الهرمون الذكري التستوستيرون هو أحد الهرمونات البنائية الذكورية والذي يصنع بشكل أساسي في الخصيتين للذكر والمبايض للإنثى إلى جانب كمية قليلة جداً في الغدة الكظرية (فوق الكلية) وهو يقوم بوظيفتين أساسيتين في الجسم أولاً بناء الأعضاء التانسلية وتطور الصفات الجنسية الثانوية مثل الصوت و توزيع الشعر، ثانياً بناء كتلة العضلات. تعرفوا معنا أكثر على الهرمون الذكري وكيف يمكن علاج نقصه من خلال المقال الآتي.
التستوستيرون
إفراز التستوستيرون يتم تنظيمه من خلال نظام هرموني يقوده المخ حيث يقوم تحت المهاد (hypothalamus) والغدة النخامية (مناطق في المخ) بتنشيط إفراز الهرمون عن طريق نبضات عصبية، فيرسل تحت المهاد إشارته عن طريق هرمون GRH إلى الغدة النخامية التي تفرز هرمون LH و FSH والذي يحفز أعضاء التناسل على إفراز التستوستيرون.
أغلب نسب التستوستيرون في الدم تنتقل من خلال إرتباطها ببروتين يحملها خلال مجرى الدم SHBG فالجزء المرتبط بالبروتين يكون “مقيد” وهو لا يلعب أي دور حيوي ولكن الجزء الأخر “الحر” وهو الغير مرتبط بالبروتينات هو الذي يقوم بعمل الهرمون الذكري لذلك فأي شئ يؤثر على البروتين الحامل للهرمون سيؤثر أيضاً على النسبة الحرة منه.
ما معنى نقص الهرمون الذكري ؟
الجسم البشري يتعامل مع الهرمونات من خلال نسبة محدودة بين الطبيعي وغير الطبيعي لذلك فإن أي تغيير ولو كان طفيف فإنه يؤثر على الجسم وعلى المستوى الخلوي والنسيجي والعضوي أيضاً، يتم قياس نسبة الهرمون في الصباح والقياس صعب بشكل عام نظراً لأن النسبة تتغير بشكل مستمر وتتراوح النسبة الطبيعية في الذكور من 270 -1070 نانو جرام لكل عشر لتر دم وتختلف النسب المرجعية من معمل إلى آخر بشكل بسيط.
تقل هذه النسبة جداً في الإناث لذلك يصعب قياسها جداً وتقل هذه النسب مع التقدم في السن ولا يبدو أن سن اليأس يلعب دوراً هاماً في تقليل نسبة التستوستيرون لدي النساء بشكل واضح.
لماذا تنخفض نسبة الهرمون الذكري ؟
تتعدد الأسباب في ذلك فقد يكون السبب في نظام الإشارة الذي يحفز أعضاء التناسل من تحت المهاد والغدة النخامية، أو الأعضاء المصنعة للهرمون نفسها، أو حتى البروتين الحامل للهرمون وينقسم النقص إلى نوعين:
الأعضاء المنتجة للهرمون
قد تكون مصابة بما يسمى hypogonadism والذي يعني إنخفاض في نشاطها وعند ذلك يكون سبب نقص الهرمون هو سبب “أوليّ” primary.
الأعضاء المنظمة
يسمى النقص وقتها “ثانوي” secondary عندما يتعلق بالغد النخامية.
الأعضاء المنظمة
يسمى النقص “المستوي الثالث”tertiary عندما يتعلق بتحت المهاد.
ما أهم أسباب النقص الأولي للتستوستيرون؟
- الخصية المعلقة والتي تفشل في إفراز الهرمون.
- إصابة كيس الصفن.
- العلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان.
- التقدم في العمر حيث نقص التستوستيرون يؤدي لضعف الإنتصاب وفقدان كتلة العظام والعضلات.
- التهاب الخصية نتيجة النكاف والذي يؤدي لتدمير أجزاء من الخصية.
- عيوب جينية مثل متلازمة كلاينفلتر وأيضا في النساء حالات فشل المبايض أو في حالة إزالتها.
النقص الثانوي والمستوي الثالث:
- أورام الغدة النخامية أو علاج الأورام القريبة منها.
- العيوب التكوينية في تحت المهاد.
- نقص نسبة إنسياب الدم لهذه الأعضاء في حالات النزيف الشديد مثلاً.
- الالتهابات الشديدة في حالات السل مثلاً.
- الإيدز والتعاطي الغير طبي للهرمونات في حالات الرياضيين.
إلى جانب أنه يجب ملاحظة أنه في حالات السمنة فإن نسبة التستوستيرون تقل نتيجة تحول معظم نسبته إلى الإستروجين وتتم هذه العملية بشكل طبيعي أصلاً في الجسم في الخلايا الدهنية وفي حالات السمنة زيادة عدد الخلايا الدهنية يؤدي لزيادة عمليات التحويل وبالتالي نقص نسبة التستوستيرون.
