أعراض مرض التصلب اللويحي الجسدية تكون ظاهرة للغاية وتؤثر بشكل كبير على جميع النواحي الحياتية للمريض، ولكن هل تقتصر أعراض هذا المرض على الأعراض الجسدية فقط؟ تعرفوا معنا من خلال المقال التالي على أعراض التصلب اللويحي النفسية وكيف يؤثر هذا المرض على الحالة النفسية وأيضاً بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في التعامل والتكيف مع هذه الأعراض.
كيف يؤئر التصلب اللويحي على الحالة النفسية؟
إلى جانب الأعراض الجسدية الناتجة عن الإصابة بالتصلب المتعدد أو التصلب اللويحي، يمكن أن يتسبب هذا المرض أيضاً بتأثيرات عاطفية ونفسية عميقة، ففي البداية قد يكون من الصعب التكيف مع التشخيص بالإصابة بهذا المرض ومدى تقدمه وكيفية تأثيره على الحركة الجسدية.
ففي العديد من الحالات من المتوقع اختبار مشاعر وتغيرات نفسية مختلفة، فقد يعاني المريض بشكل مفاجئ من فترات عاطفية شديدة، فقد يشعر بالحزن أو الغضب بشكل مفاجئ، وأحياناً قد تتراكم هذه المشاعر وتؤثر على الشخص.
وعادة ما تحدث هذه التغيرات نتيجة الضرر الذي يحدث للأعصاب في مناطق الدماغ التي تؤثر على المشاعر، بالإضافة إلى أن الأدوية المستخدمة في التحكم في أعراض المرض يمكن أن يكون لها تأثيرات على المشاعر والحالة النفسية لمريض التصلب المتعدد.
أعراض التصلب اللويحي النفسية
إليكم بعض أعراض التصلب اللويحي النفسية التي تمت ملاحظها لدى عدد من المصابين بهذا المرض:
1- الاكتئاب
يُعتبر الاكتئاب من الأعراض النفسية الشائعة لدى مصابي التصلب المتعدد، ويمكن أن ينتج من المرض نفسه أو يحدث نتيجة اضطرار التعايش مع الإعاقات التي يُسببها هذا المرض.
وعادة ما يظهر الاكتئاب بشكل يومي، وتتراوح حدته من شخص لآخر، وعادة ما ينتج عن هذا الاكتئاب الشعور بالحزن أو العصبية، ولكن قد تظهر أعراض أخرى مرتبطة به أو مترتبة عليه مثل:
- تغيرات في الشهية.
- صعوبة في النوم.
- خمول غير معتاد، وفقدان في الطاقة.
- الشعور بالذنب الشديد أو اليأس.
- مشاكل في الذاكرة أو التفكير.
- أفكار انتحارية.
2- الحزن
قد يرتبط الحزن بفقدان شخص مقرب، ولكن من الطبيعي الشعور بالحزن عن التشخيص بالإصابة بمرض التصلب المتعدد، فيظهر الحزن أثناء هذا المرض نتيجة فقدان الحركة أو نتيجة تأثير المرض على الحالة العقلية أو نتيجة الشعور باليأس أو العجز بسبب المرض. وقد تظهر أعراض أخرى مرتبطة بالحزن مثل:
- الإنكار.
- العزلة.
- الغضب.
- الاكتئاب.
- القلق والإحباط.
- الخوف.
- العصبية.
3- الغضب
يُعتبر الغضب من ضمن أعراض التصلب اللويحي النفسية المتوقعة، وعادة ما يكون الشعور بالغضب شديد وحاد، وبعض الخبراء يفسرون هذا الغضب على أنه متعلق بالضرر الذي يحدث لبعض مناطق الدماغ المسئولة عن الشعور بالغضب. بينما البعض الآخر يعتقدون أنه ناتج عن الاضطرار للعيش مع هذا المرض غير المتوقع الذي يؤثر على الحركة والرؤية والتفكير وغيرهم.
ويمكن أن يظهر الغضب في صورة أعراض وعلامات جسدية قد تتمثل في التالي:
- الصداع.
- خفقان في القلب أو الشعور بالضيق في الصدر.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التنميل.
- تعب غير معتاد.
4- التأثير البصلي الكاذب (التقلقل العاطفي)
التأثير البصلي الكاذب Pseudobulbar affect أو التقلقل أو عدم الثبات العاطفي هو مصطلح يُستخدم للإشارة للنوبات التي لا يمكن التحكم بها من الضحك أو البكاء. وعادة ما يكون من الصعب جداً التحكم بهذه النوبات، كما يمكن أن تكون موتِرة للغاية للشخص المصاب بها أو المقربين منه.
