إليكم كل ما يتوفر من معلومات طبية عن سرطان البروستاتا Prostate Cancer وعلامات الإصابة به وأسباب حدوثه وطرق علاجه والوقاية منه، بالإضافة لكيفية تشخيصه واكتشافه وتأثيره على الحياة الجنسية للرجال، وهل يؤثر على المرأة أيضاً أم لا، ونسب النجاة من هذا السرطان ومعلومات أخرى هامة لكم ولصحتكم، فاحرصوا على متابعة الفقرات التالية.
ما هو سرطان البروستاتا؟
سرطان البروستاتا أو سرطان البروستات هو سرطان يحدث في البروستاتا، وهي غدة صغيرة على شكل الجوز عند الرجال تنتج السائل المنوي الذي يغذي وينقل الحيوانات المنوية. ويُعد سرطان البروستاتا أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال.
وعادةً ما ينمو سرطان البروستات ببطء ويقتصر في البداية على غدة البروستاتا وتكون الأضرار عادة غير جسيمة. وفي حين أن بعض أنواع سرطان البروستات تنمو ببطء وقد تحتاج إلى الحد الأدنى من العلاج، هناك أنواع أخرى عدوانية يمكن أن تنتشر بسرعة. وسرطان البروستات الذي يتم اكتشافه مبكرًا، تكون لديه فرصة أفضل لعلاج ناجح.
مراحل سرطان البروستاتا
يتم تصنيف مراحل السرطان الذي يُصيب غدة البروستاتا بالشكل التالي:
- المرحلة الأولى: يكون السرطان في جهة واحدة فقط من البروستاتا، وينمو ببطء، ولم تتأثر أي عقد ليمفاوية.
- المرحلة الثانية: ما زال السرطان في غدة البروستاتا، وقد يظهر في جهة واحدة أو جهتين من الغدة.
- المرحلة الثالثة: يكون الورم تقدم وبدأ في النمو والانتشار، ونتائج تحاليل الدم تكون مرتفعة جداً، كما يكون الورم على كلا جانبي الغدة، وعادة ما ينتشر السرطان في هذه المرحلة إلى الأنسجة القريبة خارج الغدة ولكن لم تتأثر أي عقد ليمفاوية.
- المرحلة الرابعة: تعني انتشار السرطان إلى العقد الليمفاوية وأجزاء الجسم الأخرى، وفي بعض الحالات يكون انتشر إلى الأنسجة والعقد، وحالات أخرى يكون انتشر إلى العظام.
علامات سرطان البروستاتا وأعراضه
قد لا ينتج عن سرطان البروستاتا أي أعراض في المراحل المبكرة، وعند تقدمه قد تظهر علامات تُشير إلى احتمال الإصابة، أبرزها ما يلي:
- حدوث مشاكل في التبول.
- تغيرات في قوة مجرى البول.
- وجود دم في السائل المنوي.
- الشعور بالانزعاج في منطقة الحوض.
- ضعف الانتصاب.
اسباب سرطان البروستاتا
السبب الرئيسي وراء حدوث سرطان البروستات قد لا يكون واضحاً كلياً، ولكن يعلم الأطباء أن هذا السرطان يبدأ عندما تُصبح بعض الخلايا في البروستاتا غير طبيعية، وتؤدي الطفرات الموجودة في الحمض النووي للخلايا غير الطبيعية إلى نمو الخلايا وانقسامها بسرعة أكبر من الخلايا الطبيعية.
كما تستمر الخلايا غير الطبيعية في العيش عندما تموت خلايا أخرى، وتشكل هذه الخلايا غير الطبيعية المتراكمة ورمًا يمكن أن ينمو ليغزو الأنسجة القريبة، كما يمكن أيضًا لبعض الخلايا غير الطبيعية أن تنفصل وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
عوامل خطر سرطان البروستات
توجد بعض عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من احتمال وخطر الإصابة بسرطان البروستات، وتشمل ما يلي:
- السن وتقدم العمر.
- تاريخ العائلة، فإذا كان هناك من يعاني في العائلة من سرطان البروستاتا، فقد تزداد خطورة الإصابة، وأيضاً إذا كان هناك تاريخ عائلي للجينات التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي (BRCA1 أو BRCA2) أو تاريخ عائلي قوي للغاية من سرطان الثدي، فقد يكون خطر الإصابة بسرطان البروستاتا أعلى.
- البدانة، فالرجال الذين يعانون من السمنة المفرطة، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض متقدم يصعب علاجه مثل السرطان الذي يُصيب البروستاتا.
