يعد تساقط الشعر Hair Loss ظاهرة طبيعية خلال دورة نمو الشعر الطبيعية، ولكن في حالة زيادة تساقط الشعر عن المعدل الطبيعي يتحول ذلك لمشكلة، وفي المقال التالي سنتكلم عن مراحل نمو الشعر وما هي أسباب تساقطه، وأهم طرق العلاج.
مراحل النمو الطبيعي للشعر
قد يبدو نمو الشعر وتساقطه عملية بسيطة، ولكن دورة نمو الشعر تتكون في الواقع من أربع مراحل مختلفة، حيث تعطي المراحل الثلاث الأولى نمو الشعر ونضجه ونشاط بصيلات الشعر التي تنتج شعيرات فردية، أما خلال المرحلة النهائية فتشمل تساقط الشعر القديم واستعداد الشعر الجديد ليحل محله.
وتمتلك كل مرحلة جدول زمني خاص بها، والذي يمكن أن يتأثر بالعمر والتغذية والصحة العامة، وتشمل مراحل النمو الطبيعي للشعر ما يلي:
1. مرحلة النمو
وتسمى هذه المرحلة بالإنجليزية (Anagen)، وتعد هي أطول مرحلة وتستمر من 3 إلى 5 سنوات للشعر على رأسك، على الرغم من أن الشعر المنفرد قد يستمر في النمو لبعض الأشخاص لمدة 7 سنوات أو أكثر.
وتختلف هذه المرحلة باختلاف أنواع الشعر في الجسم، فعلى سبيل المثال تكون مرحلة نمو شعر الحاجب وشعر العانة أقصر بكثير من مرحلة نمو شعر فروة الرأس.
وعادةً ما يكون حوالي 90% من شعر الرأس في مرحلة النمو، وتدفع بصيلات الشعر خلال هذه المرحلة الشعيرات التي ستستمر في النمو حتى يتم قصها أو حتى تصل إلى نهاية عمرها الافتراضي وتتساقط.
2. المرحلة الانتقالية
وتسمى هذه المرحلة بالإنجليزية (Catagen)، وتبدأ عند انتهاء مرحلة النمو وتستمر حوالي 10 أيام أو نحو ذلك.
وخلال هذه المرحلة، تتقلص بصيلات الشعر ويتباطأ نمو الشعر، كما أن الشعر ينفصل أيضًا عن الجزء السفلي من بصيلات الشعر، لكنه يظل في مكانه خلال الأيام الأخيرة من نموه، وتمثل هذه المرحلة حوالي 5% فقط من شعر الرأس.
3. مرحلة التساقط
العديد من العلماء قسموا هذه المرحلة إلى جزئين:
- مرحلة التيلوجين (Telogen)، وعادةً ما تستمر حوالي 3 أشهر.
- مرحلة الإكسوجين (Exogen)، والتي يمكن أن تستمر من شهرين إلى خمسة أشهر.
وخلال هذه المرحلة يتم تساقط الشعر من فروة الرأس، وغالبًا ما يساعد ذلك الغسيل والتنظيف بالفرشاة، حيث يفقد الرأس 50 إلى 100 شعرة يوميًا خلال مرحلة تكوين الخلايا الخارجية للشعر، وهو ما يعد أمرًا طبيعيًا لنمو شعر جديد.
ما هو تساقط الشعر؟
تعريف تساقط الشعر كمرض هو خسارة كمية كبيرة من الشعر خلال فترة قصيرة من الوقت مما يتسبب في تناقص كثافته، ويمكن أن يتراوح تساقط الشعر من تساقط خفيف إلى الصلع الكلي.
أسباب تساقط الشعر
هناك عدة أنواع رئيسية من تساقط الشعر، ولكل منها أسباب أساسية مختلفة، ويشمل ذلك ما يلي:
1. تساقط الشعر الكربي
يحدث هذا النوع الشائع من تساقط الشعر بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من إجهاد الجسم الشديد، مثل مرض طويل الأمد أو جراحة كبرى أو عدوى خطيرة، يمكن أن يحدث أيضًا بعد تغيير مفاجئ في مستويات الهرمون، خاصة عند النساء بعد الولادة.
حيث تتساقط كميات معتدلة من الشعر من جميع أجزاء فروة الرأس، ويمكن ملاحظتها على وسادة السرير أو في حوض الاستحمام أو على فرشاة الشعر، وبالرغم أن الشعر في بعض أجزاء فروة الرأس قد يبدو أرق، فمن النادر رؤية بقع صلعاء كبيرة.
وننصحك بقراءة مقالنا عن تساقط الشعر الكربي؛ لمعرفة المزيد الأسباب والأعراض وكيفية التشخيص والعلاج.
2. الأدوية التي تسبب تساقط الشعر
يمكن أن يكون تساقط الشعر من الآثار الجانبية لبعض الأدوية، بما في ذلك:
- الليثيوم.
- حاصرات بيتا.