ومن الضروري معرفة أن هذا التأثير ليس من الضرورة ارتباطه بالحالة المزاجية للشخص أو بشئ آخر موجود في البيئة المحيطة، فالشخص المصاب بهذا التأثير يمكن أن يتعرض لنوبة ضحك هيستيرية، ولكن لا يعني هذا أنه يشعر بالسعادة من الداخل أو أن شخص مضحك حدث وأدى لحدوث هذه النوبة.
5- تغيرات سلوكية
الأشخاص المصابون بمرض التصلب المتعدد يمكن أن يتعرضوا لتغيرات سلوكية، وأحياناً قد تحدث تصرفات غير لائقة مثل الاندفاع أو الحرمان الجنسي أو الاجتماعي. وعلى الرغم من أن هذه التصرفات قد تكون مقلقة، إلا أنه من الضروري تذكر أن هذه التغيرات ما هي إلا تأثيرات عاكسة للمرض، وتحدث نتيجة الضرر الحاصل في الجزء الدماغي المسئول على التحكم في الاندفاعات.
وإلى جانب التغيرات السابق ذكرها، قد يختبر مريض التصلب المتعدد أعراض وتغيرات سلوكية أخرى مثل العدوانية وعدم الصبر واللامبالاة. ويجب الإشارة أيضاً إلى أن الأبحاث تقترح أن هذه التغيرات السلوكية يمكن أن تساعد في التنبؤ بالضعف أو الضرر الإدراكي والوظيفي لدى مصابي مرض MS.
هل التصلب اللويحي مرض نفسي؟
لا يوجد ما يُشير إلى أن هذا المرض هو اضطراب نفسي، بل هو مرض يتسبب في حدوث أضرار وتغيرات في الأعصاب وفي الأجزاء الدماغية المسئولة عن المشاعر والإدراك، مما يمكن أن يترتب عنه الإصابة باضطرابات وأعراض نفسية وليس العكس.
التعامل مع أعراض التصلب اللويحي النفسية
بعد معرفة أبرز أعراض التصلب اللويحي النفسية، إليكم بعض الطرق والنصائح التي يمكن أن تكون مفيدة في التعامل والتكيف مع تلك الأعراض والمشاكل النفسية والعاطفية الأخرى الناتجة عن هذا المرض:
اتباع أسلوب حياة صحي
اكتشف الباحثين أن اتباع ممارسات وأساليب حياة صحية يمكن أن يساعد مرضى MS في التكيف مع المرض، ويمكن أن تتضمن تلك الممارسات ما يلي:
- اتباع إرشادات الأدوية.
- الحرص على ممارسة ومتابعة النشاط الجسدي.
- اتباع نظام غذائي وروتين نوم صحي.
- تجربة تقنيات الاسترخاء والراحة.
- الحد من التدخين واستخدام الكحوليات.
- محاولة الاعتماد على التفكير الإيجابي وممارسة أي عادات قد تدعمه.
العلاج النفسي
من طرق التكيف مع أعراض التصلب اللويحي النفسية هو الاعتماد على العلاج النفسي، حيث وجد بعض الباحثين أن تجربة العلاج المعرفي السلوكي والعلاج الجماعي كان له تأثير على أعراض التصلب اللويحي النفسية، حيث قلت حدة هذه الأعراض، وخاصة الأعراض الاكتئابية عند الخضوع للعلاج لمدة 16 أسبوع مع الانتظام في زيارات المتابعة.
الأدوية
يمكن أن تساعد الأدوية المستخدمة للتحكم في أعراض مرض التصلب المتعدد أيضاً في التحكم في أعراض التصلب اللويحي النفسية، عن طريق تخفيف الأعراض الأخرى مثل الألم والتعب. فالتحكم في الأعراض الجسدية قد يساعد في تقليل تأثير أعراض التصلب اللويحي النفسية على المريض.
كما أنه في بعض الحالات يمكن علاج هذه الاضطرابات النفسية بمفردها عن طريق استخدام مضادات الاكتئاب، حيث وجد الباحثون أن استخدام مضادات الاكتئاب إلى جانب العلاج النفسي ساعد في تقليل الاكتئاب لدى مصابي MS.
عمل تغيرات غذائية
اقترحت دراسة أن بعض مصابي هذا المرض يفضلون الاعتماد على الطب البديل والتكميلي عند التعامل مع أعراض المرض، فما يقرب من 70% من المشاركين في هذه الدراسة أبلغوا أنهم يعتمدون على الأقل على طريقة علاج بديلة واحدة في التعامل مع هذا المرض.
ومن أشهر طرق العلاج البديلة لهذا المرض هو تعديل النظام الغذائي المتبع، حيث يتضمن استخدام الفيتامينات واتباع حمية منخفضة الدهون واستخدام مضادات الالتهابات. ولكن هذا الأمر ما زال بحاجة لمزيد من الدراسات.