المخاطر الصحية للتدخين معروفة، ولكن بالنسبة للأشخاص المصابين بالسكري، يعد التدخين أحد عوامل الخطر للعديد من المشكلات الصحية. التدخين يمكن أن يزيد من خطر حدوث مضاعفات وربما يؤدي إلى مرض السكري من النوع الثاني. تعرفوا على مخاطر الجمع بين السكري والتدخين معنا من خلال المقال الآتي.
بعض الحقائق عن التدخين
يمكن للتدخين أن يؤدي إلى مجموعة واسعة من المضاعفات، كما أنه السبب الرئيسي للوفاة التي يمكن الوقاية منها في الولايات المتحدة، حيث يعاني أكثر من 16 مليون شخص من حالات متعلقة بالتدخين.
لا يؤثر التدخين فقط على المدخنين، بل يؤثر أيضًا على الأشخاص الذين يشاركونهم المكان؛ تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن التدخين السلبي مسؤول عن 34000 حالة وفاة في الولايات المتحدة كل عام.
مخاطر الجمع بين السكري والتدخين
تعتبر خيارات نمط الحياة أحد عوامل الخطر الرئيسية لمرض السكري من النوع الثاني ومضاعفاته. التدخين قد يكون واحداً من هذه الخيارات.
طبقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن الأشخاص الذين يدخنون أكثر عرضة للسكري بنسبة 30 إلى 40 في المائة. يمكن للتدخين أيضًا أن يجعل من الصعب إدارة مرض السكري لأولئك الذين يعانون منه بالفعل.
تشمل مخاطر التدخين:
- إلحاق الضرر بخلايا وأنسجة الجسم، مما يزيد من خطر الالتهاب.
- يؤدي إلى الإجهاد التأكسدي وتلف الخلايا.
- التعرض لمشاكل في الجهاز المناعي.
- تغير الدهون بالجسم وطريقة التعامل معها وتخزينها.
- التعرض لمخاطر أمراض الجهاز التنفسي.
- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
كل هذه المخاطر يمكن أن تزيد من أعراض ومضاعفات مرض السكري.
الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أكثر عرضة للإصابة بالتهابات، ويمكن أن تتطور لعدوى خطيرة بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي كل من السكري والتدخين إلى ضعف الدورة الدموية، كما أنه يزيد من خطر تقرح القدمين، ومشاكل صحة الفم، والتهابات الجهاز التنفسي، وغيرها من الإصابات التي قد تكون لها عواقب وخيمة وربما تهدد الحياة.
تشير الأبحاث التي أجريت في عام 2008 إلى أن التدخين بكثافة قد يزيد من خطر عدم تحمل الجلوكوز وتراكم الدهون في البطن، وكلاهما من عوامل الخطر لمرض السكري. ولخصت دراسة أجريت عام 2016 إلى أنه قد لا يكون هناك صلة مباشرة بين التدخين ومقاومة الأنسولين. اقترح الباحثون أن العوامل الأخرى قد تلعب دوراً، ودعوا إلى مزيد من الدراسات.
ومع ذلك، يمكن أن يؤدي كل من التدخين ومرض السكري إلى تدهور صحة الشخص. الإقلاع عن التدخين أو تجنبه أفضل للجميع، سواء كانوا مصابين بمرض السكري أم لا.
مخاطر السكري والتدخين الأخرى
يمكن أن يؤدي كل من التدخين والسكري إلى إلحاق الضرر بخلايا الجسم وأعضائه، كما يمكن أن يؤدي التدخين إلى تفاقم العديد من الآثار الصحية لمرض السكري.
على سبيل المثال، يمكن أن يزيد كل من السكري والتدخين من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري والذين يدخنون أيضًا هم أكثر عرضة لما يلي:
- التعرض لأمراض الكلى وأمراض القلب.
- ضعف الدورة الدموية مما يؤدي إلى الإصابة بالتهابات أو تقرحات أو جلطات دموية أو بتر أحد أعضاء الجسم.
- التعرض لأحد أمراض العين، مثل اعتلال الشبكية، والتي يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر.
- تلف الأعصاب الذي يؤدي إلى ألم وخز وخلل في الحركة.
والعديد من الآثار الصحية الأخرى التي تؤثر عليك عند الجمع بين السكري والتدخين والتي تجعل من الصعب اتخاذ خيارات نمط حياة صحية.
