تُجرى عمليات زراعة الأعضاء بصفة عامة لاستبدال العضو التالف بعضو سليم آخر من شخص متبرع، وتعد عملية زراعة البنكرياس (بالإنجليزي Pancreas Transplant) إحدى هذه العمليات المعقدة ذات المخاطر العديدة، وتتطلب تناول مثبطات المناعة لفترات طويلة للغاية، لكنها -وفقًا للمصادر- تعد علاجًا للنوع الأول من السكري الشديد، وفي السطور التالية سنسرد بعض التفاصيل عن هذه العملية.
نبذة عن زراعة البنكرياس
يقع البنكرياس في الجزء الخلفي السفلي من المعدة، ومن وظائفه الأساسية إفراز هرمون الأنسولين الذي ينظم مستويات السكر في الدم، ويعاني بعض الأشخاص من مرض مناعي يمنع البنكرياس من إفراز الأنسولين مسببًا النوع الأول من السكري، وهو النوع الذي ينبغي على المرضى الحصول على حقن الأنسولين بصورة يومية.
وتشير المصادر إلى أن معظم المرضى الذين خضعوا لهذه العملية يعانون من النوع الأول من السكري، خاصة الذين يعانون من مضاعفات السكري الخطيرة، وهذه العملية ليست خيارًا علاجيًا للنوع الثاني من السكري، لكن قد يتم اللجوء إليها في بعض الأحيان، ويندر اللجوء إلي هذه العملية في حالات السرطان، وكذلك قد تُجرى هذه العملية جنبًا إلى جنب مع زراعة الكلية عند أولئك الذين يعانون من تلف الكلية تمامًا نتيجة مضاعفات السكري.
دواعي اللجوء لزراعة البنكرياس
قد تساعد عملية زراعة البنكرياس على استعادة إفراز هرمون الأنسولين وتحسين مستويات السكر في الدم، لكن يجب العلم أنها ليست علاجًا تقليديًا، فقد تحمل العديد من المخاطر، إلا أنها قد تكون خيارًا مقترحًا في الحالات الآتية:
- معاناة المريض بشدة مع النوع الأول من السكري غير المسيطر عليه.
- ضعف السيطرة على مستويات السكر بصفة مستمرة ومتكررة.
- تلف شديد في الكلى بسبب السكري.
- تفاعلات الأنسولين المتكررة.
أنواع زراعة البنكرياس
وفقًا للمصادر توجد بعض الأنواع لهذه العملية وتتضمن:
- زراعة البنكرياس وحده لأولئك الذين يعانون النوع الأول من السكري من دون مضاعفات الكلى.
- زراعة البنكرياس والكلى في نفس العملية، وتجرى للمرضى الذين يعانون النوع الأول من السكري مع مراحل متأخرة من تلف الكلى.
- زراعة البنكرياس بعد زراعة الكلى؛ أي في عمليتين منفصلتين.
ما قبل عملية زراعة البنكرياس
بعد اعتقاد الطبيب المعالج أن حالة المريض تستدعي الخضوع لزراعة البنكرياس، فقد يُطلب من المريض لخضوع لما يلي:
- اختبارات الدم والبول لمعرفة ما إذا كانت حالة المريض الصحية مناسبة للجراحة.
- تحديد التاريخ المرضى والدوائي.
- الفحص البدني.
- الفحوصات المناعية لمساعدة الفريق الطبي على تحديد متبرع ملائم لتجنب رفض الجسم للعضو الجديد.
- التقييم النفسي للمريض لمعرفة مدى تيقن المريض من فهم هذه العملية وإدراكه مخاطرها المحتملة.
- الفحوصات التصويرية مثل الأشعة والرنين المغناطيسي.
وفي حال كان المريض مناسبًا للعملية، يتم إدراج اسمه في قائمة الانتظار لحين دوره في الخضوع لهذه العملية، ويجب العلم أن هذا الأمر قد يستغرق عدة شهور أو سنين حتى يتوفر عضو مناسب لهذا المريض.
ما هي تعليمات فترة الانتظار لحين الخضوع للعملية؟
توجد العديد من التعليمات الهامة الواجب اتباعها في فترة الانتظار وأهمها ما يلي:
- الالتزام بزيارات الطبيب المحددة.
