استرخاء العضلات الموجودة في جدران الأوعية الدموية، ومن هذه الأدوية أميلوديبين، ديلتيازيم، النيفيديبين، وعلى الرغم من فاعلية هذه الأدوية، إلا أن هناك عدد قليل فقط من الأشخاص قد يستجيبون لهذه الأدوية.
محفز ذوبان إنزيم محلقة الجوانيلات (SGC)
يتفاعل هذا المركب مع أكسيد النيتريك، ويساعد الشرايين الرئوية على الاسترخاء، كما يقوم بتقليل الضغط في هذه الشرايين، ولا يجب تناول هذه الأدوية في حالات الحمل، كما يمكن أن تتسبب هذه الأدوية في الشعور بالدوخة والغثيان.
مضادات التجلط
ربما يقوم الطبيب بوصف مضادات التجلط مثل الوارفارين، وذلك لمنع تكون الجلطات الدموية في الشرايين الرئوية الصغيرة، ولأن هذه المواد تمنع تجلط الدم الطبيعي، فسيزيد تناولها من خطر التعرض للنزيف.
ويجب تناول الجرعات المحددة من الوارفارين والتي وصفها الطبيب، لأن الورافارين قد يتسبب في حدوث العديد من الأعراض الجانبية إن تم تناوله بطريقة غير صحيحة، وفي حالة كنت تتناول هذا الدواء، سيطلب منك الطبيب القيام بالعديد من الفحوصات الدورية للدم، للتأكد من مدى فاعلية الدواء، ويمكن أن يتداخل هذا الدواء مع بعض الأدوية الأخرى، وبعض الأدوية العشبية، وبعض الطعام، لذا تأكد من معرفة طبيبك بجميع الأدوية التي تتناولها.
الديجوكسين
يساعد الديجوكسين القلب على النبض بصورة أقوى، كما يساعده على ضخ كمية أكبر من الدم، وقد يساعد في التحكم في معدل ضربات القلب إن كنت تعاني من اضطراب ضربات القلب.
مدرات البول
تُعرف مدرات البول بإسم حبوب الماء، وتساعد هذه الحبوب على التخلص من السوائل الزائدة الموجودة بالجسم، وبالتالي التقليل من مقدار العمل الذي سيكون القلب بحاجة للقيام به، وقد تساعد على تقليل كمية السوائل المتكونة داخل الرئة.
الأكسجين
قد يقترح الطبيب أن تقوم باستنشاق الأكسجين النقي فيما يعرف بالعلاج بالأكسجين، وذلك للمساعدة في علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي، خاصة إن كنت تعيش في المناطق المرتفعة، أو كنت تعاني من انقطاع النفس النومي، وقد يحتاج بعض المصابين بارتفاع ضغط الدم الرئوي إلى جلسات علاج متواصل بالأكسجين.
الجراحة
ثقب الحاجز الأذيني
إن لم تستطع الأدوية التحكم في ارتفاع ضغط الدم الرئوي، ربما تكون هذه الجراحة حلاً، حيث يقوم الجراح بعمل فتحة بين الأذين الأيمن والأيسر، وذلك لتخفيف الضغط على الجانب الأيمن من القلب، ولكن هذه العملية لها العديد من المضاعفات منها مشكلة اضطراب ضربات القلب.
زراعة الأعضاء
في بعض الحالات قد يكون زراعة الرئة أو زراعة القلب والرئة حلاً، خاصة للشباب اليافعين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الشريان الرئوي مجهول السبب، ومن مخاطر زراعة الأعراض، قيام الجسم برفض العضو المزروع، وحدوث عدوى شديدة، وسيتم تناول بعض العقاقير المثبطة لجهاز المناعة، وذلك لتقليل فرصة رفض الجسم للعضو المزروع.
أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلية
على الرغم من أن العلاج الطبي لا يستطيع علاج مرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي إلا أنه يستطيع تخفيف أعراضه، وقد يساعد تغيير نمط الحياة في تحسين حالتك، قم باتباع هذه النصائح:
احصل على قسط كاف من الراحة
قد يساعد هذا في تقليل الإرهاق، والذي قد يسببه ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
حافظ على نشاط بقدر الإمكان
قد يكون ممارسة النشاط المتوسط أمراً مرهقاً لبعض الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم الرئوي، بالنسبة للبعض الآخر قد تكون ممارسة نشاط مثل المشي أمراً مفيداً، خاصة عندما يتم ممارسته بوجود الأكسجين، ولكن يجب عليك استشارة الطبيب أولاً عن الإرشادات والضوابط التي يجب اتباعها أثناء ممارسة التمارين. وفي أغلب الحالات، ينصح الطبيب بعد حمل الأوزان الثقيلة، وقد يساعد الطبيب في وضع نظام رياضي مناسب.
الإقلاع عن التدخين
إن كنت أحد المدخنين، فإن أفضل شيء قد تفعله لقلبك ورئتيك هو الاقلاع عن التدخين، وإن لم تستطع الإقلاع عن التدخين بمفردك، اطلب من الطبيب أن يضع لك خطة علاج مناسبة تساعدك على الإقلاع.
تجنبي الحمل وحبوب منع الحمل
إذا كنتِ امرأة في سن يسمح لك بالحمل والولادة، يجب عليكِ تجنب الحمل، حيث أن الحمل قد يكون خطراً يهدد حياتكِ وحياة طفلكِ، كما يجب عليك تجنب حبوب منع الحمل، وذلك لأنها قد تزيد من خطر الجلطات الدموية، وتحدثي إلى طبيبكِ بشأن الطرق الأخرى، والتي قد تمنع حدوث الحمل، وإن حدث وأصبحتِ حامل، حينها يجب عليكِ استشارة الطبيب، لما قد يسببه الحمل من مضاعفات خطرة.
تجنب السفر أو العيش في المناطق المرتفعة
يمكن أن يتسبب العيش في المناطق المرتفعة في سوء الأعراض، وإن كنت تعيش على ارتفاع 2438 متر أو أعلى من سطح البحر، ربما ينصحك الطبيب بالانتقال لمكان آخر.
تجنب المواقف التي قد تتسبب في انخفاض ضغط الدم بشدة
قد يحدث ذلك بسبب الجلوس في حمام البخار، أو البقاء لفترة طويلة تحت الماء الساخن أثناء الاستحمام، فقد تتسبب هذه الأنشطة في انخفاض ضغط الدم، وكذلك قد تتسبب في حدوث الإغماء أو الوفاة، وتجنب الأشياء التي قد تجهد الجسم مثل رفع الأشياء الثقيلة أو أو الأوزان الثقيلة.
اتباع نظام صحي
يجب الاعتماد على نظام صحي، وذلك للحفاظ على الوزن الصحي، ويجب أن يكون هذا النظام قائماً على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، واللحوم الخالية من الدهون، وكذلك منتجات الألبان قليلة الدسم، ويجب تجنب الدهون المشبعة، والمواد التي تحتوي على الدهون المحولة والكوليسترول، كما سيقوم الطبيب بنصحك باتباع نظام غذائي قليل الملح.
اسأل الطبيب عن الأدوية
قم بتناول الأدوية كما وصفها الطبيب، واسأل الطبيب قبل أخذ أي دواء جديد، حيث قد يتداخل تأثير هذه الأدوية مع الأدوية التي تتناولها، واخبر الطبيب في حالة ظهور أي أعراض جانبية للأدوية الموصوفة لك، وإن كان ارتفاع ضغط الدم الرئوي يُسبب لك العديد من المشاكل، حينها يجب عليك استشارة الطبيب والبحث عن بعض الطرق التي قد تساعد في تحسين الأمر.
قم بزيارة الطبيب بصورة دورية
قد ينصح الطبيب بالقيام بزيارات دورية، لذا دائماً احرص على سؤال الطبيب بشأن حالتك، وكذلك الأدوية التي تتناولها وفي حالة ظهرت أي أعراض جانبية لها.