- الوارفارين.
- الأمفيتامينات.
- مضادات الاكتئاب.
- مضادات التخثر، مثل الهيبارين.
- بعض موانع الحمل الفموية.
- أدوية الغدة الدرقية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي للسرطان، مثل دوكسوروبيسين (Adriamycin)، تتسبب عادةً في عملية التساقط المفاجئ للشعر والذي يؤثر على الرأس بالكامل.
3. تساقط الشعر نتيجة أعراض لمرض طبي
يمكن أن يكون تساقط الشعر نتيجة أحد أعراض مرض طبي أيضًا، مثل:
- الذئبة الحمامية الجهازية.
- الزهري.
- اضطراب الغدة الدرقية، مثل قصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية.
- اختلال توازن الهرمونات الجنسية.
- بعض الأمراض الجلدية، مثل الصدفية والتهاب الجريبات.
- مشكلة نقص البروتين أو الحديد أو الزنك أو البيوتين، ويعد هذا الأمر أكثر شيوعًا عند النساء اللاتي يعانين من تدفق شديد للحيض.
4. سعفة الرأس
سعفة الرأس هي عدوى فطرية في فروة الرأس، ويحدث هذا النوع من تساقط الشعر غير المكتمل (خاصةً عند الأطفال) عندما تصيب فروة الرأس أنواعًا معينة من الفطريات، مما يؤدي لتساقط الشعر، بالإضافة إلى ظهور القشرة.
5. داء الثعلبة
داء الثعلبة هو مرض مناعي ذاتي يتسبب في تساقط الشعر في بقعة صغيرة أو أكثر، ويعد السبب وراء هذه الحالة غير معروف، على الرغم من أنها أكثر شيوعًا عند الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني بعض الأشخاص من اضطراب نفسي غير شائع (هوس نتف الشعر) حيث يمكن أن يتسبب نتف الشعر القهري في ظهور بقع صلعاء، وهو ما يتم خلطه مع داء الثعلبة لتشابه شكل البقع.
6. الصلع الوراثي
ويحدث هذا عند الرجال، وقد يسمى أيضًا بالثعلبة الذكورية، ويحدث في هذا النوع انحسار خط الشعر الأمامي أو ترقق الشعر في الجزء العلوي من الرأس.
ويعد هذا النوع هو أكثر أنواع تساقط الشعر شيوعًا، ويمكن أن يبدأ في أي وقت في حياة الرجل، حتى خلال سنوات المراهقة، وعادةً ما يحدث بسبب تفاعل ثلاثة عوامل، وهي:
- الميل الوراثي نحو الصلع.
- الهرمونات الذكرية.
- زيادة العمر.
أما عند النساء، فالصلع الأنثوي قد يحدث نتيجة ترقق في الجزء العلوي من فروة الرأس، مما يؤدي إلى أن تكون مقدمة فروة الرأس هزيلة وخفيفة.
ويمكنك معرفة المزيد عن ترقق مقدمة فروة الرأس، من خلال قراءة مقالنا عن اسباب تساقط الشعر من الامام وكيفية علاج هذه المشكلة.
اسباب تساقط الشعر بكثرة
- قد تفقد النساء شعرهن بكثرة بعد الولادة أو أثناء انقطاع الطمث، كما قد يفقد الرجال شعرهم بكثرة يسبب التغيرات الهرمونية مع تقدم العمر؛ بسبب استجابة بصيلات الشعر لهرمون ديهدروتستوستيرون (DHT).
- يمكن أن يسبب الإجهاد الجسدي والضغط النفسي مثل التوتر العقلي الشديد أو القلق تساقط الشعر بكثرة.
- يمكن أن تسبب الجراحة والحمى الشديدة وفقدان الدم إجهادًا كافيًا يؤدي إلى فقدان الشعر بشكل مفرط.
- يعد نقص الزنك والحديد من أكثر الروابط الغذائية شيوعًا لتساقط الشعر بكثرة، كما تشير بعض الدراسات إلى أن انخفاض تناول الفيتامينات مثل فيتامين د وفيتامين ب 12 وفيتامين سي والدهون يمكن أن يكون السبب أيضًا.
- يمكن أن تؤدي العديد من الحالات الطبية إلى تساقط الشعر بكثرة، بما في ذلك: الفشل الكلوي ومرض التهاب الأمعاء (IBD) وداء السكري.
ما هي أعراض فقدان الشعر؟
- عادةً ما نفقد ما يقرب من 50 إلى 100 شعرة من فروة الرأس كل يوم، فإذا كان أكثر من ذلك يتساقط من فروة الرأس، فقد يؤدي ذلك لتواجد كميات كبيرة بشكل غير عادي من الشعر في الفرشاة وعلى الملابس والأحواض.
- قد تلاحظ أيضًا أن الشعر أصبح أرق بشكل عام، أو أن خط الشعر قد تغير، أو ظهور بقعة صلعاء، وفي حالة حدوث سقوط الشعر نتيجة سقوط الشعر الكربي أو الآثار الجانبية للأدوية، فعادةً ما يكون الشعر المتساقط في جميع أنحاء الرأس.
