إليكم دليل شامل عن مشكلة انتفاخ أو تضخم الغدة الدرقية Goiter وأنواعها وأسباب حدوثها وأعراضها المصاحبة وكيف يتم تشخيص المشكلة وعلاجها وهل يمكن الوقاية منها وما مدى خطورتها ومعلومات أخرى عديدة.
ما هو تضخم الغدة الدرقية؟
تضخم الغدة الدرقية (بالإنجليزية Goiter أو Goitre) هو نمو غير طبيعي للغدة الدرقية التي تتواجد عند قاعدة العنق أسفل تفاحة آدم، ويمكن أن يكون هذا التضخم نضخم أو زيادة عامة للغدة أو يمكن أن يحدث نتيجة نمو غير طبيعية للخلايا المكونة للعقيدات في الغدة.
أنواع تضخم الغدة الدرقية
يتم تصنيف انتفاخ العدة الدرقية بعدة طرق مختلفة تتضمن طريقة نمو هذا التضخم وهل مستويات هرمون الغدة الدرقية منتظمة أم لا. وتتضمن أنواع تضخم الغدة الدرقية ما يلي:
- تضخم الغدة الدرقية البسيط Simple goiter: يحدث عندما لا تقوم الغدة الدرقية بإنتاج كمية كافية من الهرمونات، لذا تقوم الغدة بزيادة حجمها لتعويض هذا النقص.
- تضخم الدرقية المتوطن Endemic goiter: يحدث هذا النوع نتيجة نقص اليود في النظام الغذائي، حيث تستخدم الغدة اليود لصنع الهرمونات الخاصة بها. ويحدث هذا النوع عادة في الدول التي يتم فيها إضافة اليود للملح.
- التضخم عديد العقيدات Multinodular goiter: يحدث هذا النوع عندما تنمو بعض الكتل تُعرف باسم العقيدات داخل الغدة الدرقية.
- تضخم الغدة الدرقية المتقطع أو غير السام Sporadic or nontoxic goiter: عادة لا يوجد سبب واضح لهذا النوع، ويمكن لبعض الحالات الطبية والأدوية أن تقوم بتحفيز هذا النوع.
- تضخم الدرقية السام Toxic goiter: يتم استخدام هذا المصطلح عندما يكون التضخم مرتبط بمرض فرط نشاط الغدة الدرقية، وهذا يعني أن الغدة الدرقية تقوم بصنع كمية كبيرة من هرمون الدرقية.
أعراض تضخم الغدة الدرقية
يمكن أن يتراوح حجم الغدة المتضخمة ما بين صغير وما بين حجم يصعب ملاحظته ويمكن أن يكون حجمها كبير جداً، وتتضمن بعض أبرز أعراض حالة تضخم الغدة الدرقية ما يلي:
- وجود كتلة في مقدمة العنق، أسفل تفاحة آدم مباشرة.
- وجود شعور بالضيق في منطقة الحلق.
- تغير في الصوت.
- تورم الوريد في العنق.
- شعور بالدوخة عند رفع اليدين فوق الرأس.
- صعوبة في التنفس.
- السعال.
- صفير عند التنفس.
- صعوبة في البلع.
وبعض الأشخاص الذين يعانون من هذا التضخم قد يعانون من فرط نشاط الغدة أيضاً وتظهر عليهم بعض الأعراض الأخرى مثل:
- زيادة نبضات القلب.
- خسارة في الوزن لا يمكن تفسيرها.
- الإسهال.
- التعرق بدون ممارسة أي تمارين أو ارتفاع درجة حرارة الغرفة.
- الرعشة.
- التهيج.
كما يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من قصور في نشاط الغدة وحينها قد تظهر بعض الأعراض مثل:
- الشعور بالتعب.
- الإمساك.
- جفاف الجلد.
- اكتساب للوزن غير مبرر.
- عدم انتظام الدورات الشهرية.
هل تضخم الغدة الدرقية يسبب الاختناق؟
بعض الأشخاص الذين يعانون من هذا التضخم يتعرضون لأعراض في منطقة العنق وقد يولد هذا في بعض الأوقات شعور بانحباس الطعام في العنق أو الحلق وشعور بالاختناق. كما أشارت بعض الدراسات لدى بعض المرضى إلى أن حجم العقدة المسببة للتضخم تؤثر بشكل مباشر على القدرة على البلع.