- تجنب التدخين والامتناع عن الكحوليات.
- محاولة ممارسة الرياضة.
- إبلاغ الطبيب بأي تطورات صحية كالإصابة بأمراض جديدة على سبيل المثال.
- تناول الأدوية كما هي موصوفة بالظبط.
كيفية إجراء عملية زراعة البنكرياس
تستغرق هذه العملية ما بين ثلاث إلى خمس أو ست ساعات حسب نوع العملية، وتُجرى تحت تأثير التخدير الكلي، ويتم وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي، ويتم متابعة عملياته الحيوية، وفيما يلي الخطوات باختصار:
- تُصنع شقوق جراحية في منطقة البطن بدءًا من أسفل الصدر إلى السرة.
- يضع الجراحون البنكرياس وجزء من الأمعاء الخاص بالمتبرع في منطقة البطن بين الأعضاء، ويتم توصيل البنكرياس بالأوعية الدموية لإمدادات الدم.
- يُترك البنكرياس الخاص بالمريض في موضعه ولا يتم استئصاله، وذلك للمساعدة في إفراز الإنزيمات الهاضمة.
- وفي حالات زراعة الكلى، توصّل الأوعية الدموية في منطقة البطن السفلية بالكلى.
- تُغلق الشقوق بالخيوط الجراحية.
ما يمكن توقعه بعد الخضوع للعملية
يبقى المريض في غرفة العناية المركزة بالمستشفى لمدة يومين تقريبًا، ويخضع للمتابعة ومراقبة العمليات الحيوية والفحوصات لمستمرة لملاحظة ظهور أي علامة تدل على حدوث مضاعفات.
من المفترض أن يبدأ البنكرياس الجديد العمل بوظائفه على الفور، ومن المفترض أيضًا أن يباشر البنكرياس القديم وظائفه الأخرى، أما في حالات زراعة الكلى أيضًا، فيفترض أن تبدأ بإنتاج البول أيضًا كما تفعل الكلى الصحيحة، لكن في بعض الحالات قد تتأخر بضعة أسابيع.
وقد ينتظر المريض حوالي أسبوع في المستشفى لحين استقرار حالته، وقد يعاني من الألم حول موضع الشق الجراحي لحين التئامه تمامًا، ويجب متابعة الحالة عن قرب فور مغادرة المستشفى ولمدة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع، وينبغي الالتزام بموعد زيارة المتابعة الذي يحدده الفريق الطبي.
وكذلك يجب الالتزام بتناول الأدوية بعد زراعة البنكرياس، ومنها أدوية قد يستمر المريض في تناولها مدى الحياة. ومن الأدوية الموصوفة أدوية مثبطات المناعة التي تعمل على منع الجهاز المناعي من مهاجمة البنكرياس الجديد المزروع، وقد توصف أدوية أخرى مثل المضادات الحيوية وأدوية للوقاية من الجلطات وارتفاع ضغط الدم.
مضاعفات عملية زراعة البنكرياس
توجد العديد من المضاعفات المحتملة لهذه العملية وتتضمن:
- الجلطات.
- النزيف.
- العدوى.
- ارتفاع مستويات السكر في الدم.
- عدوى الجهاز البولي، أو تسرب البول.
- فشل البنكرياس المزروع، أو رفض الجسم له.
- التهاب البنكرياس.
ووفقًا للمصدر، توجد العديد من الآثار الجانبية المحتملة للأدوية المثبطة للمناعة مثل:
- ضعف العظام.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول.
- الغثيان والقيء.
- الإسهال.
- حساسية ضوء الشمس.
- اكتساب الوزن.
- تورم اللثة.
- حب الشباب.
مدة الشفاء بعد عملية زراعة البنكرياس
قد يستغرق الشفاء بعد عملية زراعة البنكرياس مدة تصل إلى 6 شهور تقريبًا، وفيما يلي أهم ما ينصح بفعله في هذه الفترة:
- الالتزام بالمتابعة مع الطبيب، وإبلاغ الطبيب فور ظهور أي مشكلة صحية والمضاعفات المذكورة.
- عدم حمل أي أشياء ثقيلة لعدة أسابيع بعد العملية.
- أخذ بضعة شهور عطلة عن العمل.