داء باجيت في العظام هو مرض يتداخل مع دورة الجسم الطبيعية، التي يقوم الجسم فيها باستبدال العظام الجديدة بأخرى جديدة، ومع مرور الوقت يقوم هذا المرض بالتأثير على العظام لتفقد شكلها، وتصبح مرتخية، ويحدث هذا المرض بصورة شائعة في منطقة الحوض والجمجمة، والعمود الفقري، والرجلين.
ويزيد خطر الإصابة بداء باجيت مع التقدم في السن، ويزيد خطر الإصابة لو كان أحد أفراد العائلة مصاباً بهذا الداء، ومن أعراض هذا الداء وجود كسور في العظام، وفقدان السمع، ووجود خلل في أعصاب العمود الفقري.
أعراض داء باجيت
أغلب الأشخاص المصابون بداء باجيت في العظام، لا تظهر عليهم أي أعراض، وعندما تحدث هذه الأعراض تظهر في صورة ألم في العظام. ويتسبب هذا الداء في ظهور العديد من العظام الجديدة بصورة أسرع من المعتاد، وبسبب سرعة تكون العظام، يتم إنتاج عظام جديدة أضعف من العظام الطبيعية، وبالتالي يجدث ألم في العظام، وحدوث تشوهات في تركيب العظام.
وربما يؤثر هذا الداء على منطقة أو أثنان من الجسم، وربما يؤثر على الجسم كله، وفي حالة ظهور أياً من الأعراض، فسيعتمد ظهورها على المنطقة المصابة، ومن المناطق التي تتعرض للإصابة:
- الحوض، فلو تمت الإصابة في منطقة الحوض، يمكن أن يتسبب داء باجيت في الشعور بالألم في الوركين.
- الجمجمة، فزيادة نمو العظام في منطقة الجمجمة، قد يتسبب في فقدان السمع والصداع.
- العمود الفقري، فعند إصابة العمود الفقري، يمكن أن يحدث ضغط على جذور الأعصاب، وبالتالي الشعور بالألم، ووجود تنميل في منطقة الذراعين والرجلين.
- القدم، فنتيجة لضعف العظام قد تنحني، وبالتالي يصبح الشخص غير قادر على الحركة بصورة سليمة، فتتضخم العظام في منطقة القدم، وتفقد شكلها، وبالتالي قد تؤثر على المفاصل القريبة، ونتيجة لهذا قد يحدث التهاب المفاصل في الركبة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
تحدث إلى الطبيب في حالة شعرت بالتالي:
- ألم في العظام والمفاصل.
- الشعور بالتنميل والضعف.
- تشوهات في العظام.
مضاعفات داء باجيت
في أغلب الحالات، يستغرق داء باجيت بعض الوقت ويتقدم ببطيء، لذا يمكن التحكم فيه لدى جميع المصابين، ولكن من المضاعفات المحتملة:
- الكسور والتشوهات، حيث تتكسر العظام المصابة بسهولة، وتقوم الأوعية الدموية الموجودة بهذه العظام المتشوهة بزيادة نزيف هذه العظام أثناء العمليات الجراحية، وقد تنحني عظام الرجل، وبالتالي لا تستطيع المشي بصورة طبيعية.
- الفصال العظمي، فيمكن أن تتسبب هذه العظام المصابة في زيادة الضغط على المفاصل القريبة، وبالتالي الإصابة بالفصال العظمي.
- فشل عضلة القلب، قد يتسبب داء باجيت في إجبار القلب على العمل بصورة أقوى، وذلك حتى يقوم القلب بضخ الدم للمنطقة المصابة في الجسم، وبالنسة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، فقد يزيد هذا من الضغط على القلب، وبالتالي فشل عضلة القلب.
- سرطان العظام، حيث تتم الإصابة بسرطان العظام لدى الأشخاص الذين يعانون من داء باجيت بنسبة لا تتجاوز الـ 1%.
أسباب داء باجيت
السبب في حدوث داء باجيت في العظام غير معروف، ويشك العلماء في وجود مجموعة من العوامل البيئية والوراثية، والتي قد تتسبب في حدوث هذا المرض، وقد ثبت وجود علاقة بين بعض الجينات والإصابة به، ويعتقد بعض العلماء بوجود علاقة بين داء باجيت وبين الإصابة الفيروسة في خلايا العظام، ولكن هذه النظرية ليست مؤكدة بعد.
