زيت دوار الشمس من الزيوت النباتية شائعة الاستخدام في البيوت العربية والغربية، والكثير من الأشخاص يستخدمونه ظناً منهم أنه مفيد وصحي، فهل فعلاً هذا الزيت صحي وآمن ومفيدة للصحة كما تعتقد؟ وما هي فوائد زيت دوار الشمس وأنواعها؟ وهل له أضرار صحية؟ تابع معنا هذا المقال.
ما هو زيت دوار الشمس؟
هذا الزيت يتم استخلاصه وعصره من بذور زهرة عباد الشمس “helianthus annuus“، وهو من الزيوت الشائعة جداً ويستخدم في الطبخ كما يضاف إلى الأطعمة، بالإضافة إلى أنه قد يستخدم كدواء، فهو متوفر بعدة أشكال مختلفة كلاً حسب استخدامه، ولهذا فوائد هذا الزيت تعتمد في الأساس على نوعه والمغذيات الموجودة به.
وتكمن أهمية هذا الزيت في أنه يعتبر من مصادر الدهون الغير مشبعة بدلاً من الأنواع الأخرى التي تحتوي على الدهون المشبعة الضارة للصحة، لهذا فهو مفيد في حالات ارتفاع نسب الكوليسترول في الجسم وكذلك يستخدم للوقاية من أمراض القلب.
القيمة الغذائية
زيوت عباد الشمس من الزيوت التي تحتوي على نسب مرتفعة من فيتامين هـ، وهذا الفيتامين يعتبر من الفيتامينات الغير قابلة للذوبان في الدهون، التي تحمي الخلايا من التلف خاصة التلف الذي يصيب خلايا الجسم مع تقدم العمر.
وتحتوي ملعقة كبيرة واحدة من زيت دوار الشمس على:
- 120 سعرة حرارية.
- 14 جرام من الدهون.
كما يحتوي هذا الزيت على نسب عالية من فيتامينات ك وهـ، ولا يحتوي على كربوهيدرات أو بروتينات أو كوليسترول أو سكر.
احسب الآن: السعرات الحرارية في أطعمتك المختلفة
أنواع زيوت دوار الشمس
زيت دوار الشمس يتوفر بأربع أنواع مختلفة، كلها يتم استخلاصها من بذور عباد الشمس، لكن تختلف في مخزونها من الأحماض الدهنية، وهذه الأنواع هي:
- نوع غني بحمض اللينوليك والمعروف أيضاً بإسم أوميجا 6، حيث يحتوي على حوالي 68% من حمض اللينوليك.
- نوع غني بحمض الأوليك والمعروف بإسم أوميجا 9، حيث يحتوي على حوالي 82% من حمض الأوليك.
- نوع متوسط بحمض الأوليك، حيث يحتوي على حوالي 65% من حمض الأوليك.
- نوع مرتفع في محتواه بالدهون وحمض الأوليك.
ويتعبر أحماض اللينوليك و الأوليك أحد أبرز الأحماض التي تمد الجسم بالطاقة، وتساعد على تعزيز وقوة خلايا وأنسجة الجسم. لكن هذه الأحماض تتأثر بطرق مختلفة وقت تسخينها وتتفاعل لكن بنسب مختلفة، ولهذا فتأثيرها على الصحة يكون بدرجات متفاوتة.
فوائد زيت دوار الشمس
هناك بعض الفوائد الصحية التي يحتوي عليها هذا الزيت، خاصة الأنواع التي تحتوي على نسب عالية من حمض الأوليك، لأن هذه الأنواع تحتوي على نسب مرتفعة أيضاً من الدهون الأحادية الغير مشبعة، بجانب الأحماض الدهنية التي تساعد على تقليل نسب الكوليسترول والدهون الثلاثية في الجسم. وهذه الفوائد تم ذكرها في بعض الدراسات والأبحاث الطبية، وتنتج إذا تم استخدامه بالطرق الصحية وبالنسب المعقولة.
تعزيز صحة القلب
فنوع الزيت الذي يحتوي على دهون أحادية غير مشبعة وغني بحمض الأوليك، مهم لتعزيز صحة القلب، كما أن بعض الدراسات أوضحت أن هذا النوع من الزيت يزيد من نسب الكوليسترول الجيد في الجسم.
بالإضافة إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الـ FDA دعمت الرأي الذي يقول بأن الزيوت المحتوية على 70% أو أكثر من حمض الأوليك تساعد على التقليل من الأمراض القلبية خاصة أمراض القلب التاجية. وهذا ينطبق أيضا ًعلى حمض اللينوليك فهو كذلك يدعم من صحة القلب.
تعزيز صحة المخ والأعصاب
زيت عباد الشمس من الزيوت التي تعتبر من المصادر الغنية بفيتامين هـ، لهذا فيمكن تضمينه في النظام الغذائي للحصول على فيتامين هـ وفوائده الصحية. والأبحاث والأدلة أثبتت أن هذا الفيتامين يساعد على الحد من تطور أمراض المخ مثل الزهايمر، كما أن نقص نسبه في الجسم يتسبب في الشعور بآلام الأعصاب.
ملحوظة هامة:
الفوائد التي تم ذكرها عبارة عن نتائج لعدد من الدراسات والأبحاث الطبية على زيت دوار الشمس، لكن مازالت تحتاج لمزيد من البحث والدراسة والتجارب السريرية للتأكد منها.