الحصول على تطعيمات
ربما ينصح الطبيب بالحصول على لقاح ضد الأنفلونزا، فقد تتسبب الأنفلونزا في حدوث مشكلات خطيرة لدى الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم الرئوي.
احصل على الدعم
إن كنت تشعر بالقلق والتوتر نتيجة لحالتك، حينها يمكنك الحصول على الدعم من العائلة والأصدقاء.
الاستعداد لموعد الطبيب
إذا كنت تشك بإصابتك بارتفاع ضغط الدم الرئوي، أو كنت قلقاً من الإصابة به نتيجة وجود سجل عائلى للإصابة بالمرض، قم بتحديد موعد مع الطبيب.
وقد يكون ضيق النفس، حيث أنه واحد من الأعراض المبكرة لارتفاع ضغط الدم الرئوي، إشارة على الإصابة بعدد من الأمراض مثل الربو، ولكن إن كان ضيق النفس مستمر، ولا يحدث بصورة متقطعة، حينها يجب عليك تحديد موعد مع الطبيب.
ما يمكنك فعله
- اسأل الطبيب إذا كان يجب عليك الالتزام ببعض التقييدات قبل الذهاب للموعد، مثل اتباع نظام غذائي صارم، أو إذا كنت بحاجة للقيام ببعض فحوصات التصوير.
- قم بكتابة الأعراض، حتى لو لم تكن متعلقة بمرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي، وحاول كتابة متى بدأت بالتحديد، هل بدأت من أسابيع أو شهور.
- بعض المعلومات الشخصية، والتي قد تتضمن تاريخ العائلة من التعرض لمرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي، أمراض الرئتين، وأمراض القلب، وأي ظروف تسببت في تعرضك للتوتر والضغط.
- قم بكتابة الأدوية التي تتناولها، حتى لو كانت عبارة عن مجموعة من المكملات والفيتامينات، وكذلك الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، وأخبر الطبيب في حالة توقفت عن تناول أي منها.
- قم باصطحاب أحد أفراد عائلتك، أو أحد أصدقائك ليساعدك على تذكر المعلومات التي سيخبرك بها الطبيب.
- كن على استعداد لمناقشة الطبيب بشأن عاداتك، ونظامك الغذائي، وعن التحديات التي قد تواجها مستقبلاً.
- أسئلة ستسألها للطبيب
- ما هو سبب ظهور أعراضي؟
- هل هناك أسباب أخرى محتملة لظهور هذه الأعراض؟
- ما الفحوصات التي سأحتاج لإجرائها؟
- ما العلاج المناسب لحالتي؟
- هل هناك بديل للعلاج الذي تقترحه؟
- ما الأعراض الجانبية المتوقعة للعلاج؟
- هل سأحتاج لزيارتك بهدف المتابعة عادة؟
- ما هي الأطعمة والنشاط البدني المسموح لي بهما؟
- هل سأكون بحاجة للخضوع لبعض التقييدات؟
- هل هناك أية أوراق مطبوعة بإمكاني أخذها للمنزل، وهل هناك موقع طبي محدد تنصحني بزيارته؟
وإن شعرت بالرغبة في سؤال الطبيب عن بعض الأسئلة الأخرى، فلا تتردد.
ما تتوقعه من الطبيب
سيقوم الطبيب بسؤالك مجموعة من الأسئلة ومنها:
- متى بدأت الأعراض بالظهور؟
- ما مدى حدة هذه الأعراض؟
- هل ظهرت الأعراض فجأة أو ظهرت بالتدريج؟
- هل هناك شيء تفعله قد يساعد في تحسن الأعراض؟
- هل هناك شيء تفعله قد يزيد من حدة الأعراض؟
ما يمكنك فعله في هذه الأثناء
يمكنك تغيير نمط حياتك من خلال تغيير نمط الحياة، مثل التوقف عن التدخين، تقليل الملح في الطعام، تناول طعام صحي، حيث تساعد هذه التغيرات على منع حدوث مزيد من المضاعفات الخطيرة.