ما المقصود بالتحديد باللحوم الحمراء؟ وما أمثلة وأنواع تلك اللحوم؟ وما سبب الاختلاف في الرأي حول فوائد وأضرار هذه اللحوم؟ تعرفوا على إجابات تلك الأسئلة بالتفصيل من خلال الفقرات التالية، بالإضافة لعلاقة تلك اللحوم بمرض السرطان وما مقدار ما يجب تناوله من تلك اللحوم، ومعلومات أخرى عديدة وهامة يجب على كل شخص مجب للحوم معرفتها.
ما هي اللحوم الحمراء؟
اللحوم الحمراء (Red meat) هي أي لحوم يتم استخراجها من الثدييات (غير الطيور) التي يتم تربيتها في المزارع، وسميت باللحوم الحمراء نسبة للونها الأحمر وهي غير ناضجة (نية).
أنواع اللحوم الحمراء
يمكن أن يتم تصنيف أنواع اللحوم الحمراء كالتالي:
- اللحوم التقليدية: هي اللحوم التي تأتي من الحيوانات التي يتم تربيتها في المزارع ويتم تغذيتها على الأعلاف التي تعتمد على الحبوب عادة.
- لحوم الحيوانات التي تتغذى على العشب: تأتي تلك اللحوم من الحيوانات التي تتغذى على العشب والعلف، ولا يتم دائماً تربيتها في مزارع.
- اللحوم العضوية: تأتي من الحيوانات التي يتم تغذيتها بطعام عضوي بنسبة 100% ويتم تربيتها بطرق تناسب الطبيعة، ولا يتم إعطاء تلك الحيوانات أي مضادات حيوية أو هرمونات.
- اللحوم المصنعة: تأتي من الحيوانات التي يتم تربيتها بطريقة تقليدية وتمر بعدة طرق تصنيع ومعالجة عديدة مثل اللحوم المدخنة.
أمثلة على اللحوم الحمراء:
تتضمن أشهر أمثلة اللحوم الحمراء ما يلي:
- اللحم البقري (البيف).
- لحم الضأن.
- لحم الخنزير ولحم الخنزير المقدد.
- لحم العجل.
- لحم الماعز.
- السجق.
- اللحوم الباردة مثل السلامي.
- اللحوم المعلبة.
- لحوم اللانشون بالأنواع المختلفة.
ولا تتضمن اللحوم الحمراء ما يلي:
- الدجاج.
- الديك الرومي.
- البط.
- الإوز.
- الطيور التي يتم اصطيادها.
- الأرانب.
القيمة الغذائية للحوم الحمراء
يحتوي اللحم الأحمر على العديد من العناصر الغذائية مثل البروتين وفيتامين ب12 والزنك وعناصر أخرى، فعلى سبيل المثال يحتوي 113 جرام من لحم البقر (المفروم) ما يلي:
- السعرات الحرارية: 287.
- البروتين: 19 جرام.
- الدهون: 23 جرام.
- الكربوهيدرات: 0 جرام.
- فيتامين ب12: 101% من الاحتياج اليومي.
- الزنك: 43% من الاحتياج اليومي.
- السيلينيوم: 31% من الاحتياج اليومي.
- النياسين: 30% من الاحتياج اليومي.
- الحديد: 12% من الاحتياج اليومي.
فوائد اللحوم الحمراء
يمكن أن تفيد اللحوم الحمراء الجسم بالطرق التالية:
- تحتوي على الحديد الذي يساعد خلايا الدم الحمراء في نقل الأكسجين، مما يمكن أن يساعد في الوقاية من الإصابة بنقص الحديد الذي يحدث بشكل شائع للأطفال وكبار السن والحوامل.
- تحتوي على الزنك الذي يحتاجه الجسم لتصنيع الحمض النووي ومساعدة الجهاز المناعي في العمل بشكل مناسب.
- تحتوي على فيتامينات ب، خاصة فيتامين ب6 وفيتامين ب12، الهامة لتقوية الجهاز المناعي والجهاز العصبي.
- تحتوي على البروتين الذي يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية التي يجب أن يحصل عليها الجسم من الطعام، والتي يحتاجها لبناء ونمو العضلات والأنسجة وإصلاحها.
أضرار اللحوم الحمراء
تتضمن أضرار اللحوم الحمراء المحتملة والتي يجب الانتباه لها ما يلي:
أضرار اللحوم الحمراء على القلب:
تُشير بعض البيانات والدراسات المتاحة إلى وجود علاقة بين تناول اللحوم الحمراء وبين ارتفاع الكوليسترول وبالتالي زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب مثل الأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
كما أن اللحوم الحمراء غنية بالدهون المشبعة، والتي على الرغم من أن الدراسات تُشير إلى عدم ارتباطها ارتباط مباشر بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، إلا أن تلك الدهون يمكن أن ترفع من مستويات الكوليسترول الضار والذي يُعتبر من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.
