اصابات الاسنان هي عبارة عن مجموعة من الإصابات التي تصيب الأسنان، وقد تكون على شكل كسر صغير في الضرس وعادة ما يكون مقتصر على طبقة المينا الخارجية، أو قد يكون عبارة عن كسر عميق وقد يؤثر هذا الكسر على طبقة المينا والعاج، أو قد يكون عبارة عن موت لأنسجة اللب الداخلي، وهذه الإصابة قد تؤدي إلى حدوث عدوى خطيرة وقد تتسبب في تكون خراج.
في حالة حدوث كسر خطير قد يتسبب في كشف كلاً من منطقة العاج واللب، لذا يجب علاجه بصورة مناسبة، ويعتبر أكثر العوامل المؤثرة في نجاح زراعة الأسنان هو المدة التي خُلع خلالها الضرس، من الممكن تقديم العناية الطبية للضرس المخلوع بالتاج الخاص به وليس الضرس المخلوع بجذره.
يمكن الوقاية من اصابات الاسنان عن طريق وضع تقويم على الأسنان الأمامية، وعن طريق استخدام أقنعة الوجه، وواقي الفم أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
الأسباب الشائعة لـ اصابات الاسنان
يمكن أن تحدث اصابات الاسنان بسبب حدوث إصابة للوجه، أو حادثة، أو السقوط من مكان ما، أو الإصابة أثناء ممارسة الرياضة مثل كرة القدم، والهوكي، والكرة الطائرة، وكرة السلة، وكرة القاعدة.
يجب علاج المرضى الذين يعانون من إصابات في الرأس، والعنق، والوجه داخل المستشفيات بصورة عاجلة، وقد تتسبب الإصابات في حدوث نزيف من الأنف أو الأذن، وكذلك قد تتسبب في حدوث ارتجاج الدماغ، والدوخة، فقدان الذاكرة، والصداع الشديد، وألم الأذن، وكسور الجمجة والفك.
يتواجد فريق كامل من جراحي الفم داخل كل مشفى، يقوم هذا الفريق بعلاج اصابات الاسنان المختلفة، حيث يستطيع هذا الفريق علاج كسور الجزء العلوي أو السفلي من الفك، كما يستطيع القيام بعمليات إزالة للأسنان وإعادة بنائها.
يمكن أن تحدث كسور الأسنان بسبب تسوس الأسنان ومضغ وعض الأشياء الصلبة مثل الأقلام الرصاص، ومكعبات الثلج، والحلوى الصلبة. يمكن علاج اصابات الاسنان التي لا يكون سببها حادثة للرأس أو الرقبة داخل عيادة الطبيب، وقد تتسبب بعض اصابات الاسنان مثل كسر الضرس، وخلع الضرس، وتغير مكان الضرس في حدوث تورم لللثة وأنسجة الفم. يمكن علاج هذا الأمر عن طريق وضع أكياس من الثلج أو مكعبات الثلج داخل الفم فوق مكان الإصابة، أو فوق الخد، أو فوق الشفتين، وذلك من أجل تقليل الألم والتورم قبل الذهاب للطبيب.
علاج اصابات الاسنان
القناة الجذرية
القناة الجذرية عبارة عن علاج لمنطقة اللب الموجود داخل الأسنان الملتهبة، أو المصابة بالعدوى البكتيرية، أو الميتة، واللب هو عبارة عن مادة لينة موجودة داخل مركز الضرس وتتكون من العصب، والأوعية الدموية، والأنسجة الضامة. وتجويف اللب هو عبارة عن جزء أجوف في مركز الضرس، والذي يحتوي على اللب والقنوات السفلية له، والذي يمتد خلال جذور الأسنان والمناطق المحيطة بالعظام، يكون لبعض الجذور أكثر من قناة جذرية، ولكن يتواجد لكل جذر قناة واحدة على الأقل.
علاج كسور الأسنان
يمكن تتراوح كسور الأسنان ما بين كسور صغيرة (تتضمن كسور في الطبقات الخارجية والمسماة بالمينا والعاج) أو كسور شديدة (يقصد بها الكسور العمودية، أو الأفقية، أو إصابات الجذور).
طبقة المينا وطبقة العاج هما الطبقتان المسئولتان عن الحماية الخارجية للأسنان، والمينا هي عبارة عن الطبقة الخارجية البيضاء الصلبة، والعاج هو عبارة عن طبقة صفراء تقع أسفل مينا الأسنان، وتقوم كلا الطبقتان بتوفير الحماية للأنسجة الداخلية للأسنان والمسماه باللب، والجزء الظاهر من الأسنان داخل الفم يسمى بتاج السن، وهو عبارة عن جزء من تركيب الضرس بأكمله، حيث يختفي الجزء المتبقي من الضرس داخل العظام ويسمى بالجذر.
