عدم انتظام الدورة الشهرية عند الفتاة في السنوات الأولى من بداية نزول الحيض أمرًا طبيعيًا حتى تتعلم أجسامهن تنظيم الهرمونات التي تتحكم في الدورة الشهرية، حيث تعانين من عدم انتظام الدورة والنزيف الشديد وكذلك التشنجات المؤلمة، ولكن عدم انتظامها لسنوات هو ما يسبب إزعاج كبير وقد يكون مؤشرًا لمشاكل صحية أخرى، لذا قد يلجأ بعض الأطباء أو مقدمين الرعاية الصحية بوصف حبوب تنظيم الدورة، ولكن ما هي تلك الحبوب وما فوائدها وأضرارها وتأثيرها على الجسم؟
ما هي حبوب تنظيم الدورة الشهرية؟
حبوب تنظيم الدورة الشهرية هي حبوب منع الحمل، حيث تعد حلاً فعالاً لمشاكل الدورة الشهرية الغير منتظمة، لأنها تعمل على تنظيم اضطرابات الدورة الشهرية عن طريق إدخال الهرمونات في الجسم بوتيرة ثابتة، كما تعمل على تقليل الأعراض التي تسبق الدورة وما يحدث وقت الدورة أيضًا من أعراض كالتشنجات والنزيف الشديد.
كيف يتم تناول حبوب تنظيم الدورة الشهرية؟
حبوب منع الحمل هي في الأساس حبوب هرمونية يتم استخدامها على مدار 21 يومً فقط مع 7 أيام بدونها، ويتم تناول قرص واحد منها يوميًا في الوفت ذاته، وبعد الانتهاء من العلبة الواحدة تأتي الدورة الشهرية/الحيض خلال أيام، ثم يتم البدء في علبة جديدة في اليوم الخامس من الدورة.
فوائد حبوب تنظيم الدورة
قد يصف لك الطبيب هذه الحبوب في هذه الحالات:
التحكم في موعد الدورة الشهرية
تناول حبوب تنظيم الحيض يساعدك في تحديد موعد دورتك القادمة وبدقة أكثر، وبالتالي لن تفاجأي عند قدومها وستكونين أكثر استعدادًا لها.
تنظيم الدورة الشهرية
الدورة الشهرية لن تحدث أو تبدأ حينما تبدأين في تناول حبوب تنظيم الدورة الشهرية بشكل منتظم وفي المواعيد المحددة يوميًا، وبعد أن تنتهي من تناولها لمدة 21 يومًا تبدأ الدورة الشهرية في النزول.
تخفيف أعراض الدورة الشهرية
التشنجات والتقلصات من أكثر الأعراض المزعجة للدورة الشهرية، ولكن من فوائد حبوب منع الحمل التي تتناولينها لتظيم الدورة أنها تقلل وتخفف من حدة تلك التشنجات وتجعلها غير حادة.
فوائد أخرى لحبوب تنظيم الدورة الشهرية
- علاج حب الشباب.
- علاج متلازمة تكيس المبايض.
- انخفاض خطر الإصابة بفقر الدم.
- تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان مثل سرطان المبيض والرحم.
أضرار حبوب تنظيم الدورة
للأسف توجد بعض الآثار الجانبية لتناول هذه الحبوب، ولكن ليس من الضروري أن تحدث كلها معا، وهي:
نزيف بين فترات الدورة الشهرية
من التأثيرات السلبية لحبوب تنظيم الدورة حدوث نزيف مهبلي بين فترات الدورة الشهرية/الحيض، وقد يكون نزيف خفيف أو عبارة عن إفرزات بنية اللون، بسبب الهرمونات التي تضخها تلك الحبوب وطريقة تكيف الجسم معها، حيث تجعل بطانة الرحم أرق وأقل سماكة عن السابق، ويمكن لتناول الحبوب في نفس الموعد يوميًا أن يخفف من هذا التأثير.
الغثيان
بعض النساء قد يعانين في بداية تناولهن لحبوب تنظم الدورة من غثيان خفيف، ولكن ناردًا ما يستمر هذا العرض، فتناول الحبوب مع الطعام أو وقت النوم قد يخفف من الغثيان، ولكن إذا استمر الغثيان طوال الوقت أو كان شديدًا أو استمر لبضعة أشهر فمن الأفضل التحدث مع الطبيب الخاص بك أو مقدم الرعاية الصحية واستشارته.