عوامل خطر داء باجيت
من العوامل التي تزيد من خطر داء باجيت:
- السن، فالأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الـ40 عاماً، يكونون أكثر عرضة للإصابة به.
- الجنس، فالرجال أكثر عرضة للإصابة به أكثر من النساء.
- التاريخ العائلي، ففي حالة وجود أحد الأشخاص المصابين داخل العائلة، فقد يزيد ذلك من خطر إصابتك به.
تشخيص داء باجيت
سيقوم الطبيب بالفحص الجسدي للمريض، وسيقوم بفحص المناطق التي تُسبب الشعور بالألم، وربما يطلب الطبيب من المريض القيام بعمل فحص بالأشعة السينية، أو فحص للدم، وذلك لتأكيد الإصابة بهذا المرض.
فحوصات التصوير
يمكن الكشف عن التغيرات التي تحدث في منطقة العظام من خلال القيام بالفحوصات التالية:
الأشعة السينية
عادة ما يتم الكشف عن أي مشكلات في منطقة العظام من خلال الأشعة السينية، حيث تستطيع هذه الأشعة الكشف عن أماكن تضخم العظام والتشوهات، والتي تُعد من العلامات المميزة لداء باجيت، مثل انحناء العظام.
فحص للعظام
يتم فحص العظام من خلال القيام بحقن الجسم ببعض العناصر المشعة، حيث تقوم هذه المواد بالانتقال إلى المناطق المصابة داخل العظام، وتظهر هذه المناطق كنقط مضيئة خلال الفحص.
الفحوصات المعملية
عادة ما يعاني المصابون بهذا الداء من ارتفاع الفوسفات القلوي داخل الدم، والذي يتم الكشف عنه من خلال القيام بفحص للدم.
علاج داء باجيت
إن لم تكن تعاني من أي أعراض، ربما لن تحتاج إلى علاج، ولكن إذا تم التعرف على المرض من خلال وجود الفوسفاتاز القلوي، وأصبح للمرض تأثيره الخطير على بعض مناطق الجسم مثل الجمجمة، العمود الفقري، قد ينصح الطبيب بالخضوع للعلاج لتجنب أي مضاعفات قد تحدث، حتى ولو لم تظهر أعراض المرض.
الأدوية
تُعتبر البيسفوسفونات أشهر الأدوية المستخدمة لعلاج داء باجيت، وقد يتم تناولها من خلال الفم، أو عن طريق الحقن، وتُعتبر الأدوية الفموية جيدة في التعامل مع داء باجيت، لكنها قد تتسبب في حدوث تهيج داخل الجهاز الهضمي، ومن هذه الأدوية:
- دواء الأليندورنيت (Alendronate).
- الإيباندورنيت (Ibandronate).
- الباميدورينت (Pamidronate).
- ريسيدرونات (Risedronate).
- حمض الزولدرونيك (Zoledronic acid).
ونادراً ما كان العلاج بالبيسفوسفونات مرتبطاً بألم العضلات والمفاصل الحاد، والذي قد لا يتم علاجه عند التوقف عن تناول الدواء. ويمكن أن يكون للبيسفوسفونات بعض المخاطر النادرة، ومنها موت قطاع من خلايا الفك، وعادة ما يرتبط الأمر بأمراض الأسنان .
وإن كنت لا تستطيع تناول البيسفوسفونات، فقد يقوم الطبيب بوصف دواء الكالسوتنين، وهو هرمون يدخل في تنظيم عملية الأيض الخاصة بالعظام، وهو دواء يتم تناوله عن طريق الحقن أو في صورة بخاخ عن طريق الأنف، وقد تتمثل الأعراض الجانبية في حدوث القيء، انتفاخ الوجه، التهاب في منطقة الحقنة.
الجراحة
في بعض الحالات النادرة، ربما يكون التدخل الجراحي أمراً ضرورياً، وذلك للقيام بالتالي
- المساعدة في شفاء الكسور.
- استبدال المفاصل التالفة بسبب التهاب المفاصل الحاد.
