لا شك أن وقت الدورة الشهرية قد يكون من أصعب الأوقات على عدد كبير من النساء، فالتغيرات الهرمونية والنفسية التي تحدث في تلك الفترة قد تؤثر عليكِ بشكل كبير، وحتى نساعدكم لفهم هذه التغيرات، تابعوا معنا المقال التالي لتتعرفوا على كيفية تأثير الدورة الشهرية على نفسية المرأة والتغيرات الهرمونية التي تحدث خلال هذه الفترة ونصائج لكل امرأة لمعرفة كيفية التعامل مع هذه التغيرات.
تأثير الدورة الشهرية على نفسية المرأة
يمكن تقسيم التأثيرات التي تحدث للمرأة أثناء فترة الدورة الشهرية في الإطار الزمني التالي:
1- فترة PMS
تحدث فترة PMS أو ما يٌعرف علمياً بإسم متلازمة ما قبل الحيض قبل الدورة الشهرية عادة بأسبوع، وخلال هذه الفترة تنخفض مستويات الإستروجين والتستوستيرون والبرجسترون بشكل كبير، وهذا الانخفاض يؤثر عليكِ بالشكل التالي:
- تُصبحين سريعة الغضب، وقد تزعجكِ أصغر التفاصيل.
- قد تواجهين صعوبة في النوم.
- قد تعانين من تقلبات مزاجية حادة.
2- موعد الدورة الشهرية
بداية من اليوم الأول لنزول الدورة الشهرية ولمدة 7 أيام على الأقل، تنخفض مستويات الإستروجين في جسمك للغاية، وقد يؤثر هذا عليكِ بالشكل التالي:
- انخفاض الطاقة بشكل ملحوظ.
- الشعور بالألم والتقلصات خلال أول يومين.
- الشعور بالتعب.
- الشعور بالثقل في الثديين.
ومع مرور الأيام الأولى للدورة الشهرية، ترتفع مستويات الإستروجين مرة أخرى، وتشعرين في هذا الوقت بالتركيز، وتقل المشاعر السلبية.
3- ما بعد الدورة الشهرية
قد تنتهي الدورة الشهرية بعد 7 أو 8 أيام من بدايتها، ولكن ما زالت دورة الطمث مستمرة لحين موعد الدورة القادم، وبعد الدورة الشهرية تستمر مستويات الإستروجين والبروجسترون في الارتفاع، وتظهر تأثيرات هذه الزيادة بالشكل التالي:
- زيادة مستويات الطاقة لديكِ بشكل ملحوظ.
- زيادة الرغبة الجنسية.
- زيادة الهرمونات قد يتسبب في التوتر، لذا يُنصح بالابتعاد عن أي مؤثرات سلبية خلال هذه الفترة.
بعد مرور أسبوع أو أكثر بعد الدورة الشهرية، تبدأ مستويات الهرمونات في العودة لوضعها الطبيعي والمتوازن، وتكون الأمور أكثر هدوءاً في تلك الفترة، وعادة ما يكون هذا موعد عملية التبويض، وتزداد فرص حدوث الحمل في هذه الفترة.
التغيرات الهرمونية اثناء الدورة الشهرية
بعد معرفة تأثير الدورة الشهرية على نفسية المرأة يجب معرفة أن التغيرات الهرمونية تبدأ وقت الدورة الشهرية بالغدد الصماء، حيث تقوم هذه الغدد بإنتاج الهرمونات التي تحدد موعد نزول الدورة الشهرية، ومدى تدفق دم الحيض، والتغيرات التي تحدث للأعضاء التناسلية لدى المرأة.
وتتضمن تلك الهرمونات ما يلي:
- الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية أو هرمون GnRH
- الهرمون المنشط أو المنبه للجريب أو هرمون FSH
- الهرمون المنشط للجسم الأصفر أو هرمون LH
- البروجسترون.
- التستوستيرون.
- البروجسترون.
وأثناء دورة الحيض، تقوم الغدة النخامية بإفراز هرمون GnRH، مما يحفز بدوره إنتاج هرمونات FSH و LH، ويقوم المبيضان بإنتاج هرمونات الإستروجين والبروجسترون، بالإضافة لهرمون التستوستيرون بعد تحفيز الغدة النخامية لإفراز الهرمونات الأخرى.
