معظمنا يعلم أننا نرى من خلال القرنية، ذلك الجزء الصافي النصف كروي المتمركز أمام العين، لكن ماذا إذا أصاب هذه القرنية أي خلل ؟ مثل القرنية المخروطية مثلاً، وكيف يكون علاج القرنية المخروطية ؟ إذا كنت تعاني من هذا المرض أو تعرف أحد يعاني منه، نحن نقدم لك في هذا المقال أهم الأعراض، والأسباب، وكيفية علاجه.
ماذا يحدث إذا اختلت قدرة هذه الألياف على الحفاظ على هذا الشكل النصف كروي للقرنية؟ في هذه الحالة يحدث انبعاج في القرنية للخارج خاصة في جزئها المركزي، مما ينتج عنه ما يسمى بـ” القرنية المخروطية ” وهو ما سنتحدث عنه بإذن الله.
أسباب القرنية المخروطية
تساعد الألياف الصغيرة المصنوعة من البروتين والموجودة داخل العين والمسماة بالكولاجين في تثبيت القرنية، وعندما تصاب هذه الألياف بالضعف، لا تستطيع الحفاظ على شكل القرنية، وبالتالي تتحول للشكل المخروطي مع الوقت.
وتحدث القرنية المخروطية بسبب تناقص كمية مضادات الأكسدة الموجودة بالقرنية، عادة ما تقوم مضادات الأكسدة بالتخلص من المواد التي تسبب تلف القرنية، وتعمل على حماية ألياف الكولاجين. وفي حالة انخفاض مستويات مضادات الأكسدة، يضعف الكولاجين.
ويبدو أن القرنية المخروطية من الأمراض المنتشرة في العائلة، لذا يجب عليك الانتباه عزيزي القاريء، في حالة كنت تعاني من القرنية المخروطية، يجب عليك أن تقوم بفحص أطفالك بداية من بلوغهم سن العاشرة، ويجب أن تعلم أن المرض يتقدم بصورة سريعة لدى بعض الأشخاص، الذين يعانون من أمراض محددة بما في ذلك بعض حالات الحساسية، ويمكن أن يكون المرض بسبب فرك العين بصورة مستمرة.
في أي سن يحدث هذا المرض ؟
غالباً ما يحدث في سن المراهقة (12-19 ) سنة، ولكنه قد يبدأ أيضاً في سن الطفولة أو في سن الثلاثينات. وغالباً ما يحدث هذا التغير في شكل القرنية خلال سنوات عديدة وليس بليلة و ضحاها، و غالباً لا يصيب عيناً واحدة بل يصيب العينين ولكن بدرجات متفاوتة.
أعراض القرنية المخروطية
قد يعاني المريض من أحد الأعراض الآتية:
- ضعف وعدم وضوح الرؤية في واحدة أو كلتا العينين.
- رؤية الشيء الواحد شيئين عندما يغمض عين و ينظر بعين واحدة.
- تشوة في رؤية الأشياء القريبة والبعيدة خصوصاً في الليل.
- عند النظر إلى الأضواء الساطعة يرى المريض هالات حولها.
إذا شعرت بشيء من هذه الأعراض يجب عليك زيارة طبيب العيون في الحال.
كيف يتم تشخيص القرنية المخروطية؟
- يعتمد التشخيص على قياس درجة تقوس القرنية، وإذا ماكان هناك انبعاجات فيها، وذلك باستخدام العديد من الأجهزة أشهرها Keratometer & Corneal topography ، وهما ببساطة يقومان برسم خريطة للقرنية مثل خرائط الجغرافيا التي توضح المرتفعات، وكلما زاد انبعاج القرنية سيجعلها تظهر باللون الأحمر.
- يتم التشخيص لهذا المرض أيضا، من خلال فحص تضاريس القرنية من خلال تصوير القرنية و بناء خريطة طوبوغرافية لسطح القرنية، ويمكن رؤية منطقة واحدة فيها تحدبات كثيرة و يتم تحديدها باللون البرتقالي.
- فحص سمك القرنية، من خلال الموجات فوق الصوتية و يكون فحص قصير لمعرفة قياس سمك القرنية حيث أن لكل شخص سمك مختلف.
- في الحالات المتقدمة يمكن تمييز تحدب القرنية و رؤية خطوط موازية لبعضها وتكون دقيقة في الجزء الداخلي للقرنية.
