برنامج إعادة تأهيل القلب ويسمى أيضًا إعادة التأهيل القلبي، هو برنامج مخصص للمريض من أجل التدريب والتثقيف. وتم تصميم إعادة تأهيل القلب للمساعدة في تحسين الصحة، والمساعدة على التعافي من الأزمة القلبية أو غيرها من أشكال أمراض القلب، أو جراحة لعلاج أمراض القلب.
ويتضمن برنامج إعادة تأهيـل القلب في كثير من الأحيان تدريبًا على التمارين، والدعم العاطفي، والتثقيف حول تغييرات نمط الحياة؛ وذلك من أجل تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب مثل إتباع نظام غذائي صحي للقلب، والحفاظ على وزن صحي، والإقلاع عن التدخين.
تتضمن أهداف إعادة تأهيل القلب وضع خطة فردية للمساعدة على استعادة قوتك، ومنع حالتك من التدهور، والحد من مخاطر مشاكل القلب في المستقبل، وتحسين الصحة وجودة الحياة.
وجدت الأبحاث أن برامج إعادة تأهيـل القلب يمكن أن تقلل من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب، وتقلل من خطر التعرض لمشاكل القلب في المستقبل. وتوصي جمعية القلب الأمريكية والكلية الأمريكية لأمراض القلب ببرامج إعادة تأهيل القلب.
فوائد إعادة تأهيل القلب
إعادة تأهيـل القلب هو خيار للأشخاص الذين يعانون من العديد من أشكال أمراض القلب. وعلى وجه الخصوص، قد يستفيد المريض من إعادة تأهيل القلب، إذا كان تاريخه المرضي يشمل:
- الأزمة القلبية.
- مرض الشريان التاجي.
- فشل عضلة القلب.
- مرض الشريان المحيطي أو الطرفي.
- ألمًا في الصدر (الذبحة الصدرية).
- اعتلال عضلة القلب.
- بعض الأمراض القلبية الخِلقية المعينة.
- جراحة مجازة الشريان التاجي.
- الرأب الوعائي والدعامات.
- زراعة القلب أو الرئة.
- إصلاح صمام القلب أو استبداله.
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
ولا ينبغي أن يكون العمر حاجزًا يمنع من الانضمام إلى برنامج إعادة إعادة تأهيل القلب، يمكن للأشخاص من جميع الأعمار الاستفادة من إعادة تأهيل القلب.
مخاطر إعادة تأهيل القلب
إعادة تأهيـل القلب غير مناسبة لكل من أصيب بأمراض القلب. وسيقوم فريق الرعاية الصحية بتقييم صحتك، بما في ذلك مراجعة تاريخك الطبي، وإجراء الفحص البدني وإجراء اختبارات، للتأكد من استعدادك لبدء برنامج إعادة الإعادة تأهيل القلبي.
ونادرًا ما يعاني بعض الأشخاص من إصابات مثل التواء أو توتر العضلات أثناء ممارسة التمارين الرياضية، كجزء من إعادة تأهيل القلب. وسيقوم فريق الرعاية الصحية بمراقبتك بعناية أثناء ممارستك التمارين الرياضية؛ وذلك لتقليل حدوث هذه المخاطر، وسيعلمونك كيفية تجنب الإصابات عند ممارسة التمارين بنفسك. وهناك أيضًا خطر صغير من حدوث مضاعفات خاصة بالقلب والأوعية الدموية.
الاستعداد لإعادة تأهيل القلب
إذا كنت تعاني من نوبة قلبية، أو خضعت لجراحة قلب، أو إذا كنت تعاني من حالة قلبية أخرى، اسأل الطبيب عن الانضمام إلى برنامج إعادة تأهيل القلب. وقد يعمل الطبيب وفريق العلاج معك لتحديد أهداف فردية لك عندما تبدأ إعادة تأهيل القلب. وقد يقوم فريقك بإنشاء برنامج إعادة الإعادة تأهيل القلبي المخصص لك.
