يُعتبر مرض سارس (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد) من أشهر الأمراض التي شاع انتشارها في السنوات الماضية وتم الربط بينه وبين حالات كوفيد 19، لذا وحرصاً على صحتكم أعددنا المقال الشامل التالي للتعرف على متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد SARS بالتفصيل بما في ذلك أعراضه وطرق انتشاره، وكيف يتم تشخيصه حالياً وما يجب عمله في حالة الإصابة وهل يمكن علاج هذا المرض والوقاية منه أم لا؟ ومعلومات أخرى عديدة، فاحرصوا على قراءة التالي بعناية.
ما هي متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد؟
متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد أو المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة أو مرض سارس (بالإنجليزية Severe Acute Respiratory Syndrome (SARS)) هي مرض تنفسي فيروسي يحدث نتيجة فيروس من فيروسات كورونا يُعرف باسم فيروس كورونا المرتبط بسارس (SARS-CoV). وتم الإبلاغ عن أول حالة من مرض SARS في آسيا في شهر فبراير عام 2003، وخلال الشهور القليلة التالية انتشر المرض لأكثر من 24 دولة قبل احتواء المرض بعد انتشاره بشكل عالمي عام 2003.
كيف ينتقل مرض سارس؟
تُعتبر الطريقة الوحيدة لانتشار متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد هو عن طريق التواصل المباشر ما بين شخص وآخر، حيث يُعتقد أن فيروس SARS المسبب لهذا المرض ينتقل بسهولة عن طريق الزذاذ الذي يخرج من الشخص المصاب أثناء العطس أو الكحة خلال مسافة قصيرة ما بين الشخص المصاب والشخص السليم (متر تقريباً) ثم يصل لبطانة الفم والأنف والعين للشخص السليم القريب.
كما يمكن أن ينتقل هذا الفيروس في حالة لمس الشخص لسطح أو غرض ملوث بحزيئات المرض المعدية، ثم يقوم هذا الشخص بلمس الأنف أو الفم أو العين. ومن الممكن أيضاً أن ينتقل سارس عن طريق الهواء أو بطرق أخرى غير معروفة كلياً حتى الآن.
ومن ضمن طرق التواصل المباشرة الأخرى التي يمكن أن ينتقل من خلالها هذا المرض ما يلي:
- العناية بشخص مريض أو مصاب.
- التقبيل.
- الأحضان.
- اللمس.
- ملامسة السوائل الجسدية لشخص مصاب.
- مشاركة أدوات الطعام والشراب.
وبعد التعرض لمرض سارس يمكن أن يستغرق الأمر ما بين يومين إلى 10 أيام لحين تطور المرض.
الفرق بين مرض سارس وكورونا
مرض سارس وكوفيد 19 (كورونا) مشاكل تنفسية مختلفة ولكن كليهما يحدث نتيجة فيروس كورونا، وتوجد تشابهات ما بين الفيروسات المسببة لكلا المرضين من ضمنها:
- من المحتمل أن كليهما نشأ في الحيوانات أولاً قبل التعرف عليهما في الأشخاص.
- ينتقلا من شخص لأخر عن طريق قطرات الرذاذ.
- يمكن أن يتسببا في أعراض مشابهة مثل صعوبة التنفس والحمى والسعال والصداع.
والأشخاص المصابون بسارس عادة ما تكون توقعات المرض لديهم سيئة وتزداد احتمال الوفاة أكثر من الأشخاض المصابين بكوفيد، ولكن يُعتبر الفيروس المسبب لكوفيد 19 أكثر انتشاراً من الفيروس المسبب لمرض SARS.
أعراض مرض سارس
يبدأ هذا المرض عادة بطهور حمى مرتفعة (38 درجة مئوية) وقد تتضمن الأعراض الأخرى التي تظهر ما يلي:
- الصداع.
- شعور عام بعدة الراحة.
- آلام في الجسم.
- أعراض تنفسية مثل قصور أو صعوبة التنفس.
- إسهال.
- سعال جاف (كحة ناشفة).
- التهاب في الرئة.
- احتقان الحلق.
- فقدان الشهية.
- تعرق ليلي ورعشة.
- ارتباك.
- طفح جلدي.
