هل تعلم ان ما يصل إلى 40% من سكان العالم قد يعانون من حالة أو أكثر من حالات الحساسية، وان ارتجاع المعدي المريئي هو أحد أكثر أمراض الجهاز الهضمي انتشارا في مختلف انحاء العالم. ولكن ما هي العلاقة بين ارتجاع المريء وحساسية الجيوب الانفية؟
حساسية الجيوب الانفية
إلتهاب الانف التحسسي هي عملية التهابية تحدث في الغشاء المخاطي للأنف، ويتم تحفيزها بواسطة التعرض لاحد مسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح، أو وبر الحيوانات الأليفة، أو عثة الغبار. مما تتسبب في ظهور اعراض تشبه اعراض نزلات البرد.
ومن اعراض حساسية الانف
- سيلان الانف
- التهاب الحلق
- دموع واحمرار العين
- انتفاخ الجلد أسفل العين
- السعال
- ضغط على الجيوب الانفية
- الشعور بالإرهاق والتعب
ويعرف التهاب الانف التحسسي أيضا باسم حساسية الجيوب الانفية أو حمى القش، أو حمى الكلأ، وقد تصيب الأشخاص من مختلف الفئات العمرية.
لمزيد من المعلومات اقرأ: علاج حساسية الجيوب الأنفية بالطرق الطبيعية
ارتجاع المريء
ارتجاع المريء هو اضطراب عادة يشير إلى وجود مشاكل في الجهاز الهضمي مثل عسر الهضم، مع تدفق حمض المعدة إلى المريء. والذي قد يكون ناتج عن الارتجاع المعدي المريئي أو الارتجاع الحنجري البلعومي والمعروف باسم ارتجاع المريء الصامت، مما يتسبب في ظهور بعض الاعراض المرضية المصاحبة والتي قد تختلف بين النوعين.
والارتجاع الصامت مثله مثل الارتجاع المعدي المريئي، إذا أهمل علاجه فإنه قد يتسبب في حدوث مشاكل صحية خطيرة. فمع مرور الوقت قد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالربو، أو توقف التنفس أثناء النوم، أو سرطان المريء.
اعراض ارتجاع المريء الصامت
- التهاب الجيوب الانفية
- التهاب الحلق
- بحة الصوت
- ألم في الصدر
- التهاب الاذن الوسطى
- اضطرابات في النوم
- تآكل مينا الاسنان
- الشعور بشيء ما عالق في الحلق (متلازمة كرة الحلق)
ارتجاع المريء وحساسية الجيوب الانفية
الارتجاع المعدي المريئي واحدا من الامراض الشائعة والتي تعتبر من أبرز اعراضه حرقة المعدة، ولكن المثير للاهتمام هو اكتشاف أخصائيو طب الأذن والحنجرة ان بعض المرضى لم تظهر عليهم أي اعراض نشأت من الجهاز الهضمي العلوي، بالرغم من وجود اعراض الارتجاع، ولكن دون اعراض ارتجاع المعدي المريئي النموذجية والتي من ابرزها حرقة المعدة.
وهو ما يشير إلى ارتجاع المريء الصامت، والذي قد يظهر بأعراض غامضة مثل بحة الصوت، والشعور بكرة في الحلق (كما لو ان هناك شيئا ما عالق في الحلق).
ولقد تم اكتشاف تلك الحالة في عام 1968، ومنذ ذلك الحين تم الربط بين اعراض ارتجاع المريء الصامت بحالات طبية آخرى مثل التهاب الجيوب الانفية، وانقطاع النفس الانسدادي النومي، والربو، والتهاب البلعوم المزمن.
لمزيد من المعلومات اقرأ: العلاقة بين ارتجاع المريء والربو
فلقد اشارت نتائج بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين ارتجاع المريء والجيوب الانفية. حيث وجدت الدراسة ان حوالي 85% من المشاركين قد تم تشخيصهم إيجابيا بارتجاع المريء الصامت وحساسية الجيوب الانفية (حساسية الأنف).
وتعد بحة الصوت، والبلعوم الكروي من الاعراض الشائعة لكلا من الارتجاع الصامت، والتهاب الانف التحسسي. ويمكن اعتبار الارتجاع الصامت هو عامل مساعد في زيادة وعي المرضى بمشاكل الحساسية.
لذا فلقد نمى الوعي باعتبار ارتجاع المريء الصامت أحد أمراض الشعب الهوائية، ومع ذلك فإن حساسية الجيوب الانفية (التهاب الانف التحسسي) يعد أحد أكثر أمراض مجرى الهواء شيوعا في العالم.
كيف تفرق بين ارتجاع المريء وحساسية الأنف
إن كنت تستيقظ في الصباح وانت تعاني من سيلان الانف، وسعال مستمر طوال اليوم، فضع في اعتبارك ان ذلك يمكن ان يكون من اعراض ارتجاع المريء الصامت، وليست مجرد اعراض حساسية الانف الموسمية.
الا انه قد يكون الفرق بينهما هو شكل المخاط، حيث يعاني مرضى حساسية الانف من سيلان الانف وافراز مخاط واضح تماما، بينما يبدو المخاط لدى مرضى الارتجاع الصامت كثيف ويشبه الصمغ.
وإذا كنت تشتبه بوجود اعراض ارتجاع المريء الصامت، فبإمكانك اتباع حمية الاقصاء لمدة أسبوعين، وذلك بتجنب تناول منتجات الالبان والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، مع الالتزام بتناول الأطعمة قليلة الدسم، وتجنب الأطعمة الحارة والمقلية، وأيا من الأطعمة والمشروبات المسببة لأعراض ارتجاع المريء. فإذا كان لديك ارتجاع صامت حقا، فقد تساعد تلك التغييرات على علاج الاعراض.
وعلى الرغم من ان بعض الدراسات قد توصلت إلى وجود ارتباط وثيق بين ارتجاع المريء وحساسية الجيوب الانفية، الا انه حتى يومنا هذا لايزال الباحثون يسعون بشكل مستمر من اجل مزيد من الفهم الدقيق لارتجاع المريء واعراضه ومدى تأثيره على الحالات المرضية الأخرى.