مرض باركنسون هو مرض عصبي يؤثر على الحركة، حيث تبدأ الأعراض تدريجياً، وعادة ما يبدأ برعشة خفيفة في يد واحدة وبالكاد يمكن ملاحظتها. وحدوث الرعشة من الأشياء الشائعة عند الإصابة بمرض باركنسون، ولكن قد يتسبب المرض في حدوث بطء للحركة أو تصلب العضلات.
وفي المراحل المبكرة للمرض، ربما تظهر بعض التعبيرات على الوجه أو قد لا تظهر أي منها، وربما لن تتأرجح يديك أثناء الحركة، وربما يصبح كلامك غير واضح وضعيف، وتزداد الأعراض سوءاً مع مرور الوقت وتقدم المرض.
أعراض مرض باركنسون
تختلف أعراض مرض باركنسون من شخص لآخر، فقد تكون الأعراض الأولية للمرض خفيفة ولا يمكن ملاحظتها، وعادة ما تبدأ الأعراض على جانب واحد فقط، وعادة ما تشتد الأعراض على هذا الجانب حتى بعد ظهور الأعراض على كلا الجانبين. وقد تظهر أعراض مرض باركنسون على شكل:
- رعشة في أحد الأطراف، وعادة ما تكون في اليد أو الأصابع، ربما تقوم بفرك إبهامك وسبابتك، حيث يُعتبر الأمر علاجاً لحدوث الرعشة، ولكن ربما تعود يديك للارتعاش مرة أخرى عندما تتوقف.
- الحركة البطيئة، فمع مرور الوقت قد يقوم مرض باركنسون بإبطاء حركتك، فيصبح القيام بالمهام البسيطة أمراً صعباً، وربما تصبح خطواتك أقصر عند المشي، وربما يصبح النهوض من السرير أمراً صعباً، وربما تقوم بجر قدميك عند محاولتك للمشي.
- تصلب العضلات ، الذي قد يحدث بأي مكان في الجسم، وقد يكون تصلب العضلات أمراً مؤلماً، كما أنه يقلل من قدرتك على الحركة.
- ضعف وضع الجسم وتوازنه، فربما يتغير وضع الجسم عند الإصابة بالمرض، وربما تعاني من بعض المشكلات في التوازن.
- فقدان القدرة على الحركة، فربما تقل قدرتك على الحركة الطبيعية والغير واعية مثل الرمش، وتأرجح اليدين أثناء المشي.
- تغيرات في القدرة على الكلام، فتضعف قدرة الشخص على الكلام، كما يصبح الكلام غير واضح، فقد يتغير صوتك ولا تستطيع التحدث بالطريقة المعتادة.
- تغير في الكتابة، فقد تفقد القدرة على الكتابة، أو قد تصبح كتاباتك أصغر حجماً مما اعتدت عليه.
متى يجب رؤية الطبيب؟
يجب عليك رؤية الطبيب في حالة ظهور أي أعراض من أعراض المرض، وعندما تذهب للطبيب لن يكون الأمر بهدف تشخيص المرض فقط، بل للتحكم في الأسباب الأخرى لظهور الأعراض.
مضاعفات مرض باركنسون
عادة ما يكون مرض باركنسون مصحوباً بهذه المشكلات، والتي يمكن علاجها، ومن هذه المشكلات:
مشكلات التفكير
ربما تعاني من الخرف ومشكلات التفكير، ولكن عادة ما تظهر هذه الأعراض في المراحل المتأخرة من المرض، وعادة لا تستجب هذه المشكلات للعلاج.
الاكتئاب والتغيرات العاطفية
ربما تصاب بـ الاكتئاب في المراحل الأولية من المرض، وربما تساعد مضادات الاكتئاب على التعامل مع التغيرات والتحديات الأخرى الناتجة عن الإصابة بالمرض. وقد تتعرض لبعض التغيرات العاطفية الأخرى مثل الخوف، والتوتر والقلق، وفقدان الحافز، لذا قد ينصح الأطباء بتناول بعض الأدوية التي تساعد على التخلص من هذه الأعرض.