ويمكن أن تبدأ إعادة تأهيـل القلب وأنت لا تزال في المشفى، وتستمر مع برامج المراقبة في العيادة الخارجية حتى يمكنك اتباع برامج الصيانة المنزلية بشكل آمن. وقد يبدأ البرنامج بعد حوالي أسبوع من مغادرة المشفى في حالة الإصابة بالأزمة القلبية أو الرأب الوعائي، ولكن قد يبدأ بعد جراحة القلب.
ما يمكن توقعه من إعادة تأهيل القلب
خلال إعادة تـأهيل القلب
تستمر المراحل الأولى من معظم برامج إعادة تأهيـل القلب بصفة عامة حوالي ثلاثة أشهر، ولكن قد يبقى بعض الأشخاص في البرامج لفترة زمنية أطول. وفي حالات خاصة، قد يتمكن الأشخاص من القيام ببرنامج مكثف قد يستمر أسبوعًا أو أسبوعين، أو لعدة ساعات في اليوم.
وأثناء إعادة تأهـيل القلب من المحتمل أن تعمل مع فريق من المتخصصين في الرعاية الصحية، والذي قد يشمل أخصائي أمراض القلب وفريق التمريض وأخصائي تغذية، وأخصائي تمارين رياضية، وأخصائي صحة عقلية، واختصاصي علاج طبيعي ومهني.
ويشمل برنامج إعادة تأهيل القلب ما يلي:
التقييم الطبي
يقوم فريق الرعاية الصحية بشكل عام بإجراء تقييم أولي للتحقق من قدرات المريض البدنية والقيود الطبية، وغيرها من الحالات الصحية، التي قد يعاني منها المريض. ويمكن أن تساعد التقييمات المستمرة فريق الرعاية الصحية على متابعة تقدم حالة المريض بمرور الوقت.
وأثناء التقييم، قد ينظر فريق الرعاية الصحية إلى عوامل الخطر، التي تهدد بالإصابة بمضاعفات بالقلب وخاصة أثناء التمرين. ويمكن أن يساعد ذلك فريق الرعاية على تصميم برنامج إعادة تأهيل القلب لتلبية الاحتياجات الفردية، ويمكن للفريق التأكد من أنه آمن وفعال بالنسبة لحالة المريض.
النشاط البدني
إعادة تأهيل القلب يمكن أن تُحسن لياقة القلب والأوعية الدموية من خلال النشاط البدني. ومن المحتمل أن يقترح فريق الرعاية الصحية أنشطة ذات تأثير منخفض، وتكون فرصة تسببها في حدوث الإصابات أقل مثل المشي، وركوب الدراجات، والتجديف، والركض، وأنشطة أخرى.
وعليك عادة ممارسة التمارين ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع، ومن المرجح أن يعلمك فريق الرعاية الصحية أساليب صحيحة لممارسة التمارين مثل الإحماء وتهدئة الجسد. ويمكنك أيضًا القيام بتمارين لتقوية العضلات، مثل رفع الأثقال أو غيرها من تمارين المقاومة الأخرى، مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع لزيادة لياقتك العضلية.
ولا داعي للقلق إذا لم تمارس تمارين رياضية من قبل. يمكن لفريق الرعاية الصحية التأكد من أن البرنامج يتحرك بوتيرة مريحة وآمنة بالنسبة لك.
التثقيف عن نمط الحياة
ستحصل عادة على الدعم والتوعية حول إجراء تغييرات صحية في نمط الحياة مثل تناول نظام غذائي صحي للقلب، وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، والإقلاع عن التدخين.
وقد يعطيك فريق الرعاية الصحية إرشادات حول معالجة حالات مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وارتفاع مستوى الكولسترول. وسيكون لديك على الأرجح فرص لطرح الأسئلة حول قضايا مثل النشاط الجنسي، كما ستحتاج أيضًا إلى مواصلة تناول أي أدوية وصفها لك الطبيب.
الدعم
يستغرق التأقلم مع مشكلة صحية خطيرة في الأغلب وقتًا، فقد تشعر بـ الاكتئاب، أو القلق، أو تفقد الاتصال بنظام الدعم الاجتماعي، أو تضطر إلى التوقف عن العمل لعدة أسابيع.
