السل من الأمراض التي يمكن أن تمثل خطر على صحة المصاب بها، لذا يجب من الضروري اكتشاف وعلاج المرض في الوقت المناسب، ويتم هذا عن طريق القيام بعدة فحوصات أبرزها اختبار الدرن أو اختبار السل، وإليكم أبرز ما تحتاجون لمعرفته عن هذا الاختبار وأنواعه وكيف يتم القيام به ومعنى نتائجه ومعلومات أخرى في الفقرات التالي ذكرها، فاحرصوا على المتابعة.
ما هو اختبار الدرن؟
يُستخدم اختبار الدرن أو اختبار السل (بالانجليزي Tuberculosis Test أو TB Test) لتأكيد أو نفي الإصابة بكتيريا Mycobacterium tuberculosis complex التي تسبب الإصابة بمرض السل. ويوجد نوعان من هذا التحليل:
- تحليل الدرن تحت الجلد TST: يُعرف أيضاً باسم اختبار مانتو Mantoux test.
- تحليل السل في الدم: يُعرف أيضاً باسم اختبار IGRA (فحص إطلاق إنترفيرون-جاما).
ويُعتبر اختبار الدرن عن طريق الجلد هو أكثر الطرق الشائعة، ولكن أصبح التحليل عن طريق الدم يُستخدم بشكل شائع أيضاً مؤخراً، خاصة للعاملين بالصحة ولأصحاب المناعة الضعيفة.
ويمكن أن تساعد هذه التحاليل في إظهار إذا ما كنت مصاباً بالبكتيريا المسببة لمرض السل من قبل، ولكن لا تستطيع هذه التحاليل التفرقة بين حالة العدوى، سواء كامنة أو نشطة، حيث يتطلب هذا تحاليل وفحوصات إضافية.
كيف يعمل اختبار السل؟
يعمل كلا نوعي اختبار الدرن عن طريق قياس استجابة الجهاز المناعي للمستضدات (مواد تجعل الجهاز المناعي يقوم بإنتاج أجسام مضادة) التي تم أخذها من البكتيريا المسببة لمرض السل. ويعمل الاختبار كالتالي:
- في حالة اختبار الجلد: يقوم التحليل بقياس استجابة الجهاز المناعي عند حقن محلول مشتق من البروتين المنقى (PPD) من البكتيريا تحت الجلد. وفي حالة التعرض للبكتيريا المسببة للمرض سوف يتفاعل الجلد مع المادة المحقونة ويكون انتفاخ أحمر وصلب مكان الحقنة خلال 3 أيام.
- في حالة اختبار الدم: عند الإصابة بالسل تقوم خلايا الدم الخاصة بعينة الدم التي جمعها للفحص بإطلاق بروتين انترفيرون جاما عند خلطها أو دمجها مع المستضدات المستخرجة من بكتيريا السل.
متى يطلب الطبيب اختبار الدرن؟
يمكن أن يتم طلب هذا التحليل في حالة وجود أعراض تُشير لوجود عدوى السل النشطة أو في حالة كنت معرض بشكل كبير للإصابة بالسل. وتتضمن تلك الأعراض ما يلي:
- كحة أو سعال سيء يستمر لأكثر من أسبوعين.
- وجود ألم في الصدر.
- سعال دموي أو خروج بلغم.
- الشعور بالتعب والضعف.
- فقدان الشهية.
- خسارة للوزن غير مبررة.
- الحمى والرعشة.
- التعرق الليلي.
ويزداد خطر الإصابة بالسل في الحالات التالية:
- إذا كنت من موظفي الصحة أو كنت تتعامل مع أشخاص مصابين بعدوى نشطة.
- في حالة العيش في أو السفر إلى مكان يزيد فيه نسبة العدوى مثل الملاجئ ودور الرعاية والسجون.
- الإصابة بحالة صحية أو تناول أدوية تؤثر على قوة الجهاز المناعي.
- عند استخدام الأدوية الوريدية.
كيف يتم إجراء اختبار السل؟
تختلف طريقة إجراء اختبار السل أو اختبار الدرن وفقاً لنوع الاختبار الذي يتم إجراؤه:
فحص الدرن عن طريق الجلد
يتطلب هذا النوع زيارتين أو 3 زيارات للطبيب أو المعمل، وخلال الزيارة الأولى يتم حقن سائل في الذراع، وخلال الزيارة الثانية يقوم الطبيب أو تقني المعمل بفحص ردة فعل الجلد للمادة المحقونة. وفي حالة عدم ظهور أي رد فعل، يتم تحديد زيارة أخرى بعد 72 ساعة. وخلال الزيارة الأولى يحدث التالي:
- يتم تنظيف وتعقيم مكان الحقن.
- يتم حقن كمية صغيرة من المحلول المشتق من البروتين المنقى (PPD) من البكتيريا تحت الجلد باستخدام إبرة رفيعة.
- يمكن أن يتم تحديد موقع الحقن بدائرة صغيرة باستخدام قلم، لتسهيل إيجاد المنطقة حين الفحص في الزيارة التالية.