صعوبات البلع
ربما تتعرض لبعض مشكلات البلع مع تقدم المرض، حيث يتجمع اللعاب داخل الفم، نتيجة للبلع البطيء، وبالتالي قد يتسبب هذا في حدوث سيلان اللعاب خارج الفم.
مشكلات المضغ والأكل
تؤثر المراحل المتأخرة من مرض باركنسون على عضلات الفم، وبالتالي حدوث مشكلة في القدرة على المضغ، وقد يتسبب هذا في حدوث الاختناق بالطعام ومشكلات سوء التغذية.
مشكلات واضطرابات النوم
عادة ما يعاني المصابون بمرض باركنسون من مشكلات النوم ومنها الأرق أثناء الليل، والاستيقاظ مبكراً، والنوم أثناء اليوم. وربما يتعرض البعض الآخر للإصابة بمرض نوم حركة العين السريعة، فقد تتصرف بناء على ما يحدث في أحلامك، وقد تساعد الأدوية في علاج مشكلات النوم.
مشكلات المثانة
قد يتسبب مرض باركنسون في حدوث مشكلات للمثانة، مثل عدم القدرة على التحكم في عملية التبول، أو صعوبات التبول.
الإمساك
يصاب العديد من المصابين بمرض باركنسون بـ الإمساك، نتيجة لبطء عملية الهضم. وربما تتعرض أيضاً للتالي:
- تغيرات ضغط الدم، فربما تشعر بالدوخة عند الوقوف، نتيجة للهبوط المباشر في ضغط الدم (انخفاض ضغط الدم الانتصابي).
- مشكلات الشم، فقد تتعرض لبعض مشكلات الشم، وقد تجد صعوبة في التعرف على بعض الروائح، أو قد تقوم بالخلط بين عدد من الروائح.
- الإرهاق، حيث يفقد المصابون بمرض باركنسون الطاقة ويصابون بالإرهاق، خاصة آخر اليوم، والسبب دائماً غير معروف.
- الألم، فيشعر بعض المصابين بهذا المرض بالألم، سواء في مناطق محددة في الجسم أو في أنحاء الجسم كله.
- الضعف الجنسي، فيعاني بعض المصابين بمرض باركنسون من الضعف الجنسي، وفقدان الرغبة الجنسية.
أسباب مرض باركنسون
عند الإصابة بمرض باركنسون، تتلف بعض الخلايا العصبية في المخ تدريجياً أو تموت، وتظهر أغلب الأعراض نتيجة لموت بعض الخلايا العصبية التي تقوم بإنتاج الدوبامين، وعند انخفاض معدل الدوبامين، تحدث بعض التغيرات الغير طبيعية في أنشطة المخ، مما يتسبب في ظهور أعراض مرض باركنسون. والسبب في حدوث مرض باركنسون غير معروف، ولكن العديد من العوامل قد تلعب دوراص في الإصابة به ومنها:
الجينات
لقد استطاع الباحثون التعرف على خلل جيني محدد، والذي قد يتسبب في حدوث الإصابة بمرض باركنسون، ولكنه أمر غير شائع باستثناء بعض الحالات النادرة، والتي يكون فيها عدد كبير من العائلة مصاباً بهذا المرض. والتنوع في جين محدد قد يتسبب في زيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون، ولكن هناك صلة محددة بين العلامات الجينية وبين مرض باركنسون.
العوامل البيئية
التعرض لبعض السموم أو العوامل البيئية، ربما يزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون في وقت لاحق، ولكن الصلة بين العوامل البيئية وخطر الإصابة بمرض باركنسون صغيرة. وقد لاحظ الباحثون أن بعض التغيرات تحدث داخل مخ الأشخاص المصابون بمرض باركنسون، على الرغم من عدم وضوح سبب حدوث هذه التغيرات، ومن هذه التغيرات:
وجود أجسام ليوي
وجود بعض المواد داخل خلايا المخ تُعتبر إشارة لوجود مرض باركنسون، وهذه المواد تسمى جسيمات ليوي، ويعتقد الباحثون أن لهذه الأجسام دوراً مهماً في الإصابة بمرض باركنسون.
