يعتقد البعض أن الاثنى عشر هي القولون، فهل هذا صحيح؟ لمعرفة ما هي الاثنى عشر ومكانها داخل الجسم، وما هي وظيفتها والأمراض التي قد تصيبها؟ تابع القراءة.
ما هي الأثنى عشر؟
تعد الاثنى عشر هي الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، وقد حصلت على هذا الاسم بسبب حجمها، ففي اللاتينية يُترجم اسم الاثني عشر إلى 12 إصبعًا، وهو الطول التقريبي للعضو.
طول الأثنى عشر
يبلغ طول الاثنى عشر حوالي 20 إلى 25 سم (8 إلى 10 بوصات)، ورغم ذلك فهي أصغر أجزاء الأمعاء الدقيقة في الطول، مقارنةً بالصائم، والذي يبلغ طوله حوالي 2.5 مترًا (8 أقدام تقريبًا).
مكان الاثنى عشر
تقع الأمعاء الدقيقة أسفل المعدة، وتعد الاثني عشر أحد أجزاء الأمعاء الدقيقة، والتي تتصل بالمعدة، ويطلق عليها بالانجليزية (Duodenum)، وتحمل شكل الحرف سي (C) أو حدوة حصان.
ويمكن فصل الأثنى عشر إلى أربعة أجزاء، كل جزء له شكل تشريحي مختلف ويؤدي وظيفة مختلفة، وتشمل أجزاء الأثنى عشر التالي:
- الجزء الأول من الاثني عشر: وهو الجزء العلوي من الاثني عشر، وهو متصل بالكبد عن طريق الرباط الكبدي للاثني عشر.
- الجزء الثاني من الاثني عشر: يقع هذا الجزء الممتد للأسفل من الأثني عشر فوق الكلية اليمنى، ويتصل بالبنكرياس عبر أنبوب صغير يسمى قناة البنكرياس.
- الجزء الثالث من الاثني عشر: يقع هذا الجزء الممتد عبر البطن أفقيًا من الأثني عشر أمام الشريان الأورطي، ويتنقل من اليمين إلى اليسار خلف شبكة من الأوعية الدموية.
- الجزء الرابع من الاثني عشر: وهو الجزء الممتد لأعلى من الاثني عشر، ويمر فوق الشريان الأورطي أو يساره قليلاً، حتى يصل في النهاية للصائم.
بالإضافة أن بطانة الأثني عشر تتكون من أربع طبقات لكل منها وظيفتها الخاصة أيضًا، وتشمل الطبقات التالي:
- الطبقة المخاطية (mucosa layer): وهي الطبقة الأعمق، وتتكون من الغدد المخاطية والميكروفيلي (وهي نتوءات تشبه الإصبع تعمل على امتصاص العناصر الغذائية).
- الطبقة تحت المخاطية (submucosa layer): تتكون من نسيج ضام، وتحتوي على شبكة غنية من الأوعية الدموية والأعصاب التي تنتقل عبر طول الأثنى عشر، وتحتوي أيضًا على غدد تسمى غدد برونر (Brunner’s glands).
- الطبقة العضلية الخارجية (muscularis externa layer): والتي تتكون من أنسجة عضلية ملساء، مسؤولة عن تقلصات الجهاز الهضمي (GI).
- الطبقة المصلية (serosal layer): وهي الطبقة الخارجية من الأثني عشر، وتتكون من طبقة واحدة من الخلايا المسطحة؛ لتوفر حاجزًا للأعضاء الأخرى.
وظيفة الاثني عشر
تتمثل الوظيفة الأساسية للأمعاء الدقيقة في تكسير الطعام وامتصاص العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم منه، وتشمل وظيفة الاثني عشر ما يلي:
- تعمل على تحييد المحتوى الحمضي في مضغة الطعام، وذلك عن طريق مادة كيميائية تسمى البيكربونات، مما يجعله جاهزًا لمزيد من الهضم.
- تعمل عضلات الأثنى عشر على تحريك المضغة، ومزجها مع الإنزيمات الهاضمة، مما يساعد في تحرك الطعام على طول القناة الهضمية إلى الصائم.
- تحتوي على غدة برونر، والتي تعمل على إفراز المخاط؛ للمساعدة في تحرك الطعام بسهولة عبر الأثني عشر.
- تلقي الطعام الذي تم خلطه وتكسيره من المعدة.
- استمرار عملية الهضم باستخدام الصفراء من الكبد، للمساعدة في تكسير الدهون، بالإضافة للإنزيمات الهاضمة من البنكرياس، والعصائر المعوية التي تفرزها جدران الاثني عشر.
- امتصاص بعض العناصر الغذائية، مثل حمض الفوليك والحديد وفيتامين D3.
- تعمل كحاجز لمنع الميكروبات الضارة من دخول الجسم، فهي تحتوي على البكتيريا المفيدة، وبالتالي فمسببات الأمراض (الجراثيم) تواجه صعوبة في التكاثر هناك.
أمراض تصيب الاثنى عشر
تعد أمراض الأثني عشر مصدرًا شائعًا لانزعاج البطن عند الكثير من الناس، وتشمل الحالات الآتي:
- مرض التهاب الأمعاء (IBD)، والذي قد يسبب التهابًا في الاثني عشر أو المعدة، فأحد أنواع التهاب الأمعاء (داء كرون Crohn’s disease) يؤثر فقط على الاثني عشر.
- مرض الاضطرابات الهضمية (Celiac disease)، وهي حالة تؤثر بشكل خاص على الاثني عشر، وذلك نتيجة للتأثيرات الضارة عند تناول الغلوتين أو منتجات القمح.
- التهاب الاثني عشر (Duodenitis)، وقد تحدث هذه الحالة بسبب الاستهلاك المتزايد من المشروبات الكحولية.
- قرحة الاثني عشر (Duodenal ulcers)، وهي آفات تتشكل في بطانة الاثني عشر.
- سرطان الاثنى عشر (Duodenal Cancer).