إن الطعام هو نعمة من الله رزقنا الله بها، و هي من الطيبات التي أحلها لنا و لكن الإكثار من تناول الطعام و تناول بعض الأطعمة الغير صحية قد يسبب لك الكثير من المشاكل، لكن هناك أشياء هامة لابد لك أن تعلمها عن الطعام لتتجنبها فبعض الخبراء في هذا المجال يشيرون إلى أن طريقة تفكيرنا في القرارات الخاصة بـ تناول الطعام سواء بشكل إيجابي أو سلبي يمكن أن تؤثر فعلاً على نظامنا الغذائي، و هذا ما سوف نتكلم عن أمثلة له تمر بنا جميعاً في حياتنا اليومية دون أن ننتبه لها.
ما هي الانطباعات السلبية التي تراودنا عن تناول الطعام و كيف نتغلب عليها؟
الانطباعات التي تأتي على ذهننا بخصوص الطعام سواء كانت انطباعات ايجابية أو سلبية تؤثر بشكل كبير على وضعنا الغذائي، فالانطباعات السلبية تؤدي على المدى الطويل لخلل النظام الغذائي و افتقاد العديد من الأغذية الصحية المفيدة و الشعور بعدم الرضا، بينما الانطباعات الإيجابية تساعد على تبني نمط غذائي صحي على المدى الطويل و الشعور بالصحة و القدرة على السيطرة على نوعية الأكل التي نتناولها بما يعزز شعورنا بالرضا.
1- يجب أكل هذا و لا يجب أكل هذا:
في الحقيقة فإن بمجرد ورود انطباع وجوبي داخلنا سواء بالمنع أو السمح، فإنه يعزز داخلنا المقاومة لهذا الإجبار كنوع من الطبيعة البشرية التي ترفض الإجبار و تتطلع للأشياء الممنوعة عنها، و هذا يؤدي إلى تحول النظام الغذائي لمعاناة تُشعر الإنسان أنه مُسير بشكل مزعج مما يؤدي على المدى الطويل لكراهية النظام الغذائي و التمرد التام عليه.
الحل:
الأفضل أن نتخلى عن هذه اللهجة الإجبارية في تفكيرنا بخصوص تناول الطعام ، و أن نستبدلها بشيء أخر و هو ( ما الذى نريد أن نتناوله؟ ، التفكير فيما نريد و نحب تناوله من الطعام قد يجلب في البداية بعض الخيارات الغير موفقة بنسبة 100%، لكن على المدى الطويل ستجد أن رغبتك تدريجياً تتحول ناحية الأطعمة التي تساعدك على الوصول للوزن الصحي الذى طالما حلمت به، كما أن هذا سيحرر إرادتك و يجعلها أقوى في مواجهة المغريات فيما بعد .
2- مادام هذا الطعام صحي سأتناوله كما يحلو لي:
هذه الجملة يتم ترجمتها في عقلك إلى ( سوف نأكل حتى التخمة مادام هذا الطعام منخفض الدهون و صحي)، و قد ثبت هذا من خلال دراسة أظهرت أن الأشخاص الذين يعرفون أن غذاء ما صحي و منخفض الدهون يسرفون في تناوله بنسبة أكبر بـ30% من الأشخاص الذين يتناولونه كطعام معتاد دون أي ميزة صحية.
الحل:
الأفضل أن ننظر للطعام الصحي و نفكر في أننا سوف نأكل حتى نشعر بالشبع و لن نزيد عن ذلك و هكذا نعطي لأعضائنا الداخلية أمر بتنبيهنا عندما نصل لدرجة الشبع حتى نتوقف قبل أن نصل لمرحلة التخمة و الامتلاء الزائد.
3- أستحق الحصول على بعض الأيس كريم:
هذه الجملة يترجمها المخ إلى (استحق مكافأة نفسي بالأيس كريم) و هكذا تبدأ نوبة من الأكل الزائد قد يصل لمرحلة التخمة، و مرجع ذلك في الأساس إلى أننا نسعى خلال نظامنا الغذائي لتبرير تناول الأطعمة الممنوعة التي نشتاق لها، و لا نجد مبرر أفضل من مكافأة الذات على انجاز ما بالأكل.
