تعرفوا من الفقرات التالية على أعراض سرطان الثدي الالتهابي Inflammatory breast cancer ومدى خطورته والعوامل التي تزيد من خطورة الإصابة به، بالإضافة لطرق التشخيص والعلاجات المستخدمة ومعلومات أخرى هامة من ضمنها، الفرق بينه وبين التهاب الثدي.
ما هو سرطان الثدي الالتهابي؟
سرطان الثدي الالتهابي Inflammatory breast cancer هو نوع نادر من سرطان الثدي، ويتطور هذا النوع بسرعة ويتسبب في حدوث تورم وتصلب الثدي الذي حدثت به الإصابة. ويحدث هذا النوع من سرطان الثدي عندما تقوم الخلايا السرطانية بغلق الأوعية الليمفاوية في جلد الثدي، مما يترتب عليه ظهور الثدي بلون أحمر ومتورم.
ويتم تصنيف سرطان الثدي الالتهابي بأنه سرطان موضعي متقدم، أي أنه ينتشر من نقطة المنشأ إلى الأنسجة الأخرى القريبة، وقد يصل للغدد أو العقد الليمفاوية القريبة.
هل سرطان الثدي الالتهابي خطير؟
نعم، فسرطان الثدي الالتهابي يُعتبر نوع متقدم وعنيف من السرطان، بسبب سرعة انتشاره، وعادة ما يكون انتشر بالفعل قبل اكتشافه، واحتمال عودة ظهوره مرة أخرى حتى بعد العلاج أكبر، مقارنة بباقي أنواع سرطان الثدي الأخرى.
اعراض سرطان الثدي الالتهابي
تتضمن أعراض وعلامات هذا النوع من سرطان الثدي ما يلي:
- حدوث تغير في شكل الثديين أو أحدهما على مدار عدة أسابيع.
- حدوث تضخم في أحد الثديين أو ظهور زيادة في سُمك الثدي.
- تغير لون الثدي إلى اللون الأحمر أو الأرجواني أو الوردي، ويظهر كما لو أن الثدي مغطى بالكدمات.
- دفء أو الشعور بحرارة في الثدي المصاب.
- وجود حزوز أو حواف على جلد الثدي المصاب، مشابهة لقشرة البرتقال.
- وجود تصلب والشعور بألم في الثدي.
- تضخم العقد الليمفاوية الموجودة تحت الذراع، سواء فوق عظمة الترقوة أو تحتها.
- دخول حلمة الثدي للداخل أو تسطحها.
والجدير بالذكر أن سرطان الثدي الالتهابي لا يُشكل عادة كتلة كما يحدث مع الأشكال الأخرى من سرطان الثدي.
أسباب سرطان الثدي الالتهابي
أسباب حدوث هذا النوع من سرطان الثدي غير واضحة حتى الآن، ويذكر الأطباء أن هذه الحالة تبدأ بوجود خلية غير طبيعية في إحدى قنوات الثدي، وتقوم طفرات الحمض النووي لهذه الخلية غير الطبيعية بإعطاء التعليمات لها لكي تنمو وتنقسم بصورة سريعة، ثم يحدث تراكم للخلايا غير الطبيعية وتنغلق الأوعية الليمفاوية في جلد الثدي.
ويتسبب هذا الانغلاق أو الانسداد في الأوعية الليمفاوية في حدوث احمرار وتورم والتهاب للجلد، وهذه هي أبرز علامات سرطان الثدي الالتهابي.
عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي الالتهابي
توجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي الالتهابي، أبرزها ما يلي:
- جنس الإناث، حيث تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي الالتهابي أكثر من الرجال، ولكن يمكن أن يُصاب الرجال بهذا المرض أيضاً.
- البدانة أو السمنة حيث يكون الأشخاص المصابين بالبدانة أكثر عرضة للإصابة بالمرض، مقارنة بالأشخاص أصحاب الوزن الطبيعي.
كيفية تشخيص سرطان الثدي الالتهابي
تتضمن طرق تشخيص هذا المرض ما يلي:
الفحوصات التشخيصية
- الفحص الجسدي، للتحقق من الاحمرار، والعلامات الأخرى لسرطان الثدي الالتهابي.
- اختبارات التصوير مثل الأشعة السينية والموجات فوق الصوتي وأشعة الرنين المغناطيسي.
- الخزعة أو إزالة عينة من الأنسجة لفحصها، للتحقق من علامات السرطان وتحديد مدى تقدم السرطان.
وفي حالة انتشار السرطان للعقد الليمفاوية أو مناطق أخرى من الجسم، يتطلب الأمر المزيد من الاختبارات التي قد تتضمن:
- الأشعة المقطعية.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
- فحص العظام.
