تعتبر البواسير بعد الولادة من المشكلات الشائعة، والتي قد تتعرض لها النساء بصورة كبيرة، مما يجعلهن يشعرن بحالة من القلق، خاصة وأن البعض يتساءل هل يمكن أن تؤثر بواسير النفاس عليهن، تابعونا في هذا المقال لتتعرفوا على كل هذا وأكثر.
الولادة الطبيعية مع وجود البواسير
قد تتأثر البواسير بعملية الولادة الطبيعية وتزداد حالتها سوءً بسبب عملية الدفع أثناء عملية المخاض، لذا يفضل أن تستشيري طبيبك ليعطيكِ التعليمات والنصائح اللازمة، والتي تجعل من عملية الولادة الطبيعية أمراً سهلاً.
هل البواسير تعسر الولادة؟
إذا كنتِ تشعرين بالقلق من أن إصابتك بالبواسير قد تؤثر على طفلك أو على ولادتك، فعليكِ أن تعلمي أنه لا يوجد دليل علمي يشير إلى احتمالية حدوث ذلك.
البواسير بعد الولادة الطبيعية
الحمل يجعل المرأة أكثر عُرضة لمشكلة البواسير بسبب ضغط الرحم على عروق الحوض والوريد الأجوف السفلي (وهو وريد كبير على الجانب الأيمن من الجسم يتلقى الدم من الأطراف السفلية)، ويمكن أن يبطئ هذا الضغط عودة الدم من النصف السفلي من الجسم، مما يزيد الضغط على الأوردة تحت الرحم ويؤدي إلى تضخمها، وبالتالي يجعل الحامل أكثر عرضة للإصابة بالبواسير ويزداد الأمر سوءً نتيجة محاولة الدفع خلال الولادة الطبيعية، مما يؤدي إلى ظهور البواسير.
كما أن زيادة هرمون البروجسترون يعمل على إرخاء جدران العروق مما يجعلها تنتفخ بسهولة أكبر، وبالتالي تتأثر الأوردة والطريقة التي تعمل بها، كما يساهم البروجسترون أيضاً في حدوث الإمساك عن طريق إبطاء حركة الأمعاء، ونتيجة لهذا الإمساك قد تصاب بعض السيدات ببواسير النفاس.
البواسير بعد الولادة القيصرية
يمكن أن تصابي بالبواسير حتى إن كنتِ من السيدات اللاتي خضعن للولادة القيصرية، وذلك لأن البواسير لا تحدث نتيجة عملية الدفع فقط، ولكنها يمكن أن تحدث نتيجة التغيرات الهرمونية، والتي تؤثر على الأوردة، والتي تؤدي إلى تورمها وظهور البواسير، كما أن الإمساك يلعب دوراً هاماً في حدوث بواسير النفاس بعد الولادة القيصرية.
البواسير وخياطة الولادة
قد تحاول بعض النساء تجنب التبرز خوفاً منها لتمزق خياطة الولادة الناتجة عن عملية شق العجان، وهذا يؤدي إلى إصابتها بالإمساك بصورة أكبر ومع زيادة فرص الإمساك قد تصاب النساء بالبواسير.
إذا كنتِ قد خضعتِ لعملية شق العجان من أجل توسيع فتحة الولادة، وتم خياطتها وكنتِ تعانين من البواسير، فإنه يجب عليكِ ألا تقومي بوضع أي أدوية أو مراهم إلا بأمر من الطبيب، حيث لا ينصح باستخدام المراهم والأدوية الموضعية لفترة تزيد عن أسبوع.
هل تختفي البواسير بعد الولادة؟
في الغالب تختفي البواسير التي تعاني منها السيدات بعد عملية الولادة بمفردها ودون الحاجة إلى علاج إلا أنه يمكنكِ استخدام بعض الطرق المنزلية واستشارة الطبيب فيما يتعلق بالأدوية التي يمكنكِ استخدامها من أجل تخفيف ألم البواسير.
كم تستمر البواسير بعد الولادة؟
تعتبر البواسير الناتجة عن الولادة من الحالات غير الخطيرة، والتي يمكن أن تختفي في فترة قصيرة، حيث تختفي أغلب أعراضها في فترة تتراوح ما بين عدة أيام إلى عدة أسابيع، خاصة مع استخدام طرق العلاج المنزلية أو الأدوية التي يصفها الطبيب المعالج.
علاج البواسير بعد الولادة
هناك عدد من الإجراءات والنصائح لتخفيف وعلاج بواسير النفاس أو البواسير المستمرة بعد الحمل والولادة، وتشمل هذه الإجراءات ما يلي:
- تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة من الوقت لتقليل الضغط على أوردة المستقيم.
- يمكن تناول عقار أسيتامينوفين أو إيبوبروفين، ولكن عدم أخذ أكثر من الكمية الموصى بها إذا كنتِ ترضعين.
- وضع كمادات من الثلج مغطاه بقطعة ناعمة ونظيفة من القماش على المنطقة المصابة عدة مرات في اليوم، تساعد البرودة على تقلص الأوردة وتخفيف الألم والانزعاج.
- يمكن الجلوس في حمام دافئ ولكن ليس ساخناً، للمساعدة على تهدئة الألم، ويمكنك استخدام مغطس النفاس لهذا الغرض.
- تنظيف منطقة الشرج بلطف باستخدام البخاخ الذي يعطيه لكِ الطبيب بعد الولادة.
- استخدام مناديل ناعمة غير معطرة، حتى لا تسبب تهيج للمنطقة.
يمكنكِ أن تطلبي من طبيبك أي نوع من أنواع المراهم أو الأدوية التي تتميز بقدرتها على التخدير الموضعي والآمنة تماماً والمناسبة لحالتك، حيث أن هناك بعض المنتجات التي تم صناعتها من أجل هذا الغرض.
ولا ننصحك باستخدام أي نوع دون استشارة الطبيب، لأن الطبيب هو الشخص القادر على تحديد النوع والجرعة، كما أن استخدامها لفترات طويلة قد يضر بكِ ويؤدي إلى حدوث التهابات.
وفي الختام وبعد أن تعرفنا على البواسير بعد الولادة وكيف يمكن أن تؤثر البواسير على عملية الولادة، ننصحك عزيزتي باتباع نصائح الطبيب الخاص بكِ، مع تمنياتنا لكِ بالشفاء العاجل.