من بين اضطرابات التذوق الأكثر شيوعًا (إدراك التذوق الوهمي)، وهو الشعور بطعم الأشياء لمدة طويلة في الفم وغالبًا ما يكون مزعجًا على الرغم من عدم وجود شيء في فمك. وهناك نوع آخر من اضطرابات التذوق وهو نقص القدرة على التذوق، وهو انخفاض القدرة على تذوق الحلو، والحامض، والمر، والمالح .
ويُعتبر خلل التذوق هو حالة يستمر فيها الإحساس بمذاق كريه، أو مالح، أو معدني في الفم. وفقدان حاسة التذوق هو عدم القدرة على اكتشاف أي من الأذواق السابقة، وهذا أمر نادر الحدوث. وفي كثير من الأحيان، يعاني الأشخاص الذين يشعرون بأن لديهم مشكلة في حاسة التذوق أن لديهم مشكلة فقدان الرائحة بدلاً من مشكلة فقدان التذوق.
ويولد بعض الناس وهم يعانون من اضطرابات التذوق. وتشمل الأسباب الأخرى لاضطرابات التذوق الآتي:
- التهابات الجهاز التنفسي العلوي والأذن الوسطى.
- العلاج الإشعاعي لسرطانات الرأس والرقبة.
- التعرض لبعض المواد الكيميائية، وبعض المضادات الحيوية، ومضادات الهيستامين.
- إصابات الرأس، وجراحة الأذن، والأنف، والحنجرة.
- ضعف صحة الفم، والأسنان، ومشاكل الأسنان.
والعديد من أنواع اضطرابات التذوق قابلة للشفاء عند تشخيص ومعرفة السبب الأساسي وراء المشكلة. وإذا كان السبب وراء فقدان حاسة التذوق بعض الأدوية، فقد يساعد ضبط أو تغيير الدواء في حل هذه المشكلة.
وإذا كان اضطراب التذوق ناتجًا عن التهاب في الجهاز التنفسي العلوي أو حساسية فبمجرد معالجة الحالة المرضية، يعود الشعور بالتذوق إلى طبيعته. و الاعتناء بصحة الفم جيداً يُمكن أن تحل أيضًا بعض اضطرابات التذوق.
وإذا فقدت بعض أو كل شعورك بالتذوق، فيمكنك أن تجعل مذاق الطعام أفضل من خلال تحضير الأطعمة، واستخدام الأعشاب، والتوابل الساخنة لزيادة نكهة الطعام وتحفيز حاسة التذوق.
شيوع اضطرابات التذوق
تُعتبر حاسة التذوق أمر مهم للغاية لدى الكثيرين لاستكمال الحياة بوجه عام، فوجودها أمر مفروغاً منه، لذلك يُمكن أن يكون لاضطراب التذوق تأثير سلبي على صحتك ونوعية حياتك. وإذا كنت تعاني من مشكلة في تذوقك للأشياء فأنت لست وحدك، هناك الكثيرون من الأشخاص يعانون من اضطرابات التذوق، حيث يزور الطبيب أكثر من 200،000 شخص سنويًا لمشاكل خاصة بسبب قدرتهم على التذوق أو الشم. ويعتقد العلماء أن ما يصل إلى 15 % من البالغين، قد يعانون من مشكلة في التذوق أو الرائحة، لكن الكثير منهم لا يطلبون مساعدة الطبيب.
العلاج الإشعاعي واضطرابات التذوق
في العلاج الإشعاعي، تُستخدم أشعة غير مرئية عالية الطاقة من الجزيئات دون الذرية، لتُسبب تلف الخلايا السرطانية، حيثُ تمنعها من النمو والانقسام، لذلك يُمكن أن يؤثر العلاج الإشعاعي على خلايا التذوق ويعمل على تلفها.
كيفية عمل حاسة التذوق
تأتي قدرتك على التذوق من جزيئات صغيرة تصدر عند مضغ الطعام، أو شربه، أو هضمه، هذه الجزيئات تحفز الخلايا الحسية الخاصة في الفم والحلق. وتتجمع خلايا الذوق داخل براعم التذوق في اللسان، وسقف الفم، وعلى طول بطانة الحلق، وتحتوي العديد من الأماكن الصغيرة على طرف لسانك على براعم التذوق. وعند الولادة، يكون لديك حوالي 10000 برعم تذوق، ولكن بعد سن الـ 50، قد تبدأ في فقدان بعض هذه البراعم.
