لا شك أن امراض الثدي من أكثر المشكلات أهمية لدى النساء، ولعل الكثيرات منهن يشعرن بالخوف الشديد عند ذكر هذا المصطلح، ولكن عزيزتي المرأة، ليست كل امراض الثدي بهذه الدرجة من الخطورة، بل أن بعضها يمكن أن يندرج تحت تصنيف عَرض وليس مرض، وحرصاً منا على إمدادكِ بكافة المعلومات الهامة حول امراض الثدي المختلفة، نقدم لكِ هذا المقال، والذي يحتوي على ملف شامل بكل ما يخص أمراض الثدي، فتابعي معنا.
امراض الثدي المتعلقة بالأورام والتكيسات
من أهم امراض الثدي وأكثرها انتشاراً، وربما تكون هي الأشهر، تلك الأمراض المتعلقة بوجود تكتلات أو أورام في الثدي وما حوله، وتشمل امراض الثدي المتعلقة بالأورام ما يلي:
الورم الليفي في الثدي
تتكون الأورام الليفية في الثدي من الأنسجة التي تبدو متكتلة أو تُشبه الحبل. يُسمي الأطباء هذا النسيج بالنسيج العقدي أو الغدي، وتعاني أكثر من نصف النساء من هذه الأورام في مرحلة ما من حياتهن، ولا تعتبر هذه التليفات مرضاً بالمعنى المفهوم، حيث أنها مجرد تغيرات في الثدي وعادةً لا تكون خطيرة.
ولا يُعرف السبب الحقيقي لتغيرات أو أورام الثدي الليفية، ولكن الخبراء لديهم شك بأن الهرمونات التناسلية، وخاصةً الإستروجين تلعب دوراً، حيث يمكن أن تتسبب مستويات الهرمونات المتقلبة أثناء الدورة الشهرية في تغيرات غير مرغوب فيها في الثدي، ووجود مناطق من نسيج الثدي المتكتل أو المتقرح، وتميل تغيرات الثدي الليفي إلى أن تكون أكثر إزعاجاً قبل فترة الحيض، ويميل الألم والتكتل إلى الانخفاض بمجرد بدء الدورة الشهرية.
سرطان الثدي
إن أعراض مرض سرطان الثدي (الحميد أو الخبيث) بالتفصيل والعلامات المبكرة لسرطان الثدي عادةً لا يمكن التعرف عليها، وهذا هو السبب في أن التصوير الإشعاعي للثدي أو الماموجرام هو أمر مهم للكشف عن السرطان في مرحلة مبكرة جداً، حتى أن سرطان الثدي المتقدم لا ينتج عنه دائمًا أعراض وعلامات، وعندما تحدث الأعراض، فعادًة ما تكون الأعراض الأولى عبارة عن منطقة من الأنسجة السميكة في الثدي، أو تورم في الثدي أو في الإبط، وتشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
- ألم في الإبطين أو الثدي لا يتغير مع الدورة الشهرية.
- تنقير أو احمرار في جلد الثدي مثل جلد البرتقالة.
- طفح جلدي حول أو على واحدة من الحلمات.
- إفرازات من الحلمة ربما تحتوي على الدم.
- تكون الحلمة غائرة أو مقلوبة.
- تغيير في حجم أو شكل الثدي.
- تقشير الجلد على الثدي أو الحلمة.
تكيس الثدي
إن تكيس الثدي هو تكون أكياس مملوءة بالسوائل بداخل الثدي، وهي عادةً ما تكون حميدة وغير سرطانية. يمكن أن يحدث التكيس في واحد أو كلا الثديين، كما يمكن أن يظهر تكيس واحد أو أكثر، وغالباً ما يتم وصفها بأنها كتل مستديرة أو بيضاوية ذات حواف مميزة، وعادةً ما يكون التكيس يُشبه حبة العنب، أو البالون المملوء بالماء.