مضاعفات سرطان البروستاتا
إلى جانب الأضرار الجسدية والنفسية الناتجة عن الإصابة بسرطان البروستات، قد تحدث بعض المضاعفات الصحية الأخرى الناتجة عن المرض نفسه أو عن العلاجات المستخدمة، أبرزها ما يلي:
- انتشار السرطان إلى الأعضاء المجاورة، فقد ينتشر إلى المثانة أو عبر مجرى الدم أو الجهاز الليمفاوي، أو إلى العظام أو أعضاء أخرى. وبمجرد أن ينتشر السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم، فقد يستمر في الاستجابة للعلاج ويمكن السيطرة عليه، لكن من غير المرجح علاجه.
- سلس البول، حيث يمكن أن يُسبب كل من السرطان في البروستاتا وعلاجه سلس البول، يعتمد علاج هذه المشكلة على النوع الذي لديك، ومدى شدته واحتمال تحسنه بمرور الوقت، وقد تشمل خيارات العلاج الأدوية والقسطرة والجراحة.
- ضعف الانتصاب، حيث يمكن أن تنتج هذه المشكلة عن المرض نفسه أو طرق علاجه مثل الجراحة أو العلاج الإشعاعي أو الهرموني.
طرق تشخيص سرطان البروستاتا
تشمل اختبارات فحص البروستاتا، للبحث عن أي مشاكل صحية بما في ذلك سرطان البروستات ما يلي:
- فحص المستقيم الرقمي (DRE): يقوم الطبيبك بإدخال إصبع مشحم في المستقيم لفحص البروستاتا، وإذا وجد طبيبك أي تشوهات في نسيج الغدة أو شكلها أو حجمها، فقد تحتاج إلى مزيد من الاختبارات.
- اختبار مستضد البروستات (PSA): يتم أخذ عينة دم من وريد الذراع وتحليلها من أجل مادة PSA، وهي مادة تنتجها غدة البروستاتا بشكل طبيعي، ومن الطبيعي أن تتواجد هذه المادة بكمية صغيرة في الدم، و إذا تم العثور على مستوى أعلى من المعدل الطبيعي، فقد يُشير هذا إلى حدوث التهاب في البروستاتا أو تضخم أو سرطان.
وتساعد اختبارات PSA مع DRE على تحديد سرطانات البروستاتا في مراحلها المبكرة، وإذا اكتشفت هذه الاختبارات وجود أي خلل، فقد يوصي طبيبك بإجراء مزيد من الاختبارات لتحديد ما إذا كنت تعاني من سرطان البروستاتا، مثل:
- الموجات فوق الصوتية..
- جمع عينة من أنسجة البروستاتا (خزعة البروستاتا).
- التصوير بالرنين المغناطيسي
وفي حالة تأكيد الخزعة لوجود السرطان، فإن الخطوة التالية هي تحديد درجة الخلايا السرطانية ومدى تقدمها، ويفحص الطبيب أو الاخصائي عينة من السرطان لتحديد مقدار الخلايا السرطانية التي تختلف عن الخلايا السليمة، وتشير الدرجة الأعلى إلى وجود سرطان أكثر عدوانية وسريع الانتشار.
وبمجرد تشخيص وجود السرطان في البروستاتا، يعمل الطبيبك على تحديد مرحلة السرطان. وإذا اشتبه طبيبك أن السرطان قد انتشر خارج غدة البروستاتا، فقد يوصى بإجراء اختبار أو أكثر من اختبارات التصوير التالية:
- فحص العظام.
- الموجات فوق الصوتية.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT).
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
هل السونار يكشف سرطان البروستاتا؟
يمكن أن يُستخدم فحص تصوير البروستاتا أو المستقيم بالموجات فوق الصوتية في فحص حجم ومكان وشكل غدة البروستاتا والأجزاء القريبة منها، ويمكن أن يُستخدم هذا الفحص للبحث عن أي علامات أو أعراض للسرطان أو أي مشاكل أخرى قد تُصيب البروستاتا. وعادة ما يتم اللجوء لهذا الفحص بعد اكتشاف ارتفاع في مستوى مستضد البروستات (PSA) في الدم.