ألفا ساينوكلين الموجود بأجسام ليوي
على الرغم من تواجد العديد من المواد داخل أجسام ليوي، إلا أن العلماء يعتقدون بتواجد بروتين ألفا ساينوكلين بصورة طبيعية ومنتشرة، وقد وجد بشكل مختلط داخل أجسام ليوي، كما أنه لا يمكن هدمه، لذا أصبح مصدر اهتمام الباحثين في مرض باركنسون.
عوامل خطر مرض باركنسون
قد يزيد خطر الإصابة بمرض باركنسون نتيجة لعدد من العوامل منها:
- السن، فنادراً ما يصاب الشباب بهذا المرض، ويحدث في المراحل المتأخرة من العمر، ويزيد خطر الإصابة مع تقدم السن، وعادة ما يتطور المرض بحلول سن ال 60 أو أكبر.
- الوراثة، فعند وجود أحد الأقارب المصابين بهذا المرض، تزيد فرصة إصابتك به، ولكن تظل فرصة الإصابة صغيرة إلا في حالة وجود عدد كبير من الأقارب مصاب بالمرض.
- الجنس، فالرجال أكثر عرضة للإصابة بالمرض أكثر من النساء.
- التعرض للسموم، فالتعرض المستمر للأعشاب الضارة، والمبيدات الحشرية ربما يزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون.
الوقاية من مرض باركنسون
لأن أسباب مرض باركنسون غير معروفة، تبقى طرق الوقاية لغزاً، قد أظهرت بعض الأبحاث أن ممارسة الرياضة الهوائية تقلل من الإصابة بمرض باركنسون.
كما أثبت بعض الأبحاث الأخرى أن تناول المشروبات التي تحتوي على كافيين، تجعلهم أقل عرضة للإصابة بمرض باركنسون من الذين لا يتناولونه، ولكن لا يزال الأمر غير مؤكد إن كان فعلاً للكافيين دوره في الحماية من مرض باركنسون، أو هل له ارتباط بصورة أخرى بأي صورة أخرى,.
وليست هناك دلائل كافية على أن شرب المواد التي تحتوي على الكافيين تحمي من الإصابة بالمرض، كما يرتبط أيضاً الشاي الأخضر بالتقليل من خطر الإصابة بمرض باركنسون.
تشخيص مرض باركنسون
لا يوجد اختبارات محددة لتشخيص مرض باركنسون، حيث يقوم طبيب الأعصاب بتشخيص المرض اعتماداً على تاريخك المرضي، فبمجرد الإطلاع على الأعراض، والقيام بفحص عصبي وجسدي، قد يقترح الطبيب القيام بالتصوير المقطعي أحادي الفوتون، والذي يسمى فحص ناقل الدوبامين، وعلى الرغم من أن هذا الاختبار قد يساعد في الكشف عن المرض، إلا أن الأعراض والفحص العصبي، هما المسئولان عن تشخيص المرض، ولا يكون إجراء فحص ناقة الدوبامين أمراً ضرورياً.
وربما يقوم الطبيب بطلب بعض الفحوصات المعملية مثل فحص الدم، لمعرفة بعض الحالات الأخرى التي قد تُسبب المرض، فحوصات التصوير مثل الرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية، والتصوير بالموجات فوق الصوتية على المخ، وكلها فحوصات قد تساعد في التعرف على بعض الأمرض الأخرى، ولكن لا تُعتبر هذه الفحوصات مفيدة جداً في تشخيص المرض.
وبالإضافة للفحص، قد يقوم الطبيب بإعطائك دواء الكاربيدوبا والليفودوبا، حيث يعطيك الطبيب جرعة مناسبة لتكون فعالة في علاج المرض، حيث أن تناول جرعة أو اثنتين باليوم لا يمكن الإكتفاء بها. وتحسن الأعراض مع تناول الدواء، سيؤكد إصابتك بالمرض. وأحياناً قد يستغرق الأمر بعض الوقت لتشخيص مرض باركنسون، وربما ينصح الطبيب زيارة طبيب الأعصاب المختص في علاج أمراض الحركة.
