الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزي Chronic obstructive pulmonary Disease واختصاره COPD) هو التهاب مزمن يُصيب الرئة ويتسبب فى انسداد مجرى هواء الرئتين، ويحدث هذا المرض نتيجة التعرض الطويل للغازات المضرة أو بعض الجسيمات الصادرة عن دخان السجائر، تابعوا معنا لتتعرفوا على كل ما يتعلق به.
أنواع مرض الانسداد الرئوي المزمن
يتم تصنيف هذا مرض COPD إلى نوعين أساسيين هما:
- انتفاخ الرئة، وهو حالة ينتج عنها تدمير الحويصلات الهوائية الموجودة فى نهاية قصيبات الرئتين نتيجة التعرض لدخان السجائر وبعض الغازات والجسيمات المضرة، ونتيجة لهذا يحدث احتباس للهواء داخل الرئة، مما يؤدي لتمددها.
- التهاب الشعب الهوائية المزمن، يتسبب هذا النوع في حدوث التهاب، مما يؤدي لتورم الممرات الهوائية، وهذا يؤدي لإفراز كثير من المخاط، كما يؤدي لصعوبة التنفس.
أعراض الانسداد الرئوي المزمن COPD
عادة لا تظهر أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن إلا عند حدوث ضرر بالغ فى الرئتين، وتزداد تلك الأعراض سوءاً مع مرور الوقت وخاصة عند استمرار التعرض لدخان السجائر. وقد تتضمن أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن ما يلى:
- قصور فى التنفس، خاصة عند القيام بأنشطة جسدية.
- صدور صوت صفير.
- ضيق فى الصدر.
- الحاجة لتنظيف الحنجرة عند الاستيقاظ نتيجة لتراكم المخاط فى الرئتين.
- كحة مزمنة قد ينتج عنها مخاط (بلغم) أبيض اللون او مائل للاخضرار.
- عدوى متكررة فى الجهاز التنفسى.
- نقص الطاقة.
- خسارة فى الوزن غير متعَمدة.
- تورم فى الكاحلين، الأقدام والأرجل.
أعراض السدة الرئوية الحادة
المصابون بمرض الانسداد الرئوي المزمن معرضون أيضاً للإصابة بنوبات متفاقمة وحادة، حيث تصبح الأعراض أكثر سوءاً من الوضع المعتاد، وتستمر هذه النوبات لعدة أيام على الأقل، وغالباً ما تحدث نتيجة الإصابة بأحد أشكال العدوى، ومن أبرز الأعراض التي قد تشير للحالات الحادة من المرض:
- زيادة السعال.
- التنفس بصورة أصعب.
- ازرقاق الجلد.
- مشاكل النوم.
- الصداع.
ومع زيادة حدة الحالة قد يصاب المريض بألم بالصدر أو يسعل دم، كما يمكن أن يصاب بالحمى وقشعريرة الجسم.
ضرورة استشارة الطبيب
يجب أن تتوجه لطبيبك في حالة ازدادت الأعراض قوة، أو في حالة تفاقمت الحالة وأصبت بالعدوى، خاصة إذا شعرت بتشوش الرؤية المصحوب بصعوبة في التنفس وازرقاق في الشفتين والأطراف.
أسباب الانسداد الرئوي المزمن
السبب الرئيسى وراء الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن فى الدول المتقدمة هو التدخين، وتحدث الإصابة بهذا المرض فى الدول النامية نتيجة التعرض لأدخنة الوقود المحترق الذي يُستخدم فى الطبخ وتدفئة المنازل سيئة التهوية.
قد يتعرض بعض المدخنين المزمنين للإصابة بالحالة الإكلينكية من مرض الانسداد الرئوي المزمن، وبعض المدخنين يصابون بحالات مرضية تصيب الرئتين أقل انتشاراً، حيث يمكن تشخيصهم عن طريق الخطأ بالإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن لحين القيام بفحوصات أكثر دقة.
كيف تصاب الرئتين بالانسداد الرئوي المزمن؟
ينتقل الهواء نزولاً عبر القصبة الهوائية (الرغامى) ويدخل الرئتين من خلال أنبوبتين كبيرتين الحجم (الشعب الهوائية). وفي داخل الرئتين، تنقسم هذه الأنابيب عدة تقسيمات، مثل فروع الشجرة، إلى عدة أنابيب أصغر حجمًا (القصيبات الهوائية) تنتهي في عناقيد من الأكياس الهوائية الصغيرة (الحويصلات الهوائية).
