في ظل الأوضاع الساخنة لانتشار وباء كورونا المستجد COVID-19 في مختلف بلدان العالم، جذبت الحكومة البريطانية الأنظار إليها في تعاملها مع الأزمة. فبينما كانت الدول الأوربية واحدة تلو الأخرى تتجه لإصدار قرارات بغلق المدارس والجامعات ونشر قوات عسكرية لفرض حظر التجوال وإعلان بعض الدول الاستعدادات العسكرية على وضعية حالة الحرب لضمان الاستعدادات القصوى لمواجهة الوباء، كانت الحكومة البريطانية تتبع استراتيجية تهدئة الأمر لمواطنيها على الرغم من تسجيل حالات إصابة بالبلاد، فماذا فعلت الحكومة البريطانية وما هي سياسة مناعة القطيع في بريطانيا ؟
فلقد دعت الحكومة البريطانية مواطنيها في بادئ الأمر إلى الالتزام بالهدوء واستمرارية الحياة كما هي دون اتخاذ إجراءات وقائية لمواجهة تفشي الفيروس. فظلت المدارس والأندية الرياضية والمطاعم وغيرها تعمل بشكل طبيعي. واكتفت بتوجيه النصح لذوي الأعمار فوق الـ 70 وأولئك الذين قد يعانون من أعراض الإنفلونزا بالبقاء في المنزل.
مناعة القطيع في بريطانيا لمواجهة فيروس كورونا
فلقد اتبع كبار العلماء بالحكومة البريطانية نظرية مثيرة للجدل ألا وهي نظرية مناعة القطيع Herd Immunity والتي بنيت على الاعتقاد بأن أفضل طريقة لتخفيف العواقب طويلة المدى لوباء فيروس كورونا “كوفيد 19” هو السماح للفيروس بالانتشار بشكل طبيعي من أجل بناء المناعة لدى المواطنين.
إلا أنه سرعان ما هدمت الحقائق تلك النظرية حيث توقع بحث أجراه علماء المناعة البريطانيون ووفقا لما تعرضت له إيطاليا، بأن أكثر من 30% من المصابين بفيروس كورونا قد يحتاجون إلى العلاج بالعناية المركزة، فإذا تكرر ذلك السيناريو ببريطانيا سوف تعجز الخدمات الصحية البريطانية عن مجابهتها. وهو ما دفع الحكومة البريطانية إلى اتخاذ حزمة صارمة من الإجراءات لمنع وقوع تلك الكارثة. وبدأت المطالبات بضرورة العمل من المنزل والامتناع عن السفر لغير الضرورة وتجنب التواصل الاجتماعي عن قرب وغلق المدارس والمباني الحكومية غير الضرورية وغيرها بما في ذلك وقف كافة المناسبات الاجتماعية.
أبرز الإجراءات التي اتبعتها العديد من الدول لمواجهة انتشار فيروس كورونا
ومع انتشار فيروس كورونا بدول العالم المختلفة، كانت أبرز الإجراءات التي اتخذتها الدول كالتالي:
- فرضت أكثر من 70 دولة قيود على السفر للدول المصابة.
- فرضت بعض الدول الحظر على تصدير معدات وأدوات الوقاية لضمان تغطية احتياجاتها الداخلية.
- وضع إجراءات وقائية وخطط لكشف وعزل الحالات الأولى المصابة والمخالطين لها.
- منعت بعض الدول التجمعات لأكثر من 10 افراد.
- إعلان حالة الطوارئ في البلاد.
- غلق المدارس والجامعات والأندية الرياضية والمطاعم وغيرها من أماكن التجمعات.
- إنشاء مستشفيات ميدانية لاستيعاب مزيد من المصابين بفيروس كورونا كما تم استخدام الفنادق الشاغرة لتخفيف الضغط على المستشفيات.
- توجيه قطاع الأعمال لتصنيع مزيد من المعدات الطبية وبالأخص أجهزة التنفس.
- توجه بعض الحكومات إلى إعادة الأطباء المتقاعدين إلى العمل لسد الاحتياج من الأطباء المدربين.
- إطلاق حملات توعوية مكثفة لكيفية الوقاية من فيروس كورونا.
- توجيه العاملين بقطاع الاعمال للعمل من المنزل بقدر الإمكان.
وفي النهاية ستظل أوقات المحن درسا تتعلم منه الدول والبشرية كافة أهمية الوقوف معا لمواجهة الكوارث العالمية والنظر إلى أهمية تطوير القطاعات الطبية ومراكز البحث العلمي والارتقاء بها. فالصحة هي رئة العالم من أجل الاستمرار والتقدم.