تمثل ولادة طفل جديد في العائلة فرحة عارمة بين كل أفرادها، وهم من قبل كانوا ينتظرون ولادته بشوق ولهفة، ويدرك كل فرد من العائلة وخاصة الأبوين أهمية فحوصات حديثي الولادة منذ اللحظة الأولى بعد ولادته مباشرة في المستشفى سواء أكانت ولادة طبيعية أو قيصرية، وذلك للكشف عن مشاكل حديثي الولادة الصحية، وفي هذا المقال، سنسرد بعض من هذه الفحوصات.
أهمية فحص حديثي الولادة
تعد فحوصات حديثي الولادة الأوّلية منذ اللحظات الأولى في حياتهم هامة وضرورية للتيقن من صحة المولود وسلامته، أو للتعرف على علامات تنذر بوجود مشكلة صحية تستدعي الخضوع لفحوصات أخرى لاحقة، وتبدأ هذه الفحوصات بالتعرف على حالة الأم قبل الولادة وتاريخها السابق في الحمل أو إذا كانت مصابة بأمراض أو قد تناولت أدوية تهدد الجنين.
وبصفة عامة تنقسم هذه الفحوصات إلى نوعين، الفحص البدني وتحاليل حديثي الولادة، وعادة ما يُجرى الفحص البدني في المستشفى بعد الولادة مباشرة، بينما قد تُجرى تحاليل الدم بعد بضعة أيام، وسيخبرك الفريق الطبي بأهمية هذه الفحوصات والتحاليل بالنسبة للطفل، ورغم أن الفحص البدني قد يشكل إزعاجًا للطفل فإنه غير مؤلم، وقد يخبرك الطبيب أيضًا بالفحوصات والتحاليل الروتينية للأطفال المطلوبة في هذه الفترة.
ما هي فحوصات حديثي الولادة؟
سنتعرف فيما يلي على أهم فحوصات حديثي الولادة البدنية والتحاليل المطلوبة عند الولادة:
مقياس أبغار Apgar score
مقياس أو فحص أبغار هو اختبار سريع يُجرى على الوليد في الدقيقة الأولى من مولده ثم يعاد بعد خمس دقائق مجددًا، إذ يتم الكشف عن حالة الطفل بعد الولادة مباشرة في الدقيقة الأولى، بينما في الدقيقة الخامسة يسمح الاختبار للطبيب بقياس مدى أداء الطفل خارج الرحم، ويساعد أيضًا في قياس مدى استجابته عند وجود حاجة للإنعاش بعد الولادة.
وقد تم ابتكار هذا الاختبار على يد طبيبة أمريكية في الخمسينيات من القرن الماضي، ويهدف من الأساس إلى قياس مدى تنفس الطفل وصحة قلبه، إذ يتم تقييم جهد التنفس ومعدل ضربات القلب وقوة العضلات وردود الفعل ولون الجلد، ويتم تقييمها بالأرقام 0 أو 1 أو 2، وتعد حالة الطفل في المستوى الطبيعي إذا كان مجموع أرقام التقييم ما بين 7 و 9، أما إذا كانت النتيجة الرقم 10 فيدل على وجود شيء غير طبيعي، وإذا كانت أقل من 7، فقد يحتاج الطفل إلى الانتباه الطبي مثل الأكسجين لتنظيف مجرى الهواء.
ويشير أحد المصادر إلى أن نتيجة مقياس أبغار المنخفضة في الدقيقة الأولى، تصبح طبيعية في الدقيقة الخامسة في كثير من الحالات، ويضيف أيضًا أن هذا الاختبار لا يتنبأ بالصحة المستقبلية للطفل، وكذلك يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في حال تبين وجود مشكلات تنفسية أو قلبية للطفل.
فحوصات حديثي الولادة البدنية
قد تتضمن فحوصات حديثي الولادة البدنية -بجانب الفحص السابق- تقييم العمليات الحيوية الأخرى للطفل، ومنها:
- فحص العين: حيث يتم فحص مظهر العين وحركتها، وتقييم ما إذا كان الطفل يعاني من المياه البيضاء أو المياه الزرقاء الوراثية، ويتم فحص بؤبؤ العين أيضًا والقرنية والشبكية.
- فحص القلب: عن طريق ملاحظة معدل ضربات القلب والكشف عنه بالسماعة الخاصة بذلك، والشعور بنبض الطفل، ويهدف هذا الفحص إلى الكشف عن مشكلات القلب الوراثية.
- فحص الورك والفخذين للطفل للكشف عن مشكلات المفاصل.
- فحص الأعضاء التناسلية سواء للذكور أو الإناث، فعلى سبيل المثال يهدف فحص الذكور للكشف عن مشكلات مثل الإحليل السفلي أو الخصية المعلقة أو الخصية المائية، وكشف الإناث لتبين وجود أي نزيف أو شيء غير طبيعي في المهبل.
- الفحص العصبي لتبين مدى انتباه الطفل، وصحة أعصابه وردود فعله.
- فحص منطقة البطن لتبين وجود أي نوع من الفتق.
- فحوصات الفم واللسان للكشف عن أي مشكلة وراثية مثل الشفة الأرنبية أو الشق الحلقي.
- فحوصات الأنف والأذن والرقبة والصدر للكشف عن أي أمور غير طبيعية.
تحليل الدم للأطفال حديثي الولادة
قد تُجرى تحاليل الطفل بعد الولادة لتبين العديد من الأمراض والحالات الصحية التي قد تكون مشكلات صحية أكثر خطورة، وتتطلب انتباهًا طبيًا مضاعفًا، والبدء في رحلة العلاج في أقرب وقت ممكن، وتؤخذ عينة الدم من كعب الرضيع، وفيما يلي بعض دواعي اللجوء لتحاليل الدم:
- تحليل الأمراض الوراثية للمولود مثل الأنيميا المنجلية، وقصور الغدة الدرقية الوراثي، وتضخم الغدة الكظرية الوراثي، والتليف الكيسي.
- تحليل الأمراض الاستقلابية عند حديثي الولادة مثل بيلة الفينيل كيتون، وفرط التيروزين، وداء بول شراب القيقب.
هل فحوصات حديثي الولادة إجبارية؟
رغم أن الفحص البدني وفحص الأمراض الوراثية لحديثي الولادة وفحوصات الدم الأخرى غير إجبارية، إلا أنها موصى بها بشدة نظرًا لأهميتها للتعرف على الأمراض والمشكلات الصحية التي قد يعاني منها الطفل حديث الولادة، وذلك لتحديد العلاج المناسب في الوقت المناسب، وإذا كنت في حيرة من أمرك، فاستشر طبيب الأطفال للتعرف على التحاليل الروتينية للأطفال المطلوبة.