وتتميز تلك الأكياس الهوائية بجدران رفيعة للغاية مليئة بالأوعية الدموية الدقيقة (الأوعية الشعرية). يمر الأكسجين الذي نستنشقه من الهواء عبر هذه الأوعية الدموية ويدخل مجرى الدم. وفي الوقت نفسه، يتم استنشاق ثاني أكسيد الكربون، وهو غاز ناتج من فضلات التمثيل الغذائي.
تعتمد الرئتان على المرونة الطبيعية للشعب الهوائية والأكياس الهوائية لإجبار الهواء على الخروج من الجسم، ولكن يتسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن في فقد هذه المرونة وانهيارها جزئيًا، مما يترك بعض الهواء محبوسًا في الرئتين عند الاستنشاق.
أسباب انسداد الممرات الهوائية
وتتضمن أسباب انسداد الممرات الهوائية ما يلى:
انتفاخ الرئة
يتسبب هذا المرض الذي يصيب الرئة في تدمير الجدران الهشة والألياف المرنة للحويصلات الهوائية. وتنهار الممرات الهوائية الصغيرة عند الاستنشاق، مما يعيق تدفق الهواء خارج الرئتين.
التهاب الشعب الهوائية المزمن
في هذه الحالة، تلتهب الشعب الهوائية ويضيق اتساعها، كما تُفرز الرئتين كمية أكبر من المخاط الذي يسد بدوره الشعب الضيقة. ويحدث سعال مزمن عند محاولة تطهير الممرات الهوائية.
دخان السجائر والمواد الأخرى التى تسبب التهيج
تشمل المهيجات الأخرى التي تسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن، دخان السجائر والتدخين السلبي ودخان الغليون وتلوث الهواء والتعرض للغبار أو الدخان أو الأبخرة في مكان العمل.
نقص مضاد التربسين ألفا-1
يحدث مرض الانسداد الرئوي المزمن لدى حوالي 1% نتيجة لاضطراب جيني يتسبب في انخفاض مستويات البروتين المعروف باسم مضاد التربسين ألفا-1. يتم إنتاج مضاد التربسين ألفا-1 (AAt) في الكبد ويتم إفرازه في مجرى الدم للمساعدة في حماية الرئتين. وقد يؤثر نقص مضاد التربسين ألفا -1 على الكبد كما يؤثر على الرئتين.
وهذا التلف في الكبد قد يحدث عند الرُضع والأطفال، وليس فقط عند البالغين الذين لديهم تاريخ سابق مع التدخين. بالنسبة للبالغين الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن المتعلق بنقص مضاد التربسين ألفا-1، تكون خيارات العلاج هي نفسها للأشخاص الذين يعانون من الأنواع الأكثر شيوعًا لمرض الانسداد الرئوي المزمن.
كما يمكن علاج بعض الأشخاص من خلال استبدال بروتين مضاد التربسين ألفا-1 الناقص مما قد يمنع حدوث المزيد من التلف في الرئتين.
عوامل خطر الانسداد الرئوي المزمن COPD
وقد تتضمن عوامل خطر الإصابة بمرض COPD ما يلى:
- التعرض لدخان السجائر: يعد تدخين السجائر لفترات زمنية طويلة من أكبر عوامل الخطورة للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن. وكلما زادت سنوات التدخين وعدد السجائر التي تدخنها، كلما زادت خطورة الإصابة بالمرض، كما يكون مدخنو الغليون والسيجار والماريجوانا والأشخاص المعرضون لكميات كبيرة من الدخان غير المباشر عرضة للإصابة بالمرض.
- المدخنون الذين يعانون من مرض الربو: إذا كنت مصاباً بالربو، وهو مرض مزمن في الممرات الهوائية، ومع ذلك تدخن فإنك تزيد من خطر إصابتك بمرض الانسداد الرئوي المزمن.
- التعرض للأتربة والمواد الكيميائية أثناء العمل: قد يؤدي التعرض طويل الأمد للأبخرة الكيميائية والعوادم والغبار في مكان العمل إلى تهيج الرئتين والتهابها.