وإذا كنت تعاني من الاكتئاب، لا تتجاهله، فالاكتئاب يمكن أن يجعل برنامج إعادة تأهيل القلب أكثر صعوبة، ويمكن أن يؤثر على علاقاتك ومناطق أخرى من حياتك وصحتك.
ويمكن أن تساعدك الاستشارات على تعلم طرق صحية للتعامل مع الاكتئاب والمشاعر الأخرى. وقد يقترح الطبيب أيضًا أدوية مثل مضادات الاكتئاب. ويمكن للعلاج المهني أو الوظيفي أن يعلمك مهارات جديدة لمساعدتك على العودة للعمل.
وعلى الرغم من أنه قد يكون من الصعب بدء برنامج إعادة تأهيـل القلب عندما لا تشعر بحالة جيدة، إلا أنه يمكنك الاستفادة منه على المدى الطويل. ويمكن لإعادة تأهيـل القلب أن ترشدك في ظل المخاوف والشعور بالقلق، حيث تعود لممارسة نمط حياة نشيط بعزم، وتكون لديك طاقة أكبر تساعدك على القيام بالأنشطة التي تستمتع بها.
وإعادة تأهيل القلب يمكن أن تساعدك على إعادة بناء حياتك جسديًا وعاطفيًا. وكلما زادت قوتك وتعلمت كيفية إدارة حالتك، ستعود على الأرجح إلى إتباع روتين طبيعي، إلى جانب النظام الغذائي الجديد وعادات ممارسة الرياضة.
ومن المهم معرفة أن فرصك في الحصول على برنامج إعادة تأهيل قلب ناجح، تعتمد عليك إلى حد كبير. كلما كنت أكثر تفانيًا في اتباع توصيات البرنامج، تحسنت حالتك أكثر.
بعد إعادة تـأهيل القلب
بعد انتهاء برنامج إعادة تأهيل القلب، ستحتاج بشكل عام إلى متابعة النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وغيرها من عادات أسلوب الحياة الصحي، التي تعلمتها لبقية حياتك للحفاظ على فوائد صحة القلب. والهدف هو أنه في نهاية البرنامج، ستتحلى بالثقة في ممارسة التمارين بمفردك، كما يمكنك الحفاظ على نمط حياة أكثر صحة.
نتائج إعادة تأهيل القلب
إعادة تـأهيل القلب هو برنامج صيانة طويل الأمد، وستحتاج عمومًا إلى مواصلة العادات ومتابعة المهارات، التي تعلمتها في البرنامج لبقية حياتك. وبعد حوالي ثلاثة أشهر، من المحتمل أن تكون قد طورت روتين التمرين الخاص بك في المنزل أو في صالة رياضية محلية.
ويمكنك أيضًا ممارسة التمارين الرياضية في مركز إعادة تأهيـل القلب أو مركز اللياقة البدنية أو النادي. ويمكنك أيضاً ممارسة التمارين مع الأصدقاء أو العائلة، وقد تبقى تحت إشراف طبي خلال هذا الوقت، خاصة إذا كان لديك مخاوف صحية خاصة.
وقد يستمر التعلم حول التغذية، ونمط الحياة، والوزن الصحي، بالإضافة إلى الاستشارة؛ وذلك للحصول على أكبر قدر من الفوائد من إعادة تأهيل القلب، تأكد من أن تمارينك وممارسات أسلوب حياتك ستصبح عادات مدى الحياة على المدى الطويل، ويمكنك:
- اكتساب القوة.
- تعلم السلوكيات الصحية للقلب مثل التمارين الرياضية المنتظمة ونظام غذائي صحي للقلب.
- قطع العادات السيئة مثل التدخين.
- التحكم في الوزن.
- البحث عن طرق لإدارة الضغط النفسي.
- تعلم كيفية التعامل مع أمراض القلب.
- قلل من خطر مرض الشريان التاجي وحالات القلب الأخرى.
وإن أحد أهم فوائد إعادة تأهيل القلب، هي تحسين جودة حياتك بشكل عام. إذا التزمت ببرنامج إعادة تأهيل القلب، فقد تخرج من البرنامج لتكون أفضل حالًا من قبل، إذا كنت تعاني من مرض في القلب أو خضعت لجراحة في القلب.