إن الشبكية بلا شك أحد أهم أجزاء العين، ولكن مثلها مثل أي جزء آخر يمكن أن تتعرض لمشكلات كانفصال الشبكية على سبيل المثال، مما يتطلب علاجاً عاجلاً للحالة، ولكن هل يمكن زراعة شبكية العين تحديداً؟ وما هي أجزاء العين التي يمكن زراعتها؟ وكيف يتم علاج مشكلة انفصال الشبكية؟ سنجيب على هذه التساؤلات في هذا المقال، فتابع معنا عزيزي القارئ.
ما هو انفصال الشبكية؟
يصف انفصال الشبكية حالة الطوارئ التي تنسحب فيها طبقة رقيقة من الأنسجة الشبكية في الجزء الخلفي من العين بعيدًا عن وضعها الطبيعي.
يسبب انفصال الشبكية فصل خلايا الشبكية عن طبقة الأوعية الدموية التي توفر الأكسجين والتغذية، وكلما طالت فترة انفصال الشبكية، زاد خطر فقدان البصر الدائم في العين المصابة.
علاج انفصال شبكية العين
إنه ليس في كل الحالات يكون من الضروري إجراء عملية لعلاج انفصال الشبكية، ففي الحالات التي لم تنفصل فيها الشبكية بعد عن العين، يمكن العلاج بطرق أخرى مثل التخثر الضوئي دون الحاجة للعملية.
ولكن يتم علاج شبكية العين المنفصلة بالعديد من الطرق الطبية والجراحية، فالعملية تتضمن عدد من الخيارات العلاجية التي يمكن استخدامها، يحدد الطبيب الطريقة الأنسب وفقاً لما تحتاجه الحالة، وأيضاً تفضيلات المريض الشخصية قد تلعب دوراً.
هل يمكن زراعة شبكية العين ؟
إنه حتى الآن لم يتم تطوير عملية زراعة شبكية العين بشكل كامل، فليست جميع أجزاء العين يمكن زراعتها، ولكن اليوم، يستبدل الباحثون خلايا الشبكية التالفة بعمليات زرع صحية للخلايا نفسها فقط.
حيث أنه في التجارب السريرية، استخدم الباحثون الخلايا الجذعية البشرية لتنمية خلايا الظهارة الصبغية الشبكية RPE، مما يجعل هناك آمال في المستقبل القريب، حيث يمكننا أن نتوقع عمليات زرع لهذه الخلايا، وهي أخبار جيدة للأشخاص الذين يعانون من الضمور البقعي ومرض ستارغاردت.
ما هي زراعة خلايا شبكية العين؟
يقوم العلماء والأطباء حالياً بالبحث في مدى إمكانية زراعة خلايا شبكية العين نفسها، إن الزرع التجريبي للخلايا في شبكية العين البشرية يأخذ اتجاهين كما يلي:
الخلايا المستقبلة للضوء
واحدة من هذه الاتجاهات هي زرع خلايا مستقبلة للضوء، خلايا RPE يُطلق عليها خلايا “ممرضة”، والتي تقع وراء المستقبلات الضوئية وتوفر لها العناصر الغذائية الأساسية.
يعتمد الشكل العملي للعلاج على التقدم الجراحي، وما إذا كان من الممكن التغلب على رفض الأنسجة ومشاكل أخرى لضمان إمكانية بقاء الخلايا المزروعة على قيد الحياة لفترات طويلة من الزمن.
الخلايا العصبية الشبكية المتبقية
في المقابل، لا يواجه زرع مستقبلات الضوء صعوبات رفض لا يمكن السيطرة عليها، لأنه يسبب تحفيز أقل للجهاز المناعي ومع ذلك، هناك تحد أكبر، هذا التحدي هو أن الضروري هنا ليس فقط بقاء مستقبلات الخلايا الضوئية المزروعة، ولكن أيضًا الحفاظ على اتصالها بالخلايا العصبية الموجودة لتكون قادرة على نقل الإشارات إلى الدماغ.
إذا كان يمكن التغلب على هذا التحدي الكبير فقط، فقد تفتح عملية زرع المستقبلات الضوئية الطريق في الوقت المناسب لإنقاذ البصر، إما عن طريق منع مزيد من التدهور، أو حتى باستعادة بعض البصر عن طريق التواصل بين خلايا المستقبلات الضوئية المزروعة والخلايا العصبية الشبكية المتبقية.
ما أجزاء العين التي يمكن زراعتها؟
إن القرنية هي الشكل الأكثر شيوعاً لزراعات العين، ولكنه ليس الوحيد منها، حيث أن هناك محاولات وعمليات تمت لزراعة أجزاء أخرى من العين كما يلي:
زرع الغشاء الأمنيوسي AMT
بالنسبة للمشاكل التي تؤثر على الصلبة أو الملتحمة، يمكن للأطباء زرع الأغشية الأمنيوسية، تؤخذ هذه الأغشية من أنسجة المشيمة المتبرع بها ويمكن تطعيمها على سطح العين حسب الحاجة أو استخدامها كضمادة من نوع ما، ويمكن أن تكون مؤقتة أو دائمة، تساعد هذه الأغشية على التئام وتجديد الأنسجة السطحية للعين.
زراعة الرموش
قد تمكن الجراحون أيضًا من إجراء عملية زراعة الرموش بنجاح، هذا يمكن أن يستعيد الرموش المفقودة بسبب الحروق والإصابات والحالات الطبية الأخرى.
زراعة الجفون وقنوات الدموع
يواصل الأطباء استكشاف ما إذا كان من الممكن زرع أجزاء أخرى من العين، في يوليو 2010، زرع الأطباء الفرنسيون الجفون والقنوات المسيلة للدموع كجزء من عملية زرع الوجه الكامل، وتم تضمين الجفون في عمليات زرع الوجه الأخرى في السنوات الأخيرة أيضًا.
والآن أعزائي القراء، نتمنى أن نكون قدمنا لكم ما تحتاجون معرفته عن إمكانية زراعة شبكية العين .. وإذا كان لديكم أي استفسار آخر، يمكنكم استشارة أحد أطبائنا من هنا.