قد تؤثر اضطرابات النظر على قدرة الإنسان على أن يعيش يومه بشكل طبيعي ويقوم بأنشطته الروتينية، ويعتبر عمى الألوان أو ما يُطلق عليه اضطراب الإدراك اللوني أحد أشهر هذه الاضطرابات، ولأن نظارة عمى الالوان قد تكون من الخيارات المطروحة لتحسين الحالة، فإن من المهم معرفة كيفية عملها وأنواعها، وهل هي فعالة في علاج عمى الألوان أم لا، وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال أعزائي القراء، فتابعوا معنا.
ما أعراض عمى الألوان؟
إن أعراض عمى الألوان ليست مشتركة بين كل الأشخاص الذين يعانون من تلك المشكلة، فقد يحدث عرضاً واحداً أو اثنين من أعراض المرض، وبشكل عام تشمل أعراض اضطراب الرؤية عند مرضى عمى الألوان ما يلي:
- رؤية مجموعة من الألوان معاً، عند ظهور لون واحد فقط.
- عدم القدرة على رؤية جميع الألوان معاً.
- رؤية 3 ألوان فقط مثل الأبيض والرمادي والأسود.
- المصاب بعمى الألوان لا يكون مدركاً أن هذه الأعراض تحدث له وحده، ويعتقد أن هذا هو اللون الطبيعي، والجميع يرونها بهذا الشكل.
هل يمكن علاج عمى الألوان؟
إن عمى الألوان في حد ذاته ليس له علاج قاطع، كما أن هناك بعض الأنواع منه قد يكون علاجها صعباً للغاية، خاصة الأنواع الوراثية والجينية، ولكن قد يتم العلاج بشكل غير مباشر عن طريق السيطرة على السبب الذي أدى إلى حدوث المرض، كما أن نسب التحسن قد تختلف من شخص لآخر حسب حالته.
قد يقترح الطبيب بعض التدخلات الجراحية إذا كان سبب المرض هو حالة صحية في العين مثل اعتلال الشبكية السكري، وقد يقترح أيضاً بعض الإجراءات مثل نظارة عمى الالوان أو العدسات اللاصقة المخصصة له.
ما هي نظارة عمى الالوان ؟
تعتبر نظارة عمى الالوان من النظارات ذات العدسات الملونة التي تساعد الشخص المصاب بنقص في الرؤية على رؤية الألوان بشكل أكثر دقة، وعلى الرغم من أن هذه الأنواع من النظارات لن تعالج عمى الألوان، فإنها تمنح الأفراد المصابين فرصة لرؤية العالم بدقة أكبر، وتجربة مجموعة أكبر من الألوان أثناء ارتداء النظارات.
ما فوائد نظارة عمى الالوان ؟
تساعد هذه النظارات الأفراد على القيام بتطبيقات عملية للغاية في حياتهم اليومية، وتقليل المعاناة الناجمة عن عدم القدرة على تمييز الألوان، مثل مساعدة الشخص المصاب بالحالة على اختيار وتطابق الألوان وأنماط ملابسه، مما يقلل من مخاطر خيارات الألوان الفردية والألوان غير المتطابقة.
ارتداء نظارة عمى الالوان قد يؤدي أيضًا إلى توسيع الفرص الوظيفية للشخص المصاب بعمى الألوان، والذي عادة لا يكون له مكاناً في بعض الأماكن التي تقوم أنشطتها على التفرقة بين الألوان، مثل متاجر الملابس، والمطاعم، والمكاتب الهندسية والديكور وغيرها.
أنواع نظارة عمى الالوان
هناك تقريباً نظامين رئيسيين تم تصميم معظم أنواع نظارات عمى الألوان باستخدامهما، وهما كما يلي:
نظام تصحيح الطول الموجي
وفقًا لهذا النوع من النظارات، فإن السبب الأساسي لمعظم قصور رؤية الألوان هو استجابة غير طبيعية متداخلة للضوء بواسطة خلايا متخصصة في شبكية العين تسمى مستقبِلات ضوئية مخروطية، تؤثر هذه المشكلة غالبًا على الخلايا المخروطية التي عادة ما تكون حساسة لأي من موجات الضوء الأحمر أو الأخضر، مما يسبب عمى الألوان الأحمر والأخضر.
وللتعويض عن هذه الاستجابة غير الطبيعية للتداخل، تحتوي عدسات هذه النظارات على مواد بصرية خاصة تزيل بشكل انتقائي أطوال موجية معينة من الضوء بالضبط في مكان حدوث التداخل، لتكون النتيجة إدراك أكثر دقة للألوان لأن الدماغ يمكنه الآن التمييز بشكل أفضل بين الأطوال الموجية الحمراء والأطوال الموجية الخضراء.
نظام تصحيح الألوان
هناك خيار آخر لنظارات عمى الألوان، وهو نظام ذو علامات تجارية للمرشحات المخصصة التي تعمل على تغيير الطول الموجي لكل لون يدخل في عينيك.
يتم تصميم مرشحات هذا النوع بشكل فريد ومستقل لكل فرد يعاني من عمى الألوان، ويمكن تطبيقها على العدسات اللاصقة والنظارات.
نتائج استخدام نظارة عمى الالوان
غالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من قصور في رؤية الألوان والذين يحاولون استخدام نظارة عمى الالوان لأول مرة بالدهشة بسبب ما يرونه، فعادة يرون على الفور مجموعة واسعة من الألوان، وحيوية أكبر فيها مما كان “طبيعياً” بالنسبة لهم دون النظارات.
وفقاً للمسؤولين عن تصنيع النوع الأول من النظارات، فإن ما يصل إلى 80 بالمائة من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في رؤية الألوان قد تساعدهم تقنية العدسات الخاصة بهذا النوع، لكن لا ننسى أن نقص الرؤية لدى كل شخص فريد من نوعه، وكذلك رد فعله على استخدام النظارات قد يكون متبايناً عن غيره.
والآن أعزائي القراء، نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم المعلومات المهمة عن نظارة عمى الالوان وأنواعها، وكيفية عملها ونتائجها، وإذا كان لديكم أي استفسارات أخرى، يمكنكم استشارة أحد أطبائنا من هنا.