وتشمل أعراض تكيس الثدي وجود العلامات الآتية:
- كتلة ناعمة، ومتحركة، وبيضاوية ذات حوف مميزة، والتي عادةً ما تكون حميدة.
- إفرازات الحلمة قد تكون صفراء، أو بلون القش، أو بنية داكنة.
- ألم في الثدي، وتكتل في منطقة الثدي.
- زيادة في حجم الثدي قبل الدورة الشهرية.
- انخفاض في حجم الكتلة الثديية، واستمرار باقي الأعراض الأخرى بعد الدورة الشهرية.
امراض الثدي المتعلقة بالالتهابات
هناك بعض امراض الثدي التي تسببها أنواع مختلفة من الالتهابات، وتشمل هذه الأمراض ما يلي:
خراج الثدي
إذا دخلت البكتيريا في نسيج الثدي، فإن الجهاز المناعي يرسل خلايا الدم البيضاء لمكافحة العدوى، خلال هذه العملية، يمكن لبعض الأنسجة المصابة أن تموت وتترك في هذه الأنسجة الميتة جيباً ممتلئاً بالقيح، وهو خليط من خلايا الدم البيضاء، والأنسجة الميتة، والبكتيريا، وعندما يمتلئ هذا الجيب ويتضخم يتشكل على هيئة كتلة متورمة ومؤلمة تُعرف بإسم الخُراج.
وتتلخص أعراض خراج الثدي في وجود العلامات الآتية:
- تورم مؤلم في الثدي.
- حكة واحمرار.
- الشعور بالسخونة في الثدي.
- درجة حرارة عالية أو حمى.
- إذا كانت الكتلة لها حدود منتظمة وناعمة، أو صلبة ومثل الكيس، فقد تكون خُراج.
حكة الثدي
هناك عدة أسباب تسبب حكة الثدي عند النساء، ومن هذه الأسباب ما يلي:
- الإكزيما، وهي سبب شائع لحدوث هذه المشكلة، ويُطلق عليها أيضاً التهاب الجلد التأتبي، وفي حين أن سبب الإكزيما غير معروف، إلا أنها يمكن أن تسبب جفاف الجلد، والحكة، والطفح الجلدي.
- الألياف الصناعية التي يتم ارتدائها أيضاً يمكن أن تسبب حكة الثدي.
- مواد النظافة الشخصية.
- العطور المختلفة يمكن أن تسبب حكة الحلمة أيضاً.
- الصابون والألياف الصوفية يعتبران أيضاً من أسباب الإصابة بحكة الثدي.
- الحمل ونمو حجم الثديين أثناء تلك الفترة يمكن أن يسبب حكة الثدي، حيث يمكن أن تحدث تشققات الحلمة والثدي بسبب التمدد.
وخز الثدي
إن وخز الثدي لا يُصنف تحت تصنيف امراض الثدي عادةً، ولكنه من الممكن أن يكون عرضاً له أسباب مختلفة، ومن أسبابه ما يلي:
بعض الأدوية
بعض الأدوية الهرمونية بما في ذلك بعض علاجات العقم، وحبوب منع الحمل عن طريق الفم قد تترافق مع ألم الثدي، كما أن ألم الثدي هو أحد الآثار الجانبية المحتملة لهرمونات الإستروجين، والبروجسترون التي تستخدم بعد انقطاع الطمث، كما قد يرتبط ألم الثدي بمضادات الاكتئاب، بما في ذلك مضادات الاكتئاب الانتقائية لمثبطات السيروتونين.
حجم الثدي
النساء اللاتي يمتلكن ثدي كبير قد يصبن بألم غير دوري في الثدي، ويكون مرتبط بحجم الثدي لديهن، كما أن آلام الرقبة والكتف والظهر قد تصاحب ألم الثدي بسبب الثدي الكبير.
جراحة الثدي
آلام الثدي المرتبطة بجراحة الثدي وتكوين الندبة، يمكن أن تظل قائمة في بعض الأحيان بعد شفاء الجروح.