علاج مرض باركنسون
لا يمكن علاج مرض باركنسون، لكن يمكن التحكم في الأعراض، ولكن في بعض الحالات قد تكون الجراحة إحدى طرق العلاج. وربما ينصح الطبيب بتغيير نمط الحياة، فقد ينصح بممارسة الألعاب الهوائية في بعض الحالات، أو الخضوع للعلاج الفيزيائي، والذي يركز على تحقيق التوازن والتمدد الذي يُعتبر أمراً مهماً، وقد ينصح بالذهاب لأخصائي يساعدك على تحسين قدرتك على الكلام.
الأدوية
قد تساعدك الأدوية في التحكم في مشكلات المشي والحركة والرعشة، حيث تزيد هذه الأدوية من مستويات الدوبامين، حيث يعاني المصابون بمرض باركنسون من نقص مستويات الدوبامين في المخ، ولكن لا يمكن تناول الدوبامين بصورة مباشرة، لأنه لا يستطيع أن يدخل المخ.
وربما تظهر بعض علامات التحسن بعد البدء بتناول علاج مرض باركنسون، ومع مرور الوقت قد يقل تأثير الأدوية أو يتلاشى، ولكن يمكنك التحكم في الأعراض بشكل جيد. ومن الأدوية التي قد يصفها الطبيب:
دواء الكاربيدوبا والليفودوبا
يُعتبر الليفودوبا واحد من أكثر الأدوية تأثيراً في علاج مرض باركنسون، وهو واحد من المواد الكيماوية الطبيعية، التي تستطيع الدخول إلى المخ ثم تتحول إلى دوبامين. ويتم عمل مزيج من الكاربيدوبا والليفودوبا، حيث يمنع الكاربيدوبا تحول الليفودوبا إلى دوبامين خارج المخ، وبالتالي يقلل من الأعراض الجانبية مثل الغثيان، ومن الأعراض التي قد تحدث أيضاً الإصابة بانخفاض ضغط الدم اللانتصابي.
وبمرور عدد من السنوات، ومع تقدم المرض، قد يصبح تأثير الليفودوبا أقل ثباتاً، وقد تشعر بالحركة اللاإرادية بعد تناول جرعات عالية منه، لذا قد يقوم الطبيب بتقليل الجرعة، أو تنظيمها لتتناسب مع الأعراض.
محفزات الدوبامين
على عكس الليفودوبا لا تتغير محفزات الدوبامين إلى دوبامين، ولكنها تقوم بمحاكة تأثير الدوبامين على المخ، كما أنها ليست بنفس فاعلية الليفودوبا في علاج الأعراض، لكن يستمر تأثيرها لفترة أطول، وقد يتم استخدامها للتخفيف من تأثير الليفودوبا.
ومن محفزات الدوبامين براميبكسول، الروبينيرول، الروتيغوتين، والأبومورفين وهي حقنة ذات تأثير قصير المدى، يتم استخدامها لتخفيف الأعراض.
وبعض الآثار الجانبية لمحفزات الدوبامين مشابه تماماً للآثار الجانبية للكاربيدوبا والليفودوبا، لكنها قد تتسبب في حدوث الهلوسة والنعاس والتصرفات القهرية، مثل الإفراط في ممارسة الجنس، والإفراط في تناول الطعام، فإن كنت تتناول هذه الأدوية، وأصبحت تتصرف على غير طبيعتك، قم بالتحدث إلى طبيبك.
أكسيداز أحادي الأمين
وتتضمن هذه الأدوية سيليجلين، راساجلين، سافين أميد (safinamide)، وتقوم هذه الأدوية بمنع تكسير الدوبامين الموجود بالمخ عن طريق تثبيط عمل أنزيم المخ أكسيداز أحادي الأمين، وهذا الأنزيم يقوم بعملية تمثيل غذائي لدوبامين المخ، ومن الآثار الجانبية حدوث الغثيان والأرق.