على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي مشاكل القلب والأوعية الدموية وتلف الأعصاب وإصابة الرئة إلى صعوبة ممارسة الرياضة، وهذا بدوره قد يؤدي إلى عدم استقرار نمط الحياة.
كيف يمكن الحد من مخاطر السكري والتدخين ؟
لا توجد وسيلة آمنة للتدخين، وخاصةً مع مرض السكري. أفضل طريقة لتقليل مخاطر التدخين هي الإقلاع عن التدخين أو خفضه بشكل كبير.
الاستراتيجيات التي قد تقلل من المخاطر المرتبطة بمرض السكري والتدخين تشمل:
اتباع أسلوب حياة نشط
التمرينات الرياضية قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى الأشخاص الذين يدخنون، كما أنها تدعم أيض الجلوكوز ويمكن أن تقلل من التعرض للسمنة، وهو عامل خطر آخر لمرض السكري.
تناول طعامًا صحيًا
تناول وجبة غنية بالفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والدهون القليلة والأملاح والسكر وغيرها من الكربوهيدرات البسيطة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
الألياف مهمة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، لأنها تساعد على خفض نسبة السكر في الدم.
اتبع خطة علاج
من المحتمل أن يتعرض الأشخاص المصابون بداء السكري الذي يصعب التحكم فيه لمضاعفات؛ التدخين يزيد من هذه المضاعفات. تناول الأدوية المناسبة واتبع تعليمات الطبيب التي يمكن أن تقلل من هذه المخاطر والمضاعفات.
توقف عن التدخين أو قم بالإقلاع عنه
لا يوجد عدد آمن من السجائر التي يمكن تدخينها في اليوم؛ التدخين والتعرض للتدخين يشكلان خطراً على الصحة. ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يدخنون بشراهة هم الأكثر عرضة للمشاكل الصحية واسعة النطاق.
يمكن للطبيب مساعدتك على بدء خطة للإقلاع عن التدخين. يجب على الأشخاص المصابين بداء السكري الذين يدخنون استشارة الطبيب قبل إجراء أي تغييرات كبيرة في نمط حياتهم.
نصائح للتوقف عن التدخين
وضعت منظمة السرطان الأمريكية بعض النصائح للتوقف عن تدخين السجائر ومن أهمها:
- تحديد موعد محدد للتوقف عن التدخين حتى يمكنك الالتزام بالإقلاع عن التدخين.
- التحدث مع طبيبك المعالج وكذلك أفراد أسرتك بشأن رغبتك في التوقف عن التدخين، وذلك حتى تجد منهم الدعم اللازم الذي يساعدك على الإقلاع عن التدخين.
- تخلص من كل الأدوات التي تساعدك على تدخين السجائر مثل مطافيء السجائر، والولاعات.
- عندما تشعر برغبتك في التدخين تنفس بعمق لمدة 10 ثواني ثم أخرج النفس ببطء.
- حاول التواجد دائماً في أماكن غير المدخنين (مثل المسرح، والمتحف).
- قم بالبعد قدر الإمكان عن التواجد مع المدخنين لتجنب التدخين السلبي.
مخاطر التدخين السلبي تشمل:
- احرص على تناول الخضروات و الفواكه الطازجة التي ستساعدك على التخلص من التدخين.
- قم بممارسة الرياضة للتخلص من التوتر المصاحب للإقلاع عن التدخين.
- ابتعد عن تناول القهوة والمشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين لأنها ستزيد من رغبتك في تدخين السجائر.
- تعلم هواية جديدة مثل الرسم، أو قراءة الكتب للابتعاد عن تدخين السجائر.
- العلاج ببدائل النيكوتين يساعدك أيضاً على التخلص من التدخين ويكون عن طريق (العلكات، أو بخاخ الأنف، أو لصقات النيكوتين) ويتم استخدامها لمدة نصف ساعة يومياً.
التوقف عن التدخين قد يساعدك على الحد من مضاعفات السكري العديدة التي لا حصر لها؛ قم بالتشاور مع طبيبك لكي يضع لك خطة للإقلاع عن التدخين مناسبة لحالتك.. للمزيد من المعلومات حول السكري والتدخين يمكنك التواصل مع أحد أطبائنا من هنا.