هل سمعت عن لحمية المرارة من قبل أو تعرف ما هي زوائد المرارة؟ هذه الحالة شهيرة طبياً لكن قد لا يعرف الكثير من الأشخاص معلومات عنها أو عن أعراضها، وقد يكون البعض مصاب بها بالفعل دون أن يدري، لهذا تعالوا معنا لنتعرف على مرض لحمية المرارة بشكل تفصيلي، تابعوا معنا.
ما هي لحمية المرارة؟
لحمية المرارة (بالإنجليزية Gallbladder Polyps) تعرف أيضاً بأكثر من إسم مثل سلائل المرارة وبوليب المرارة وزوائد المرارة، وعلى الرغم من اختلاف الأسماء إلا أن المرض واحد والأعراض واحدة.
وهذه الحالة المرضية عبارة عن أورام تتكون وتنمو وتظهر بشكل غير طبيعي على بطانة المرارة الداخلية، في الغالب تكون هذه الأورام حميدة ولا تتسبب في أضرار وقد لا يكون لها أي أعراض واضحة وصريحة، بعض هذه الزوائد قد تتحول لأورام غير حميدة أو سرطان لكن تظل الحالات التي تتحول فيها هذه الحالة لسرطان بسيطة، بنسبة تصل لحوالي 0.5% فقط ممن يصابون بلحمية المرارة.
هل مرض لحمية المرارة شائع؟
هذا المرض يعتبر من الأمراض شائعة الحدوث، حيث أن الدراسات تفيد إلى أن حوالي 4% لـ 7% من الأشخاص البالغين يتعرضون للحمية المرارة أو سلائل المرارة، لكن حوالي نسبة 5% فقط من إجمالي هذه الإصابات هي ما تتحول لسرطان وأورام خبيثة.
حوالي من من 60% لـ 90% من الحالات قد تكون أورام غير حقيقية وحويصلات كاذبة، فقط تكون رواسب كوليسترول تتعلق بجدار المرارة. أما حوالي من 5% لـ 10% من أورام المرارة الحميدة تعتبر أورام التهابية أو تندب نسيجي ويكون ناتج عن التهاب مزمن.
أنواع زوائد المرارة
هناك أنواع كثيرة من لحمية المرارة، سنوضحهم لكم كالتالي:
بوليبات المرارة الكاذبة
هذه الحالة تعرف أيضاً بإسم سلائل الكوليسترول، وتكون ناتجة عن أورام حميدة تحدث بسبب داء الكوليسترول. وهذه الحالة تدل على الإصابة بزيادة في نسب الدهون والكوليسترول في الجسم، هذه الدهون تتراكم مع بعضها البعض وتلتصق بجدار المرارة، فتتكون زوائد لحمية على جدارها.
السلائل الالتهابية
هذه الحالة تنتج عن التعرض لالتهاب مزمن في المرارة وبالأخص في جدار المرارة، والكثير من الأشخاص يعرفون هذه الحالة على أنها التهاب المرارة، هذا الالتهاب يتسبب في حدوث تندب في أنسجة المرارة.
الورم العضلي الغدي
هذه الحالة عبارة عن فرط في نمو بطانة المرارة بشكل غير طبيعي، هذا الفرط يُشكل أكياس على جدار المرارة، هذه الحالة تعتبر من الحالات الغير ضارة في معظم الأحيان، وليس له سبب واضح لحدوثه.
أورام المرارة الحميدة
عبارة عن أورام حميدة تنمو وتتكون من بعض الخلايا التي تشبه كثيراً بطانة القناة الصفراوية في الجسم، هذه القناة هي المسؤولة عن ربط المرارة بأعضاء الجسم الأخرى، وهذه هي الحالة التي قد تتحول بنسبة حوالي 5% لتصبح سرطاناً.
الأورام الخبيثة
وتكون في العاجة ناتجة عن سرطانات غدية، وتعتبر واحدة من أشهر حالات السرطان التي تصيب الجسم وأعضائه الداخلية.
أعراض سلائل المرارة
في العادة لا تسبب هذه الحالة أي أعراض واضحة، بل يتم اكتشافها بالصدفة أثناء إجراء الفحوصات الطبية، لكن هناك بعض الحالات التي قد تتعرض لظهور بعض الأعراض خاصة إذا حدث انسداد في ممرات المرارة، سواء القناة الصفراوية أو القناة الكيسية.
فبعض الأورام الحميدة التي تنمو في القناة الكيسية قد تعيق مرور وتدفق الصفراء للمرارة، وهذا ما يعرض الشخص لالتهاب المرارة. كما أن الزوائد التي تنفصل وتنتقل للقناة الصفراوية تعيق هي الأخرى تدفق الصفراء من المرارة، وهذا يتسبب في التعرض لالتهاب القناة الصفراوية أو التهاب البنكرياس.
والأعراض العامة التي قد تشعر بها نتيجة هذه الزوائد والالتهاب، عبارة عن:
- ألم في البطن.
- حمى.
- اليرقان.
- قيء.