هل يمكن الشفاء من سرطان البروستاتا؟
تعتمد خيارات علاج السرطان في غدة البروستاتا على عدة عوامل، مثل سرعة نمو السرطان ومدى انتشاره وصحتك العامة وكذلك الفوائد المحتملة أو الآثار الجانبية للعلاج. والعلاج الفوري قد لا يكون ضرورياً
وبالنسبة للرجال المصابين بالسرطان منخفض المخاطر، قد لا يكون العلاج ضروريًا على الفور، وبعض الرجال قد لا يحتاجون أبدًا إلى العلاج. وعوضاً عن ذلك يوصي الأطباء أحيانًا بالمراقبة الفعالة أو النشطة (إجراء اختبارات دم منتظمة للمتابعة وفحوصات للمستقيم وربما خزعات لمراقبة تطور السرطان).
وتتضمن طرق علاج هذا النوع من السرطان ما يلي:
- جراحة إزالة البروستاتا.
- العلاج الإشعاعي.
- العلاج بالهرمونات.
- تجميد أنسجة البروستاتا.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج البيولوجي.
علاج سرطان البروستاتا بالطب البديل
لا توجد علاجات تكميلية أو بديلة يمكن أن تعالج سرطان غدة البروستاتا بشكل كامل. ومع ذلك، قد تساعد بعض العلاجات التكميلية والبديلة في مواجهة الآثار الجانبية للسرطان والعلاجات المستخدمة مثل:
- العلاج بالحركة.
- ممارسه الرياضة.
- التأمل.
- تقنيات الاسترخاء.
الوقاية من سرطان البروستاتا
توجد بعض النصائح والطرق التي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان غدة البروستاتا والوقاية منه، من ضمنها ما يلي:
- اتباع حمية صحية غنية بالفواكه والخضراوات، وتجنب الأطعمة عالية الدهون، حيث تحتوي الفواكه والخضراوات على العديد من الفيتامينات والمواد المغذية التي يمكن أن تساعد في تحسين صحتك.
- اختيار الأطعمة الصحية، وخاصة الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادنـ بدلاً من الاعتماد على المكملات الغذائية، فلم تظهر أي دراسات أن المكملات تلعب أي دور في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستات.
- ممارسة الرياضة باستمرار، فالتمرين يُحسن صحتك العامة ويساعدك على الحفاظ على وزنك، كما يُحسن من حالتك المزاجية. وهناك بعض الدراسات التي تُشير إلى أن الرجال الذين لا يمارسون الرياضة لديهم مستويات أعلى من PSA، في حين أن الرجال الذين يمارسون الرياضة قد يكونوا أقل عرضة للإصابة بهذا النوع من السرطان.
- الحفاظ على وزن صحي، فإذا كان وزنك الحالي صحيًا، اعمل على الحفاظ عليه عن طريق ممارسة الرياضة معظم أيام الأسبوع. وإذا كنت بحاجة إلى إنقاص الوزن، أضف المزيد من التمارين وقلل من عدد السعرات الحرارية التي تتناولها كل يوم. ويمكنك سؤال طبيبك للمساعدة في وضع خطة لفقدان الوزن بشكل صحي.
سرطان البروستاتا والجماع
تقع غدة البروستاتا بالقرب من مجموعة من الأعصاب المهمة والأوعية الدموية والعضلات التي تساعد في حدوث الانتصاب، والخضوع لبعض علاجات سرطان البروستاتا يمكن أن يُحدث ضرر في تلك الأماكن، مما يزيد من صعوبة حدوث الانتصاب أو الوصول للنشوة الجنسية.
ويُعتبر ضعف الانتصاب أبرز المشاكل التي تُصيب الرجال المصابين بالسرطان في غدة البروستاتا، ولكن توجد بعض المشاكل الأخرى التي قد تحدث مثل:
- نشوة جنسية جافة (لا يتم إخراج أي مني).
- صغر حجم القضيب.
- فقدان الرغبة في العلاقة الجنسية.
يمكن أن تستمر هذه المشاكل لعدة أسابيع أو أطول، ويتوقف هذا على نوع العلاج وكيفية الاستجابة له. وأغلب الرجال الذين يخضعون لإجراء يُعرف بإسم جراحة البروستاتا التي تحافظ على الأعصاب أو يخضعون للعلاج الإشعاعي، يمرون بتحسن في جودة الحياة الجنسية خلال عام.
وإلى جانب خيارات العلاج التي يمكن اللجوء إليها بعد مناقشة الأمر مع الطبيب ومعرفة الأفضل للحالة، توجد بعض النصائح التي يمكن تجربتها للحفاظ على الحياة الجنسية بصورة أحسن بعد التشخيص بهذا النوع من السرطان، منها:
- التحدث مع الطبيب على الفور في حالة التعرض لأي مشكلة جنسية، فبعض الرجال يواجهون صعوبة وحرجاً في التحدث عن مثل تلك الأمور.