- أحيانا أثناء فحص النظارات يتم الطلب من المريض التوجه للكشف للاشتباه في إصابته بالمرض.
كيف تؤثر القرنية المخروطية على الرؤية؟
عندما يتغير شكل القرنية من النصف كروي إلى المخروطي ينتج عنه ما يسمى بـ “ اللابؤرية ” و يكون من النوع الغير منتظم كما يؤدي أيضا إلى قصر النظر، نتيجة لزيادة تقوس القرنية .Irregular Astigmatism and Myopia.
علاج القرنية المخروطية
يمكن علاج القرنية المخروية عن طريق استخدام العديد من الطرق سواء عن طريق الإجراءات الغير جراحية أو العمليات الجراحية، اعتماداً على الحالة التي وصلت لها العين سواء كانت حالة خفيفة أو شديدة من القرنية المخروطية.
علاج القرنية المخروطية الخفيفة
وعادة ما يبدأ العلاج باستخدام النظارات الطبية، وفي حالة لم تنجح يتم استخدام العدسات اللاصقة، وجميع هذه الطرق يرمز لها بالطرق الغير جراحية، حيث يتم استخدام:
عدسات صلبة أو لينة من أجل العلاج، ففي المراحل الأولى من القرنية المخروطية يتم استخدام العدسات الدائرية اللينة، أما في الحالات المتوسطة أو المتقدمة قليلاً يتم استخدام العدسات الصلبة، ويمكن علاج القرنية المخروطية عن طريق عملية تثبيت القرنية الغير جراحية أيضاً.
وبالرغم من أنه لا يمكن علاج القرنية المخروطية عن طريق الأدوية، إلا أن الأدوية التالية يمكنها أن تساعد في حالة حدوث مضاعفات نتيجة ارتداء العدسات، ومن هذه الأدوية:
- خليط من مضادات الهيستامين الموضعية ومثبتتات الخلايا.
- مضادات الهستامين.
- مثبتتات الخلايا الموضعية.
- السيكلوسبورين.
- القطرات الستيرودية.
- مضادات الالتهاب اللاستيرودية.
- المضادات الحيوية الموضعية.
علاج القرنية المخروطية الشديدة
وفي حالة لم تنجح أي من طرق العلاج، بالتأكيد سيكون هناك حاجة عملية جراحية قد تتمثل في واحدة من العمليات التالية:
- عملية تثبيت القرنية.
- اقتطاع القرنية السطحي.
- اقتطاع القرنية باستخدام الليزر.
- زراعة حلقات القرنية.
- زراعة القرنية الجزئية.
- زراعة القرنية الكلية.
تثبيت القرنية
تُعتبر عملية تثبيت القرنية من الإجراءات الجراحية القوية، والتي تعمل على تقوية ألياف الكولاجين الضعيفة الموجودة في القرنية، والتي تعتبر سبباً رئيسياً للإصابة بالقرنية المخروطية. وتعتبر عملية تثبيت القرنية من العمليات التي قد تم إجرائها سواء جراحياً أو بدون جراحة.
زراعة القرنية
تعتبر زراعة القرنية واحدة من الطرق المتبعة لعلاج القرنية المخروطية، وعند القيام بزراعة للقرنية قد يتم زراعة القرنية بصورة كلية أو جزئية، ويقوم الطبيب بتحديد الخيار الأمثل لحالتك.
زراعة القرنية الكلية
في هذا الإجراء يتم استبدال جميع طبقات القرنية، ويقوم الأطباء بخياطة القرنية الجديدة داخل العين بغرز أدق من خصلة الشعر، ويكون هذا الإجراء ف حالة كنت تعاني من الحالات الشديدة من تندب القرنية.
زراعة القرنية الجزئية
في هذه العملية يقوم الجراح بضخ الهواء داخل القرنية من أجل فصل كلاً من الطبقات الخارجة الرقيقة والطبقات السميكة الموجودة بمركز القرنية، ومن ثم يقوم بإزالة الجزء المتضرر فقط. ويتم استخدام هذا النوع من الجراحة لدى الأشخاص الذين لم تتأثر الأجزاء السفلية من القرنية لديهم.
والآن وقد تعرفت على أهم طرق علاج القرنية المخروطية وأعراضها، يمكنك استشارة أحد أطبائنا في حالة شعرت أنك بحاجة لمعرفة المزيد من هنا.