- التعرض للأبخرة الناتجة عن الوقود المحترق: فى دول العالم النامي، تزيد نسبة إصابة الأشخاص الذين يتعرضون إلى الأبخرة الناتجة عن الوقود المحترق الذى يُستخدم فى الطهى وتدفئة المنازل سيئة التهوية بالالتهاب الرئوي المزمن.
- العمر: يتطور الالتهاب الرئوي المزمن بصورة بطيئة على مر السنين، لذلك تبدأ معظم الأعراض فى الظهور فى سن الأربعين.
- الوراثة: يعتبر الاضطراب الوراثي غير الشائع المعروف بنقص مضاد التربسين ألفا-1 مصدرًا لبعض حالات مرض الانسداد الرئوي المزمن. وهناك عوامل وراثية أخرى تجعل بعض المدخنين أكثر قابلية للإصابة بهذا المرض.
مضاعفات الانسداد الرئوي المزمن COPD
قد يتسبب الانسداد الرئوي المزمن فى حدوث عدة مضاعفات ومنها:
عدوى الجهاز التنفسى
يكون الأشخاص الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا والالتهاب الرئوي، وقد تسهم أي عدوى في الجهاز التنفسي في زيادة صعوبة التنفس وتتسبب في حدوث المزيد من التلف لنسيج الرئة. ويساعد التطعيم السنوي للإنفلونزا والتطعيم الدوري للالتهاب الرئوى بالمكورات الرئوية في منع بعض أنواع العدوى.
مشاكل القلب
لأسباب غير مفهومة بالكامل، يزيد مرض الانسداد الرئوي المزمن من خطر الإصابة بأمراض القلب، بما فيها الأزمة القلبية، وقد يساعد الإقلاع عن التدخين فى تقليل هذا الخطر.
سرطان الرئة
يكون المدخنون الذين يعانون من التهاب الشعب الهوائية المزمن عرضة لخطر الإصابة بمرض سرطان الرئة، والإقلاع عن التدخين قد يساعد فى تقليل نسبة الإصابة بسرطان الرئة.
ارتفاع ضغط الدم فى شرايين الرئة
الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن يمكن أن يتسبب فى ارتفاع ضغط الدم فى الشرايين التى تنقل الدم إلى الرئتين (ارتفاع ضغط الدم الرئوى).
الاكتئاب
قد تمنعك صعوبة التنفس من ممارسة الأنشطة التي تستمتع بها. وقد يؤدي التعامل مع مرض خطير إلى تطور الاكتئاب. لذا، تحدث مع طبيبك إذا كنت تشعر بالحزن أو اليأس أو تعتقد أنك تعاني من الاكتئاب.
الوقاية من الانسداد الرئوي المزمن
على عكس بعض الأمراض الأخرى، يوجد سبب وراء الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن، وتوجد طريقة وقاية، فترتبط أغلب الحالات ارتباط مباشر بالتدخين، وأفضل طريقة لمنع الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن هو التوقف الفورى عن التدخين.
وإذا كنت تدخن منذ وقت طويل، فقد لا تبدو إمكانية الإقلاع عن التدخين بهذه السهولة، خاصة إذا حاولت الإقلاع مرات عديدة من قبل ولم تنجح تلك المحاولات، ولكن يجب أن تستمر فى المحاولة لأنه أفضل حل لمنع حدوث أى ضرر للرئتين.
التعرض لأدخنة المواد الكيميائية والغبار أثناء أداء الوظيفة من العوامل التى تزيد من خطر الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن، لذلك يمكنك التحدث مع مديرك لإيجاد وسائل مناسبة للحماية مثل، استخدام الأدوات التى تحمى الجهاز التنفسى كالأقنعة.
تشخيص COPD
عادةً ما يحدث خطأ في تشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن؛ فغالبًا ما يتم إخبار المدخنين السابقين أنهم يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن في حين أنهم يعانون في الواقع من حالة مرضية في الرئة أقل شيوعًا. وفى العديد من الحالات لا يتم تشخيص الالتهاب الرئوي المزمن حتى يبلغ المرض مرحلة متقدمة ويكون العلاج أقل فاعلية.