ويجب التنويه أيضاً إلى أن اللحوم المصنعة مثل السجق تحتوي على نسب غذائية مرتفعة مقارنة باللحوم الأخرى، وخاصة الصوديوم والملح والمواد الحافظة، وارتفاع هذه المواد مرتبط بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
اللحوم الحمراء والسكري:
وفقاً لدراسة تم نشرها عام 2011 تمت الإشارة إلى وجود علاقة بين تناول اللحوم الحمراء وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ووجد أن الخطر أكبر بنسبة 20% لدى الأشخاص الذين يتناولون أكثر من 110 جرام من اللحوم الحمراء في اليوم.
كما أشارت بعض الدراسات الأخرى إلى أن استبدال اللحوم الحمراء بمصادر أخرى للبروتين ساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري النوع الثاني، وذلك للحوم المصنعة وغير المصنعة، ولكن كانت بنسبة أكبر في اللحوم غير المصنعة.
أضرار اللحوم الحمراء على الكلى:
يحدث الفشل الكلوي عندما تُصبح الكليتين غير قادرتين على تنقية المخلفات والماء من الدم، ويُعتبر السكري وارتفاع ضغط الدم من أبرز أسباب حدوث الفسل الكلوي، وتقترح دراسة علمية أن تناول اللحوم الحمراء بكميات كبيرة يمكن أن يؤدي لحدوث السكري وارتفاع ضغط الدم، وبالتالي زيادة احتمال حدوث فشل في الكلى.
اللحوم الحمراء والسرطان:
توضح بعض دراسات الرصد أن تناول اللحوم المصنعة وغير المصنعة مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، خاصة سرطان القولون وسرطان الثدي.
وفي عام 2015 قامت وكالة مكافحة السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية بتصنيف اللحوم الحمراء على أنها قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان بالنسبة للبشر، كما قامت بتصنيف اللحوم المعالجة أيضاً بأنها مواد مسرطنة محتملة. ومراجعو بعض الدراسات وجدت أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من اللحوم المعالجة وغير المعالجة لديهم خطر بنسبة 6 إلى 9% للإصابة بسرطان الثدي، مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون اللحوم بكميات أقل.
وما زال الأمر بحاجة لمزيد من الدراسات لمعرفة العلاقة بين اللحوم وبين زيادة خطر الإصابة بالسرطان، ولكن يجب الانتباه والحرص على الاعتدال في تناول اللحوم.
أضرار أخرى محتملة:
يمكن أن يحمل اللحم الأحمر غير الناضج أنواع خطيرة من البكتيريا لذا من الضروري تخزين وطبخ والتعامل مع هذا النوع من اللحوم بعناية. كما يجب غسل اليدين جيداً بعد التعامل مع اللحوم النية وغسل أي أدوات طبخ تم استخدامها لتجنب انتقال هذه البكتيريا إلى الجسم.
ولا يجب تسخين اللحم الأحمر أكثر من مرة للوقاية من الإصابة بتسمم الطعام، فعند طبخ اللحم يجب تسخينه جيداً للتأكد من فتل البكتيريا كلها الموجودة داخل اللحم.
ما مقدار ما يجب تناوله من اللحوم الحمراء؟
نظراً للأضرار المحتملة السابق ذكرها، تنصح العديد من منظمات الصحة مثل الجمعية الأمريكية للسكري ومنظمة الصحة العالمية وجمعية القلب الأمريكية بتقليل المدخول اليومي من اللحوم بما يناسب النظام الغذائي الصحي.
وتنصح وزارة الصحة وبعض المنظمات الأخرى بتناول 99 جرام يوميا (ما يقرب من 550 جرام في الأسبوع) أو أقل من اللحم الأحمر لتقليل خطر الإصابة بالأمراض، كما تنصح بتجنب اللحوم المصنعة بشكل كلي.
نصائح لطبخ اللحم الأحمر
طريقة طبخ اللحم الأحمر تؤثر على طريقة تأثيره على الصحة، فعند طبخه على درجة حرارة عالية يمكن أن يتسبب هذا في تكون مكونات ومواد ضارة يمكن أن تؤدي على المدى البعيد في تغيير الحمض النووي وزيادة احتمال الإصابة بالسرطان، لذا إليكم بعض النصائح لتقليل تكون هذه المواد عند طبخ اللحم الأحمر:
- استخدام طرق طبخ هادئة مثل الطبخ بالبخار أو الطبخ على نار هادئة بدلاً من الشوي والقلي.
- تقليل الطبخ في درجات الحرارة العالية مع عدم تعريض اللحم للنار بطريقة مباشرة.
- تقليل الأطعمة المدخنة أو المتفحمة، ففي حالة حدوث حرق في اللحوم يجب التخلص من الأجزاء المتفحمة.
- عند ضرورة طبخ اللحم في درجة حرارة عالية، يجب الحرص على تقليب اللحم باستمرار لمنع احتراقه.
- قبل طبخ الوجبة يمكن طبخ اللحم في منقوع مثل المصنوع من العسل والأعشاب أو الماء المالح، حيث يمكن أن يساعد هذا في تقليل تكون تلك العناصر الضارة السابق ذكرها.