متلازمة ما قبل الحيض واحدة من الأمراض التي تتنوع أعراضها مثل تقلب المزاج، ولين الصدر، وتناول الطعام بكثرة، والارهاق، والاكتئاب.
وقد ثبت أن حوالي ثلاث سيدات من كل أربع سيدات قد مررن ببعض أعراض متلازمة ما قبل الحيض قبل نزول دم الحيض. وتحدث الأعراض بصورة متوقعة، إلا أن التغيرات الجسدية والنفسية التي تتم الإصابة بها عند التعرض لمتلازمة ما قبل الحيض، قد تتنوع من أعراض يمكن ملاحظتها بصعوبة إلى أعراض شديدة الحدة.
أعراض متلازمة ما قبل الحيض
هناك الكثير والكثير من الأعراض لمتلازمة ما قبل الحيض، ولكن أغلب النساء يتعرضن للقليل من الأعراض.
الأعراض العاطفية والسلوكية
- التوتر والقلق.
- الشعور بالاكتئاب.
- نوبات البكاء.
- تقلب المزاج والغضب.
- الأرق.
- الخمول الاجتماعي.
- ضعف التركيز.
- تغيرات الشهية والإفراط في تناول الطعام.
- تغير في الرغبة الجنسية.
الأعراض الجسدية
- ألم العضلات والمفاصل.
- الصداع.
- الإرهاق.
- زيادة الوزن بسبب السوائل.
- انتفاخ البطن.
- لين الصدر.
- الإمساك أو الإسهال.
- ظهور حب الشباب.
وفي بعض الحالات، قد يكون الألم الجسدي والضغط العاطفي حاد بالدرجة الكافية ليؤثر على الحياة اليومية. ومهما كانت حدة الأعراض، تتخلص أغلب النساء من هذه الأعراض خلال أربع أيام من بداية الحيض.
ويوجد عدد صغير من النساء يعانين كل شهر من بعض الأعراض التي تجعلهم عاجزين عن أداء وظائفهم، وتسمى المتلازمة في هذه الحالة بإسم متلازمة ما قبل الحيض المزعجة.
وتتسبب متلازمة ما قبل الحيض المزعجة في حدوث بعض الأعراض منها الاكتئاب، وتقلب المزاج، والغضب، والقلق، وصعوبة التركيز، والعصبية، والتوتر.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا كنتِ لا تستطيعين التعامل مع متلازمة ما قبل الحيض، وكانت هذه المتلازمة تؤثر على أسلوب حياتك وصحتك، وأنشطتك اليومية، يجب عليك حينها زيارة الطبيب.
أسباب متلازمة ما قبل الحيض
لا توجد أسباب محددة لحدوث متلازمة ما قبل الحيض، ولكن هناك عدة عوامل قد تؤثر في هذه المتلازمة ومنها:
التغيرات الهرمونية
تقلبات السيروتونين، وهو ناقل كميائي داخل المخ، والذي يعتقد أنه يلعب دور في الحالة المزاجية، يمكن أن ينتج عنها تحفيز الأعراض، فقد يتسبب نقص هذا الهرمون في حدوث متلازمة ما قبل الحيض، وكذلك يسبب حدوث الارهاق، والإفراط في تناول الطعام، ومشاكل النوم.
الاكتئاب
تعاني النساء اللاتي يعانين من أعراض حادة لمتلازمة ما قبل الحيض من الاكتئاب، على الرغم أن الاكتئاب بمفرده لا يُسبب جميع أعراض متلازمة ما قبل الحيض.
تشخيص متلازمة ما قبل الحيض
إن لم تظهر أياً من الأعراض المميزة أو لم تكن نتيجة أياً من الاختبارات إيجابية، فسيقوم الطبيب بالبحث عن عرض محدد لأعراض متلازمة ما قبل الحيض.
ولكي يتأكد الطبيب من وجود المتلازمة، فربما يطلب منك الطبيب تسجيل الأعراض في مفكرة على الأقل لمدة دورتي حيض، وأن تقومي بتسجيل اليوم التي ستبدأ فيه الأعراض، وكذلك اليوم الذي ستنتهي به، والأيام التي ستبدأ وتنتهي بها أيام الحيض.