أعراض نقص التستوستيرون
- يؤدي نقصان التستوستيرون أثناء فترة الحمل إلى تأخر نمو الأعضاء التناسلية عند الجنين من قضيب وخصيتين وكيس الصفن أو نمو أعضاء غير كاملة أو غير محددة كذكر أو أنثى.
- في مرحلة المراهقة أو ماقبلها يكون هناك تأخر في النمو الجنسي للذكر حيث يمتنع نمو العضلات، وتغير الصوت، ونمو الشعر الذكوري إلى جانب زيادة حجم الثدي وفشل في نضوج القضيب والخصيتين.
- في مرحلة البلوغ وما بعد ذلك يؤدي ذلك لتغيرات في النشاط الجنسي يظهر في شكل عقم، وضعف الإنتصاب، وفقدان الشعر و فقدان كتلة العضلات وهشاشة العظام.
- في الإناث يظهر النقص على شكل نوبات حارة، وفقدان في الرغبة الجنسية، ومشكلات في النوم إلى جانب حالات محتملة من فقدان كتلة العضلات وهشاشة العظام أيضاً.
متى أحتاج لاستشارة الطبيب؟
في مرحلة الطفولة الفحص الطبي المستمر للخصيتين والتأكد من مكانهما داخل كيس الصفن، وفي مرحلة المراهقة من الضرورى ملاحظه الإبن وتطور صفاته الجنسية من ظهور الشعر وتغير الصوت وزيادة حجم العضلات، وفي مرحلة البلوغ يتجه معظم الذكور للطبيب في حالات المشاكل الجنسية.
أما في حالة الإناث فتحتاجين للاستشارة إذا كنتِ تعانين من فقدان الرغبة الجنسية.
تشخيص نقص الهرمون الذكري
معظم الأعراض المذكورة هي أعراض عامة لا تؤكد التشخيص بشكل يقيني وتشتبك مع أمراض أخرى وبشكل عام يكون التشخيص من خلال التاريخ الطبي والفحص إلى جانب بعض تحاليل الدم، ومن المهم التركيز على السن الخاص بالحالة فالعديد من الحالات تم تشخيصها في الطفولة نتيجة ملاحظه الأبوين وجود مشكلة في نمو الطفل.
إذا شك الطبيب في وجود إنخفاض في التستوستيرون فسيطلب قياس نسبته في الدم والتي عادةً ما تقاس في الصباح الباكر وإذا تم تأكيد التشخيص فعادة يطلب الطبيب فحوصات أخرى لتحديد سبب النقص وعلاجه.
علاج إنخفاض نسبة هرمون التستوستيرون
يبدأ علاج الحالة أولاً بمعرفة سبب النقص ثم علاج نقص الهرمون نفسه وذلك على حسب الجنس:
في الرجال
يعالج النقص بإعطاء مكملات هرمونية من التستوستيرون على شكل حقن في العضل مرتان في الأسبوع وهناك أشكال أخرى على شكل جل أو رقع طبية على الجلد وتختلف الطرق ولكل منها مزايا وعيوب يمكنك أن تناقشها مع طبيبك وتختار الأفضل لحالتك.
في النساء
لا يوجد حتى الآن أدوية خاصة بعلاج النساء ولكن بعض الأطباء ينصح باستخدام أجزاء صغيرة من رقع علاج الرجال أو كميات أصغر من الجل ولكن لم يثبت مدى تاثير هذه العلاجات حتى الآن.
مضاعفات نقص الهرمون الذكري
يتوقف ذلك على المرحلة السنية التي يحدث فيها النقص، ففي مرحلة الطفولة سيمنع ذلك نمو الجسم بشكل عام والنمو الجنسي بشكل خاص.
في مرحلة المراهقة لن تظهر الصفات الجنسية ولن تبلغ الأعضاء الجنسية وفي مرحلة البلوغ سيصاحب ذلك مشكلات جنسية في الإنجاب والعلاقة الزوجية بشكل عام.
طرق الوقاية من نقص الهرمون الذكري
معظم أسباب النقص تنحصر بين أورام ومشكلات جينية وذلك لا يمكن منعه أو الوقاية منه ولكن بعض الأسباب الأخرى مثل السمنة وتناول الهرمونات بدون استشارة يمكن تجنبه لمنع نقص الهرمونات.
التطور المستقبلي للحالة وعلاجها يعتمد على تشخيص المرض والبدء في استخدام العلاج المكمل بالتستوستيرون وبمجرد البدء في العلاج فإن الأعراض ستتحسن بشكل واضح والاستمرار سيجنبك مشاكل فقدان العضلات وهشاشة العظام. للمزيد من المعلومات حول نقص الهرمون الذكري تواصل معنا، ولا تنس ترك استشارتك الطبية لنا عبر هذا الرابط.