وعند إضافة الكاربيدوبا والليفودوبا، يزيد خطر الإصابة بالهلوسة، وعادة لا يتم استخدام هذه الأدوية مع معظم مضادات الاكتئاب أو بعض المخدرات، نتيجة لردود الأفعال الخطيرة والنادرة. لذا قم باستشارة طبيبك قبل أية أدوية مع مثبطات أكسيداز أحادي الأمين.
مثبطات ناقل الكاتيكول والميثيل
يُعتبر الإنتاكابون هو الدواء الأول في هذه الفئة، حيث يستطيع أن يطيل من تأثير الليفودوبا من خلال حجب الإنزيم المسئول عن تكسير الدوبامين. ومن الآثار الجانبية الحركة اللاإرادية الناتجة عن الليفودوبا، وقد يتسبب في الإصابة بالإسهال أو بعض الآثار الجانبية الأخرى الناتجة عن الليفودوبا.
ويُعتبر تولكابون، واحد من مثبطات ناقل الكاتيكول والميثيل، والذي نادراً ما يستخدم في العلاج لما له من آثار جانبية خطيرة، قد تتسبب في تلف الكبد وفشل الكبد.
مضادات الكولين
لقد استخدمت هذه الأدوية للعديد من السنوات لللتحكم في الرعشة الناتجة عن مرض باركنسون، وتتوافر العديد من مضادات الكولين ومنها بنزاتروبين أو ترايهيكسفينيدل (trihexyphenidyl). وعلى الرغم من فوائدهم، إلا أن لهم العديد من الآثار الجانبية مثل ضعف الذاكرة، والارتباك، والهلوسة، وجفاف الفم، وضعف التبول.
أمانتادين
قد يقوم الأطباء بوصف الأمانتادين للحصول على نتائج قصيرة المدى، تقوم بتخفيف الأعراض الناتجة عن الحالات المتوسطة من مرض باركنسون، وكذلك في المراحل الأولى من المرض. وربما يمكن استخدامه مع الكاربيدوبا والليفودوبا في المراحل المتأخرة من المرض، وذلك للتحكم في الحركات اللاإرادية الناتجة عن الكاربيدوبا والليفودوبا، ومن الآثار الجانبية الأخرى تورم الكاحل، والهلوسة، وظهور بقع بنفسجية على الجلد.
الإجراء الجراحي
التحفيز العميق للدماغ
يقوم الأطباء بوضع أقطاب كهربائية في منطقة محددة داخل المخ، ويتم توصيلها بمولد موجود في منطقة الصدر بالقرب من عظام الترقوة، حيث يقوم بإرسال نبضات للمخ قد تساعد في تقليل أعراض مرض باركنسون.
وقد يكون الإجراء الجراحي أمراً ضرورياً لعلاج حالتك، ولكن هناك بعض الأخطار التي قد تنتج عن هذا الإجراء ومنها الإصابة بالعدوى، والسكتة الدماغية، ونزيف المخ. وقد يعاني بعض الأشخاص من المضاعفات، وربما قد يحتاج الطبيب لاستبدال بعض الأجزاء الموجودة في النظام.
ويتم استخدام عملية التحفيز العميق للدماغ في الحالات المتأخرة من مرض باركنسون، والتي لا تكون لديهم استجابات ثابتة ومستقرة عند استخدام الأدوية، حيث تقوم هذه العملية بتثبيت نتائج الأدوية، وتقليل الحركة اللاإرادية، وتقليل الرعشة، وتقليل تصلب العضلات، وتحسن من بطيء الحركة.
وعلى الرغم من فاعلية العملية في تحسين استجابة الجسم لأدوية الليفودوبا أو للتحكم في خلل الحركة الذي لا يتحسن بالأدوية، إلا أنه لا يعد مفيداً في الحالات التي لا تستجيب لليفودوبا بعيداً عن الرعشة، حيث أنه يستطيع علاج الرعشة حتى لو لم تكن تستجيب الليفودوبا، وعلى الرغم من أن العملية تقدم بعض النتائج المرضية، إلا أنها لا تمنع تقدم المرض.
أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلي
إن تم تشخيصك بمرض باركنسون، فستحتاج للعمل عن قرب مع الطبيب، للوصول إلى أفضل طريقة للعلاج، والتي تستطيع تخفيف أعراضك مع وجود أقل قدر ممكن من الآثار الجانبية، وقد تساعد بعض التغيرات في اسلوب الحياة على التعايش مع المرض.
الأكل الصحي
لم يثبت فاعلية نوع معين من الطعام أو مجموعة من الطعام على مرض باركنسون، إلا أن بعض الأطعمة قد تساعد في تخفيف الأعراض، على سبيل المثال تناول الأطعمة التي تحتوي على ألياف عالية، وشرب كميات كبيرة من الماء، قد تساعد في منع حدوث الإمساك. كما أن الحرص على نظام غذائي متوازن يقدم العديد من العناصر الغذائية مثل الأوميجا 3، قد يكون مفيداً للمصابين بمرض باركنسون.
ممارسة الرياضة
قد تساعد ممارسة الرياضة على تقوية العضلات، وزيادة المرونة، وتحقيق التوازن للجسم، كما قد تساعد التمارين في تقليل الاكتئاب والقلق. وربما ينصح الطبيب بالمتابعة مع أخصائي العلاج الطبيعي للتوصل مع نظام يتناسب مع حالتك، وربما تتمرن على المشي، والسباحة، والرقص، والتمدد، وممارسة الألعاب الهوائية.
وقد يؤثر مرض باركنسون على التوزان، وبالتالي قد يؤثر على الحركة، لذا فقد تساعد ممارسة الرياضة على تحسين التوازن، وقد تكون الاقتراحات التالية مفيدة أيضاً:
- حاول ألا تتحرك بسرعة.
- حاول الاستدارة بدل من التمحور على قدميك.
- دع كعبك يلامس الأرض أولاً قبل المشي.
- إن أحسست بتثاقل أثناء المشي، قف وقم بفحص وضعك، ويفضل أن تقف بصورة مستقيمة.
- انظر أمامك أثناء المشي ولا تنظر للأسفل.
تجنب السقوط
في المراحل المتأخرة من مرض باركنسون ربما تتعرض للسقوط أكثر، وربما تفقد توازنك بمجرد تعرضك لدفعة صغيرة، لذا قد تساعد الاقتراحات التالية:
- وزع ثقل الجسم على كلا القدمين، ولا تقوم بالانحناء.
- تجنب حمل الأشياء أثناء المشي.
- تجنب السير للخلف.
الأنشطة اليومية
قد يكون ممارسة بعض الأنشطة اليومية مثل ارتداء الملابس وتناول الطعام، والاستحمام، والكتابة صعباً على المصابين بالمرض، وقد يساعد الأخصائي المهني في تعليمك بعض الطرق، والتي قد تسهل من ممارسة الأنشطة اليومية وتجعلها أسهل.
الأدوية البديلة
قد يساعد بعض المختصين في التخفيف من أعراض ومضاعفات مرض باركنسون مثل الشعور بالألم والإرهاق، والاكتئاب، وعندما يتم دمج الأمر مع الأدوية ربما تتحسن حياتك، ومن هذه الطرق:
- التدليك، حيث أنه قد يساعد في تقليل توتر الأعصاب، ويساعد في الاسترخاء.
- التاي تشي، وهو رياضة صينية قديمة، تساعد في تحسين مرونة الجسم وتوازنه، وتقوية العضلات، وقد تساعد في منع السقوط، كما أنها تناسب جميع الأشحاص باختلاف أعمارهم وحالاتهم الجسدية. وقد أثبتت دراسة قدرة التاي تشي على تحسين توازن الجسم في الحالات المتوسطة من مرض باركنسون أفضل من تمارين المقاومة والتمدد.