ولتشخيص الحالة، سوف يقوم الطبيب بفحص الأعراض، ومناقشة التاريخ الطبى للشخص المصاب وتعرضه لأى مواد قد تُثير الرئتين خاصة دخان السجائر. وقد يطلب الطبيب عدة فحوصات لفحص الحالة ومنها ما يلى:
اختبارات وظائف الرئة
تستخدم هذه الاختبارات لمعرفة كمية الهواء التى يتم استنشاقها، وهل تقوم الرئتين بتوصيل كمية كافية من الأكسجين للدم. وخلال هذه الاختبارات سوف يطلب الطبيب منك النفخ في أنبوب كبير الحجم متصل بمقياس التنفس الذى يقوم بقياس كم الهواء الذي يمكن للرئة الاحتفاظ به ومدى السرعة التي يمكنك بها نفخ الهواء خارج الرئتين.
قد يكتشف قياس التنفس مرض الانسداد الرئوي المزمن قبل ظهور أعراض المرض، كما يمكن أن يُستخدم أيضًا لتتبع سير المرض ومراقبة مدى نجاح العلاج.
تصوير الصدر بالأشعة السينية
يمكن أن يُظهر تصوير الصدر بالأشعة السينية انتفاخ الرئة، وهو أحد الأسباب الرئيسية لمرض الانسداد الرئوي المزمن. وقد تستبعد كذلك صورة الأشعة السينية مشكلات الرئة الأخرى أو فشل القلب.
الأشعة المقطعية
قد يساعد الفحص بالأشعة المقطعية في اكتشاف انتفاخ الرئة ويساعد في تحديد ما إذا كان هناك فائدة من إجراء جراحة لعلاج مرض الانسداد الرئوي المزمن. وقد يُستخدم الفحص بالأشعة المقطعية كذلك في الكشف عن سرطان الرئة.
تحليل غاز الدم الشرياني
يقيس اختبار الدم هذا مدى قدرة الرئتين على جلب الأكسجين إلى الدم وإزالة ثاني أكسيد الكربون.
الاختبارات المعملية
لا تستخدم الاختبارات المعملية لتشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن، ولكن تُستخدم لتحديد سبب ظهور الأعراض أو استبعاد أى حالات مرضية أخرى.
علاج الانسداد الرئوي المزمن COPD
لا يعتبر التشخيص بالانسداد الرئوي المزمن نهاية العالم، فالعديد من الأشخاص مصابون بنفس المرض ولكن تختلف شدته من شخص لآخر، وتتطلب حالتهم الخضوع لعلاج بسيط غير الإقلاع عن التدخين، وحتى فى حالات المرض المتقدمة، توجد علاجات فعالة يمكن أن تتحكم فى الأعراض، وتقلل من خطر الإصابة بمضاعفات، وتحسن من القدرة على عيش حياة طبيعية ونشيطة.
الإقلاع عن التدخين
إن الخطوة الأساسية في أي خطة علاج لمرض الانسداد الرئوي المزمن هي الإقلاع عن جميع أنواع التدخين. فهذه هي الوسيلة الوحيدة لمنع مرض الانسداد الرئوي المزمن من التطور؛ مما يحد في النهاية من قدرتك على التنفس.
ولكن الإقلاع عن التدخين ليس أمرًا سهلاً، وقد تبدو هذه المهمة شاقة إذا كنت قد حاولت الإقلاع عن التدخين ولم تنجح في ذلك. استشر طبيبك بشأن المنتجات البديلة للنيكوتين والأدوية التي قد تساعد، وكذلك كيفية التعامل مع الانتكاسات. ومن المفيد أيضًا أن تتجنب التعرض للدخان الغير مباشر بقدر الإمكان.
العلاج بالأدوية والأعشاب
تستخدم الأدوية لعلاج الحالات الشديدة أو الخفيفة من الانسداد الرئوي، وقد تكون هذه الأدوية على شكل بخاخات أو على شكل أقراص أو غبرها، هذت بجانب استخدام الأعشاب الطبيعية والمكملات من أجل العلاج.
العلاج بالأكسجين
في حالة عدم وجود كمية كافية من الأكسجين في الدم، فقد تحتاج إلى الأكسجين التكميلي. وهناك العديد من الأجهزة لتوصيل الأكسجين إلى الرئتين، مثل الوحدات المتنقلة خفيفة الوزن التي يمكنك حملها معك أثناء أداء المهمات والتنقل.
