التهاب البنكرياس المناعي Autoimmune Pancreatitis

هل سمعت من قبل عن مرض التهاب البنكرياس المناعي؟ هل هو مختلف عن التهاب البنكرياس الشائع؟ أعددنا لكم المقال التالي لتتعرفوا بالتفصيل على كل المعلومات الطبية عن هذا المرض وأسباب حدوثه وعلاماته وكيف يمكن علاجه وأيضاً مضاعفاته المحتملة ومعلومات أخرى عنه عديدة، فاحرصوا على متابعة التالي بعناية.

ADVERTISEMENT

ما هو التهاب البنكرياس المناعي؟

التهاب البنكرياس المناعي (AIP) Autoimmune Pancreatitis هو التهاب مزمن يحدث نتيجة هجوم الجهاز المناعي للجسم على البنكرياس. وهو مرض نادر الحدوث ومن الممكن أن يتم تشخيصه خطأ على أنه سرطان البنكرياس. والمرضان يتسببان في ظهور نفس العلامات والأعراض الطبية، ولكن علاجهم مختلف تماماً، لذلك من المهم تشخيص المرض بشكل صحيح.

ويوجد نوعان من هذا الالتهاب:

ADVERTISEMENT
  1. النوع الأول: هو الأكثر شيوعاً ومرتبط بارتفاع مستويات بروتين الغلوبولين المناعي G4 أو (IgG4) وارتفاع هذا البروتين يحدث عندما يوجد التهاب بالجسم، حيث يتم إنتاج خلايا مناعية كاستجابة. وهذا النوع لا يؤثر على البنكرياس فقط، بل يؤثر على أعضاء أخرى مثل القنوات الصفراوية وقنوات الكلية والكبد والرئتين وغيرهم.
  2. النوع الثاني: يؤثر هذا النوع على البنكرياس فقط، ويحدث عندما تقوم خلايا الدم البيضاء (العدلات) بإحداث ضرر للبنكرياس وقنوات البنكرياس. وأغلب المصابين بهذا النوع عادة ما يكونون صغار السن ويعانون من مرض التهاب الأمعاء.

أعراض التهاب البنكرياس المناعي

في المراحل الأولية من هذا المرض، لا تظهر أي أعراض في معظم الحالات، وعند تقدمه يمكن أن يحدث ضيق بقنوات البنكرياس ويترتب على هذا منع إطلاق الإنزيمات. وحدوث انسداد في قناة البنكرياس يمكن أن يترتب عليه الأعراض التالية:

  • ألم في الجرء الأعلى من البطن.
  • ألم في منتصف الظهر.
  • الإسهال.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • فقدان الوزن.

كما يمكن أن يتسبب مرض التهاب البنكرياس المناعي في حدوث تورم وظهور زيادات غير سرطانية في البنكرياس وتجمع للسوائل داخل وخارج البنكرياس. ويجب التنويه إلى أن العديد من الأعراض السابق ذكرها يمكن أن تحدث أيضاً عند الإصابة بسرطان البنكرياس، لكن ظهور هذه الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بسرطان البنكرياس ويجب عمل الفحوصات اللازمة للحصول على التشخيص الصحيح.

ADVERTISEMENT

أسباب التهاب البنكرياس المناعي

لا يعلم الأطباء سبب حدوث التهاب البنكرياس المناعي، ولكن كأي مرض مناعي آخر، تقوم مناعة الجسم بمهاجمة الأنسجة الطبيعية بالجسم. وأعداد الأشخاص المصابين بالتهاب البنكرياس المناعي مختلفة في أنحاء العالم، والمصابين به غالباً ما يكونون:

  • فوق سن الستين.
  • ذكور.

وفي بعض الأحيان يحدث لأشخاص فوق سن الأربعين، كما أن عدد إصابة الذكور بهذا المرض أكبر من عدد إصابة الإناث، والكثير من المصابين به غالباً ما يكونوا مصابين بمرض من أمراض التهاب الأمعاء، مثل التهاب القولون التقرحي.