وعادة ما تظهر الأعراض خلال يومين إلى 10 أيام من تعرض الشخص للفيروس، وعادة ما تبدأ الأعراض التنفسية بعد مرور 3 أو 7 أيام. وفي حالة ظهور الأعراض توصي منظمات الصحة بالحجر الصحي لأي شخص يعاني من الأعراض إلى جانب باقي أفراد المنزل لمدة 10 أيام على الأقل.
تشخيص متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد
أثناء الانتشار الأول لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد لم تتوفر أي اختبارات معملية يمكن أن تساعد في تشخيص الحالة حيث تم حينها التشخيص وفقاً للأعراض، ولكن منذ هذا الوقت تم تطوير عدة فحوصات تشخيصية يمكن أن تساعد في تشخيص المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة أو مرض SARS.
وبعد السؤال عن الأعراض وعمل فحص جسدي والسؤال عن احتمال تواجد الشخص في أي منطقة يتواجد فيها هذا المرض، قد يتم طلب الفحوصات التالية:
- فحص غازات الدم الشرياني.
- فحوصات تجلط أو تخثر الدم.
- تحليل كيمياء الدم.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية.
- تصوير الصدر بالأشعة المقطعية.
- تحليل CBC (فحص الدم الكامل).
كما توجد بعض الفحوصات التي يمكن أن تساعد في التعرف السريع على الفيروس المسبب لهذا المرض ومنها:
- اختبار الأجسام المضادة لمرض SARS.
- العزل المباشر لفيروس المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة SARS.
- اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) لفيروس سارس.
هل يمكن علاج مرض سارس؟
لا يوجد علاج مخصص يستهدف مرض سارس أو متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد بشكل خاص، ولكن العمل على وجود لقاح ما زال مستمراً حتى الآن. وفي حالة الشك في إصابة الشخص بمرض سارس يتم إدخالة للمشفى على الفور ويتم عزله ومراقبته، ويتم وصف بعض العلاجات الداعمة التي قد تساعد في تقليل الأعراض ومنها:
- التنفس باستخدام جهاز التنفس الصناعي.
- المضادات الحيوية لعلاج البكتيريا التي تُسبب الالتهاب الرئوي.
- أدوية مضادة للفيروسات، ويُعتبر دواء ريبافيرين Ribavirin من أكثر الأدوية المضادة للفيروسات الشائع استخدامها في هذا المرض.
- جرعات مرتفعة من الستيرويد لتقليل تورم الرئتين.
وفي الحالات الشديدة يمكن أن يتم نقل بلازم الدم من شخص متعافي من مرض سارس إلى شخص مصاب، وقد تختلف فاعلية هذه العلاجات من شخص لآخر.
مضاعفات مرض سارس
يمكن أن تتسبب هذه المتلازمة في حدوث فشل في التنفس قد يؤدي للوفاة في العديد من الحالات. كما أن مرض SARS يمكن أن يؤدي للإصابة بفشل في القلب أو الكبد. كما أن كبار السن والأشخاص المصابين بحالات مرضية مزمنة مثل السكري والتهاب الكبد أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات الخطيرة المصاحبة لهذا المرض.
طرق الوقاية من متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد
كما ذكرنا سابقاً لا يوجد علاج نهائي مؤكد لهذا المرض حتى الآن، لذا من الضروري عمل جميع الإجراءات الوقائية الممكنة للوقاية من انتشار المرض، وإليكم ما يجب عمله للوقاية:
- غسل اليدين باستمرار بمنطف يحتوي على الكحول.
- ارتداء قفازات يمكن التخلص منها عند التعامل مع السوائل الجسدية لشخص مصاب.
- ارتداء قناع أو ماسك على الوجه عند التواجد في نفس الغرفة التي يوحد بها شخص مصاب.
- تنظيف الأسطح باستمرار وعناية.
- غسل كل الأغراض الشخصية بما في ذلك الأدوات الشخصية وأغطية الفراش.
- عدم السفر إلى مكان يوجد به حالات من هذا المرض لم يتم التحكم بها حتى الآن.
وفي حالة ظهور حمى أو مشاكل في التنفس لدى أي طفل بعد التواصل مع شخص مصاب بمرض SARS يجب عزل الطفل وعدم ذهابه للمدرسة لمنع حدوث أي انتشار للفيروس لأطفال آخرين.