- إصلاح تشوهات العظام.
- تقليل الضغط على الأعصاب.
ويتسبب داء باجيت في زيادة عدد الأوعية الدموية في المنطقة المصابة، وزيادة خطر الإصابة بفقدان الدم خلال العمليات الجراحية، وإن كنت ستخضع لعملية لعلاج داء باجيت، قد يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي قد تساعد في تقليل نشاط المرض، وتقليل فقدان الدم خلال العمليات الجراحية.
أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلية
لتقليل خطر الإصابة بمضاعفات هذا الداء، ربما يمكنك تجربة الخطوات التالية:
تجنب التعرض للسقوط
الإصابة بهذا المرض تجعلك أكثر عرضة للإصابة بكسور العظام، واسال الطبيب عن بعض النصائح والتي قد تساعدك في تجنب التعرض للسقوط، وربما ينصح الطبيب باستخدام عكاز.
وهناك بعض النصائح التي يجب اتباعها داخل المنزل، فقم بتغطية الأرضيات، تجنب المشي على أرضية زلقة، وقم بوضع بعض السجاجيد المانعة للانزلاق داخل المرحاض، وقم بوضغ درابزين للسلم ليساعد على الصعود والنزول دون التعرض للسقوط.
تناول الطعام بصورة جيدة
تأكد من أن نظامك الغذائي يحتوي على كميات مناسبة من الكالسيوم، وفيتامين د، الذي يساعد العظام على امتصاص الكالسيوم، ويُعتبر هذا أمراً مهماً في حالة تناولك لأدوية البيسفوسفونات، وقم بعرض نظامك الغذائي على الطبيب، والذي قد ينصحك بتناول الفيتامين ومكملات الكالسيوم.
مارس التمارين
ممارسة التمارين بصورة دورية يُعتبر أمراً ضرورياً للحفاظ على قدرة المفاصل على الحركة، ولتقوية العظام، وقم بالتحدث إلى الطبيب قبل ممارسة أي نشاط، لأن الطبيب سينصحك بممارسة نوع الرياضة التي تناسبك وتناسب حالتك.
الاستعداد لموعد الطبيب
لا تظهر أي أعراض على أغلب المصابين بداء باجيت، وقد لا يتم الكشف عن وجوده إلا من خلال إجراء فحص بالأشعة السينية، أو من خلال فحص الدم، وقد تتوجه لطبيب مختص بعلاج مشكلات المفاصل والعضلات، أو طبيب مختص في علاج مشاكل الهرمونات.
ما يمكنك عمله
قبل التوجه لموعدك مع الطبيب قم بسؤاله، فإن كانت هناك أي إرشادات يجب عليك التقيد والالتزام بها، مثل الصيام قبل عمل فحص معين، ومن الأشياء التي يمكنك عملها أيضاً:
- قم بكتابة الأعراض، حتى تلك التي قد لا ترتبط بالداء.
- بعض المعلومات الشخصيةن والتي قد تتضمن تعرضك للتوتر والضغط.
- قم بكتابة الأدوية التي تتناولها، حتى لو كانت عبارة عن مجموعة من المكملات والفيتامينات.
أسئلة ستسألها للطبيب
- ما هو سبب ظهور أعراضي؟
- ما هو السبب الرئيسي لظهور هذه الأعراض؟
- ما الفحوصات التي سأحتاج لإجرائها؟
- هل حالتي مؤقتة أو مزمنة؟
- ما هو أفضل إجراء بإمكاني عمله؟
- ما هي البدائل للعلاج الذي اقترحته؟
- كيف سأتعامل مع المرض في وجود مشكلات صحية أخرى؟
- هل هناك أية تعليمات يجب أن ألتزم بها؟
- هل هناك أية أوراق مطبوعة بإمكاني أخذها للمنزل، وهل هناك موقع طبي محدد تنصحني بزيارته؟
وإن شعرت بالرغبة في سؤال الطبيب عن بعض الأسئلة الأخرى فلا تتردد.
ما تتوقعه من الطبيب
- هل تشعر بالخدر أو التنميل؟
- هل تعاني من ضعف العضلات؟
- هل تعاني من الصداع؟
- هل تعاني من بعض المشكلات السمعية مؤخراً؟