الامساك عند الرضع ينجم عن أخطاء في التغذية أو حالات صحية، والإمساك أحد الأعراض الشائعة ويصيب نحو 10% من الأطفال في أوقات مختلفة من أعمارهم، وعلى الرغم من هذا فإن الإحصاءات تؤكد أن نحو 3% فقط من الآباء يطلبون المشورة الطبية لمعالجة الإمساك الذي يعاني منه أطفالهم لعدة أشهر وربما عدة سنوات، تابعوا المقال التالي لمعرفة أعراض الامساك عند الاطفال الرضع وكيفية علاج الامساك عند الرضع
الامساك عند الرضع
يعتمد تعريف الامساك عند الاطفال على مقارنة عدد مرات التبرز الطبيعية والكثافة المعتادة للبراز لدى الطفل، ويعرف إمساك الأطفال بوجه عام بقلة عدد مرات التبرز عن ثلاث إلى أربع مرات خلال الأسبوع الواحد، أو نزول براز جاف أو حدوث تبرز مؤلم.
ويجب عدم الخلط بين الإمساك والمغص البسيط الذي يصيب الطفل ويظهر على شكل بكاء متواصل وينتهي غالباً بالتبرز أو خروج الغازات، يذكر أن علاج الإمساك عند الأطفال يختلف عن معالجة إمساك البالغين، حيث أن طبيعة الصرف المعوي تختلف من وقت لآخر لحين بلوغ الطفل عمر الثالثة أو الرابعة من عمره.
الرضاعة وإمساك الرضع
قلما يصاب رضيع الثدي (الرضاعة الطبيعية) بالإمساك، أما رضيع الزجاجة (الرضاعة الاصطناعية) فهو أكثر عرضة للإصابة بالإمساك، وأكدت الدراسات أن عدد مرات التبرز الأسبوعي لأطفال الرضاعة الطبيعية يتفاوت بين 5 – 40 مرات، أما أطفال الرضاعة الاصطناعية فيتفاوت عدد مرات تبرزهم الأسبوعي بين 5 – 28 مرة.
ومن الأسباب المهمة التي تؤدى إلى إصابة الرضيع بالإمساك، استخدام حليب أو ماء غير مناسب في تحضير وجبات الرضاعة، وعدم اهتمام الأم بكمية السوائل التي يتناولها الرضيع، خاصةً في الطقس الحار أو داخل منزل مفرط التدفئة، كما يؤدي تناول الأم بعض الأدوية المسببة للإمساك التي تفرز في لبن الثدي أو اعتمادها على نظام غذائي خاطئ يفتقر إلى الألياف النباتية وقلة تناول الماء والسوائل، إلى زيادة مخاطر إصابة الرضيع بالإمساك.
اسباب الامساك عند الرضع
قد تشمل الأسباب التي تؤدي إلى تلك المشكلة ما يلي:
- من الأخطاء الشائعة التي تقع فيها كثير من الأمهات، الحرص على استعمال الحفاض لفترات طويلة، مما يؤدي إلى عدم تأقلم عضلات الشرج مع عملية الإخراج والتبرز في ما بعد.
- من الأخطاء الشائعة أيضاً إلحاح بعض الأمهات ودفعهن الطفل من أجل الحصول على تبرز يومي، واستخدام عملية دخول الحمام وسيلة للضغط على الطفل.
- ملاحقة الطفل بالتحاميل (اللبوس) والحقن الشرجية والملينات والانتقال بين الأنواع المختلفة للحصول على تبرز يومي للطفل دون استشارة الطبيب المختص.
- من الأسباب المهمة التي تؤدي إلى حدوث أو تفاقم حدة الإمساك عند الأطفال، إهمال الطفل للرغبة في التغوط نتيجة الانشغال في اللعب.
أسباب نفسية لإمساك الرضع
يؤدي مرور الطفل بتجربة مؤلمة مثل الاعتداء الجنسي أو التعنيف خلال مرحلة الانتقال من الاعتماد على الحفاض إلى استعمال المرحاض، أو الاستخدام القهري للحمام، إلى زيادة خوف الطفل من عملية التبرز وبقاء الكتلة البرازية لفترات طويلة في القولون وجفاف البراز.
وذلك يجعل إخراج البراز صعباً ومؤلماً والدخول في حلقة مفرغة (تبرز مؤلم يؤدى إلى مزيد من إهمال الرغبة في التبرز، والمزيد من البراز الجاف، والمزيد من الإمساك الذي يؤدى بدوره إلى المزيد من الألم.. وهكذا).
أمراض تسبب الامساك عند الرضع
بالإضافة إلى الأسباب السابقة، فإن الأسباب المرضية الآتية أيضاً قد تؤدي للإمساك عند الرضع:
العيوب الخلقية
إن وجود عيوب خلقية بفتحة الشرج أو المستقيم يؤدي إلى إصابة الطفل بالإمساك في مراحل مبكرة من عمره، ومن الأمراض الخلقية المتسببة في حدوث الإمساك وتمدد القولون مرض Hirschsprung وهو مرض ينتج عن عدم وجود خلايا النهايات العصبية في أسفل القولون، مما يؤدي إلى عدم قدرة القولون على استقبال الإشارات العصبية الصادرة عن المخ بصورة طبيعية.
ويصيب المرض الأولاد أكثر من البنات، وهو شائع الحدوث بين الأطفال المصابين بمتلازمة داون (الطفل المنغولى Mongolism) كما يصيب أيضا أطفالاً آخرين.
