هل تقوم بالجز على أسنانك وأنت مستيقظ أو وأنت نائم؟ هل تعرف سبب تعرضك لهذه المشكلة؟ تعرفوا معنا من الفقرات التالية على أسباب حدوث مشكلة صرير الأسنان أو الجز على الأسنان وكيف تعرف أنك تعاني منها وما أضرارها وكيف يمكن علاجها والوقاية منها ومعلومات أخرى هامة عنها.
ما هو صرير الأسنان؟
صرير الأسنان أو الجز على الأسنان (بالإنجليزية Bruxism أو Teeth grinding) هي حالة يتم فيها الضغط على الأسنان أو طحن الأسنان أثناء الاستيقاظ أو النوم، ويقوم الكثيرون بفعل هذا مرة كل فترة وهذا لا يوجد منه أي ضرر، ولكن في حالة كانت هذه الحالة مستمرة فقد يتسبب ذلك في حدوث ضرر لعضلات الفك والأسنان ومفاصل الفك الصدغي.
أنواع صرير الأسنان
فعل الضغط على الأسنان متشابه في جميع الحالات، ولكن يوجد نوعان من مشكلة الجز على الأسنان ويتم التعامل معهما كحالتين مختلفتين وهما:
1- الضغط على الأسنان في اليقظة:
كما هو واضح من الاسم، فخلال هذا النوع يقوم الشخص بالجز أو الضغط على الأسنان خلال الاستيقاظ أو بالنهار، وعادة ما يتم ربط هذه الحالة بوجود اضطرابات في المشاعر، فالشعور بالقلق أو التوتر أو الغضب يمكن أن يؤدي لحدوث حالة صرير الأسنان، كما يمكن أن يتسبب التركيز في حدوثها أيضاً.
وهذا النوع عادة لا يحتاج لعلاج، ويعتمد على التعرف على المواقف التي تُثير التوتر وملاحظة الجز على الأسنان ومحاولة تقليل الأمر. وجدير بالذكر أن هذا النوع لا يعتبر اضطراب من اضطرابات النوم، ويُعتبر عادة غير إدراكية.
2- الضغط على الأسنان أثناء النوم:
الجز على الأسنان أثناء النوم هو نوع من أنواع اضطرابات النوم، وخلال هذا النوع يقوم الشخص بالضغط على الأسنان أثناء النوم وبدون إدراك منه، وهذا النوع قد يتسبب في حدوث أضرار أكثر حيث لا يدرك الشخص مدى القوة التي يقوم بها بالضغط على الأسنان، مما يتسبب في حدوث ألم في الفك ومشاكل في الأسنان. وتتضمن بعض أعراض هذا النوع التي تتم ملاحظتها عند الاستيقاظ ما يلي:
- ألم في الوجه.
- ألم في الفك وتصلبه.
- أصوات فرقعة أو نقر عند تحريك الفك.
- صداع.
- أسنان حساسة أو مكسورة أو مرخية.
- ضرر في الأسنان.
- ألم في الأذن.
وعلى الرغم من أن الأشخاص الذين يتعرضون لهذا النوع لا يدركون تعرضهم له، إلا أن الأشخاص النائمين بجوارهم أو بالقرب منهم يكونون قادرين على سماع صرير الأسنان الذي يحدث. وهذا النوع أكثر شيوعاً لدى الأطفال والمراهقين والبالغين الصغار مقارنة بالبالغين في منتصف العمر أو كبار السن.
أعراض صرير الأسنان
يمكن أن تتضمن الأعراض الأخرى المصاحبة لهذه المشكلة ما يلي:
- طحن الأسنان بصوت عالٍ يكفي لجعل الشريك يستيقظ.
- حدوث ضرر في الأسنان مثل تفلطح الأسنان أو انكسارها أو تحركها من مكانها.
- تآكل مينا الأسنان مما يجعل الطبقات العميقة من الأسنان مكشوفة.
- ألم متزايد في الأسنان أو حساسية.
- تعب أو ضيق في عضلات الفك أو انغلاق الفم وعدم فتحه أو انغلاقه بشكل تام.
- ألم في الفك أو العنق أو الوجه أو تورم.
- ألم يُشابه ألم الأذن، على الرغم من أن المشكلة غير صادرة من لأذنين.
- صداع يبدأ من منطقة الصدغ.
- ضرر ينتج عن مضغ ما داخل الخدين.
- اضطراب النوم.
أسباب صرير الأسنان
لا يوجد دائماً سبب واضح ومحدد لحدوث هذه المشكلة، ولكن توجد بعض العوامل المرتبطة بها والتي قد تؤدي لحدوثها، وقد تتضمن عوامل وأسباب الجز على الأسنان ما يلي:
- نمو الأسنان: تُعتبر هذه المشكلة شائعة في الأطفال الصغار في مرحلة نمو الأسنان، ونظراً لأن الأسنان والفك ينموان بسرعة خلال مرحلة الطفولة، تختفي مشكلة الصرير عادة من تلقاء نفسها بدون ترك أي ضرر دائم.
- التوتر: يُعتبر من أبرز أسباب حدوث هذه المشكلة لدى البالغين، سواء في النهار أو الليل.
- التدخين والكحوليات والكافيين: وجدت بعض الدراسات وجود علاقة بين حدوث هذه المشكلة وبين استخدام هذه المواد، وأن المدخنين أو شاربي الكحوليات بشكل منتظم عرضة للإصابة بتلك المشكلة بشكل مضاعف، والنسبة تزيد أيضاً لمحبي الكافيين.
- مشاكل نفسية: القلق والاكتئاب من المشاكل النفسية المرتبطة بحدوث مشكلة صرير الأسنان، وقد تكون تلك المشاكل مرتبطة بمشكلة التوتر السابق ذكرها.
- مشاكل عصبية: قد تسبب بعض المشاكل العصبية مثل مرض هنتنغتون أو مرض باركنسون في حدوث حركة أثناء الليل والتي قد يترتب عليها حدوث هذه المشكلة بالأسنان.
- تناول بعض الأدوية: يمكن أن تحدث تلك المشكلة كأثر جانبي لتناول بعض الأدوية المعنية بما في ذلك مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان.
- انقطاع النفس النومي: يحدث توقف للتنفس بشكل مؤقت خلال النوم عند الإصابة بهذه الحالة، مما يقلل من جودة النوم ويتسبب في الاستيقاظ والذي قد يؤدي بدوره لزيادة نسبة حدوث الجز على الأسنان.
أضرار صرير الأسنان
تتضمن بعض الآثار طويلة المدى الناتجة عن مشكلة الجز على الأسنان ما يلي:
- ألم مزمن في الأذن.
- صداع مزمن.
- تضخم عضلات الوجه.
- ضرر في الأسنان يتطلب إجراءات طبية مثل الحشو أو وضع طرابيش وغيرها.
- اضطرابات المفصل الفكي الصدغي TMJ.
- التهاب أو نزيف اللثة.
علاج صرير الأسنان
تتضمن أبرز الطرق المستخدمة لعلاج هذه المشكلة ما يلي:
1- علاج صرير الأسنان أثناء النوم:
يمكن أن يقترح الطبيب وضع واقي للفم أو ما يُعرف باسم جبيرة الأسنان أثناء النوم لحماية الأسنان من الإصابة بأي ضرر، وهذا الواقي يساعد عن طريق موازنة الضغط على امتداد الفك مما يوفر حاجز بين الأسنان ويقلل من ضوضاء صرير الأسنان.
وعادة ما يتكون هذا الواقي من مطاط مرن أو بلاستيك، كما يمكن لطبيب الأسنان صنع واحد مخصص لكل شخص، أو يمكن شراؤه من الصيدلية ولكن أحياناً قد تكون هذه الأنواع غير مريحة.
بعض أنواع جبيرة الأسنان تكون مصنوعة من بلاستيك أكثر صلابة وبعضها تكون مناسبة للأسنان العلوية، بينما البعض الآخر توضع على الأسنان السفلية. ووفقاً للتصميم والشكل، تحافظ الجبيرة على الفك في وضعية أكثر استرخاءاً أو توفر ما يُشبه الحاجز يمتص أي ضرر قد يحدث بدلاً من حدوثه للأسنان.
2- الأدوية:
يمكن استخدام أحد الأدوية غير الستيرودية المضادة للالتهابات NSAIDs مثل ايبوبروفين Ibuprofen في تخفيف أي ألم أو تورم مصاحب لمشكلة الضغط على الأسنان. وفي بعض الحالات قد يقترح الطبيب، لفترة قصيرة، استخدام أدوية مرخية للعضلات لوقف دورة الصرير، حيث أن هذه الأدوية تعطي عضلات الفك فرصة للاسترخاء مما يقلل من الأعراض.
وفي حالة حدوث مشكلة الصرير كأثر جانبي لأحد الأدوية، يجب التحدث مع الطبيب حول تغيير الأدوية، مع الحرص على عدم وقف أي دواء أو تغيير جرعته دون التحدث مع الطبيب المعالج أولاً.
3- الارتجاع البيولوجي:
الارتجاع البيولوجي هو نوع من أنواع العلاج النفسي، والذي يساعد الشخص في أن يُصبح أكثر إدراكاً لوظائف الجسم غير الإرادية مثل التنفس ونبضات القلب، وتعليمه تقنيات تساعد في التحكم في تلك الوظائف، وعلى الرغم من قلة الأبحاث التي تُشير لفاعلية هذه الطريقة في علاج مشكلة الصرير، إلا أن هناك بعض المراجعات العلمية التي وجدت دليل على أن بعض تقنيات هذه الطريقة ساعدت في تحسين أعراض مشكلة الصرير بعد تجربتها لعدة أيام.
4- حقن البوتوكس:
في الحالات الشديدة من مشكلة صرير الأسنان يمكن أن يقترح بعض الأطباء استخدام حقن البوتوكس التي يمكن أن تُسبب حدوث شلل للعضلات المسئولة عن حدوث هذه المشكلة وبالتالي يتوقف الشخص عن الجز على أسنانه.
ويقوم الطبيب بحقن كميات صغيرة من البوتوكس مباشرة في العضلة الماضغة (العضلة الكبيرة التي تحرك الفك)، وجدير بالذكر أن هذه الحقن لن تساعد في علاج المشكلة ولكن تساعد في إرخاء العضلة مما يقلل الأعراض المصاحبة، كما أن هذه الطريقة مكلفة ويحتاج الشخص لجلسات عديدة للحفاظ على مفعولها.
5- تقنيات تقليل التوتر:
في بعض الحالات قد تكون مشكلة الجز مرتبطة بمشاكل نفسية مثل التوتر والاكتئاب والقلق، وما زال الأمر بحاجة لمزيد من الدراسات، ولكن إذا كانت المشكلة ناتجة عن حالة نفسية فيمكن لبعض تقنيات تقليل التوتر أن تساعد في تقليل حدوثها وتحسين الصحة العامة بشكل عام. وتتضمن التقنيات التي يمكن تجربتها:
- التأمل.
- اليوجا.
- العلاج بالتحدث.
- ممارسة التمارين الرياضية.
6- تمارين عضلات اللسان والفك:
يمكن لتمارين عضلات اللسان والفك أن تساعد في إرخاء عضلات الوجه والفك وتساعد في الحفاظ على المحاذاة الصحيحة لعضلات الفك، ويمكن تجربة تلك التمارين في المنزل أو مع اختصاصي علاج طبيعي. ويمكنك تجربة التالي:
- قم بفتح الفم بشكل واسع أثناء لمس اللسان للأسنان الأمامية، فهذا يساعد في إرخاء الفك.
- قم بقول حرف N يصوت عالي، حيث سيحمي هذا الأسنان العلوية والسفلية من اللمس ويساعد على تجنب صرير الأسنان.
- يمكن أيضاً تجربة تدليك الفك بلطف لإرخاء العضلات.
نصائح للوقاية من الجز على الأسنان
توجد بعض النصائح التي قد تساعد في تقليل أو الوقاية من أعراض مشكلة الضغط على الأسنان وأبرزها:
- تجنب شرب الكحوليات والتدخين وشرب القهوة والكافيين.
- عدم مضغ العلكة، حيث يمكن أن يزيد من احتمال الجز على أسنانك.
- وضع أو تطبيق بعض الحرارة الخفيفة (كمادات دافئة) على الفك لتخفيف الألم والتوتر.
- تقليل أي مواقف قد تثير التوتر والعمل على التحكم في القلق.
- تخصيص بعض الوقت للاسترخاء وممارسة تمارين الاسترخاء مثل تمارين التنفس وغيرها مما سبق ذكره بجانب زيادة النشاط الجسدي.
الجز على الأسنان للأطفال
كما هو الحال مع البالغين، يمكن للأطفال أيضاً أن يتعرضوا لمشكلة صرير أو طحن الأسنان (ما بين 15 إلى 33%)، حيث يمكن للوالدين سماع الطفل يقوم بالجز على أسنانه أثناء نومه، ولكن قد لا تؤدي مشكلة الجز عند الأطفال لحدوث مشاكل دائمة، حيث أن أسنان الأطفال ومنطقة الفك تتغير بسرعة وقد تختفي تلك المشكلة بتقدمهم في العمر ونموهم.
ولكن قد يستمر بعض الأطفال في التعرض لتلك المشكلة حتى سنوات المراهقة، وباختلاف السن قد تتسبب نلك المشكلة في حدوث بعض الأضرار عند الأطفال مثل:
- الصداع.
- ألم الفك.
- اضطرابات الفك الصدغي.
- تضرر الأسنان وتآكلها.
وعلى الرغم من أن التوتر يُعتبر من أبرز أسباب حدوث هذه المشكلة عند البالغين، إلا أن الأسباب تختلف عند الأطفال، فقد تحدث هذه المشكلة للطفل بسبب:
- وجود الحساسيات.
- عدم اتساق (موازنة) الأسنان.
- تهيج الفم.
- انقطاع التنفس النومي.
- الوراثة.
علاج عض الأسنان أثناء النوم عند الأطفال:
يحدد الطبيب طريقة العلاج المناسبة وفقاً لحالة كل طفل، وقد تتضمن طرق العلاج بعض الطرق السابق ذكرها والتي يتم تطبيقها للبالغين، كما يوجد بعض النصائح التي يمكن أن تساعد أيضاً في علاج تلك المشكلة مثل:
- تقليل أي أسباب قد تؤدي لتوتر الطفل، وخاصة قبل موعد النوم.
- تجربة التدليك وتمارين التمديد لإرخاء العضلات.
- الحرص على إدخال كمية وفيرة من الماء في النظام الغذائي الخاص بالطفل، حيث في بعض الأحيان يتم الربط بين الجفاف وبين حدوث تلك المشكلة.