متلازمة بيكا هي حالة صحية عقلية، يقوم فيها الشخص بتناول المواد غير الغذائية بشكل قهري، ويعد هذا الاضطراب شائع عند الأطفال المصابين بحالات مرضية معينة، وفي هذا المقال سنتكلم عن أعراض اضطراب البيكا وأسبابه وأهم طرق العلاج.
ما هي متلازمة بيكا؟
اضطراب البيكا (يطلق عليه بالإنجليزية Pica syndrome) هو اضطراب في الأكل حيث يأكل الشخص أشياء ليست طعامًا وليس لها أي قيمة أو غرض غذائي بشكل قهري.
وقد تم تسمية هذا الاضطراب نسبةً لأحد أنواع الطيور، وهو العقعق الأوراسي (الاسم اللاتيني الرسمي لهذا النوع هو Pica pica)، ويشتهر هذا الطائر بأكل أشياء غير عادية.
ويمكن أن يكون هذا الاضطراب طبيعي ومتوقع وغير ضار، أو قد يتسبب في مشاكل كبيرة؛ وذلك في حالة أن أكل الشخص المصاب بهذه الحالة شيئًا سامًا أو خطيرًا.
أعراض مرض بيكا
ترتبط أعراض البيكا بتأثير المواد غير الغذائية التي يتم تناولها على جسم المريض، فقد تحمل بعض هذه المواد محتوى سام أو قد تحتوي كذلك على البكتيريا.
وقد تشمل الأعراض لاضطراب البيكا ما يلي:
- الغثيان.
- ألم أو تقلصات في المعدة، قد يكون ذلك بسبب احتمالية وجود انسداد معوي.
- الإمساك.
- الإسهال.
- قرح المعدة، مع وجود دم في البراز.
- أعراض التسمم بالرصاص، عند تناول مواد تحتوي على الرصاص.
- إصابات الأسنان، مثل الأسنان المكسورة بسبب مضغ المواد الصلبة غير الغذائية.
- الإصابة بالعدوى، والتي تسببها الجراثيم أو الطفيليات التي تدخل الجسم من العناصر غير الغذائية التي يتم ابتلاعها.
- الشعور بالإعياء.
- مشاكل في السلوك.
وفي العادة يميل الأشخاص المصابون بالبيكا لأكل المواد غير الغذائية بانتظام، ويجب أن يستمر هذا السلوك لمدة شهر واحد على الأقل، ويشمل ما يتم تناوله من قبل المريض في هذه الفترة ما يلي:
- الجليد.
- الصابون.
- الأزرار.
- الطين.
- الشعر.
- التراب.
- الرمل.
- ما تبقى من السيجارة غير المستخدمة.
- رماد السجائر.
- الصمغ.
- الطباشير.
- البراز.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة بيكا؟
يمكن أن تحدث متلازمة البيكا لأي شخص في أي عمر، ولكنها تميل إلى الحدوث في ثلاث مجموعات محددة من الناس:
- الأطفال الصغار، وخاصةً من هم أقل من 6 سنوات.
- المرأة الحامل.
- الأشخاص الذين يعانون من بعض حالات الصحة العقلية، وخاصةً من يعانون من اضطراب طيف التوحد أو الإعاقات الذهنية أو الفصام.
أسباب مرض بيكا
ما زال الأطباء لا يعرفون السبب المحدد وراء مرض بيكا، ولكن استطاعوا تحديد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة به، وتشمل التالي:
- السلوكيات الثقافية أو المكتسبة.
- التوتر أو القلق.
- الظروف السلبية أثناء الطفولة، مثل الفقر أو الإهمال، خاصةً عند غياب أحد الوالدين أو كليهما لأي سبب من الأسباب.
- نقص غذائي، فغالبًا ما يعاني الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات البيكا من نقص المعادن، مثل نقص الحديد والكالسيوم والزنك.
- الإصابة بحالات تؤثر على الصحة العقلية، ويشمل ذلك الاضطرابات الوراثية الموروثة من الوالدين أيضًا.
- الإصابة بحالات طبية، مثل الحمل وفقر الدم المنجلي.
- قد يزيد تناول بعض الأدوية من خطر إصابة شخص ما بالبكتيريا أو سلوكيات مماثلة لاضطراب بيكا.