- غثيان.
في بعض الأحيان قد تشير هذه الأعراض أيضاً للإصابة بمرض سرطان المرارة، لذلك إذا شعرت بهذه الأعراض واستمرت لفترة يجب أن تستشير الطبيب.
هل لحمية المرارة تٌسبب الألم؟
لحمية المرارة لا تتسبب في حدوث آلام لمن يصاب بها، وقد لا يشعر بها المريض ولا تظهر عليه أي أعراض، إلا في حالات نادرة فقد تتسبب في حدوث ألم والتهاب واضح وصريح خاصة إذا تعرضت إحدى القنوات التي تؤدي للمرارة للانسداد. كما أن هناك حالات أخرى قد تسبب الألم أكثر من الزوائد اللحمية، مثل التعرض لحالة حصوات المرارة.
أسباب لحمية المرارة
الأورام الحقيقية في المرارة ليس لها سبب محدد وصريح، غير أنها عبارة عن نمو غير طبيعي لخلايا الجسم. أما زوائد المرارة أو لحمية المرارة أو الأورام الحميدة التي تتكون على جدار المرارة، عبارة عن أورام التهابية وليست أورام حقيقية أو خبيثة، وتكون ناتجة عن بعض الحالات الأخرى مثل داء الكوليسترول الذي ينتج عنه زوائد الكوليسترول على المرارة، أو بسبب التهاب المرارة، كما ذكرنا سابقا.
عوامل خطر لحمية المرارة
قد تكون لحمية المرارة أو سلائل المرارة ناتجة عن مشكلة صحية أخرى، حيث أن الشخص قد يكون عرضة لهذه الحالة إذا كان يعاني من:
- التهاب المرارة.
- التهاب الكبد الوبائي ب.
- التهاب القناة الصفراوية.
- متلازمة بوتز جيغرز.
- ارتفاع نسب الدهون والكوليسترول الضار في الجسم.
- داء البوليبات الغدي العائلي (FAP).
- إذا كان عمر الشخص فوق الخمسين، فقد يكون عرضة لهذه الحالة.
طرق تشخيص لحمية المرارة
هذه الحالة في الغالب يتم اكتشافها بالصدفة أثناء أجراء بعض الفحوصات الطبية الأخرى، ومن الفحوصات التي توضح هذه الحالة:
- الموجات فوق الصوتية على البطن.
- الأشعة المقطعية.
- الموجات فوق الصوتية بالمنظار.
كيف تعرف أن لحمية المرارة سرطانية؟
للآن لا يوجد طريقة واضحة لمعرفة ما إذا كانت لحمية وزوائد المرارة سرطانية أم لا، فلمعرفة ذلك لابد من استئصال المرارة وعمل اختبار أورام لها، وعلى الرغم من أنه يمكنك العيش بدون مرارة بعد استئصالها، إلا أن الأطباء لا يقدمون على هذه الخطوة بسهولة وبدون سبب قوي لذلك، وقبل الاستئصال يقومون بحساب احتمالية أن تكون هذه الأورام سرطاناً بشكل جيد بناء على عوامل الخطر المرتبطة بالحالة والأعراض التي يشعر بها.
علاج لحمية المرارة
الكثير من أنواع لحمية المرارة لا تسبب أضرار ولا تحتاج لعلاج، إلا إذا طلب الطبيب المتخصص ذلك، لكن في الغالب تبقى تحت الملاحظة والمتابعة الدورية فقط ليتم التأكد من مدى نموها أو ظهور أي أعراض جديدة.
إذا أوصى الطبيب بعلاج هذه الحالة، فعلاجها يكون من خلال استئصال المرارة وهو الحال الأمثل والوحيد للتخلص من أمراض المرارة، ولتجنب المضاعفات الناتجة عن مشاكل المرارة الأخرى. وهناك نوعان من عمليات استئصال المرارة، هما:
- استئصال المرارة بالمنظار، وهي جراحة بسيطة يتم خلالها استئصال المرارة من خلال عمل بضع شقوق في منطقة البطن تكون صغيرة الحجم، وهي البديل الأمثل لفتح وشق البطن.
- استئصال المرارة عن طريق فتح البطن، وهذا يكون من خلال عملية جراحية كاملة يقوم الطبيب فيها بفتح في البطن ليتم استئصال المرارة منه، وهذه الحالة مرجحة أكثر في حالة الاشتباه بوجود سرطان، لأن الطبيب في هذه الحالة يقوم بإزالة بعض الأنسجة والعقد الليمفاوية الموجودة خارج وحول المرارة أيضاً أثناء عملية الاستئصال للقيام بفحصها.
هل يمكن أن تختفي لحمية المرارة بدون علاج؟
قد يتساءل الكثير من الأشخاص حول إمكانية اختفاء زوائد المرارة من تلقاء نفسها، لكن للأسف الإجابة لا، فهذه الحالة تكون عرضة لتزايد نموها بمرور الوقت سواء من حيث العدد أو الحجم ولا تختفي بدون جراحة لإزالتها.