الطرق الصحية لاستخدام زيت دوار الشمس
على الرغم من الاعتقاد الشائع أن هذا الزيت أحد الزيت النباتية الطبيعية المفيدة للصحة، إلا أنه قد يكون على العكس من ذلك. فقد يكون لهذا الزيت فوائد صحية في حالة عدم الإكثار في استهلاكه وتناوله، وعند استخدامه على البارد من خلال إضافة القليل منه للأطعمة التي لا تحتاج إلا تسخين، لأنه في حال تعرض هذا الزيت للحرارة سواء أثناء الطهي أو القلي قد يشكل ضرر على صحتك لهذا عليك الانتباه جيداً.
فوائد زيت دوار الشمس للشعر
من الممكن استخدام زيت دوار الشمس لأغراض أخرى الاستخدام الشائع لها في المطبخ، ومن أشهر هذه الاستخدامات العناية بالشعر، حيث أن هذا الزيت يحتوي على مضادات أكسدة ودهون تجعله مفيد للشعر خاصة لمشكلة الشعر الجاف.
ومن أشهر فوائد زيت دوار الشمس للشعر أنه:
- يحتوي على فيتامين هـ والسيسامول، وكلاهما يساعد على تحييد الجذور الحرة التي تضر الشعر وفروة الرأس.
- يحتوي على حمض الأوليك، وهذا الحمض يساعد على وقف تكسر الشعر، ويساعد على نموه سريعاً.
- خصائصه المضادة للالتهاب، وبالتالي المساعدة على تهدئة فروة الرأس والحد من الحكة والتخفيف منها.
ومن خلال التجارب الشخصية المتناقلة، فبالفعل الكثير يمدح في نتائجه التي ساعدت على جعل الشعر أكثر رطوبة ونعومة وخاصة الأطراف المتقصفة.
طرق استخدام زيت دوار الشمس للشعر
هناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها استخدام زيت دوار الشمس للشعر، مثل:
- مزجه مع بعض الزيوت الفعالة الأخرى التي تستخدمها لشعرك، مثل زيت الزيتون وجوز الهند.
- عمل ماسك للشعر به للترطيب العميق للشعر وعلاج فروة الرأس، من خلال تدليك الرأس به تمشيط الشعر ولفه بمنشفة دافئة، وتركه حوالي نصف ساعة ثم غسله جيداً بالشامبو. ومن الممكن عمل قناع رائع به، باستخدام نصف ثمرة أفوكادو أو موز أو كلاهما معاً مع زيوت جوز الهند والزيتون ودوار الشمس، ووضع المزيج على الشعر.
- وضع بضع قطرات منه على الشعر مباشرة للتخلص من تجعيد الشعر والمساعدة على تصفيفه ولمعانه.
زيت دوار الشمس وزيوت الطهي الأخرى
هناك بعض الأبحاث الحديثة التي تقول أن تناول كميات صغيرة ومعقولة من زيت عباد الشمس، خاصة أنواع هذا الزيت التي تحتوي على نسب مرتفعة من حمض الأوليك، لن يضر صحتك طالما تستخدمه بالشكل الصحي. لكن أنواعه المحتوية على نسب مرتفعة من اللينوليك ونسب متوسطة أو منخفضة من الأوليك أضرارها أكثر، فإذا تم استخدامها في الطهي والقلي في درجات حرارة عالية، تنبعث منها مركبات سامة وتنتج مركبات تشكل خطر على الصحية.
على النقيض هناك زيوت أخرى مفيدة وتحتوي على نفس الفوائد لكن أقل سمية أثناء تسخينها، مثل زيت الزيتون وزيت الأفوكادو. وبهذا يمكن القول أن الكميات الصغيرة من زيت دوار الشمس تكون مفيدة وجيدة للصحة، لكن بعض الزيوت الأخرى تكون أكثر فائدة وأفضل للطهي والقلي في درجات حرارة عالية أكثر منه.
اضرار زيت دوار الشمس
على الرغم من أن لهذا الزيت بعض الفوائد الصحية، إلا أن مخاطر الصحية أكثر والتي يجب أن تحذروا منها، لهذا يُنصح دائماً بعدم الإفراط فيه تناوله أو استهلاكه، ومن أشهر أضراره الصحية:
1. زيادة وزن الجسم
فمهما كان الزيت يحتوي على دهون غير مشبعة أو أحماض دهنية مفيدة، فهي بالأخير تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة، وبالتالي تناولها أو استهلاكها بشكل غير صحي وزائد عن الحد البسيط المسموح به، قد يجعل الشخص عرضة للسمنة وأضرارها.
لكن في الوقت ذاته يمكن الاستفادة منه لتقليل وزن الجسم الزائد قليلاً، لكن بحدود وبطرق صحية، مع مراقبة نسب تناول الدهون بما فيهم هذا الزيت.
2. خطر الإصابة بالسرطان
أي دهون تستخدم في قلي الأطعمة، تخرج منها بعض الأبخرة، هذه الأبخرة تحتوي على مواد سامة للجسم تعرف بإسم الألدهيدات، هذه المادة قد تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان، وللأسف زيت دوار الشمس من الزيوت التي تولد نسب كبيرة من الألدهيدات، لهذا يُنصح دائماً بأن تكون طرق الطهي بزيت دوار الشمس في درجات حرارة منخفضة.
3. محتواه من حمض اللينوليك
فعلى الرغم من أن حمض اللينوليك أو أوميجا 6 من أهم الأحماض الدهنية لصحة الجسم، ويحتاج إليها الإنسان في نظامه الغذائي، لكن الإكثار من تناول واستهلاك أوميجا 6 الدهنية بكميات كبيرة، يحفز الالتهابات ويجعل جسمك عرضة للإصابة إصابة بالالتهاب.