لا شك أن فترة الحمل عند النساء هي من الفترات التي تتمناها الكثيرات، ولكنها أيضًا مليئة بالتغيرات الفسيولوجية، وظهور العديد من الأعراض المختلفة عن فترات ما قبل الحمل، وواحدة من هذه الأعراض تحجر بطن الحامل، فما هو؟ وما هي أسبابه؟ في هذا المقال سنعرض عليكِ كل ما تحتاجين معرفته عن هذا العرض.
ما هو تحجر بطن الحامل؟
تحجر البطن عند الحامل عبارة عن الشعور بتصلب عضلات منطقة البطن، وهو يشبه الشعور بالامتلاء بعد تناول وجبة دسمة، وقد يصاحبه تقلصات، وتصفه بعض النساء اللاتي تعانين منه بأنه ألم حاد، وهو ليس بمرض خطير، إذ إنه حالة عابرة، وتستمر لمدة قصيرة، ومع ذلك فقد تشير استمرار التحجر، والتقلصات إلى بعض المشاكل التي يتسنى لكِ الانتباه لها واستشارة الطبيب.
أسباب تحجر البطن للحامل
يعتمد معرفة سبب تحجر البطن اثناء الحمل على توقيت الإصابة بالتحجر أثناء الحمل سواء كان في الشهور الأولى، أو ما بعد ذلك، وإليكِ التفاصيل:
تحجر البطن في الشهور الأولى من الحمل
تحجر البطن في الشهور الأولى من الحمل، وبالتحديد الثلاثة أشهر الأولى قد تشير إلى:
- تمدد الرحم: أثناء الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، يتمدد الرحم بشكل سريع جدًا نظرًا لنمو الجنين، ويسبب ذلك بعض تقلصات البطن لدى الحامل، وآلام حادة تشبه الطعنات.
- الانتفاخ أو الإمساك: تعتبر الغازات من المشاكل الشائعة جدًا أثناء الحمل، فقد تسبب تقلصات أو ألم حاد ومؤلم جدًا في البطن، كما أن الإمساك من المشاكل الشائعة أيضًا، وقد يكون سبب تحجر البطن.
- الإجهاض: في بعض الحالات النادرة، تحجر البطن قد يكون أحد علامات الإجهاض، وعادة ما يحدث قبل الأسبوع العشرين، ومع ذلك، حدوث الإجهاض شائع قبل الأسبوع الـ 12 من الحمل، وقد تتضمن الأعراض: تقلصات، وإفرازات ونزيف مهبلي.
تحجر بطن الحامل في الثلث الثاني من الحمل
وقد يحدث تحجر البطن للحامل في الشهر الرابع، أو الخامس، أو السادس، وقد تجدين ألم الرحم، والتشنجات على جانبي الرحم، وتعرف بأنها آلام الأربطة التي تربط الرحم بالفخذ، إذ إنه أثناء فترة الحمل تتمدد تلك الأربطة مع نمو الرحم، مما يسبب تحجر البطن في بعض الأحيان، وقد يحدث الألم عندما تغيرين وضعيتك، سواء أثناء الوقوف، أو عند الجلوس.
بالإضافة إلى ما سبق، قد تشعر الكثير من النساء بتقلصات في الرحم، خاصة ما بين الأسبوع الـ 14، والأسبوع الـ 28 فيما يعرف بالطلق الكاذب (انقباضات براكستون هيكس).
تحجر بطن الحامل الثلث الأخير من الحمل
من الممكن أن تزداد قوة، وتكرار تحجر البطن للحامل في الشهر السابع، أو الثامن، أو التاسع الناجم عن انقباضات براكستون هيكس كثيرًا، وهذه الانقباضات شائعة في الأسابيع الأخيرة من الحمل إذ يستعد الرحم للولادة.
وبوجه عام، من المهم أن تتابعي هذه الانقباضات، وإذا كنتِ تعانين العديد من هذه الانقباضات في الساعة الواحدة، فمن الأفضل الاتصال بالطبيب.
هل تحجر البطن يعتبر طلق؟
يصعب على الكثيرات التفرقة بين الطلق الحقيقي، والطلق الكاذب، وتحديدًا في الأسابيع الأخيرة من الحمل، إذ إن الانقباضات، والتحجر تعتبر العلامات الأساسية لحدوث الطلق، وتستمر لمدة دقيقة تقريبًا.
وكما أوضحنا لكِ في الفقرة السابقة، أن الطلق الكاذب قد يحدث طوال مدة الحمل، إلا أنه يزداد كثيرًا في الفترات الأخيرة، لذا يفضل استشارة الطبيب حول موعد الولادة إذا لاحظتِ تكرار الانقباضات، وفيما يلي بعض الاختلافات بين انقباضات الطلق الحقيقي، والطلق الكاذب:
- أثناء الطلق الحقيقي منتظمة، وفتراتها قريبة من بعضها البعض، بينما الطلق الكاذب فهي غير منتظمة.
- مؤلمة جدًا أثناء الطلق الحقيقي، بينما هي غير مريحة أثناء الطلق الكاذب.
- يمكن علاج الطلق الكاذب في المنزل، بينما يصعب ذلك أثناء الطلق الحقيقي.
- بالإضافة إلى وجود أعراض أخرى للطلق الطبيعي مثل إفرازات المهبل، وآلام الظهر.
هل هناك علاقة بين تحجر البطن ونوع الجنين؟
توجد العديد من الخرافات المنتشرة بشأن تحديد ما إذا كان الجنين ذكرًا، أم أنثى. فعلى سبيل المثال: يعتقد الكثير من الناس أن حركة الجنين بشكلِ ما تشير إلى كونه ذكرًا، أو حركته بشكل آخر تشير إلى كونه أنثى، وكذلك تحجر البطن، فإذا كان البطن متحجرة، فهو يدل على نوع، وإذا كانت غير ذلك، فيدل على عكسه.
خلاصة القول: تحجر البطن وجنس الجنين خرافات لا أساس لها من الصحة، والشيء الوحيد الذي تستطعين من خلاله تبيّن ما إذا كان الجنين ذكرًا أم أنثى هو السونار، وذلك بعد مرور عدة أسابيع من الحمل.
كيفية التخلص من تحجر بطن الحامل
إذا كان تحجر البطن الذي تعانين منه خفيفًا، فيمكنكِ اتباع الآتي:
- اشربي كميات كافية من السوائل.
- غيري وضعيتك.
- تجنبي النهوض بسرعة.
- خذي حمامًا دافئًا.
- جربي مساج الحمل (التدليك) لإرخاء العضلات.
متى تتوجهين للمستشفى؟
يجب أن تتوجهي إلى المستشفى، والاتصال بالطبيب فورًا إذا كان حملك لم يصل إلى 36 أسبوع، وتعانين من أعراض الطلق المبكر، مثل النزيف، وتصريف السوائل، وضغط في منطقة الحوض والمهبل.