آلام الثدي
تناول حبوب تنظيم الدورة عادة ما يسبب آلامًا في الصدر خاصة في بداية تناولها، وارتداء حمالة صدر داعمة قد يخفف من تلك الآلام، ويمكن أن تزيد أيضًا من حساسية الصدر، أو قد تزيد من حجمه، لذا يجب التحدث مع الطبيب الخاص بك حول آلام الصدر الشديدة أو في حال وجود تغيرات في الثدي في حال تكون كتلة جديدة أو تغير في كتلة موجودة في بالفعل.
الصداع والصداع النصفي
يمكن أن تسبب الهرمونات الموجودة في حبوب منع الحمل (الإستروجين والبروجسترون) الصداع، أو تزيد من تكرار حدوث الصداع المعتاد أو الصداع النصفي، حيث تعتمد تلك الأعراض على الجرعة ونوع حبوب منع الحمل التي تتناولها على سبيل المثال؛ الحبوب ذات الجرعات المنخفضة لا تسبب حدوث هذه الأعراض.
بينما من ناحية أخرى الصداع النصفي قد يكون مرتبطًا بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية، فعند تناول الحبوب قد يقلل بالفعل من أعراضه.
تغيرات في الحالة المزاجية
تلعب الهرمونات دورًا مهمًا في تغير الحالة المزاجية والعاطفية لدى الأشخاص، حيث أن التغير الذي يحدث في مستوى الهرمونات في الجسم يؤثر على حالة الشخص الذي يتناول تلك الحبوب، وفقًا لدراسة أُجريت عام 2016م على مليون أنثى، تم التأكد من وجود صلة وثيقة بين تناول حبوب منع الحمل والاكتئاب، فإذا كنتِ تعانين من تغير في الحالة المزاجية يمكنك التحدث مع طبيبك الخاص وتغير نوع الحبوب التي تتناولينها.
تخطي بعض فترات الدورة الشهرية
يمكن أن يؤدي تناول حبوب منع الحمل إلى دورات طمث خفيفة جدًا أو تخطي بعض الفترات، بسبب الهرمونات التي تحتويها تلك الحبوب، ويمكن لبعض العوامل الأخرى أن تتسبب في تأخر الدورة الشهرية أو تخطيها، وتشمل:
- الضغط العصبى.
- السفر.
- مشاكل في الغدة الدرقية.
- المرض.
- مشاكل هرمونية.
انخفاض الرغبة الجنسية
يمكن أن تؤثر حبوب تنظيم الدورة على الدافع الجنسي أو الرغبة الجنسية لدى بعض الأشخاص، بسبب التغيرات الهرمونية، بينما قد تعاني آخريات من زيادة الرغبة الجنسية عن طريقها.
إفرازات مهبلية
قد تحدث تغييرات في الإفرازات المهبلية عند تناول حبوب منع الحمل المستخدمة لتنظيم الدورة الشهرية، قد يكون هذا زيادة أو نقصانًا في إفرازات المهبل أو تغيير في طبيعة الإفرازات، وقد تسبب في جفاف المهبل، هذه التغييرات ليست ضارة عادة، ولكن التغيرات في اللون أو الرائحة يمكن أن تشير إلى وجود عدوى.
تغيرات في العين
ربطت بعض الأبحاث بين التغيرات الهرمونية الناتجة عن حبوب منع الحمل وبين سماكة القرنية في العين، ولكن هذا لا يشير إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض العين، ولكنه قد يعني أن العدسات اللاصقة لم تعد مناسبة بشكل مريح، لذا يمكن للأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة التحدث إلى طبيب عيونهم إذا لاحظوا أي تغييرات في الرؤية أو تحمل العدسة.