- اليوجا، فقد تساعد اليوجا في زيادة مرونة الجسم وتوازنه، وقد تقوم بتطوير بعض الوضعيات التي تناسب حالتك.
- تقنية الكسندر، وهي تقنية تركز على العضلات والتوازن، والطريقة التي تستخدم بها عضلاتك، وقد تساعد هذه التقنية في تخفيف شد العضلات.
- التأمل، والذي قد يساعد في تقليل الضغط والألم.
- الحيوانات، حصولك على حيوان أليف قد يساعد في زيادة المرونة والحركة، كما قد يساعد في زيادة صحتك النفسية.
التكيف مع المرض والمساندة
التعايش مع أي مرض من الأمراض المزمنة قد يكون أمراً صعباً، ومن الطبيعي الشعور بالغضب والاكتئاب، وعدم الشجاعة أحياناً، وقد يكون مرض باركنسون مزعجاً بسبب الصعوبات التي يسببها للحركة، والكلام وتناول الطعام.
ويُعتبر الاكتئاب أمراً شائعاً لدى المصابين بمرض باركنسون، ولكن قد تساعد مضادات الاكتئاب في تخفيف أعراض الاكتئاب، لذا تحدث مع طبيبك إن كنت شعر بالحزن والاكتئاب.
وقد تكون العائلة والأصدقاء هم أفضل الحلفاء في حالتك، ولكن الحصول على بعض الدعم من الأشخاص الذين يمرون بما تمر به، قد يكون أمراً مفيداً. وربما يساعد الحديث مع الطبيب النفسي في التخفيف من المشاعر التي تشعر بها تجاه مرضك.
الاستعداد لموعد الطبيب
عادة ما ستقوم بالتوجه لطبيب الأعصاب، ولأن هناك الكثير لتناقشه مع الطبيب، لذا يُفضل أن تقوم بالاستعداد للموعد، وإليك بعض النصائح التي قد تحتاجها خلال موعدك مع الطبيب.
ما يمكنك عمله
- قم بكتابة الأعراض، حتى تلك التي قد لا ترتبط بالمرض.
- بعض المعلومات الشخصية، والتي قد تتضمن تعرضك للتوتر والضغط.
- قم بكتابة الأدوية التي تتناولها، حتى لو كانت عبارة عن مجموعة من المكملات والفيتامينات.
- قم باصطحاب أحد أفراد عائلتك، أو أحد أصدقائك ليساعدك على تذكر المعلومات التي سيخبرك بها الطبيب.
أسئلة ستسألها للطبيب
- ما هو سبب ظهور أعراضي؟
- هل هناك أسباب أخرى محتملة لظهور هذه الأعراض؟
- ما الفحوصات التي سأحتاج لإجرائها؟ وهل تحتاج إلى استعداد خاص؟
- كيف يتطور مرض باركنسون في العادة؟
- هل سأحتاج للعناية على المدى الطويل؟
- ما الأدوية المتاحة لعلاج المرض، وأيها تنصح بها؟
- ما هي الآثار الجانبية لهذه الأدوية؟
- إن لم يؤثر العلاج، أو توقف عن العمل، هل سيكون هناك بدائل أخرى؟
- كيف سأتعامل مع المرض في وجود مشكلات صحية أخرى؟
- هل هناك أي تعليمات يجب أن ألتزم بها؟
- هل هناك أية أوراق مطبوعة بإمكاني أخذها للمنزل، وهل هناك موقع طبي محدد تنصحني بزيارته؟
وإن شعرت بالرغبة في سؤال الطبيب عن بعض الأسئلة الأخرى فلا تتردد.
ما تتوقعه من الطبيب
سيقوم الطبيب بسؤالك مجموعة من الأسئلة ومنها:
- متى بدأت الأعراض بالظهور؟
- هل كانت الأعراض موجودة طوال الوقت، أو متقطعة؟
- هل هناك شيء تفعله كان يساعد في تحسن الأعراض؟
- هل هناك شيء تفعله كان يزيد من سوء الأعراض؟