الحل:
لنتغلب على تحايل عقلنا الباطن من أجل الحصول على الأطعمة التي نشتاق لها بكميات كبيرة، ينبغي أن نتخذ خطوة استباقية بأن نضع وقت إسبوعي أو شهري في نظامنا الغذائي يكون مسموح لنا فيه بتناول كمية محددة من الأطعمة التي نحبها حيث أن نقل هذه الأطعمة من خانة الممنوع لخانة المتاح بحدود يساعد في تقليل سعينا للحصول عليها بطريقة تتعارض مع نظامنا الغذائي.
4 – أنا سيء و فاشل في انظام الغذائي:
عندما تفكر في تقييم الوضع الحالي لنظامك الغذائي، فلا ينبغي على الإطلاق أن تحكم على نفسك بأنك سيء أو فاشل، لأن هذا الحكم ينعكس في عقلك على كيانك الكلي مما يترتب عليه شعور مبالغ بالذنب يتضاعف على المدى الطويل لاكتئاب و انخفاض تقدير الذات .
الحل:
عند تقييم التزامك بنظامك الغذائي، استخدم لغة متفهمة و متعاطفة للتعامل مع تقصيرك، و كن على ثقة أن الجميع لا يلتزمون 100% بخطتهم الغذائية ، لكن بعضهم يحافظ على نفسيته قوية بما يمكنه من الاستمرار، و بعضهم الآخر يحطم ذاته بجلد الذات.
و قد أظهرت دراسة غذائية على هذا الموضوع أن المجموعة التي تم استخدام لغة متعاطفة و ودية معها تظهر أن الجميع معرضون لنسبة من الفشل و لا بأس بذلك قد أظهروا التزام أكبر على المدى الطويل بالخطة الغذائية من المجموعة التي لم تحصل على هذه الرسالة المساعدة.
5- لقد أفسدت النظام على أي حال ، فلننطلق:
أغلب الأشخاص الذين يبدأون نظام غذائي جديد يكون لديهم ميل كبير للتخلي عن النظام بالكامل إذا حدث انحراف في الخطة في يوم واحد فقط، و ينتج عن ذلك تناول كميات كبيرة من الطعام من منطلق أن الجريمة قد حدثت ولا داعي للتفكير في إصلاح الأمر .
هذا يتشابه بنسبة كبيرة مع النقطة رقم 4 حيث يتوقف الأمر بنسبة كبيرة أيضاً على قدرة الإنسان على استيعاب السقطات و الاستمرار في الطريق دون يأس.
الحل:
فكر دائماً في هذه الحالات أن ضياع وجبة واحدة في خطتك الغذائية لن يؤثر على الوجبات التالية ، و هكذا تكمل خطتك الغذائية بشكل عادي و تحاول السيطرة على الانحراف الذى حدث بأقل قدر من الخسائر .
6- أبعد هذا الطعام عني، لا يمكنني تناوله:
هناك قاعدة عامة تقول أن الممنوع مرغوب، لذا فإن اتخاذك موقف متصلب و متزمت تجاه منع أحد أنواع الطعام عن نفسك قد يؤدي لتأثير عكسي على المدى الطويل.
الحل:
يمكنك التغلب على هذه المشكلة وراجع النقطة رقم 1 في بداية المقال.
7- ليس لدي وقت لتناول الطعام الصحي:
هذه الجملة في حقيقتها تكون صيغة أكثر لطفاً من جملة أخرى و هي ( لا أريد تناول طعامكم الصحي هذا)، و تلك المشكلة غالباً ما ترجع لنوعية الطعام الغير مرغوبة و التي تتاح بمفردها تحت تصنيف الطعام الصحي، مما يجعل الإنسان ينفر من مصطلح الطعام الصحي عامة .
الحل:
إعادة مراجعة المقصود بالطعام الصحي و ما يشمله من خيارات واسعة تتناسب مع التفضيلات الشخصية و نمط الحياة اليومية يساعد بشكل كبير على إعداد طعام صحي محبب للشخص، و من هنا سيستطيع الشخص إيجاد وقت لطعامه الصحي في ثوبه الجديد كما نستطيع جميعنا إيجاد الوقت للأشياء المحببة لنفوسنا.