يستخدم بعض الأشخاص المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن الأكسجين أثناء ممارسة الأنشطة أو أثناء النوم فقط، بينما يستخدم آخرون الأكسجين بشكل دائم. يمكن أن يحسن العلاج بالأكسجين نوعية الحياة، وهو العلاج الوحيد لمرض الانسداد الرئوي المزمن الذي ثبتت فائدته في إطالة العمر. فتحدث إلى طبيبك عن الاحتياجات والخيارات المتاحة لك.
برنامج إعادة التأهيل الرئوي
تجمع هذه البرامج عادة بين التعليم والتمارين الرياضية ونصائح التغذية والاستشارة. وفيها، سوف تتعامل مع مجموعة متنوعة من المتخصصين يمكنهم وضع برنامجك التأهيلي بشكل مخصص لتلبية احتياجاتك.
قد يقلل إعادة التأهيل الرئوي عدد مرات دخول المستشفى ويزيد قدرتك على ممارسة الأنشطة اليومية كما يُحسن نوعية الحياة. استشر الطبيب حول إحالتك لأحد هذه البرامج.
السيطرة على حالات المرض المتفاقمة
حتى مع العلاج المستمر، قد تعاني في بعض الأحيان عندما تتفاقم الأعراض لأيام أو أسابيع. ويعرف هذا بالتفاقم الحاد، وقد يؤدي إلى فشل الرئة فى حالة عدم تلقى العلاج الفوري.
قد تحدث حالات تفاقم المرض الحادة نتيجة لعدوى في الجهاز التنفسي أو تلوث الهواء أو غيرها من محفزات الانسداد. وأياً كان السبب، فمن المهم طلب المساعدة الطبية الفورية فى حالة ملاحظة زيادة متواصلة في السعال أو تغير في المخاط أو مواجهة صعوبة أكبر في التنفس.
عند حدوث حالات المرض المتفاقمة، قد تحتاج إلى أدوية إضافية (مثل المضادات الحيوية أو الستيرويدات) أو الأكسجين التكميلي أو تلقي العلاج في المستشفى. وبعد تحسن الأعراض، سوف ينصح الطبيب باتخاذ تدابير لمنع حدوث أى من هذه الحالات فى المستقبل، مثل الإقلاع عن التدخين، تناول الستيرويدات المستنشقة أو موسعات القصبات الهوائية طويلة المفعول، تلقي لقاح الإنفلونزا السنوي، وتجنب تلوث الهواء قدر الإمكان.
علاج الانسداد الرئوي المزمن بالجراحة
تكون الجراحة أحد إحدى الخيارات المتوفرة للأشخاص المصابين بحالات متقدمة من انتفاخ الرئة، ولا تتحسن أعراضهم بتناول الأدوية. ومن ضمن الخيارات الجراحية ما يلى:
جراحة تصغير حجم الرئة
يقوم الجرّاح، في هذه الجراحة، باستئصال الأجزاء الصغيرة المتضررة من الأنسجة الرئوية الموجودة فى الجزء العلوى من الرئتين. ويعمل هذا على تكوين مساحة إضافية في تجويف الصدر، حيث يعمل نسيج الرئة المتبقي والحجاب الحاجز بشكل أكثر فعالية. وفي بعض الأشخاص، قد تحسن هذه الجراحة نوعية الحياة وتزيد من نسبة النجاة.
زراعة الرئة
قد تكون زراعة الرئة خياراً لبعض الأشخاص الذين ينطبق على حالتهم بعض المعايير المعينة. وقد تحسن الزراعة من القدرة على التنفس والبقاء فى نشاط، ولكنها عملية جراحية كبرى يترتب عليها مخاطر هائلة مثل رفض الجسم للأعضاء، كما تستلزم تناول أدوية كبت المناعة المستمرة مدى الحياة.
إزالة الفقاعات
مساحات هوائية كبيرة (فقاعات) تتكون داخل الرئتين عندما تتضرر جدران الحويصلات الهوائية، ويمكن أن تصبح هذه الفقاعات كبيرة جداً وتتسبب فى حدوث مشاكل فى التنفس. أثناء عملية إزالة الفقاعات، يقوم الأطباء بإزالة تلك الفقاعات من الرئتين لتحسين تدفق الهواء.