وعندما يتم تحفيز خلايا التذوق، فإنها ترسل رسائل من خلال ثلاث أعصاب طعم متخصصة إلى الدماغ، حيث يتم تحديد الأذواق المحددة. وتحتوي خلايا التذوق على مستقبلات تستجيب لإحدى خمس صفات طعم أساسية على الأقل هي الحلو، والحامض، والمر، والمالح، واللذيذ.
والاعتقاد الخاطئ الشائع هو أن خلايا التذوق التي تستجيب للأذواق المختلفة توجد في مناطق منفصلة من اللسان، لكن في الواقع تنتشر الأنواع المختلفة من خلايا التذوق في جميع أنحاء اللسان.
ونوعية التذوق عن طريق استقبال الإشارات العصبية من براعم الذوق الموجودة في اللسان، هي مجرد طريقة واحدة لمعرفة نوع الطعام وتحديد مذاقه. وهناك آلية كيميائية أخرى تسمى الحس الكيميائي المشترك، تتضمن الآلاف من النهايات العصبية، وخاصة على الأسطح الرطبة للعينين، والأنف، والفم، والحنجرة.
وهذه النهايات العصبية تثير أحاسيس، مثل برودة النعناع، وحرقان، أو تهيج الفلفل الحار. والأعصاب المتخصصة الأخرى تخلق أحاسيس الحرارة، والبرودة، والملمس. وعندما تأكل، تمتزج الأحاسيس من الصفات الخمسة للتذوق، جنبًا إلى جنب مع الأحاسيس من خاصية الحس الكيميائي المشترك وأحاسيس الحرارة، والبرودة، والملمس، ويندمج كل هذا مع رائحة الطعام لإنتاج تصور للنكهة.
ومعظم الناس الذين يعتقدون أنهم يعانون من اضطراب التذوق لديهم بالفعل مشكلة في الرائحة. وعندما تمضغ الطعام، يتم إطلاق الرائحة التى تنشط حاسة الشم لديك عن طريق قناة خاصة تربط سقف الحلق بالأنف. وإذا تم غلق هذه القناة مثلما يحدث عندما تكون تعاني بالزكام أو الأنفلونزا، لا يمكن أن تصل الروائح إلى الخلايا الحسية في الأنف، ونتيجة لذلك، تفقد الكثير من التمتع بالنكهة. وبدون رائحة، تميل الأطعمة إلى فقدان النكهة أو يكون للأطعمة نكهة قليلة أو معدومة.
ما هي اضطرابات التذوق؟
اضطرابات التذوق الأكثر شيوعًا هو إدراك التذوق الوهمي، وهو الشعور بالطعم لمدة طويلة في الفم، وغالبًا ما يكون مزعجًا على الرغم من عدم وجود شيء في الفم. ويمكن للناس أيضًا الشعور بانخفاض القدرة على تذوق الحلو، والحامض، والمر، وكذلك لا يمكن لبعض الأشخاص التمييز بين الأذواق المُختلفة، وهذه الحالة تسمى فقدان التذوق الحقيقي، ومع ذلك إنه أمر نادر الحدوث. وفي معظم الأحيان، يعاني الناس من فقدان الرائحة بدلاً من فقدان التذوق.
وفي الاضطرابات الأخرى للحواس الكيميائية، قد يتم تشويه الرائحة، أو الطعم، أو النكهة، ففي عسر الهضم يستمر الإحساس بأطعم كريهة، أو مالحة، أو زنخية، أو الإحساس بطعم المعدن في الفم. ويصاحب أحيانًا عسر الهضم متلازمة حرق الفم، وهي حالة يصاب فيها الشخص بإحساس حارق مؤلم في الفم. ويعتبر حرق الفم أكثر شيوعًا عند النساء في منتصف العمر وكبار السن.
أسباب اضطرابات التذوق
يولد بعض الأشخاص وهم يعانون من اضطرابات التذوق، ولكن معظمهم يصابون به بعد الإصابة بأي مرض آخر. ومن بين أسباب مشاكل التذوق:
- التهابات الجهاز التنفسي العلوي والأذن الوسطى.
- العلاج الإشعاعي لسرطانات الرأس والعنق.
- التعرض لبعض المواد الكيميائية، مثل المبيدات الحشرية وبعض الأدوية، بما في ذلك بعض المضادات الحيوية الشائعة ومضادات الهستامين.
- إصابات بالرأس.
- بعض العمليات الجراحية في الأذن، والأنف، والحنجرة، مثل جراحة الأذن الوسطى أو استخراج الضرس الثالث (ضروس العقل).
- سوء صحة الفم ومشاكل الأسنان.