بعد ذلك تبدأ هذه الهرمونات بالعمل سوياً، وفي حالة عمل هذه الهرمونات بتناغم وبشكل طبيعي، تحدث الدورة الشهرية أو دورة الحيض بشكل طبيعي ومنتظم، لكن في حالة وجود أي خلل بهم، قد يتسبب هذا في تعرض المرأة لبعض اضطرابات الدورة الشهرية.
الحالة النفسية للمرأة أثناء الدورة الشهرية
تتعرض المرأة لبعض التغيرات النفسية والتغيرات الفسيولوجية أثناء الدورة الشهرية وقبلها، وتؤثر هذه التقلبات على الحالة النفسية للمراة بشكل كبيرة، فأحياناً ترغب المرأة بالبكاء وأحياناً تتحسن النفسية بشكل إيجابي، فتقلبات الهرمونات في هذه الفترة تجعل المرأة تتعرض لدوامة من المشاعر المختلفة، التي أحياناً يجد البعض صعوبة في نفسها، ونوضح لكم تالياً مجموعة من أبرز الأعراض النفسية التي قد تختبرها المرأة في فترة الدورة.
أعراض الدورة الشهرية النفسية
- تغيرات مفاجئة ولا يمكن تفسيرها في المزاج.
- الشعور بالحزن بدون وجود سبب.
- الغضب وسرعة التهيج من أبسط الأمور.
- الشعور بالتوتر والقلق.
- الرغبة في البكاء.
- مواجهة صعوبة في التركيز.
- عدم وجود طاقة لتنفيذ أبسط المهام اليومية المعتادة.
- قلة النوم أو أحياناً النوم لأوقات طويلة على غير المعتاد.
ويجب هنا التذكير أن التعرض لهذه التغيرات هو أمر طبيعي ويجب تقبله والتعامل معه، ولا يجب عليكِ القلق أو الخوف من أي شئ، فهي أعراض مؤقتة، تختفي من تلقاء نفسها عادة بعد عدة أيام.
هل التوتر يؤخر الدورة الشهرية؟
نعم، فالتعرض للضغط وخاصة حالة شديدة من التوتر لمدة طويلة يمكن أن يتسبب في تأخر الدورة الشهرية عن موعدها، حيث يمكن أن يتسبب التوتر في التأثير على توازن الهرمونات، مما يؤثر بدوره على عملية التبويض والدورة الشهرية.
وقد يتسبب التوتر في تأخر الدورة لعدة مرات، وفي بعض الحالات قد يتسبب في توقفها بالكامل، لذا في حالة التعرض لهذا، ننصح بزيارة الطبيب واستشارته لمعرفة أفضل طريقة لحل هذه المشكلة، لمنع أي آثار جانبية أخرى.
كيفية التعامل مع تغيرات الدورة الشهرية
كما ذكرنا سابقاً، عادة ما تختفي تغيرات الدورة الشهرية سواء النفسية أو الهرمونية من تلقاء نفسها، وعلى الرغم من هذا توجد بعض الطرق والنصائح التي يمكن أن تساعدكِ في التعامل مع تلك تأثير الدورة الشهرية على نفسية المرأة بهدوء، نذكر منها ما يلي:
- يمكنكِ تعقب دورة الطمث الخاصة بك والأعراض والتغيرات النفسية التي تتعرضين لها كل شهر، حتى تحددي الطبيعي والمعتاد وتلاحظي أي تغيرات أخرى قد تحدث أو تستدعي استشارة الطبيب.
- يمكن تجربة وسائل منع الحمل الهرمونية لتخفيف تقلبات المزاج أو الشعور بالتعب، ولكن ننصح باستشارة طبيبك أولاً قبل استخدامها.
- الاعتماد على الطرق الطبيعية مثل الأطعمة والمشروبات المفيدة للدورة والأعشاب.
- عمل بعض التغييرات في الروتين المعتاد مثل إضافة بعض التمارين الرياضية وتناول أطعمة صحية والنوم بشكل كافي.
- في حالة عدم نجاح أياً من الطرق الطبيعية المعتادة، يمكن اللجوء لمضادات الاكتئاب لتخفيف التغيرات النفسية التي تحدث أثناء الدورة الشهرية، ولكن لا يجب تناول هذه الأدوية بدون إذن الطبيب لمنع الإصابة بأي أعراض جانبية ومشاكل صحية أخرى.