وهناك بعض الحالات التي قد تحاكي وتماثل أعراض متلازمة ما قبل الحيض ومنها متلازمة التعب المزمن، أمراض الغدة الدرقية، ومشكلات تقلب المزاج. وربما يطلب منكِ الطبيب القيام ببعض اختبارات الغدة الدرقية، أو اختبارات للكشف عن تقلب المزاج، حيث تساعد هذه الاختبارات على الحصول على تشخيص دقيق.
علاج متلازمة ما قبل الحيض
بالنسبة للكثير من النساء، قد يكون تغيير نمط الحياة هو الحل لتخفيف الأعراض، ولكن اعتماداً على حدة تلك الأعراض، سيقوم الطبيب بوصف دواء أو أكثر لعلاج تلك المتلازمة. ويختلف نجاح تلك الأدوية المستخدمة لتخفيف الأعراض بين النساء، ومن الأدوية المستخدمة:
مضادات الاكتئاب
وتتضمن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، والتي تتضمن فلوكسيتين، باروكسيتين، سيرترالين، وبعض الأدوية الأخرى، والتي أثبتت فاعليتها في تقليل تقلبات المزاج.
وتُعتبر مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية هي خط العلاج الأول لعلاج متلازمة ما قبل الحيض الحادة، وكذلك متلازمة ما قبل الحيض المزعجة، ويتم تناول هذه الأدوية بصورة يومية، ولكن بالنسبة لبعض النساء، قد يتم اقتصار استخدام الأدوية على الأسبوعين السابقين لبداية الطمث.
دواء لاستيرويدي مضاد للالتهاب
يتم تناول الدواء اللاستيرويدي مضاد للالتهاب قبل أو مع بداية الطمث، ومن هذه الأدوية إيبوبورفين، نابروكسين، والذي يستطيع تخفيف ألم الصدر.
مدر البول
عندما لا يكون تقليل الملح وممارسة الرياضة كافياً، فإن تناول مدر البول يساعد الجسم على التخلص من السوائل الزائدة عن طريق الكليتين، ويُعتبر السبيرونولاكتون من مدرات البول، حيث يساعد على تخفيف بعض أعراض متلازمة ما قبل الحيض.
مانعات الحمل الهرمونية
تساعد هذه الأدوية على وقف عملية التبويض، وبالتالي قد تساعد في تخفيف أعراض المتلازمة.
أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلية
بإمكانك التحكم في أعراض متلازمة ما قبل الحيض أو تقليلها أحياناً، وذلك عن طريق تغيير طرق تناول الطعام، ممارسة التمارين، وبإمكانك تجربة هذه الخطوات:
تحسين نظامك الغذائي
- تناولي كميات أصغر من الطعم على فترات، وذلك لتجنب الشعور بالتخمة والانتفاخ.
- قومي بتقليل الملح الموجود بالطعام، لتقليل الانتفاخ، وتخزين السوائل داخل الجسم.
- قومي بتناول الطعام الذي يحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات المعقدة، مثل الفواكه والخضروات، والحبوب الكاملة.
- قومي بتناول الأطعمة الغنية بـ الكالسيوم، وإن كنت تعانين من حساسية اللبن، بإمكانك تناول مكملات الكالسيوم.
- تجنبي الكافيين والكحول.
قومي بممارسة الرياضة بصورة دورية
ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة سواء كان من خلال المشي السريع، أو ركوب العجل، أو السباحة، أو أياً من الألعاب الهوائية، فقد يساعد ذلك في تحسين صحة الجسم ككل، كما وقد يساعد في تحسين بعض الأعراض المحددة، مثل الارهاق الشديد والاكتئاب.
تقليل التوتر
- احصلي على قدر كافي من النوم.
- قومي بممارسة بعض الأشياء التي قد تساعد على الاسترخاء مثل تمارين التنفس بعمق، والتي تساعد على تقليل الصداع، والتوتر، والأرق.
- قومي بتجربة اليوجا أو التدليك، وذلك للاسترخاء وتخفيف الضغط.