تشخيص اضرابات التذوق
يتم تشخيص اضطرابات الطعم والرائحة من قبل أخصائي أمراض الأذن، والأنف، والحنجرة. ويُمكن لطبيب الأنف والأذن والحنجرة تحديد مدى اضطراب تذوقك عن طريق قياس أقل تركيز لجودة التذوق لديك، حيث ُيطلب منك مقارنة أذواق المواد المختلفة، أو ملاحظة كيف تزداد شدة الذوق عند زيادة تركيز المادة.
وطور العلماء اختبارات تذوق آخرى يستجيب فيها المريض لتركيزات كيميائية مختلفة. وقد يشمل ذلك اختبار “رشفة وبصق وشطف”، أو قد يتم تطبيق المواد الكيميائية مباشرة على مناطق محددة من اللسان.
ويشمل التقييم الدقيق لفقدان تذوقك، كذلك الفحص البدني لأذنيك، وأنفك، وحلقك، وفحص الأسنان، وتقييم صحة الفم، ويتم مراجعة التاريخ الطبي الخاص بك واختبار تذوقك تحت إشراف أخصائي الرعاية الصحية.
علاج اضطرابات التذوق
التشخيص من قبل طبيب الأنف والأذن والحنجرة مهم لتحديد ومعالجة السبب الأساسي لاضطراب التذوق الخاص بك. وإذا كان هناك دواء معين هو السبب، فإن إيقاف الدواء أو تغييره قد يساعد في القضاء على المشكلة. (لا تتوقف عن تناول الأدوية الخاصة بك ما لم يوجهك طبيبك).
وفي كثير من الأحيان، يمكننا تصحيح مشكلة فقدان التذوق عن طريق علاج المشكلات العامة الأخرى. على سبيل المثال، قد يستعيد الأشخاص حاسة التذوق بعد علاج التهابات الجهاز التنفسي أو الحساسية. وفي بعض الأحيان الأخرى، قد يستعيد الشخص إحساسه بالتذوق بشكل تلقائي، وتعتبر النظافة الصحيحة للفم مهمة لاستعادة حس التذوق السليم والحفاظ عليه. وإذا تعذر علاج اضطراب التذوق بنجاح، فقد تساعدك الاستشارة الطبية في التكيف مع مشكلتك.
خطوات لتحسين التذوق
وإذا فقدت حاسة التذوق أو جزء منها، فإليك بعض الأشياء التي يمكنك تجربتها لتحسين تذوقك:
- إعداد الأطعمة مع مجموعة متنوعة من الألوان والقوام.
- استخدام الأعشاب العطرية والتوابل الساخنة لإضافة المزيد من النكهة إلى الطعام. ومع ذلك، تجنب إضافة المزيد من السكر أو الملح إلى الأطعمة.
- إذا سمح نظامك الغذائي، قم بإضافة كميات صغيرة من الجبن، أو الزبدة، أو زيت الزيتون، أو المكسرات المحمصة على الخضار.
- تجنب الأطباق المختلطة لتحضير الطعام، مثل الأوعية المقاومة للحرارة التي يُمكن لهذه الأوعية أن تخفي النكهات الفردية وتخفف الذوق.
خطورة اضطرابات التذوق
وتتمثل خطورة فقدان حاسة التذوق والإصابة بإحدى اضطرابات التذوق في الآتي:
- يمكن أن تُضعف اضطرابات التذوق نظام الإنذار المبكر الذي تُمثله حاسة التذوق في التعرف على الأشياء. ويساعدك الطعم والتذوق على اكتشاف الأطعمة أو السوائل الفاسدة.
- فقدان التذوق يمكن أن يخلق مشاكل صحية خطيرة. ويمكن أن تكون الإصابة بإحدى اضرابات التذوق عامل خطر للإصابة بـ أمراض القلب، والسكري، والسكتة الدماغية، وغيرها من الأمراض التي تتطلب الالتزام بنظام غذائي معين.
- عندما يكون التذوق ضعيفًا، قد يغير الشخص عاداته الغذائية. وقد يأكل بعض الأشخاص القليل جدًا ويفقدون الوزن، بينما قد يأكل آخرون كثيرًا ويزيد وزنهم.
- يمكن أن يؤدي فقدان التذوق إلى إضافة الكثير من السكر أو الملح لجعل مذاق الطعام أفضل. وهذا يمكن أن يكون مشكلة للأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي فقدان التذوق إلى الاكتئاب.
- إذا كنت تعاني من اضطراب في التذوق، فتحدث مع طبيبك.