ولا يحتاج كل شخص لكل هذه الاختبارات، لذا سوف يحدد طبيبكِ أنسب الاختبارات وفقاً للحالة الصحية، ثم تُستخدم نتائج هذه الفحوصات لمعرفة مدى تقدم السرطان واختيار طريقة العلاج المناسبة.
طرق علاج سرطان الثدي الالتهابي
غالباً ما يبدأ علاج سرطان الثدي الالتهاب بالعلاج الكيميائي، ويتبعه العملية الجراحية ثم العلاج الإشعاعي. وتتضمن خيارات العلاج المتاحة ما يلي:
العلاج الكيميائي
يتم استخدام مواد كيميائية لقتل الخلايا السرطانية، كما تتلقين عقاقير العلاج الكيميائي من خلال الوريد، في شكل أقراص أو كلاهما. وعادة ما يتم استخدام العلاج الكيميائي قبل العملية الجراحية لسرطان الثدي الالتهابي. ويهدف إلى تقليص السرطان قبل العملية، وزيادة فرص نجاح العملية الجراحية. كما يمكن أن يتم استخدام العلاج الكيميائي أيضاً بعد العملية الجراحية.
العملية الجراحية
قد تخضعين إلى العملية بعد العلاج الكيميائي لإزالة الثدي المصاب (استئصال الثدي)، ويعتبر الإجراء الذي يتم استخدامه في كثير من الأحيان في حالات سرطان الثدي الالتهابي هو استئصال الثدي الجذري المُعدل، والذي يتضمن إزالة الثدي بأكمله، والعديد من العقد اللمفاوية القريبة، ثم يتم فحص العقد اللمفاوية للتحقق من علامات السرطان.
العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي أشعة عالية الطاقة، مثل الأشعة السينية والبروتونات؛ لقتل الخلايا السرطانية. ويتم تلقي هذا العلاج على طاولة، وتتحرك حولكِ آلة كبيرة موجهة حزم الطاقة إلى المناطق المصابة بالسرطان. ويمكن أن يتم استخدام العلاج الإشعاعي بعد العلاج الكيميائي، والعملية الجراحية؛ لقتل أي خلايا سرطانية قد تتبقى حول الثدي، وتحت الذراع.
العلاج الموجه
يقضي هذا النوع من العلاج على السرطان عن طريق التركيز على ما يجعل الخلايا السرطانية ضعيفة، وقد تكون خيارات العلاج لسرطان الثدي الالتهابي مع طفرة جينية معينة هي دواء تراستوزماب، وبتروزوماب. وتستهدف هذه الأدوية بروتين HER2 الذي يساعد بعض الخلايا السرطانية لسرطان الثدي الالتهابي على النمو والبقاء داخل الجسم.
العلاج بالهرمونات
تتضمن خيارات العلاج الهرموني ما يلي:
- الأدوية التي تمنع ارتباط الهرمونات بالخلايا السرطانية مثل دواء تاموكسيفين، الذي يمنع أي إستروجين موجود في الجسم من الاتصال بمستقبلات الإستروجين على خلايا السرطانية، مما يبطئ نمو الأورام ويقتل خلايا الورم.
- الأدوية التي تمنع الجسم من إنتاج الإستروجين بعد سن اليأس، وتتضمن هذه الأدوية أناستروزول، وليتروزول، وإكسيميستان.
نسبة الشفاء من سرطان الثدي الالتهابي
تبلغ نسبة معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بعد التشخيص بسرطان الثدي الالتهابي 41%، ولكن تعتمد معدلات البقاء على قيد الحياة والشفاء على مدى تقدم السرطان ونوع الورم وبعض الخصائص المعينة الأخرى، بالإضافة إلى نوع العلاج المستخدم.
وفي حالة انتشار السرطان للعقد الليمفاوية القريبة، يُصبح معدل الخمس سنوات 56%، وفي حالة انتشاره للأجزاء البعيدة من الجسم، تقل النسبة لتُصبح 19%.
ما الفرق بين التهاب الثدي وسرطان الثدي الالتهابي؟
عادة ما يتم الخلط بين سرطان الثدي الالتهابي وعدوى أخرى تحدث في الثدي تُعرف بإسم التهاب الثدي Mastitis، ويرجع هذا لتشابه الأعراض ما بين الحالتين. والجدير بالذكر أن التهاب الثدي يحدث بشكل للنساء الحوامل والمرضعات، ويكون نادر الظهور لدى النساء في سن اليأس.
وعادة ما يقوم الطبيب بوصف جرعات من المضادات الحيوية في حالة الشك بالإصابة بالتهاب الثدي، وفي حالة عدم زوال الأعراض بالمضادات الحيوية يتم الشك في التهاب الثدي الالتهابي ويتم تحويل المريضة لطبيب مختص في هذه الحالات.