قومي بتسجيل أعراضك لأشهر قليلة
قومي بوضع سجل يساعدك على التعرف على الأعراض، فقد يساعدك هذا في التوصل لطرق قد تساعدك في تخفيف هه الأعراض.
الأدوية البديلة
تُستخدم بعض الطرق البديلة لتخفيف الأعراض، ومن هذه الطرق المعروفة والناجحة:
مكملات الفيتامين
لقد تم الابلاغ أن استخدام مكملات الكالسيوم، والمغنسيوم، وفيتامين E، وفيتامين B-6، تساعد في تخفيف الأعراض، إلا أن هذه الأدلة محدودة، وتحتاج لمزيد من الإثباتات.
الأعشاب
لقد أبلغت بعض السيدات عن دور الأعشاب في تخفيف الأعراض، ومن هذه الأعشاب الجينكا، الجنزبيل، ولكن القليل من الأبحاث العلمية فقط قد أثبتت فعالية الأعشاب في تخفيف أعراض متلازمة ما قبل الحيض.
واستخدام الأعشاب ليست من الأشياء المسجلة في منظمة الغذاء والصحة، لذلك لا يوجد دليل على أنها آمنة للاستخدام، ولا يوجد دليل على مدى فاعليتها. لذا لا تقومي بتناول أي منها إلا بعد استشارة الطبيب، فقد يتداخل تأثيرها مع تأثير أدوية أخرى تتناولينها مثل حبوب منع الحمل.
الوخز بالأبر
قد تشعر بعض النساء بالراحة بعد استخدام الوخز بالأبر، حيث يقوم الأخصائي بوخز الجلد في نقاط محددة بالجسم باستخدام إبرة خاصة، وذلك ليساعد على تخفيف أعراض متلازمة ما قبل الحيض.
الاستعداد لموعد الطبيب
عادة ما سيتم التوجه للطبيب المختص في علاج أمراض النساء، وإليك بعض النصائح التي قد تساعدك في الاستعداد للموعد.
ما يمكنك عمله
- كوني على علم بأي إرشادات يجب الالتزام بها قبل الذهاب لموعد الطبيب.
- قومي بكتابة الأعراض، ومتى بدأت الأعراض بالظهور؟ واكتبي الأعراض التي قد لا ترتبط بالمرض.
- قومي بكتابة الأدوية التي تتناولينها والمكملات والفيتامينات، والجرعات الخاصة بكلاً منها.
- قومي بكتابة الأسئلة التي ستحتاجي سؤال الطبيب عنها.
أسئلة ستسألينها للطبيب
- هل هناك أي شيء قد يخفف من أعراض متلازمة ما قبل الحيض؟
- هل ستختفي أعراض المتلازمة من تلقاء نفسها؟
- هل يمكن لهذه الأعراض التي أشعر بها أن ترتبط بحالة أخطر من هذه؟
- هل هناك علاج تنصح به؟ وما هي العلاجات المتاحة؟
- هل هناك بدائل للعلاج المقترح؟
- هل هناك أية أوراق مطبوعة بإمكاني أخذها؟ وهل هناك موقع طبي تنصحني بزيارته؟
وإن شعرت بأنك بحاجة لسؤال الطبيب عن أية أسئلة أخرى، لا تترددي.
ما تتوقعينه من الطبيب
عادة ما سيقوم الطبيب بتوجيه مجموعة من الأسئلة إليك، ومن بينها:
- ما مدى حدة الأعراض التي تشعرين بها؟
- في أي يوم من أيام الحيض تصل الأعراض إلى ذروتها؟
- هل تستطيعين معرفة الوقت الذي ستبدأ فيه الأعراض بالظهور؟
- هل تؤثر الأعراض على نشاطك اليومي؟
- هل هناك شيء قمت بفعله وساعد في تحسين الإصابة؟ وهل هناك شيء زاد من سوء الأعراض؟
- هل شعرت بالإحباط أو الاكتئاب مؤخراً؟
- هل هناك أحد من أفراد عائلتك أو أقاربك يعاني من الاضطراب النفسي؟
- ما طرق العلاج المستخدمة حتى الآن وما مدى فاعليتها؟