امراض الثدي المتعلقة بالغدد والحلمة
التهاب الغدد اللبنية
يُطلق عليه أيضاً التهاب الثدي، وهو التهاب في نسيج الثدي ينتج عنه ألم في الثدي، وتورم، وسخونة واحمرار، قد يكون هناك أيضاً حمى وقشعريرة، إن التهاب الثدي الأكثر شيوعاً يصيب النساء اللواتي يرضعن، على الرغم من أن هذه الحالة يمكن أن تحدث في بعض الأحيان عند النساء الغير مُرضعات.
يمكن أن تظهر أعراض التهاب الغدد اللبنية فجأة، وتشمل هذه الأعراض والعلامات ما يلي:
- لمسة الدفء في الثدي.
- الشعور العام بالتعب والضيق.
- تورم الثدي.
- ألم وحرقان باستمرار أثناء الرضاعة الطبيعية.
- احمرار الجلد في المنطقة.
- ارتفاع حرارة الجسم إلى 38.3 أو أكثر.
- عادةً ما تميل الإصابة بالتهاب الغدد اللبنية إلى التأثير على ثدي واحد فقط.
توسع قنوات الحليب
يتكون الثديين من الأنسجة الضامة التي تتضمن نظاماً من قنوات الحليب، وهي مقاطع صغيرة تحمل الحليب إلى الحلمة، يحدث موت القناة الثديية عند اتساع قنوات الحليب تحت الحلمة، مما يؤدي إلى انسدادها بمادة لزجة والتهابها. لا يعرف الخبراء بالضبط ما الذي يسبب توسع قنوات الحليب وتهيجها، ولكن يتوقع البعض بأنه قد يرتبط بالأسباب الآتية:
- تغيرات نسيج الثدي بسبب الشيخوخة، حيث أنه مع التقدم في العمر يتغير نسيج الثدي من كونه نسيج غدي إلى نسيج دهني.
- التدخين قد يترافق مع توسع قنوات الحليب أيضاً، حيث أنه ربما يؤدي إلى التهاب باطن القناة الثديية.
- الحلمة المقلوبة حديثاً من الممكن أن تؤدي إلى عرقلة قنوات الحليب، مما يسبب الالتهاب والعدوى، كما قد تكون الحلمة المقلوبة علامة على وجود حالة أكثر خطورة مثل السرطان.
عدم بروز الحلمتين
يُطلق عليه أيضاً الحلمة المقلوبة أو الغائرة، وهي تكون ساقطة للداخل بدلاً من أن تبرز خارج الثدي، ويمكن أن تحدث في واحد أو كلا الثديين، وتشير التقديرات إلى أن 9 إلى 10 في المائة من النساء لديهن على الأقل حلمة واحدة معكوسة وغير بارزة، ولا يقتصر الأمر على النساء فقط، بل قد يعاني منها الرجال أيضاً.
وقد تنعكس بعض الحلمات بشكل مؤقت فقط، ويمكن أن تعود لطبيعتها مع التغير في درجة الحرارة أو المحفزات الأخرى، ولكن يمكن أن تكون بعض الحلمات مقلوبة بشكل دائم، ولا يتم عكسها للوضع الصحيح ما لم يتم عمل محاولات علاج عدم بروز الحلمتين. لا يعتبر عدم بروز الحلمتين من امراض الثدي التي تدعو للقلق على أي حال.
امراض الثدي المتعلقة بحجم الثدي
تحدث بعض امراض الثدي أو أعراضه تحت ظروف معينة، وتكون هذه الحالات متعلقة بحجم الثدي، أي أن حدوثها يؤثر على الحجم الطبيعي للثدي، ومن امراض الثدي التي تؤثر على حجمه ما يلي:
انتفاخ الثدي
يتكون الثدي من أربعة هياكل نسيجية رئيسية، الأنسجة الدهنية، وقنوات الحليب، والغدد، والأنسجة الضامة، من الممكن أن تكون الأنسجة الدهنية عُرضة للتقلبات في حجم السائل، وهذا يمكن أن يسبب تضخم الثديين، مما يؤدي إلى حدوث ألم وانزعاج، كما أن هناك تغيرات أخرى يمكن أن تحدث في الثدي، وتسبب تورمه وانتفاخه.