- سوف يتكون انتفاخ صغير مكان الحقن، وعادة ما يختفي خلال عدة ساعات.
- سوف تعود لزيارة أخرى بعد 48 أو 72 ساعة للبحث عن أي رد فعل على الذراع مكان الحقن، لذا من الهام الذهاب للمواعيد المحددة بدقة، ففي حالة عدم الذهاب للموعد سوف تحتاج لإعادة الاختبار مرة أخرى.
فحص الدرن عن طريق الدم
- يقوم الطبيب أو تقني المعمل بفحص الذراعين بحثاً عن وريد يسهل الوصول إليه، وعادة ما يكون الجزء الداخلي من الذراع.
- عند تحديد مكان الوريد، سوف يقوم بتنظيف وتعقيم المنطقة.
- بعد ذلك يقوم بإدخال إبرة صغيرة في الوريد وسحب عينة دم في أنبوب، وقد تشعر ببعض الوخز.
- يتم سحب الإبرة بعد الانتهاء ووضع ضمادة، وحفظ العينة للفحص. بتطلب هذا الفحص أقل من 5 دقائق.
ملحوظة:
لا يتطلب أي تحليل من التحاليل السابقة أي استعدادت خاصة. وفي حالة وجود أي شروط معينة سوف يخبرك الطبيب أو تقني المعمل بها قبل الحضوع لهما.
اختبار الدرن للأطفال
يخضع الطفل لهذا الاختبار في حالة كان معرض للإصابة بمرض السل، ويتم تحديد نوع الاختبار المناسب وفقاً لعمره، ففي حالة كان الطفل أقل من عامين، يخضع لاختبار السل عن طريق الجلد، وفي حالة كان عمره عامين أو أكبر، يمكن أن يخضع لفحص السل عن طريق سحب عينة من الدم وفحصها. ويمكن عمل اختبار الجلد للأطفال الأكبر عمراً، ولكن يُفضل فحص الدم.
تحليل الدرن للحامل
يمثل مرض السل خطراً للمرأة الحامل وجنينها في حالة الإصابة بمرض السل وعدم تشخيص وعلاج المرض، ويُعتبر اختبار الجلد أكثر الأنواع أماناً خلال الحمل، واختبارات الدم أيضاً آمنة، ولكن لم يتم دراستها بما يكفي لاستخدامها لتشخيص الإصابة بعدوى السل لدى الحوامل. ويحدد الطبيب عادة الانسب لك وفقاً لحالتك ولحالة الجنين، فاحرصي على استشارته.
قراءة نتائج اختبار الدرن
نتائج هذا التحليل إما سلبية وإما إيجابية، ويجب التذكر أن هذا التحليل يوضح فقط احتمال التعرض لعدوى السل، وليس حالة العدوى النشطة أو الخاملة. وتتضمن النتائج ما يلي:
اختبار الدرن إيجابي
إذا كان اختبار الجلد أو الدم إيجابي، فهذا يعني أنك على الأرجح تعرضت للبكتيريا المسببة لمرض السل، وسوف يطلب الطبيب فحوصات وتحاليل إضافية لعمل تشخيص صحيح، والتي قد تتضمن أشعة الصدر وتحليل البلغم. وفي حالة إيجابية التحليل، سوف يظهر انتفاخ أو نتوء أحمر وصلب، وسوف يقوم الطبيب بقياس حجم هذا النتوء. وإليكم شكل اختبار الدرن تحت الجلد الايجابي بالصور:
اختبار الدرن سلبي
في حالة كانت نتيجة اختبار الجلد او الدم سلبية، فهذا يعني أنك لم تتعرض للبكتيريا المسببة لمرض السل. والنتيجة السلبية تعني عدم تفاعل الجلد مع المادة أو السائل الذي تم حقنه. وقد تحتاج لفحوصات أخرى في حالة كانت النتيجة سلبية ولكن يظهر عليك أعراض السل.
متى تظهر النتائج؟
يتطلب الأمر من 48 إلى 72 ساعة (يومين إلى 3 أيام) لاكتمال تحليل الدرن أو السل عن طريق الجلد، وخلال الزيارة الثانية، يمكن تحديد النتيجة حسب تفاعل الجلد مع الفحص المستخدم، لتأكيد أو نفي التعرض للبكتيريا المسببة للسل. وفي معظم الحالات يمكن الحصول على نتائج هذا التحليل خلال يومين، ولكن قد تطول هذه الفترة في بعض الحالات.
مخاطر اختبار السل
لكلا نوعي اختبار السل، يمكن الشعور بوخز نتيجة الإبر المستخدمة، ولكن لفترة مؤقتة، وفي حالة الاختبار الجلدي لا يشعر المريض عادة بأي حرق أو عدم راحة عند حقن مادة الاختبار. وتتضمن الأضرار والمخاطر الأخرى المحتملة لهذا التحليل ما يلي:
- تورم أو ظهور كدمات مكان الإبرة.
- ألم أو عدم راحة في مكان عمل الاختبار.
- ردات فعل تحسسية، ولكن نادرة للغاية.