يتم القيام بعدد من الفحوصات من أجل تأكيد إذا ما كان هناك كسر داخل السن أو لا، وفي بعض الحالات قد يساعد استخدام أشعة الأسنان في تشخيص الأمر، وتحديد مكان الكسر، وقياس مدى انتشار الكسر.
علاج اصابات الاسنان الخطيرة
تعتبر اصابات الاسنان أو كسور الأسنان الخطيرة هي الكسور التي تكشف عن المينا، والعاج، واللب، ويجب علاج هذه الكسور فوراً، فيمكن أن تتسبب اصابات الاسنان الخطيرة في تحريك الأسنان من مكانها، وقد تسبب في حدوث نزيف اللثة، يقوم طبيب الأسنان أحياناً بتثبيت الضرس المتحرك ليساعده على الاستقرار حتى تتماثل اللثة والعظام للشفاء، ويقوم الطبيب بهذا الإجراء من أجل منع سقوط الضرس من مكانه بصورة كاملة.
قد يقوم الطبيب بإجراء القناة الجذرية خلال الزيارة الأولى بعد تعرض اللب الداخلي للعوامل البيئية داخل الفم، وذلك لتجنب خطر الإصابة بالعدوى، وقد يحاول الطبيب القيام بإجراء بديل من أجل تخفيف ألم الأسنان، فقد يقوم بوضع بعض المواد المهدئة وجبيرة على الضرس، ومن ثم سيقوم بإعادة تقييم للضرس خلال أسبوعين أو أربعة أسابيع، وذلك ليرى إن كان إجراء القناة الجذرية ضرورياً أو لا.
في حالة تماثل الضرس للشفاء واستقراره داخل الفم، سيقوم الطبيب بإزالة الجبيرة وسيقوم بوضع حشو للضرس أو تاج من أجل علاج الكسر الموجود داخل الضرس، وقد يتم الكشف على الضرس بين الحين والآخر لمعرفة إن كان الضرس سيحتاج إلى مزيد من العلاجات أو لا.
تعتبر أكثر اصابات الاسنان خطورة هي الكسور الرأسية، أو الأفقية، أو القطرية بجذور الأسنان، ففي أغلب الحالات يحدث تخلخل للضرس، وتتسبب اصابات الاسنان في ترك الضرس بحالة لا يمكن فيها القيام بأي إجراء، وبالتالي يكون خلع الضرس أمراً ضرورياً.
عادة ما يتم استبدال الضرس المخلوع بآخر صناعي يمكن تحريكه، ويعتبر هذا إجراءاً مؤقتاً حتى يتم القيام باستبدال للضرس بطريقة أخرى. هناك بعض الحالات المحددة، والتي يكون الكسر فيها متواجد بالقرب من مقدمة الجذر، وقد لا يتطلب الأمر القيام بخلع الضرس، وقد يتطلب الأمر القيام بعلاج القناة الجذرية في حالة ظهرت أي من علامات موت اللب أو العدوى البكتيرية، وعادة ما يتم القيام بفحص الأشعة السينية كل فترة من أجل الكشف عن الضرس المكسور.
علاج كسور الأسنان الصغيرة
عادة ما يتضمن الكسر الصغير حدوث كسر داخل مينا الأسنان فقط، ولا يتحرك الضرس من مكانه، ولا يحدث نزيف لللثة، وقد يكون العرض الوحيد في هذه الحالة هو وجود حافة حادة، تتسبب هذه الحادة في حدوث تهيج للخد واللسان، والضرس المكسور نفسه لن يكون مؤلم أو حساس تجاه الطعام أو الحرارة، ويكون خطر التعرض لإصابة اللب صغير جداً.
لا يعتبر علاج كسور الأسنان الصغيرة من الحالات العاجلة، فقد يتم وضع كمية من الشمع التقويمي أو العلكة الخالية من السكر على الحافة الحادة للضرس حتى تذهب للطبيب، اعتماداً على كمية مينا الأسنان التي تم فقدها، عادة ما يتضمن العلاج وضع بعض الحشوات الطبية أو التيجان من أجل استعادة الشكل الطبيعي للضرس.
علاج كسر المينا والعاج
يمكن أن يكون هناك كسر أكبر بحيث يؤثر هذا الكسر على طبقتي المينا والعاج، وبرغم وجود هذا الكسر العميق، ربما لن يحدث تغير لمكان الضرس، ولن تقوم اللثة بالنزيف، ولكن ستكون هذه الكسور حساسة للحرارة، والبلع، والعض. كشف طبقة العاج لفترة طويلة قد يتسبب في حدوث تسوس الأسنان، الذي قد يتطور بسرعة. لهذا السبب لابد من علاج الكسور التي تؤثر على منطقة اللب بسرعة، ويتضمن العلاج وضع حشو للأسنان أو تاج، ولكن في حالة كان هناك ألم مستمر، لابد من القيام بفحص الأشعة السينية من أجل التأكد من سلامة الأسنان.
في حالة حدوث كسر وأثر هذا الكسر على منطقة اللب، فسيتضمن العلاج القيام بخلع الرس أو القيام بعلاج القناة الجذرية، ويتم القيام بخلع الضرس في حالة كان الضرس ضعيف جداً بسبب الكسر، وكان لا يمكن استرجاع شكل الضرس وكان الضرس لا يستطيع القيام بوظيفته بطريقة صحيحة،أما في حالة كان هناك فرصة لاستعادة شكل الضرس ووظيفته، فيمكن القيام بعلاج القناة الجذرية من أجل منع حدوث العدوى، ويتضمن هذا الإجراء إزالة جميع الأنسجة الميتة للب واستبدالها مع مادة داخلية من أجل منع العدوى، وبمجرد اكتمال العلاج، يمكن القيام بحشو أو تاج للسن.
زراعة الأسنان
يعتبر الجزء الأكثر عرضة لسقوط هو الجزء العلوي الدائم من الأسنان، يمكن أن يحدث سقوط للأسنان اللبنية بسبب التعرض لحادثة، ولا يتم إعادة زراعتها وذلك لأنها تستبدل طبيعياً لاحقاً.
وفي حالة حدث سقوط للأسنان الدائمة، فتكون الرعاية الطبية من أجل الضرس وتاجه وليس الضرس وجذره، حيث يتم غسل الضرس بعناية بالمياه أو الحليب من أجل إعادة زراعته في مكانه مرة أخرى، ويجب حفظ الضرس داخل الحليب أو سائل الحفظ لكي يقوم الطبيب بزراعته بأقرب وقت ممكن.
في بعض حالات اصابات الاسنان والتي يصاب فيها الأطفال الأكبر سناً والبالغين، الذين يتحلون ببعض الهدوء، يمكنهم الاحتفاظ بالضرس بين الخدود وداخل الفم حتى الذهاب لموعد الطبيب، للأسف لا تعتبر المياه وسطاً مناسباً من أجل الاحتفاظ بالاسنان لفترة طويلة، ويعتبر أكثر العوامل المؤثرة على إعادة زراعة الأسنان هو الوقت الذي بقى فيه الضرس بعيداً عن مكانه، زراعة الأسنان التي تتم خلال ساعة من الحادثة عادة ما ترتبط الأسنان بالمكان الخاص بها بنجاح.
بعد إعادة زراعة الأسنان في مكانها الأصلي، يمكن أن يقوم طبيب الأسنان بعمل جبيرة للضرس، وذلك حتى تتكيف الأسنان، ويتم عمل الجبيرة لمدة أسبوعين إلى ثمانية أسابيع، حيث تساعد على تثبيت الضرس بينما تقوم الأنسجة والعظام حولها بالتماثل للشفاء. وخلال الفترة التي تم تركيب الجبيرة بها يجب على المريض تناول الأطعمة اللينة، وتجنب العض أو المضغ على الجبيرة، وتنظيف الأسنان للحفاظ على نظافة الفم بقدر الأمكان.
في البالغين لابد أن يتم القيام بإجراء القناة الجذرية من أجل إعادة زراعة الضرس، ويجب أن يتم الأمر خلال عشرة أيام، بالنسبة للأطفال الذين لم تتكون جذور الأسنان لديهم بصورة كاملة، ربما لن يكونوا بحاجة للخضوع لإجراء القناة الجذرية، ويجب مراقبة الأسنان لمدة خمسة سنوات على الأقل من أجل البحث عن أعراض وعلامات مثل الألم، وخراجات اللثة، ويمكن للأشعة السنية الكشف عن مشكلات موت اللب الداخلي.
يتم استخدام الأدوية التي تستخدم بدون وصفة طبية لدى أغلب الأشخاص، والذين خضعوا لعمليات زراعة الأسنان، ومن الأدوية التي يتم استخدامها الأسيتامينوفين والايبوبروفين، لأنها من الأدوية الأكثر فاعلية من أجل تخفيف الألم ولأنه لا يمكن غسل الأسنان التي تم وضع الجبيرة عليها بصورة طبيعية، فتقوم الجبيرة بتكوين عدد من الطبقات والأطعمة، يمكن استخدام الكلورهيكسيدين، وهو غسول للفم من أجل الوقاية من التهابات اللثة، ويمكن استخدام المضادات الحيوية الخاصة بالفم والحقن من أجل المرضى المصابين بجروح في الأنسجة.