ويمكن أن يسبب تورم الثدي بعض التغيرات الملحوظة، على سبيل المثال قد يُصبح الثديين أكبر بشكل ملحوظ، وقد تصبح الأوردة أكثر وضوحاً، حيث يجعلها الانتفاخ أقرب إلى سطح الجلد، وقد تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
- الشعور بثقل في الثديين.
- عدم الراحة في منطقة الثدي وما حولها، وقد يصل هذا الشعور إلى الإبطين.
- تغييرات على نسيج أو جلد الثدي وما حوله.
- في بعض الحالات، قد يكون هناك إحساس بالدفء أو السخونة عند اللمس، وقد تصاحب الكتل المتصلدة في أنسجة الثدي تورم أيضاً، ولكن هذا لا يدعو للقلق إلا في حالة واحدة، أنه قد يكون علامة على الإصابة بـ سرطان الثدي.
ضمور الثدي
عندما تقترب المرأة من سن اليأس، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين لديها بشكل كبير، عندها يبدأ نظام الحليب في التوقف عن العمل، وينكمش النسيج الغدي في الثدي، وهذا يجعلهما أقل كثافة وأكثر دهنية، مما قد يؤدي إلى ترهلهما، وهذا يسمى ضمور الثدي أو انكماشه، قد تلاحظ المرأة أيضًا أن ثديها ليس ممتلئًا كما اعتادت من قبل، وقد يتغير حجمه أيضاً.
وعلى الرغم من عدم وجود طريقة مؤكدة لعكس هذا الارتخاء، إلا أن التمرين يجعل ثديكِ يبدوان أفضل، من خلال تطوير العضلات الموجودة تحته وتخفيفها. إن التمرين بشكل منتظم له أيضًا ميزة أخرى مهمة، وهي قلة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، ومن الطرق الجيدة في التمرين للتأثير على عضلات صدركِ، ضغط العضلات ورفع الأثقال، ولكن يجب التنسيق مع مختص حول التمارين الممكن القيام بها وفقاً لحالتكِ.
كيفية التعامل مع امراض الثدي المختلفة
عزيزتي المرأة، إن الثدي من أكثر المناطق أهمية بالجسم، وأكثرها حساسية أيضاً، خاصةً عند الحمل والولادة والرضاعة الطبيعية، ولا يجب أن تخجلي من الاهتمام به وبصحته، لذلك عليكِ الانتباه إلى النقاط التالية:
- استشارة الطبيب عند حدوث اي أعراض غير معتادة متعلقة بالثدي أو الحلمتين.
- الالتزام بما يطلبه الطبيب من أشعة وتحاليل لتأكيد التشخيص.
- استشارة المختص حول نوع حمالات الصدر الملائم لحجم الثدي وحالته.
- استخدام بطانات الثدي عند وجود أي إفرازات من الحلمة.
- مراقبة تكتلات الثدي وما حوله وتحت الذراعين شهرياً، وإخبار الطبيب بأي تغيرات.
- مراقبة النظام الغذائي بشكل جيد والابتعاد عن التدخين والكحوليات.
- عمل فحص دوري للثدي كل 6 أشهر للاطمئنان على صحته وعدم وجود أي سرطانات.
بعض الفحوصات الأخرى التي يجب عليك عملها بشكل دوري منتظم تشمل:
والآن عزيزتي القارئة، نتمنى أن نكون قدمنا لكِ ما تحتاجينه من معلومات حول امراض الثدي المختلفة، وإذا كان لديكِ أي استفسار، يمكنكِ استشارة أحد أطبائنا من هنا.