قد يسرع البعض للجوء إلى تناول المضادات الحيوية دون اللجوء إلى استشارة الطبيب مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية كنتيجة لأخذ علاج غير صحيح للحالة المرضية أو تناول جرعة غير صحيحة. إضافة إلى ان الإكثار من تناول المضادات الحيوية يضعف من فاعليتها ويزيد من احتمالية مقاومة الجسم للمضادات الحيوية، تعرفوا معنا على اثار المضاد الحيوي على الجسم والأطعمة التي يجب تناولها معه والأطعمة التي يجب تجنبها لأنها تتداخل مع عمل المضادات الحيوية.
تناول جرعات من المضادات الحيوية يجب أن يكون تحت اشراف الطبيب كما يجب أن تهتم بتناول الأطعمة المناسبة اثناء تناول المضادات الحيوية وبعدها حتى يتمكن جهازك المناعي من استرداد عافيته.
ما هي المضادات الحيوية؟
تعتبر المضادات الحيوية نوع من أنواع الأدوية المستخدمة في علاج العدوى البكتيرية ولا تصلح لمعالجة العدوى الفيروسية، لذا فإن المضادات الحيوية لا تصلح في علاج الكثير من الأمراض الفيروسية الشائعة مثل فيروس كورونا، الإنفلونزا، الالتهاب الرئوي، برد المعدة، بعض عدوى الجيوب الأنفية.
ولهذا يحذر الأطباء من تناول المضادات الحيوية في حالات العدوى الفيروسية لأن في تلك الحالة سوف تعمل المضادات الحيوية على مهاجمة البكتيريا الموجودة بالجسم وهي تعتبر بكتيريا مفيدة ولا تسبب الأمراض.
اثار المضاد الحيوي على الجسم
إن لتناول المضادات الحيوية آثاره الجانبية ولكن اطمئن فإنها لا تشكل خطرا على الحياة، ولكن قد يكون لها آثار سلبية متعددة مثل الإصابة بالحساسية المفرطة أو قد تتسبب لك في مشكلات في الجهاز الهضمي وقد تشمل أعراض مشاكل الهضم الغثيان، القيء، الإسهال، فقدان الشهية، تقلصات بالمعدة. أو الإصابة بالتهابات فطرية.
فعلى الرغم من أن المضادات الحيوية قد تم تصنيعها من أجل قتل البكتيريا الضارة، إلا أنها قد تقتل أيضا البكتيريا المفيدة بالجسم وهو ما قد يتسبب في الإصابة بالالتهابات الفطرية في الفم، أو الحلق، أو المهبل. وقد يصاب الشخص أيضا بحساسية الضوء لذا فيجب الابتعاد عن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة اثناء تناول المضادات الحيوية.
أيضا الأطعمة التي تتناولها قد تساهم في اثار المضاد الحيوي على الجسم ، فهناك أطعمة تعزز عمل المضادات الحيوة وهناك أطعمة تقيد عملها، فتابع معنا.
ما يجب أن تأكله أثناء وبعد تناول المضادات الحيوية
عليك أن تعلم بأن تغذية البكتيريا المفيدة والمتواجدة بالأمعاء قبل وبعد تناول المضادات الحيوية سوف يساعد على إعادة التوازن للقناة الهضمية، مثل:
الأطعمة المخمرة
حيث يمكن لتناول بعض الأطعمة المساعدة في استعادة الميكروبات المعوية بعد التلف التي قد تحدثه المضادات الحيوية. حيث أن الأطعمة المخمرة تحتوي على أنواع من البكتيريا المفيدة مثل الجبن، والزبادي، والحليب المخمر. كما أن تناول الأطعمة المخمرة قد يساعد في تحسين صحة الأمعاء بعد تناول المضادات الحيوية والتقليل من الآثار الجانبية مثل الإسهال.
الأطعمة الغنية بالألياف
فجسم الإنسان لا يستطيع هضم الألياف ولكن يمكن هضمها بواسطة البكتيريا المعوية، لذا فإن تناول الأطعمة الغنية بالألياف سوف يساعد على نمو البكتيريا المعوية، ومن الأطعمة الغنية بالألياف المكسرات، الموز، الخرشوف، البروكلي، التوت، العدس، والفاصوليا.
ولقد أثبتت الدراسات أن الأطعمة الغنية بالألياف لا يقتصر دورها على تحفيز نمو البكتيريا المفيدة ولكنها قد تساعد أيضا في مقاومة بعض أنواع البكتيريا الضارة. وعلى الرغم من ذلك فإن الألياف الغذائية قد تبطئ من معدلات تفريغ المعدة والذي قد يؤثر بدوره سلبا على معدلات امتصاص الأدوية.
الأطعمة التي تحتوي على فيتامين K
ونظرا لأن المضادات الحيوية تعمل على قتل كافة أنواع البكتيريا بما في ذلك البكتيريا المفيدة للجسم والتي ينتج بعضها فيتامين K فإن الجسم يصبح بحاجة لتعزيز فيتامين K من خلال تناول الأطعمة الغنية به وذلك لأنه يساعد في تجلط الدم. ولتعويض ما قد يخسره الجسم من فيتامين K أثناء تناول المضادات الحيوية فيمكنك تناول الكرنب، السبانخ، البقدونس، الخردل الأخضر.
أطعمة يجب تجنب تناولها مع المضادات الحيوية
هناك بعض الأطعمة التي يجب عليك تجنب تناولها مع المضادات الحيوية حيث أنها تؤثر سلبا على فاعليتها وتقلل من نتائجها. فلقد أثبتت الدراسات على سبيل المثال بأن تناول عصير الجريب فروت قد يكون ضارا أثناء تناول بعض الأدوية والتي من ضمنها المضادات الحيوية.
كما أن الأطعمة الغنية بالكالسيوم قد تؤثر سلبا على امتصاص الجسم للعديد من أنواع المضادات الحيوية مثل سيبروفلوكساسين و جاتيفلوكساسين. ومع ذلك فقد أظهرت دراسات أخرى بأن الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم مثل الزبادي ليس لها نفس التأثير السلبي. لذا فإنه يمكن تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على جرعات عالية من الكالسيوم عند تناول المضادات الحيوية لتفادي أي آثار سلبية قد تؤثر على فاعلية العلاج.
ومن هنا عزيزي القارئ عليك بالانتباه لصحتك وتناول الأطعمة التي تعمل على تعزيز الجهاز المناعي ووظائف الجسم بشكل مستمر حتى يتمكن الجسم من مكافحة عوامل العدوى المختلفة دون الحاجة للجوء إلى الإسراف في تناول الأدوية والتي بطبيعتها قد تضعف مناعة جسمك وتجعلك أسير للعقاقير الطبية عند تعرض الجسم لأي هجوم من الجراثيم.