حبوب تنظيم الدورة هل تزيد الوزن؟
من المحتمل أن تسبب حبوب منع الحمل المستخدمة لتنظيم الدورة الشهرية زيادة في الوزن، لأنها تؤدي إلى زيادة احتباس السوائل أو وزن الماء، أو قد تؤدي إلى زيادة الدهون أو كتلة العضلات في الجسم، بينما قد يبلغ بعض الأشخاص عن فقدان الوزن بدلاً من الزيادة، فلا يوجد أبحاث كافية للتأكد من ذلك العرض الجانبي، مازال بحاجة للمزيد من الدراسات للتأكد من إذا كانت الحبوب تزيد أم تنقص الوزن.
مخاطر حبوب تنظيم الدورة على المدى الطويل
هناك بعض المخاطر التي قد تسببها هذه الحبوب إذا تم تناولها لفترات طويلة جدا، وتشمل:
مشاكل القلب والأوعية الدموية
يمكن أن تزيد الحبوب المركبة بشكل طفيف من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية والجلطات الدموية، ويزيد الخطر مع بعض أنواع الحبوب، لذا يمكن للطبيب الخاص بك تقديم المشورة إليك بشأن الخيارات المناسبة لكِ.
تنويه؛ يجب على أي امرأة تعاني من ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط أو تاريخ شخصي أو عائلي لمشاكل القلب والأوعية الدموية أن تسأل مقدم الرعاية الصحية عن حبوب بديلة لتنظيم الدورة الشهرية.
هل حبوب تنظيم الدورة تسبب السرطان أم تحمي منه؟
تؤثر الهرمونات الجنسية الأنثوية الطبيعية (الإستروجين والبروجسترون) على خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، وبالتالي يمكن لحبوب تنظيم الدورة (حبوب منع الحمل) أن تزيد أو تقلل من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان بالطرق التالية:
- سرطان الثدي: يكون خطر الإصابة بسرطان الثدي أعلى قليلاً لدى النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل الهرمونية مقارنة باللاتي لم يسبق لهن استخدامها.
- سرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم: هذه السرطانات أقل احتمالاً في الحدوث لدى النساء اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل.
- سرطان عنق الرحم: يرتبط تناول حبوب منع الحمل لمدة تزيد عن 5 سنوات بزيادة خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، ومع ذلك معظم أنواع سرطان عنق الرحم ناتجة عن فيروس الورم الحليمي البشري.
- سرطان القولون والمستقيم: يرتبط تناول حبوب منع الحمل بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
موانع الحمل البديلة لحبوب تنظيم الدورة
تحتاج بعض النساء إلى أدوية وتغييرات في نمط الحياة لجعل الدورة الشهرية منتظمة، لذا يمكن لطبيبك أن يصف لكِ وسائل منع الحمل الهرمونية لهذا الغرض، والتي تشمل:
- هرمون البروجسترون، الذي يحفز الرحم ويؤدي إلى النزيف.
- الغرسة الهرمونية.
- الحلقة المهبلية.
- اللولب الهرموني.
تنويه؛ من المهم مناقشة الخيارات مع طبيبك لاختيار أفضل طريقة منع حمل هرمونية لتنظيم دورتك الشهرية.
كيف تختارين النوع الأفضل لك؟
أنواع حبوب منع الحمل التي تستخدم لتنظيم موعد الدورة الشهرية متعددة، البعض منها قد يساعدك بالفعل ويجعل بشرتك صافية ويقلل من أعراض وآلام الدورة الشهرية، بينما البعض الآخر قد يتسبب لك في فتح شهيتك، ويجعلك أكثر رغبة في تناول الطعام وقد يؤدي لظهور حبوب في بشرتك، لذا لكي تحددي النوع المناسب لكِ عليكِ بالتحلي بالصبر مع متابعة طبيبك الخاص، لأن تلك الحبوب تحتوي على نسب مختلفة من الهرمونات وهي التي تقوم بتلك التأثيرات.
وفي النهاية بعد أن عرفتِ ما هي حبوب تنظيم الدورة الشهرية وطريقة استخدامها وما هي فوائدها وتأثيراتها على الصحة وكذلك المخاطر الصحية منها، عليكِ عدم استخدامها دون وصفة طبية أو إشراف طبيب مختص، حتى لا يحدث لكِ أي آثار جانبية، ونتمنى لكِ عزيزتي القارئة دوام الصحة والعافية.