- بينما يحدث سقوط الشعر في حالات عدوى السعفة وداء الثعلبة في بقع صغيرة، كما يمكن أن تسبب عدوى السعفة أعراضًا إضافية، مثل تقشر فروة الرأس أو مناطق الشعر المكسور التي تبدو مثل النقاط السوداء.
- أما في حالة الصلع الذكوري، يبدأ خط الشعر عادةً في الانحسار عند الصدغين أولاً، يليه ترقق في الجزء العلوي من الرأس، ثم تدريجيًا تصبح منطقة التاج صلعاء تمامًا تاركة جزءًا من الشعر حول مؤخرة وجوانب الرأس.
متى يجب الذهاب للطبيب؟
من الأفضل استشارة طبيب خاص في حالة تساقط شعر غير المبرر؛ ليتمكن من تحديد السبب الأساسي وأفضل مسار للعلاج. وتأكد من ذكر أي أعراض غير معتادة لاحظتها في فترة فقدان الشعر، بالإضافة لأي معلومات يمكن تقديمها حول سرعة حدوث تساقط الشعر، إلى جانب أي تاريخ عائلي للصلع، سيكون مفيد أيضًا.
كيفية تشخيص تساقط الشعر
سيشخص الطبيب سبب سقوط الشعر بناءًا على التاريخ الطبي لك، بالإضافة للأدوية التي تتناولها وحالتك الغذائية وعادات تصفيف الشعر والفحص البدني.
وفي حالة الاشتباه في وجود عدوى فطرية في فروة الرأس، فقد يأخذ عينة من الشعر لفحصها في المختبر، كما أنه من المحتمل وجود الحاجة إلى اختبارات الدم، خاصةً في حالة الاشتباه بمرض طبي، مثل الذئبة أو مشكلة في الغدة الدرقية أو نقص الحديد أو عدم توازن الهرمونات الجنسية.
كيفية الوقاية من تساقط الشعر
هناك بعض الأشياء التي يمكن القيام بها للتقليل من فقدان الشعر، وتشمل:
- الحفاظ على تسريحات الشعر فضفاضة، والابتعاد عن تصفيف الشعر بشكل منتظم على شكل ضفائر أو ذيل حصان؛ حتى لا يتم الضغط كثيرًا على الشعر.
- تجنب شد الشعر أو لفه أو فركه قدر الإمكان.
- تجفيف الشعر بالتربيت عليه بعد الغسيل، وذلك باستخدام منشفة لتجفيف الشعر برفق.
- تناول نظام غذائي متوازن غني بالعناصر الغذائية، مع دمج الكثير من الحديد والبروتين في الوجبات الخفيفة والرئيسية.
وتعد منتجات وأدوات تصفيف الشعر من الأسباب الشائعة لفقدان الشعر، وتشمل المنتجات أو الأدوات التي يمكن أن تؤثر على الشعر ما يلي:
- مجففات الشعر.
- فرشاة فرد الشعر.
- منعمات الشعر.
- منتجات تلوين الشعر.
ولذلك في حالة تصفيف الشعر بأدوات ساخنة، يجب فعل ذلك فقط عندما يكون الشعر جافًا مع استخدام أقل إعدادات ممكنة.
وفي حالة المعاناة من تساقط الشعر حاليًا، فاستخدام شامبو أطفال لطيف لغسل الشعر كل يومين أو أقل يساعد الشعر كثيرًا في الحماية من عملية التساقط، ولكن يجب التأكد من عدم امتلاك شعر دهني للغاية.
هل يمكن إيقاف تساقط الشعر؟
عادةً لا يتطلب سقوط الشعر الناتج عن تساقط الشعر الكربي أو الآثار الجانبية للأدوية أي علاج بخلاف التوقف عن الدواء الذي يسبب المشكلة. بالإضافة إلى أن الحد من الصدمات أو التعرض للمواد الكيميائية، مثل استخدام مجفف الشعر أو مكواة فرد الشعر، قد يؤدي إلى الحد من تساقط الشعر أو إيقافه.
أما بالنسبة لتساقط الشعر الناتج من سوء التغذية أو المرض الطبي، فيتوقف عند اتباع نظام غذائي صحي وعلاج الحالة الطبية المسببة لسقوط الشعر، وقد يتطلب علاج عدوى فروة الرأس الفطرية من 6 إلى 12 أسبوعًا من الأدوية عن طريق الفم، مثل تيربينافين أو إيتراكونازول، وذلك مع أو بدون شامبو نيزورال.
ويمكنك معرفة المزيد من التفاصيل عن أفضل مسارات العلاج المتاحة لفقدان الشعر ومدة استخدام كل علاج من خلال قراءة مقالنا عن أهم طرق العلاج الفعالة لمنع تساقط الشعر.