قد تتساءل هل هناك علاقة بين عيوب القلب الخلقية ومتلازمة داون؟ الإجابة هي نعم، حيث ترتبط متلازمة داون ارتباط وثيق بظهور بعض العيوب الخلقية ومن أهمها العيوب الخلقية بالقلب، فتقريباً 50% من حالات داون لديهم مشاكل بالقلب قد تتفاوت بين عيوب خلقية بسيطة تحتاج لمتابعة فقط أو علاج دوائي، أو تصل لعيوب خطيرة قد تحتاج التدخل الجراحي، في هذا المقال نعرض عليكم العلاقة بين عيوب القلب الخلقية ومتلازمة داون، فتابعونا للنهاية.
عيوب القلب الخلقية ومتلازمة داون
هناك علاقة وطيدة بين عيوب القلب الخلقية ومتلازمة داون، وفيما يلي نوضح لكم أهم مشاكل القلب التي قد تظهر عند الأطفال المصابين بمتلازمة داون:
- وجود خلل بتكوين الحواجز بين البطينين والأذينين والصمامات.
- استمرار الوصلة الشريانية الجنينية.
- رباعية فالوت Tetralogy Of Fallot.
عيب القناة الأذينية البطينية
تعتبر هذه المشكلة أحد أكثر المشاكل التي تظهر العلاقة بين عيوب القلب الخلقية ومتلازمة داون، فعادة ما يحدث خلل أو عيب الحاجز الأذيني البطيني نتيجة حدوث مشكلة خلال تكوين الأنسجة أثناء تكوين الجنين، وبالتالي تحدث مشكلة في تكوين الحواجز التي تفصل بين الأذينين والبطينين، وهو عبارة عن فتحة كبيرة الحجم تتوسط البطينين والأذينين.
ثقب القلب عند الطفل الداون
يحدث ثقب القلب نتيجة وجود مشكلة في الحواجز الموجودة في غرف القلب، وبالرغم من أن ثقب القلب الموجود بين البطينين والأذينين هو الأكثر شيوعاً، إلا أنه من الممكن حدوث مشاكل وثقوب في منطقة الأذينين فقط، كما يمكن حدوث نفس المشاكل في منطقة البطينين فقط، إلا أن هذا النوع من مشاكل القلب يحدث بصورة قليلة جداً.
القناة الشريانية المفتوحة
الوصلة الشريانية هي قناة بين الشريان الرئوي والشريان الأورطي، خلال حياة الجنين تعمل هذه الوصلة على تحويل الدم بعيداً عن الرئتين، لأن الدم قبل الولادة بالفعل يحمل الأكسجين من الأم، وذلك لأن المشيمة هي التي تقوم بدور الرئتين في حياة الجنين قبل الولادة.
بعد الولادة ينتهي دور هذه القناة عادة في اليوم الأول من حياة الطفل، فإذا لم تغلق، يؤدي ذلك إلى زيادة تدفق الدم إلى الرئتين، مما يزيد خطر حدوث ارتفاع ضغط دم الشريان الرئوي.
وقد تتسبب هذه الحالة في ظهور بعض الأعراض لدى بعض الأطفال وليس من الضرورة أن تظهر الأعراض على جميع الأطفال المصابين بمتلازمة دوان، ولكن في حالة ظهور الأعراض، فإنها تؤدي إلى شعور الطفل بحالة من التعب المستمر، ومشاكل التنفس السريع أو البطيء، وظهور مشاكل تتعلق بزيادة وزن الطفل، حيث يصبح نمو الطفل بطيئاً، نتيجة عدم اهتمامه بتناول الطعام.
رباعية فالوت Tetralogy Of Fallot
رباعية فالوت Tetralogy of Fallot هو مصطلح يتم إطلاقه على مشكلة قلبية تتألف من أربعة تشوهات هي عيب الحاجز البطيني، ضيق الممر من البطين الأيمن إلى الرئتين، تضخم في عضلات البطين الأيمن نظراً لارتجاع الدم به، كبر حجم الشريان الأورطي، الذي يحمل الدم من البطين الأيسر للجسم.
تشخيص عيوب القلب الخلقية مع متلازمة داون
غالباً يتم اكتشاف هذه العيوب عن طريق ظهور أعراض قصور بالقلب، ومشاكل في التنفس، وزيادة عدد نبضات القلب أو ملاحظة تأخر في النمو، ولكن ينصح عند تشخيص متلازمة داون حتى إذا لم تظهر أعراض، أن يتم تحويل الطفل لأخصائي القلب لعمل أشعة الموجات الصوتية، فإن التشخيص المبكر يساعد في التدخل السريع ومنع حدوث مضاعفات.
علاج عيوب القلب الخلقية للطفل الداون
يتم تقييم الحالة العامة ونوع العيب الخلقي وحجمه من قبل أخصائي القلب، ثم يتم تحديد نوع العلاج سواء دوائي أو تدخل جراحي، ففي بعض الحالات مثل القناة الشريانية المفتوحة قد يكون العلاج الدوائي مناسب، بينما في حالات أخرى قد تكون الجراحة هي الحل.
وفي حالة ثقب القلب الناتج عن عيب القناة الأذينية البطينية، فعادة ما يكون التدخل الجراحي هو الحل ويفضل أن يتم إجراء العملية قبل مرور 6 أشهر من ولادة الطفل الداون، ويعتبر القيام بالعملية أمراً صعباً، لذلك ننصح الآباء والأمهات باختيار الفريق الطبي المناسب والمؤهل للقيام بالعملية، حيث أن هناك بعض المشاكل التي قد تواجه الفريق المختص بالقيام بالعملية، فقد يكون إجراء العملية لأطفال متلازمة داون أكثر صعوبة من الأطفال العاديين.
وفي ختام مقالنا عن العلاقة بين عيوب القلب الخلقية ومتلازمة داون ننصحكم بمتابعة حالة الطفل في حالة كان من المصابين بالمتلازمة، حيث أن هؤلاء الأطفال يكونون عرضة للإصابة بمشاكل صحية أخرى، وفي النهاية نتمنى لكم ولأطفالكم كل الصحة والعافية.