التغيرات الصحية
تؤدي التغيرات الصحية المفاجئة مثل الحمى والالتهابات إلى ملازمة الطفل الفراش، وعدم الرغبة في تناول الماء والطعام، مما يؤدي إلى الهزال والجفاف وجفاف البراز وحدوث الإمساك
الأمراض العضوية
تتسبب بعض الأمراض العضوية في حدوث الإمساك عند الأطفال والرضع، مثل نقص إفراز الغدة الدرقية، ومرض السكري، والشلل الدماغي، وإصابات النخاع الشوكي، ومرض التليف التكيسي بالرئتين.
بالإضافة إلى اختلال مستويات الأملاح المعدنية بالدم، خاصةً الكالسيوم والبوتاسيوم، وترتبط الإصابة بالاكتئاب واضطرابات فرط النشاط والتوحد بزيادة معدلات إصابة الأطفال بالإمساك، وقد يؤدي التسمم بالرصاص إلى إصابة الطفل بالإمساك.
دور الأدوية والطعام في الامساك عند الرضع
يتسبب إعطاء الطفل بعض العقاقير في حدوث الإمساك، خاصةً العقاقير التي تؤخذ دون وصفة طبية مثل عقاقير معالجة نزلات البرد ومضادات التقلص والحموضة والسعال ومكملات الحديد، كما يؤدي تناول مضادات الصرع والاكتئاب والعلاجات الكيميائية والمسكنات المورفينية إلى زيادة فرص إصابة الأطفال بالإمساك.
أيضاً النظام الغذائي غير المتوازن المعتمد على الإكثار من تناول الحلوى والسكريات والمواد الدهنية والوجبات السريعة الجاهزة، مع الإقلال من تناول الخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة، وعدم الاهتمام بزيادة كمية الماء والسوائل خاصةً في الطقس الحار أو بعد ممارسة الرياضة، كل هذا يؤدي إلى زيادة مخاطر الإمساك عند الأطفال.
تشخيص الإمساك عند الرضع
يعتمد تشخيص الامساك عند الاطفال الرضع على التاريخ المرضي، وتقييم حالة رضاعة الطفل، والاطلاع على النظام الغذائي للأم والطفل، كما يجب على الطبيب إجراء فحص إكلينيكي لتقييم الحالة الصحية العامة ومعدل نمو الطفل ومراجعة علامات الأمراض العضوية التي قد تتسبب في حدوث الإمساك، ويفيد الفحص الإكلينيكي للبطن في تحديد الانتفاخ وأماكن الألم التي يشكو منها الطفل.
وقد يتمكن الطبيب من الإحساس بكتلة من البراز الجاف بالقولون، كما يجب فحص الشرج ظاهرياً للتأكد من عدم وجود عيوب خلقية أو التهابات بالشرج.
ومن طرق تشخيص الامساك عند الرضع في بعض الحالات أنه يمكن إجراء فحص للدم لقياس مستوى هرمونات الغدة الدرقية وأملاح الكالسيوم والبوتاسيوم وفحص عينة من البراز تحت الميكروسكوب (المجهر)، للتحقق من وجود دم في البراز من عدمه، وقد يعتمد التشخيص على عمل أشعة باريوم على القولون، أو إجراء منظار ضوئي على المستقيم أو القولون.
علاج الامساك عند الرضع
يمكن علاج الامساك عند الرضع من خلال القيام بالتغيرات الغذائية الآتية:
- تناول الماء أو عصير الفاكهة، وخاصةً عصير التفاح أو الكمثرى، ابدئي بـ 60-120 ملليلتر، فهذه العصائر تحتوي على السوربيتول الذي يعمل كملين، ولكن ليس قبل أن يكون طفلكِ بالفعل يتناول الأطعمة الصلبة والعصائر.
- قدمي لطفلكِ أغذية الأطفال القائمة على الشعير والكينوا والحبوب الكاملة، لأنها تحتوي على الألياف أكثر من حبوب الأرز والحبوب المكررة.
- إذا كان العصير حلواً بشكل زائد على طفلكِ يمكن تمييعه بإضافة بعض الماء.
- قد يفيد تغيير نوع الحليب الصناعي الذي يتناوله الطفل، ولكن بعد مشورة الطبيب.
وسائل الوقاية من الإمساك عند الرضع
- تصحيح النظام الغذائي للمرضع لحماية طفلها من الإمساك، وذلك عن طريق الإكثار من تناول الماء والسوائل والحبوب الكاملة والخضراوات والفاكهة الطازجة.
- التحقق من استعمال الحليب المناسب، ومراعاة فحص الماء المستخدم في تحضير رضعة الطفل ومدى ملاءمة الماء من حيث الكمية والنوعية.
- عدم توبيخ الطفل المصاب بالإمساك، لأنه شخص متألم يجب معاملته برفق وتفهم.
- يجب على الأم أن لا تجعل فكرة التبرز في الوعاء قضية تسبب مضايقة وتأزم للطفل.
- ضرورة الاطلاع على تعليمات النشرة الداخلية للأدوية لمعرفة المضاعفات الجانبية التي قد تسببها، واستشارة الطبيب لتغيير أو إيقاف أو الإقلال من الجرعات إذا لزم الأمر.
- التأكيد على الطفل بضرورة الاهتمام بمضغ الطعام ونظافة الفم والأسنان.
- عدم اللجوء إلى استخدام الحقن الشرجية واللبوس والملينات إلا بعد استشارة الطبيب المختص.
في النهاية وبعد معرفتك المزيد عن الامساك عند الرضع وأسبابه وكيفية علاجه والوقاية منه، إذا كان لديك المزيد من التساؤلات أو الاستفسارات، يمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا.