molar pregnancy بالعربي يعني الحمل العنقودي وهو نادر الحدوث، وبالرغم من أن أعراضه في البداية مشابهة للحمل الطبيعي، لكن لاحقا الأمر يختلف، كما أن له نوعين سنتعرف عليهما وعلى معلومات أكثر عن أسبابه وكيفية علاجه وأهم الأسئلة الشائعة عنه.
ما هو الحمل العنقودي؟
يتكون الحمل العنقودي، في حال حدثت مشكلة في البويضة المخصبة، وبالتالي يكون هناك صعوبة في تطور كل من الطفل والمشيمة بالشكل المطلوب، وهو ما يسبب ضرورة إنهاء الحمل فورا.
أنواع الحمل العنقودي
يوجد نوعان أساسيان، وهما:
الحمل العنقودي الكامل
تكون فيه الأنسجة الخاصة بالمشيمة غير طبيعية، إلى جانب أنها تكون متورمة وفي صورة كيس يحتوي على السوائل، وجدير بالذكر أن في هذا النوع من الحمل، لا تتكون فيه أي أنسجة جنينة.
الحمل العنقودي الجزئي
في هذا النوع من الحمل، قد توجد كل من أنسجة المشيمة غير الطبيعية والطبيعية، جنبا إلى جنب، بل وقد يتكون جنين أيضا، لكن دون أن يظل على قيد الحياة، وقد يتعرض إلى الإجهاض مبكرا في الحمل.
أعراض الحمل العنقودي
بالرغم من تشابه الأعراض في البداية مع الحمل العادي والطبيعي، لكن فيما بعد يمكن أن تظهر بعض الأعراض مثل:
- النزيف في المهبل، والذي يكون لونه بين البني الداكن إلى الأحمر الفاتح، ويكون ذلك خلال أول 3 أشهر.
- الشعور بالغثيان والقئ.
- الشعور بالضغط والألم في الحوض.
- أحيانا يكون الأنبوب المهبلي مليء بخراجات تشبه العنب.
في حال ظهور هذه الأعراض، يجب استشارة الطبيب، خاصة أنه يمكن أن يكتشف بعض الأعراض الأخرى، مثل:
- حدوث ارتفاع بضغط الدم.
- نمو سريع في الرحم.
- الإصابة بتسمم الحمل، أو التكيسات في المبيض.
- الإصابة بفقر الدم، أو ازدياد نشاط الغدة الدرقية.
أسباب الحمل العنقودي
سبب الحمل العنقودي هو وجود بويضة لم تخصب بشكل طبيعي، حيث تحتوي الخلايا البشرية لدينا على 23 زوج من الكروموسومات، ويكون واحد من الأم وواحد من الأب.
وفي حالة النوع الكامل، يتم تخصيب البويضة الفارغة من خلال واحد أو اثنين من الحيوانات المنوية، والمادة الوراثية تكون بأكملها من الأب، وهنا يتم خسارة الكرموسومات الناتجة من بويضة الأم، وبالنسبة لكرموسومات الأب فهي تتضاعف أو يتم نسخها.
أما بالنسبة للنوع الجزئي، فتظل كروموسومات الأم كما هي، أما بالنسبة لكرموسومات الأب فتنقسم إلى مجموعتين، وبالتالي يملك الجنين 69 كروموسوم بدلا من من 46.
ويكون ذلك بسبب تخصيب اثنين من الحيوانات المنوية للبويضة، مما ينتج عنه نسخة إضافية من المادة الوراثية الخاصة بالأب.
عوامل الخطر
هناك بعض العوامل التي تسبب زيادة فرص الإصابة بهذه المشكلة، ومن هذه العوامل:
- عمر الأم، فالحمل العنقودي يمكن أن تزيد فرصه بالنسبة للنساء اللاتي يكن أكبر من 35 عام، أو أقل من 20 عام.
- في حالة الإصابة سابقا بالحمل العنقودي، قد تزداد فرص تكرار الإصابة به، ويمكن أن يتكرر الحمل بمتوسط 1 من كل 100 سيدة.
مضاعفات الحمل العنقودي
من مضاعفات الحمل التي قد تحدث بسبب الحمل العنقودي، حالة تعرف بورم الأرومة الغاذية المستمر، وذلك بسبب بقاء بعض الأنسجة العنقودية، واستمرارها في عملية النمو.
وهذه الحالة يمكن أن تحدث في حالات الحمل العنبي (العنقودي) الكامل، بنسبة قد تصل إلى 20%، وقد تحدث أيضا في حالات الحمل الجزئي بنسبة قد تصل إلى 5% أو أكثر.
وكعلامة على الإصابة بورم الأرومة الغاذية، هو حدوث ارتفاع بمستوى هرمون الحمل، حتى بعد التخلص من الحمل العنبي (العنقودي)، وفي بعض الأحيان قد يحدث تغلغل للحمل، فيصل إلى الطبقة المتوسطة الخاصة بجدار الرحم، وينتج عن ذلك حدوث نزيف مهبلي.
يمكن علاج ورم الأرومة الغاذية الحملي غالبا بشكل ناجح، وأحيانا قد يتم اللجوء إلى العلاج الكيميائي، أو يتم العلاج من خلال استئصال الرحم
أحيانا وبشكل نادر قد يتطور المرض إلى الشكل السرطاني، وهي حالة تعرف باسم السرطان المشيمائي، ويمكن علاج هذه الحالة من خلال أدوية السرطان.
الحمل العنقودي الغاذي
يعتبر الحمل الغازي نوع فرعي من مرض ورم الأرومة الغاذية الحملي، وتحدث هذه الحالة غالبا خلال سن الإنجاب، وتعتبر من الحالات النادرة جدا للنساء بعد سن اليأس.
الوقاية من الحمل العنقودي
في حال مررت بهذه التجربة من قبل، سيكون من المهم التحدث مع الطبيب أولا قبل التفكير في الإنجاب، فقد يقوم الطبيب بالتوصية أن تنتظري لفترة تتراوح بين 6 أشهر والسنة قبل أن تحملي مجددا، وذلك حتى تقل نسبة خطر تكرار الإصابة.
من أجل الحرص على الوقاية من الإصابة بهذه المشكلة، سيقوم الطبيب بالمتابعة معك في حال كنت حامل، وإجراء الفحوصات اللازمة، ومنها الموجات فوق الصوتية، وقد يقوم بطلب إجراء فحوصات أخرى قبل الولادة، وذلك لتشخيص أي مشكلة محتملة.
تشخيص الحمل العنقودي
في حال الاشتباه في الإصابة، سيطلب الطبيب منك إجراء الفحوصات اللازمة، ومنها فحوصات الدم وقياس نسبة هرمون الحمل، إلى جانب إجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية، والذي قد يكشف عن حالات مهمة في حالة الحمل العنبي الكامل مثل:
- عدم وجود جنين.
- عدم وجود السائل الذي يحيط بالجنين.
- وجود مشيمة كيسية سميكة تملأ الرحم تقريباً.
- تكيسات المبايض.
علاج الحمل العنقودي
لا يمكن أن يستمر الحمل العنقودي مثل الحمل الطبيعي، ويجب إزالة أنسجة المشيمة غير الطبيعية لمنع المضاعفات، ويتكون العلاج عادة من واحد، أو أكثر من الخطوات التالية:
التوسيع والكشط
في هذه الحالة، سيقوم الطبيب بالتخلص من الأنسجة العنقودية من الرحم، وذلك من خلال التوسيع والكشط، ويتم ذلك تحت التخدير سواء كان ذلك عام أو موضعي، ويتم ذلك وأنت مستلقية على ظهرك، وسيقوم الطبيب بإدخال منظار في المهبل، من أجل فحص عنق الرحم وتوسيعه، والتخلص من أنسجة الرحم.
استئصال الرحم
في حال كان هناك خطر متزايد من مرض ورم الأرومة الغاذية الحملي، وعدم وجود رغبة مستقبلية في الحمل، سيتم إزالة الرحم، ويكون ذلك الأمر نادر الحدوث.
عملية شفط الحمل العنقودي
حسب ورقة بحثية تابعة للكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد، يعتبر الكشط من خلال الشفط، هي الطريقة المفضلة للتخلص من الحمل العنقودي الكامل.
أما فيما يخص الحمل الجزئي، فيكون الكشط بالشفط مناسب أيضا، إلا في حال كان حجم الجنين عائق في إتمام الإجراء.
مراقبة هرمون الحمل
بعد التخلص من الأنسجة العنقودية، سيعمل الطبيب على إعادة مستوى هرمون الحمل إلى طبيعته، ويمكن أن يكون هناك حاجة إلى علاج إضافي، وذلك في حال بقاء أي آثار لهرمون الحمل في الدم.
وعند اكتمال العلاج، سيقوم الطبيب بالاستمرار في مراقبة مستوى هرمون الحمل لفترة تتراوح بين 6 أشهر إلى سنة، وذلك للتأكد من عدم وجود أي من الأنسجة العنقودية.
وقد يطلب منكِ طبيبكِ الانتظار لفترة تتراوح بين 6 إلى 12 شهراً قبل الحمل مرة أخرى، وذلك لأن مستويات هرمون الحمل تكون في زيادة أيضاً أثناء الحمل العادي، وسوف يُوصي طبيبكِ باستخدام نوع موثوق به من وسائل منع الحمل أثناء هذه الفترة.