- زيارة مختص في علاج مشاكل الأزواج، حيث يمكن أن يساعدك أنت وشريكتك في التعامل بشكل صحي مع هذه المشاكل.
- الاهتمام بالصحة العامة عن طريق ممارسة الرياضة، والاعتماد على نظام غذائي صحي، والحصول على كمية كافية من النوم.
هل سرطان البروستاتا معدي للزوجة؟
يتساءل البعض عن إمكانية انتقال هذا النوع من السرطان للزوجة، ولكن سرطان غدة البروستاتا لا يُعتبر مرض ينتقل جنسياً، فلا يمكن للرجل نقل هذا المرض لزوجته عن طرق العلاقة الجنسية أو بأي طريقة أخرى.
سرطان البروستاتا للنساء
انتشر مصطلح غدة البروستاتا عند النساء في بعض الأماكن، ولكن علمياً لا يوجد لدى المرأة هذه الغدة، بل يوجد في جسم المرأة غدد صغيرة موجودة على الجانب الأيمن من المهبل وبعض القنوات المقابلة لها تُعرف أحياناً بإسم قنوات أو غدد سكين Skene’s glands، وأحياناً يُطلق عليها بروستاتا المرأة.
وتتشابه غدد سكين مع غدة البروستاتا في وجود مستضد البروستات النوعي (PSA) ومستضد الفوسفاتاز (PSAP) بداخلهم. وتُعتبر غدد سكين لدى المرأة جزء هام وعملي من الجهاز التناسلي والبولي للمرأة.
وإصابة المرأة بالسرطان في هذه الغدد، أو ما يطلق عليه أحياناً بسرطان البروستاتا عند النساء، أمراً نادراً، فالإصابة بالسرطان في غدد سكين يمثل 0.003% من أنواع السرطانات التي تُصيب الجهاز التناسلي البولي للمرأة.
الفرق بين سرطان البروستاتا وتضخم البروستاتا
على الرغم من أن الحالتين تحدثان لنفس المنطقة والغدة، إلا أنهما حالتين منفصلتين، ويُعتبر تضخم البروستاتا من أكثر المشاكل الشائعة التي تُصيب البروستاتا لدى الرجال، فتقريباً يتعرض جميع الرجال لهذه المشكلة مع تقدم العمر، فعند وصول سن الستين، يعاني 50% من الرجال من بعض أعراض تضخم البروستاتا، وبالوصول لعمر 95 عام، يعاني 90% من الرجال من هذه المشكلة.
ووفقاً لبيانات الدراسات الحديثة، الإصابة بتضخم البروستاتا لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ولكن قد تتشابه الحالتان في بعض الأعراض، وقد يزيد هذا من صعوبة تشخيص السرطان في البروستاتا في بعض الحالات، وبسبب هذا توصي جمعية المسالك البولية الأمريكية وجمعية السرطان الأمريكية بضرورة الخضوع لفحص البروستاتا كل عام، بداية من عمر 55 وحتى عمر 69، وفي حالة وجود تاريخ عائلي بحدوث سرطانات البروستاتا، يجب الفحص بداية من عمر 40 عام.
ويمكنكم معرفة كل التفاصيل المتعلقة بهذا المرض من خلال مقال: كل ما يجب معرفته عن تضخم البروستاتا الحميد
هل سرطان البروستاتا مميت؟
تُعتبر نسبة النجاة لمدة 5 سنوات بعد التشخيص بهذا النوع من السرطان عند الرجال أكبر من 99%، أي أن نسبة الوفاة من هذه السرطان منخفضة نسبياً مقارنة بأنواع السرطانات الأخرى
ولكن يجب التنويه إلى أنه على الرغم من نسب النجاة لسابق ذكرها، إلا أن سرطان البروستات أكثر أنواع السرطانات تشخيصاً وخطورة في العديد من البلاد، ويُعتبر السبب الرئيسي الثاني للسرطان عند الرجال حول العالم، حيث تزداد نسب الإصابة به بالتقدم بالعمر، ويمكن أن يأتي في أشكال مختلفة، فبعض الرجال يعانون من أنواع عنيفة ومتقدمة، ويكون علاج هذه الأنواع أكثر صعوبة، مما يزيد من نسبة الوفاة في هذه الحالات.