يعاني بعض الأشخاص من عدم امتصاص الأمعاء ما يكفي من السوائل والعناصر الغذائية الكافية للجسم بسبب قصر طول الأمعاء أو عدم قيامها بوظيفتها على الوجه الأمثل، ويطلق على هذه الحالة متلازمة الأمعاء القصيرة Short Bowel Syndrome، وهي ما سنعرفه في السطور الآتية، فاقرأ ما يلي.
ما هي متلازمة الأمعاء القصيرة؟
متلازمة الأمعاء القصيرة Short Bowel Syndrome هي مشكلة في الأمعاء الدقيقة، حيث لا تستطيع امتصاص العناصر الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن والبروتينات والدهون، والسوائل الكافية لحاجة الجسم كي يقوم بوظائفه، وعادة ما تكون عند الأطفال، إذ قد تكون وراثية -أي يولد الطفل بها-، أو مكتسبة نتيجة مرض ما أو عملية جراحية لإزالة جزء من الأمعاء.
وقد تكون هذه المتلازمة خفيفة عند بعض الحالات، بينما قد تسبب صعوبات عند حالات أخرى، ويمكن تشخيصها وعلاجها كما سنوضح لك في الفقرات الآتية.
أسباب متلازمة الأمعاء القصيرة
يرجع سبب متلازمة الأمعاء القصيرة -من اسمها- إلى قصر الأمعاء، والذي قد يؤثر في قدرة الجسم على الحصول على ما يكفيه من الغذاء، وعلى وظائف الأمعاء الدقيقة، وقد ينجم هذا عن:
- ولادة الطفل بأمعاء قصيرة غير مكتملة.
- الخضوع لعمليات جراحية لعلاج أمراض مثل الالتهاب المعوي القولوني الناخر Necrotizing enterocolitis (مشكلة في تدفق الدم إلى الأمعاء)، أو السرطان، أو مرض كورون، أو انغلاف الأمعاء Intussusception (انزلاق جزء من الأمعاء داخل جزء آخر ويمنع تدفق الدم، وهو حالة خطيرة)، أو انشقاق البطن الخلقي Gastroschisis (خروج الأمعاء وأعضاء أخرى من فتحة غير طبيعية بجوار السرة)، أو الانفتال volvulus (التواء الأمعاء).
- إصابات الأمعاء الجسدية.
- فقدان تدفق الدم إلى الأمعاء بسبب الانسداد المعوي.
علامات وأعراض متلازمة الأمعاء القصيرة
تختلف أعراض المتلازمة وفقًا لشدة كل حالة، لكن يعد الإسهال أكثر الأعراض شيوعًا، ونظرًا لكونه قد يسبب الجفاف وسوء التغذية، يجب معالجته في أسرع وقت قبل أن يسبب مشكلات خطيرة، ومن الأعراض المحتملة الأخرى ما يلي:
- فقدان الوزن.
- الضعف والشعور بالإرهاق.
- تقلصات البطن والغازات.
- تورم القدمين.
- الشعور بالغثيان والقيء.
- الحموضة.
وإضافة إلى ما سبق، قد يعاني المرضى من أعراض نقص امتصاص بعض المعادن أو الفيتامينات مثل:
- جفاف الجلد وفقدان الكتلة العضلية والذي ينجم عن الجفاف وعدم امتصاص ما يكفي من الماء.
- مشكلات الإبصار بسبب نقص فيتامين أ.
- التشنجات وعدم انتظام ضربات القلب بسبب نقص فيتامين ب.
- تقلصات عضلية وهشاشة العظام بسبب نقص فتامين د.
- شحوب الجلد وعدم القدرة على التفكير وضيق التنفس بسبب نقص الحديد.
- فقدان الشعر والطفح الجلدي بسبب نقص الزنك.
مضاعفات متلازمة الأمعاء القصيرة
توجد العديد من المضاعفات المحتملة لهذه المتلازمة ما لم يتم علاجها على الوجه الأمثل، وتتضمن بعض هذه المضاعفات:
- الجفاف بسبب عدم القدرة على الحفاظ على توازن السوائل.
- سوء التغذية وفقدان الوزن، وعدم القدرة على الحفاظ على الوزن الطبيعي.
- نقص الفيتامينات والمعادن.
- اختلال توازن الإلكتروليت.
- التسلخات والطفح الجلدي المتكرر نتيجة البراز الحامضي.
- تغيرات في العادات الغذائية.
- أمراض الكبد.
- حصوات الكلى.
- حصوات المرارة.
- زيادة غير طبيعية في نمو البكتيريا في الأمعاء.
- عدم تحمل الأطعمة مثل عدم تحمل اللاكتوز الموجود في منتجات الألبان.
كيفية تشخيص متلازمة الأمعاء القصيرة
يتم تشخيص هذه المتلازمة بعدة طرق مثل:
- اختبارات الدم التي تتضمن مستويات الفيتامينات والمعادن، وصورة الدم الكاملة.
- الاختبارات التصويرية مثل الأشعة العادية، والأشعة المقطعية.
- تحليل نسبة الدهون في البراز.
علاج متلازمة الأمعاء القصيرة
يهدف العلاج إلى حصول المريض سواء أكان طفلًا أو شخصًا بالغًا على العناصر الغذائية والسوائل المفقودة، ويتضمن العلاج تغيرات في النمط الغذائي، والأدوية، والجراحة.
تغيير العادات الغذائية
إن التغذية السليمة هي الخط العلاجي الأولّي والرئيسي لمرضى هذه المتلازمة، وتختلف العادات الغذائية من شخص لآخر اعتمادًا على سبب المتلازمة ومدى شدتها، وفيما يلي أهم النصائح الغذائية:
- الحفاظ على الوجبات في مواعيدها اليومية، وتناولها بانتظام.
- الإكثار من شرب السوائل، والحرص على شربها بين الوجبات وليس في أثناء تناولها.
- تجنب الأطعمة المسببة للإسهال مثل الأطعمة الغنية بالألياف أو السكريات أو الأطعمة الدهنية.
الأدوية
قد يصف الأطباء المكملات الغذائية اللازمة بناء على حالة المريض الصحية، وكذلك قد توصف أدوية مثل:
- أدوية لمنع الإسهال.
- أدوية لعلاج الحموضة.
- أدوية تعزز قدرة الأمعاء على الامتصاص.
- تعزيز تدفق الصفراء.
الجراحة
تهدف الجراحة إلى استعادة قدرة الأمعاء على امتصاص العناصر الغذائية، وتختلف طبيعة العملية الجراحية أيضًا حسب حالة المريض، ومنها:
- جراحة لتجنب الانسداد المعوي.
- تضييق أي موضع متوسع غير طبيعي في الأمعاء.
- زيادة مدة بقاء الطعام في الأمعاء.
- إطالة الأمعاء.
ونلخص السطور السابقة في أن متلازمة الأمعاء القصيرة هي مرض نادر ينتج عنه عدم امتصاص ما يكفي من العناصر الغذائية والسوائل، ويعد الإسهال من أشهر الأعراض ويجب علاجه على الفور قبل أن يسبب مشكلات صحية أكثر خطورة، ويعد البرنامج الغذائي المتبع هو الخط العلاجي الأول، وقد يتم وصف أدوية أو العلاج الجراحي بناء على طبيعة الحالة.