مضاعفات اضطراب البيكا
يمكن أن يؤدي تناول بعض العناصر غير الغذائية في بعض الأحيان إلى حالات خطيرة أخرى، مثل:
- التسمم، مثل التسمم بالرصاص.
- الالتهابات الطفيلية.
- انسداد معوي.
- الاختناق.
كيفية تشخيص متلازمة بيكا
لا توجد اختبارات معملية محددة لتشخيص مرض البيكا؛ فالتشخيص يتم في المقام الأول من خلال أخذ تاريخ المريض، وكذلك من التقارير الخاصة بأفراد الأسرة خاصةً للأطفال المصابين بمرض بيكا.
وتشمل الاختبارات التي يتم إجراؤها على الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالبكتيريا كل مما يلي:
- تحاليل الدم، وذلك لتقييم احتمالية الإصابة بفقر الدم وانخفاض مستويات الزنك أو الحديد
- عينات البراز، والتي تختبر النزيف المعوي من التلف الناتج عن ابتلاع مواد غير غذائية.
- إجراء فحض بالأشعة السينية أو اختبارات التصوير الأخرى؛ لتقييم انسداد الأمعاء.
- قياس مستويات الرصاص؛ لمعرفة ما إن أصيب المريض بتسمم الرصاص أم لا.
- اختبارات للتحقق من وجود طفيليات أو بكتيريا ناتجة عن أكل الأوساخ أو العناصر الأخرى.
- تقييم فقدان الوزن.
- اختبار نقص التغذية.
علاج مرض بيكا
عادةً ما تختفي متلازمة البيكا عند النساء الحوامل من تلقاء نفسها، وكذلك الأمر عند الأطفال أيضًا خاصةً عندما يتم تعليمهم الفرق بين العناصر والأشياء الصالحة للأكل وغير الصالحة للأكل.
أما بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقات الذهنية (أو من يعانون من مشكلات أخرى تتداخل مع التعلم)، فإن إزالة العناصر التي قد تتسبب في حدوث مشاكل وكذلك الإشراف عليهم، يعدان أمران مهمان للغاية للتخلص من مرض بيكا.
وتتوفر طرق علاج مختلفة لمتلازمة بيكا (Pica syndrome) حسب الحالة والاحتياجات الفردية، وتتضمن بعض طرق العلاج الممكنة ما يلي:
- علاج عن طريق مبدأ العقاب والمكافأة، ويتضمن هذا النوع من العلاج استخدام النفور الخفيف أو العواقب؛ لتعليم الأشخاص تجنب العناصر غير الغذائية، بالإضافة لاستخدام المكافأة؛ لتعزيز سلوكيات الأكل الصحي بشكل إيجابي.
- العلاج السلوكي، والذي يتضمن تعليم الشخص آليات واستراتيجيات التأقلم؛ لمساعدته على تغيير سلوكه.
- العلاج عن طريق تجنب سلوكيات مرض بيكا والتركيز على السلوكيات والأنشطة الأخرى.
كما قد يتضمن علاج اضطراب البيكا، علاج الأعراض الشائعة المصاحبة لمرض بيكا، مثل:
- أدوية الإمساك أو الإسهال.
- علاج قرحة المعدة.
- العلاج بالمضادات الحيوية للالتهابات.
- المكملات الغذائية لنقص التغذية.
- معالجة المشاكل الطبية الأخرى، مثل التسمم بالرصاص.
كيف يمكن الوقاية من متلازمة بيكا؟
يحدث اضطراب البيكا بشكل غير متوقع؛ لذلك لا توجد طريقة محددة لمنع تطور المرض أو الحد من خطر الإصابة به.
الشيء الوحيد الذي يمكن القيام به فيما يتعلق بمرض البيكا هو التأكد من تناول نظام غذائي متوازن وعدم وجود أي نقص في الفيتامينات أو المعادن الأساسية.
وبالرغم من هذا لا يمثل منعًا أو تقليلًا لمخاطر الإصابة بمتلازمة بيكا تمامًا؛ نظرًا لأن نقص التغذية لا يتم احتسابه ضمن تشخيص المرض، إلا أن هذا الأمر لا يزال مهمًا بشكل عام.