شكل تضخم الغدة الدرقية
حالة متقدمة من تضخم الدرقية:
أسباب تضخم الغدة الدرقية
توجد بعض الأسباب التي يمكن أن تؤدي للإصابة بهذا التضخم منها:
- نقص اليود Iodine deficiency: يُعتبر نقص اليود من أشهر أسباب حدوث هذه المشكلة الصحية، حيث تحتاج الغدة الدرقية لليود لصنع هرمونات الدرقية والتي تنظم عملية الأيض (التمثيل الغذائي).
- خمول الغدة الدرقية Hypothyroidism: يحدث نتيجة عدم نشاط الغدة، وعندما تقوم الغدة بإنتاج كمية قليلة من هرمون الدرقية يتم تحفيزها لإنتاج المزيد مما يؤدي لتورمها.
- فرط نشاط الغدة الدرقية Hyperthyroidism: في هذه الحالة تقوم الغدة الدرقية بإنتاج كمية كبيرة من هرمون الدرقية، ويحدث هذا عادة نتيجة وجود مشكلة صحية أخرى مثل مرض جريفز.
وتوجد بعض الأسباب الأخرى ولكنها أقل شيوعاً قد تكون وراء حدوث هذه المشكلة مثل:
- التدخين.
- التغيرات الهرمونية.
- التهاب الغدة الدرقية Thyroiditis.
- الليثيوم.
- كمية كبيرة من اليود.
- العلاج الإشعاعي.
- سرطان الغدة الدرقية.
ويمكن أن تحدث هذه المشكلة لأي شخص، ولكنها أكثر شيوعاً لدى النساء مقارنة بالرجال، ويزيد خطر الإصابة بالتقدم في العمر، وتحدث بشكل شائع للأشخاص بعد عمر الأربعين. كما تزيد نسبة الإصابة في حالة وجود العوامل التالية:
- السمنة.
- مقاومة الأنسولين.
- متلازمة الأيض Metabolic syndrome.
تشخيص انتفاخ الغدة الدرقية
عادة ما يقوم الطبيب بتشخيص تضخم الغدة الدرقية بعد عمل فحص جسدي والشعور بوجود انتفاخ في الغدة، ولكن وجود هذا التضخم عادة ما يُشير لوجود مشكلة في الغدة ولاكتشاف تلك المشكلة وتأكيد التشخيص يتم اللجوء للفحوصات والتحاليل التالية:
- فحص الدم الخاص بالغدة الدرقية: يقوم هذا الفحص بقياس مستويات هرمونات الدرقية والذي يوضح مدة كفاءة عمل الدرقية.
- فحص الأجسام المضادة: فحص دم يقوم بالبحث عن بعض الأجسام المضادة المعينة التي يتم إنتاجها في بعض أنواع تضخم الدرقية، والأجسام المضادة هي بروتين يتم صنعه بواسطة خلايا الدم البيضاء تقوم بالدفاع عن الجسم ضد أي مسببات للمرض.
- فحض الغدة الدرقية بالموجات فوق الصوتية: الموجات فوق الصوتية هو إجراء يقوم بإرسال موجات صوتية عالية التردد من خلال أنسجة الجسم، ويتم تسجيل صدى هذه الموجات وتحويلها لفيديو أو صورة تستخدم لفحص جزء الجسم المصاب.
- الخزعة: تتضمن إزالة عينة من الأنسجة أو الخلايا ليتم دراستها وفحصها في المعمل، ويتم اللجوء لهذا الفحص في حالة كان العقد الموجودة في الغدة كبيرة، ويُستخدن عادة لاستبعاد الإصابة بالسرطان.
- اختبار امتصاص ومسح الدرقية Thyroid uptake and scan: اختبار تصويري يقدم معلومات عن حجم ووظيفة الدرقية وخلال هذا الفحص يتم استخدام كمية صغيرة من مادة مشعة وحقتها في الوريد لإنتاج صورة للدرقية على شاشة الكمبيوتر.
- الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي للغدة: يتم اللجوء لتلك الفحوصات في حالة كان تضخم الغدة كبير أو النتشر لمنطقة الصدر، وتُستخدم تلك الفحوصات لقياس الحجم ومدى الانتشار.
هل انتفاخ الغدة الدرقية خطير؟
تعتمد إجابة هذا السؤال على نوع التضخم والسبب وراء حدوثه، فبعض الأنواع وخاصة النوع البسيط قد يختفي من لقاء نفسه أو يحتاج لعلاجات بسيطة ولكن في حالة استمرار تضخم وزيادة كبر حجم الدرقية، يمكن أن تضغط على التكاوين والأعضاء المجاورة وتتسبب في حدوث صعوبة في التنفس والبلع وتغيرات في الصوت. وفي حالة حدوث هذا التضخم بسبب مشكلة صحية أخرى ولم يتم علاج هذه المشكلة، قد يُصاب الشخص بالمضاعفات الخاصة بهذا المرض.
علاج تضخم الغدة الدرقية
في حالة كان التضخم صغير ولا يتسبب في حدوث أي إزعاج، فقد يوصي الطبيب بالانتظار وملاحظة التغيرات ثم وصف العلاج إذا تطلب الوضع، ولكن في بعض الحالات الأخرى قد تُستخدم طرق العلاج التالية:
علاج تضخم الغدة الدرقية بدون جراحة:
يمكن استخدام اليود المشع، فعندما تقوم الغدة بإنتاج كمية كبيرة من الهرمون يمكن أن يساعد اليود المشعة في تقليص حجم الغدة وتقليل حجم الانتفاخ، ولكن لا يُعتبر هذا الخيار العلاجي آمن للنساء الحوامل أو المرضعات كما لا يُنصح به للنساء اللاتي تخططن لأي منهما. كما يمكن أن يتسبب هذا العلاج في حدوث مشاكل طويلة الأمد لذا يجب أن يحدد الطبيب هل من المناسب والآمن استخدامه أم لا.
أدوية تضخم الدرقية:
في حالة كان التضخم نتيجة عدم إنتاج الجسم لكمية كافية من هرمون الدرقية يمكن أن يصف الطبيب مكملات هرمون الدرقية في حالة نقصه، وفي حالة كان التضخم نتيجة التهاب فقد يصف أدوية مضادة للالتهابات أو الستيرويدات. وفي حالة كان التضخم نتيجة فرط نشاط الغدة فقد يصف الطبيب أدوية مضادة لهذا النشاط. وتتضمن أمثلة الأدوية التي يتم استخدامها:
- ليفوثيروكسين Levothyroxine.
- ميثيمازول Methimazole.
- بروبيل ثيوراسيل Propylthiouracil.
عملية تضخم الغدة الدرقية:
يتم اللجوء لهذا الخيار في الحالات التي يتسبب فيها انتفاخ الدرقية في حدوث أعراض مزعجة مثل صعوبة البلع أو التنفس، ويتم خلال عملية استئصال الغدة الدرقية إزالة جزء من الغدة أو كلها في المكان الذي أصبح فيه التضخم كبير لدرجة ظهور تلك الأعراض.
كما يمكن استخدام الجراحة أحياناً لإزالة بعض العقيدات، ويجب اللجوء لهذا الخيار في حالة تواجد السرطان، ووفقاً لحجم أو مقدار الغدة التي تم إزالتها سوف يحتاج المريض لاستخدام العلاج ببدائل هرمون الدرقية لبقية حياته.
هل يمكن الوقاية من تضخم الغدة الدرقية؟
يٌعتبر تضخم الدرقية الناتج عن نقص اليود هو النوع الوحيد الذي يمكن الوقاية منه، فاتباع حمية غذائية تتضمن السمك ومنتجات الألبان وكمية صحية من ملح الطعام الذي يحتوي على اليود يمكن أن يساعد في الوقاية من الإصابة. ولا يُنصح باستخدام مكملات اليود إلا بعد استشارة الطبيب حيث يمكن أن تتسبب في حدوث بعض المشاكل الصحية.