8- لست جائعاً للدرجة التي تجعلني آكل:
من الأخطاء الشائعة لدى بعضنا هو عدم تصديقه و ثقته بما يكفي لشعوره بالجوع و النظر لهذا الشعور كمبالغة شعورية ينبغي تجاهلها، و هذا يؤدي لتفويت الوجبات و تأخير الطعام حتى يصل الشخص لمرحلة الجوع الشديد الذي يترتب عليه الانطلاق في تناول وجبات سريعة و غير صحية من أجل الإشباع لا أكثر، هكذا يترتب على تجاهلنا لشعور الجوع تأثير عكسي ينتهي بالتخمة و السعرات الحرارية الزائدة.
الحل:
أن نكون منتبهين دائماً لإشارات الجوع لدينا، و أن نستجيب لها بشكل ملائم لأن معدلات الحرق و التمثيل الغذائي في جسمنا تعمل بشكل أفضل عندما نستجيب لهذه الإشارات بعكس ما يحدث عندما تعمل هذه الآليات في حالة الجوع الشديد و الحرمان من الطعام لفترات طويلة على مدار اليوم.
9- لا أحب مذاق أغلب الأكلات الصحية:
بعضنا يكون لديه موقف سلبي مسبق من بعض الأكلات الصحية نتيجة عوامل غير ظاهرة مثل إجباره على تناول هذا النوع من الطعام أثناء طفولته بغير رغبته مما تسبب عنه كراهية لهذا الطعام .
لكن المدهش هو التأثير الذى يمكن أن نحصل عليه إذا حاولنا إجراء تعديلات بسيطة على الطرق التقليدية لتناول هذه الأطعمة، حيث يختلف المذاق بشكل كبير قد يجعلها مقبولة و في نفس الوقت نصبح قادرين على الحصول على فوائدها الغذائية.
الحل:
تذكر دائماً قاعدة هامة تقول أن الأكلة الواحدة ليس لها مذاق واحد، بل يختلف المذاق بطريقة التحضير و الإضافات المتنوعة، لذا إن كنت لا تحب مذاق معين لأحد الأكلات الصحية، فجرب أن تحضرها بطريقة مختلفة تساعدك على تقبلها و تناولها باستمتاع .
10- أشعر بالزهق، ماذا لدينا لنأكله؟ :
إذا ضبطت نفسك في أحد الأوقات متلبساً بالأكل بدافع الملل فقط، أو الأكل المرتبط بأنشطة معينة مثل مشاهدة التلفزيون، فهذا مؤشر على ظهور مشكلة الأكل الغير مدفوع بالجوع لديك.
الحل:
قف لحظة مع نفسك و ضع قانون خاص بطقوس تناول الطعام يتضمن الحرص على تناول الطعام في مكان محددة مثل طاولة السفرة أو طاولة المطبخ، و عدم تناول الطعام أمام التلفاز، و من ناحية أخرى، يجب مواجهة الشعور الذي تحاول الهروب منه بالأكل دون سبب، و ربما يساعدك ذلك على اكتشاف جانب من حياتك لم تفكر فيه من قبل حت .
هكذا ..
يتضح لنا أن جزء كبير من معركتنا من أجل الوصول لوزن صحي يقع جزء كبير منها داخل معتقداتنا و أفكارنا الخاصة التي نقرر الدخول بها في ساحة المعركة، و تعديل هذه الأفكار لصيغ أقوى و أكثر ملائمة لهدفنا النهائي يساعدنا بنسبة كبيرة في مشوارنا من أجل نمط حياة صحي و عالي الجودة بإذن الله.
و الآن قرائنا الأفاضل، لا شك أن كثير منكم تراوده بانتظام فكرة أو اثنين من اللاتي ذكرناها في مقالنا . . فما هي أكثر الأفكار المذكورة وجوداً في حياتك؟ و كيف كنت تتعامل معها في السابق ؟ و كيف تنوي التعامل معها في المستقبل.
اقرأ أيضاً:
- قبل ان تبدأ نظام غذائي لفقدان الوزن عليك قراءة هذا المقال
- اعشاب التخسيس و حرق الدهون و فوائدها الرائعة
- ريجيم البروتين لخسارة 7 كيلو في إسبوعين