مضاعفات التهاب البنكرياس المناعي

قد يُسبب هذا الالتهاب مضاعفات عدة مختلفة، ويمكن أن تتضمن ما يلي:

ADVERTISEMENT
  • قصور البنكرياس: التهاب البنكرياس المناعي يؤدي إلى عدم مقدرة البنكرياس على إفراز الإنزيمات الكافية. والعلامات والأعراض الطبية التي تُشير لحدوث هذا القصور تتضمن الإسهال وفقدان الوزن وأمراض العظام المتعلقة بالأيض ونقص في الفيتامينات والمعادن.
  • مرض السكري: البنكرياس هو العضو المسئول عن إفراز الأنسولين، وأي ضرر فيه قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكر، ومن الممكن أن تحتاج لعلاجه عن طريق أدوية تؤخذ عن طريق الفم أو الأنسولين.
  • تكون حصوات بالبنكرياس.

وجدير بالذكر أن استخدام بعض العلاجات لهذه الحالة مثل الكورتيزون لفترات طويلة، قد يؤدي أيضاً إلى حدوث مضاعفات ومشاكل صحية.

كيف يمكن تشخيص التهاب البنكرياس المناعي؟

التهاب البنكرياس المناعي صعب التشخيص، لأن أعراضه وعلاماته الطبية شبيهة جداً بسرطان البنكرياس، ومع ذلك، فإن التشخيص الدقيق يكون غاية في الأهمية. وسرطان البنكرياس غير المشخص يمكن أن يؤدي إلى تأخير أو عدم تلقي الجراحة اللازمة.

ولا يوجد اختبار معين يُشخص التهاب البنكرياس المناعي. وتختلف الطرق التشخيصية حول العالم، وأحياناً يتم اللجوء للجراحة، ولكن تتضمن بعض بعض الاختبارات التشخيصية التي يمكن استخدامها ما يلي:

ADVERTISEMENT
  • التصوير بالأشعة: تُستخدم لتصوير البنكرياس والأعضاء أخرى مثل الأشعة المقطعية، أشعة الرنين المغناطيسي والأشعة التلفزيونية.
  • اختبارات الدم: لفحص نسب بروتين الدم المناعي IgG4 الذي ينتجه الجهاز المناعي.
  • خزعة المنظار: في هذا الاختبار يقوم طبيب المعمل بتحليل العينة تحت المنظار الميكروسكوبي. والتهاب البنكرياس المناعي يكون شكله واضح تحت المنظار المكبر. ويقوم الأطباء بإدخال أنبوب صغير الحجم عن طريق الفم ثم إلى المعدة، ثم يأخذون بواسطة إبرة مخصصة عينة من أنسجة البنكرياس، ويتم توجيهها بواسطة الأشعة التلفزيونية.

علاج التهاب البنكرياس المناعي

عادة ما يستجيب المصابون بهذا المرض للعلاج بالستيرويدات القشرية Corticosteroids، وهذه الأدوية تعمل على تقليل الالتهاب عن طريق العمل على خفض نشاط الجهاز المناعي. وتتوفر هذه الستيرويدات في صورة أقراص أو حبوب، وعادة ما تُستخدم لفترة قصيرة من الوقت، ثم يتم التوقف عنها تدريجياً لتجنب الإصابة بالآثار الجانبية الخاصة بها. وتتضمن أمثلة هذه الأدوية التي يتم استخدامها:

وعادة لا يتطلب الأمر أي علاجات إضافية إلا في حالة ظهور مضاعفات، ويتوقف نوع العلاج حينها على نوع المشكلة الصحية التي ظهرت، ففي حالة حدوث ضيق في قنوات البنكرياس، يمكن أن يتطلب الأمر الخضوع لإجراء لفتح وتعزيز القناة بواسطة دعامة.

جدير بالذكر أنه في حالة عدم الاستجابة للأدوية السابق ذكرها، فمن المحتمل أن يكون التشخيص خاطئ ويتم التوجه نحو الشك بالإصابة بسرطان البنكرياس، نظراً لتشابه المرضين.

ADVERTISEMENT

والعديد من الأشخاص يشعرون بتحسن بعد العلاج ولا يتعرضون لأي مضاعفات، وهذا المرض لا يؤثر على معدل الحياة، ولكن عادة ما يعود مرة أخرى (نوبات انتكاسية) وهذا يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص المصابين بالنوع الأول من التهاب البنكرياس المناعي.

هل كان هذا المحتوى مفيدا؟

جار التحميل...
كتب بواسطة د. ندى الجارحي - المراجعة والتدقيق: طاقم ديلي ميديكال انفو
تاريخ النشر: تاريخ التحديث:
قد يعجبك أيضا
هذا الموقع يستخدم الكوكيز لتقديم أفضل تجربة تصفح اعرف المزيد